🌹الرابع والثلاثون🌷

1.4K 53 15
                                    

🌷الرابع والثلاثون 🌷
أفضل الذكر "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مع التسبيح والتحميد والتكبير، يقول ﷺ: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀
بعد مرور يومان دخلت الشقة تدندن، تتمايل بسعادة تطربُ قلبها،تحمل الصغير على ذراعها وترقص به لاهية عن الذي يراقبها بصمت، اصطدمت بنظراته المشتعلة توقفت مكانها مسيطرةً على انفعالها برؤيته بعد غياب يومين، عرجت نظراتها إليه ببطء فاشتياقها أبى إلا أن يرتشف ملامحه على مهل، أخفضت بصرها حين غمغم الصغير وضحك بررت (كنت عند سامية؟)
أجابها ببرود ثقيل واستهانة  (وأنا مسألتش براحتك)
رفعت له نظراتها الغارقة في الدموع معاتبةً قلبه على قسوته لكنه أشاح غير مهتم وتركها واقفة مكانها، غمغمت وهي تعود للصغير مداعبة ذقنه (تعالى يا حمزاوي يا حبيبي ننام جوا)
نبض قلبه بقوة وثأر لها من قسوته، أخضع نظراته فهرولت تتأملها وتتابعها حتى أختفت خلف الجدران
عادت والدته من الداخل جاورته  شاعرةً به وبمشقةُ ما يفعله على نفسه، ربتت على كتفه في حنوٍ ودعم ثم أخبرته (جيّت سامية خففت عنها كتير )
ابتسم هامسًا ونظراته تتعلق بباب الممر في لهفة (اهي اتعلجت بحمزة وسابت سامية)
ضحكت ورد قائلة (وماله ميضرش)
سألته والدته من جديد بإهتمام (خلصت ورجك يا حمزة؟)
أجابها بتنهيدة حزينة، هو لا يرغب بالسفر لكن والدته تصرّ عليه وتلح أن يفعل (لسه)
رن جرس الباب فنهض ليفتح، ما إن طالع الواقفة المبتسمة حتى هلل (هند مرة واحدة)
دفعته بكتفه معاتبةً وهي تدلف للداخل في سيطرة (اشتغلني)
أغلق الباب وفرد ذراعه يرحب بوجودها (اتفضلي يا بنتي واجفة ليه)
ولجت للداخل وضعت ما بيدها على الطاولة، لتنهض ورد مستقبلةً لها بترحاب شديد ومودة، ضمتها فَرِحَة بقدومها (ازيك يا بتي اتوحشتك؟ وكيفه أبوكِ دلوك)
ابتعدت هند قائلة (الحمدلله أول ما اتحسن جيت على طول أشوفك واطمن على الأخ الي خاربها)
قالتها وهي ترمق حمزة بنظرة حادة تجاورها غمزة
ضم شفتيه لاعنًا حسن وأفعاله ولسانه الذي يفرغ كل ما يدورحوله بعقل هند، بالطبع أخبرها بما حدث واشتكى لها عقابًا له.
فردت ورد ذراعها تأمرها (اجعدي يا بتي اجعدي)
جلست هند ملتصقةً بورد تضمها قائلة (والله وحشتيني يا طنط خالص)
ابتسمت ورد ببشاشة قائلة (وإنتِ كمان أخبار والدك إيه وصحته؟)
أجابتها هند بتنهيدة حزن استقرت فوق شفتيها جالبةً العبوس لملامحها (اهو الحمدلله ربنا يشفيه)
ربتت ورد فوق ركبتها مؤازرة بحنو(الله يعينك ويجويكِ)
وجّهت هند نظراتها لحمزة الواقف، غمزته متسائلة (فين المزة يا خاربها وجايبلنا الكلام)
حمحم مجليًا صوته يخبرها (جوا)
عاتبته بغيظ من أفعاله (ايه الي حصل في المطعم دا)
ضحك قائلًا (لا بجولك إيه؟  بلاش جو حقوق المرأة بتاعك واعتجيني)
عقدت ساعديها ورفعت حاجبها متحدية بإبتسامة خبيثة (بلاش أنا يا حموزتي عشان لو اتدخلت هتلف حوالين نفسك يا حبيبي)
ابتلع ريقه بقلق هو يعرف هند جيدًا واتجاهاتها والحقيقة إن تدخلت سيضيع هو أكثر.
ابتسم يهدأها ويثنيها عما تعزم عليه (لا اهدي)
تبدلت نظرتها لأخرى حادة منزعجة تأمره (قوم يلا نادي لمراتك)
نهض متأففًا منزعجًا من طريقتها معه، يغمغم بإستياء (مكانوش ١٥ سنة فرق يا هند يا شيخة)
ضحكت هند على تذمته وطريقتها التي تغضبه منها على الدوام ويكرهها حينما تعامله كأنه كطفل صغير تأمر وتنهى.
غادر للداخل متزمتًا، وصل للحجرة ولا يعرف كيف سيدخل وبماذا سيخبرها، أمسك هاتفه يحاول الاتصال بوالدته لتنقذه فأجابت هند بحدة (اخلص يالااااا بلاش مخ الصعايده ده)
أعاد الهاتف لجيب بنطاله وطرق الباب عدة طرقات لم تستجب لأي منهما، فاضطر لفتح الباب والنظر إليها، وجدها نائمة تضم الصغير لصدرها بحنان وقوة متشبثةً به كطوق نجاة،فتح الباب على آخره وخطا للداخل بحذر يسيطر على توتره وانفعاله، أقترب من الفراش الوحيد بالحجرة بعدما نقل هو الآخر لشقته، مال يهمس (سكينة سكينة)
رمشت لثواني تستوعب وجوده هنا بالحجرة أخيرًا، انتفضت هامسةً بنبرة دغدغته وأحدثت خرقًا في سفينة عناده (حمزاوي)
استقام يهرب بنظراته منها، فرك صدغه وقال بإرتباك (هند بره جاية تسلّم عليكِ وعايزه تشوفك)
ألقت بنظرها على الصغير النائم بلطف فجذبتها براءته وانحنت تلثمه مُعجبةً مبتسمة، تنفس بعمق علّ قلبه الصب يكف عن الطرق داخله ويصمد في قوة، يتوقف عن ثورته وصرخاته لاعنًا عقله في تمرد..
دثرت الصغير وانسحبت من جواره ونظراتها الدافئة تنميه بالعودة، سألته وهي تتجه للخزانة منتقيةً ما سترتديه (ألبس إيه يا دكتور)
مط شفتيه قائلًا بحدة وجفاء وهو يطالعها بنظرة مستخفةً (براحتك أنا مالي)
ابتلعت جفائه بصمت واستدارت تسأل (عادي أطلع كدِه)
منحها نظرة تقييمية سريعة خاف أن تطول وتتلكأ فتتهمه بشيء، هتف غير محبذ بغضب (لاااه أكيد مينفعش)
سألته ونظراتها تطارد نظراته بعناد ورغبة(عادي مش ست زيي)
منحها عناقًا دافئًا بنظراته مُعلنًا رفضه وغيرة حمقاء تطفو على كل شعور داخله (لاااه وبعدين البجامة دي لاااه)
ابتسمت متفهمةً بعدما طالعت بجامتها العادية جدًا ليس بها ما يجعله يرفض بتلك الحدة والغلظة، طلبت منه (تعالى اخترلي حاجه تليج بيك يا ابن عمتي)
قطب في ضيق غير مستسيغ كلماتها ولا تهكمها، أخبرها(البسي الي يليج بيكِ إنتِ ومناسب وحلو عليكِ) أردف بزفرة محى بها عاطفته (بعدين ما تبطلي رغي وخلصي إنتِ ما صدجتي)
ابتسمت مؤكدة (أنا صح ما صدجت تتكلم، دي أطول مدة اتكلمنا فيها من بعد الي حصل)
تسلح ببروده وقال بإستهزاء وردع لعواطفها (اخلصي مش ناجص هند ترميلي كلمة)
جلست رافضة الخروج في عناد وضجر من كلماته (مش طالعه جولها نايمة)
تمددت جوار الصغير، فقفز صارخًا بدهشة (ايه؟ إنتِ هتستهبلي)
أغمضت عينيها تستدعي النوم بتثاؤب (لاااه عادي زهجانه وحجي مجابلهاش وبعدين جولها انفصلنا مش صاحبتك برضو)
لف حول الفراش ليقف أمام رأسها صارخًا (جومي يا سكن بدل ما أكسر دماغك)
اتسعت ابتسامتها حين نطق بإسمها دون وعي منه، أمسك بذراعها بقوة وانهضها في غضب (يلا)
تأففت منزعجةً وهي تقف أمامه هكذا حد الإلتصاق به، بينما تصلب جسده هو وتخدرت حواسه، لينتفض سريعًا عائدًا للخلف يلوم نفسه، أشار لها بإرتباك (يلا انجزي هند بتنادي)
تخطته واقفًا يلتقط أنفاسه واتجهت للخزانة سحبت منها عباءة بيتيه راقية وارتدتها فوق ملابسها..
تلقائيًا سحب فرشاة الشعر من فوق الكومود منتظرًا أن يقوم بالمهمة التالية تدارك ما يفعل فتوقف فورًا وأعادها مكانها، تشابكت نظراتهما لدقائق هي تتذكر وتحن وهو يعاتب ويلوم، ابتعد خارجًا من الحجرة يقول (هعمل حاجه سريعة للضيفة)
منحت وجهها نظرةً في المرآة غير راضية قبل أن تخرج متجههً للمطبخ تقف خلفه منتظرةً انتهائه، منحها الصينية فخرجت وهو خلفها، وضعتها أمام هند التي وقفت مرحبة (ماشاء الله هو الصعيد في بنات حلوة كده)
ضمتها ضمةً َودودة ثم سحبتها من كفها لتجلس جوارها، تأملتها بإنبهار قبل أن تقول في استحسان وإعجاب (وأنا أقول حضرته مبيرجعش من قنا وسايبنا نولع فنفسنا)
مال فمه بسخرية رادعًا لها بسخط (متأفوريش يا هند واشربي العصير)
عادت بنظراتها لسكن قائلة قاصدة إغاظته لشدة معرفتها بطبعه الغيور على من يحب (أأفور إيه بس دي قمر إنت بتطلعها عادي يا حمزة بجد)
هتف مستاءً (ما تشربي يا هند العصير)
قدمته سكن لها بعدما تناولته من فوق الطاولة، فشكرتها هند بشدة، دقائق ورن جرس الباب فنهض حمزة وفتحه، كانت سامية تبحث عن رضيعها، دخلت مرحبةً بهم جميعًا وجلست تسأل (فين ميزو؟)
أخبرتها سكن (نايم جوا)
قالت سامية شاكرةً لطفها (هاتيه بقا أخده معايا نعمل شوبينج ونشتري شوية حاجات للبيت)
اقترحت سكن بنظرة متوسلة خجلة(ما تروحي وتسبيه معايا، هاتي شنطته واطمني)
اتسعت عينا سامية مندهشةً من طلبها (لا يا بنتي أنا ممكن اتأخر وإنتِ تتعبي معاه أو يزن ويجرفك)
غمغمت هند قاصدة قولها (كل ما هو حمزة مقرف حقيقي)
سمعها حمزة فتوعدها بنظرة حارقة فأشارت لفمها علامة الغلق.
أخبرتها سكن والأنظار تطالعها بإهتمام (اتأخري براحتك هنبسط طول ما هو معايا سبيه عشان خاطري)
تحدث ورد خارجةً عن صمتها (سبيه يا سامية ولا إنتِ خايفة ومش مطمنة؟)
شهقت سامية متراجعة (يا خبر يا طنط إزاي تقولي كدا)
ليقترح هو تلك المرة عن قصد (ما تاخديها يا سامية معاكي هي كمان )
عبست سكن بضيق وحرج، لتلومه هند بنظراتها وهي تعض شفتيها محذرة له من التمادي في إحراج الفتاة أكثر بينما التزمت ورد الصمت لعلمها بنية ولدها الحقيقية رغم بشاعة الطريقة
أوضح (سكن محتاجة تغير جو شوية فخديها معاكي وبالمرة تشتري الي تحبه)
استحسنت سامية الاقتراح وأعجبها (فكرة لذيذة  واهي تتعرف على تقى كمان هتحبها خالص)
التزمت سكن الصمت حتى يقرر هو ويعطيها الأذن الذي جاءها أسرع مما توقعت بزهد.
صرفتها ورد (جومي يا سكن اجهزي ومتعطليش سامية)
نهضت على الفور ملبيةً ارتدت ملابسها وخرجت في استعداد خطف أنظارهم اللاتي تعلقت بإعجاب.
مالت هند ناحية حمزة بشك معلقةً على الجميلة (إنت بتطلّع القمر دي ازاي؟ لوحدها دي قشطة خالص وكيوتة)
ابتسم ومازالت نظراته عندها يختبر ما تقوله هند بنفسه ليجيبها بإحباط (بس اللسان عايز جص)
ضحكت هند ضحكة مسموعة أحزنت سكن وأ٠حضرت غيرتها الجنونية، فقالت بحدة (يلا يا سامية)
نهضت سامية حاملةً طفلها مستأذنة وخلفها سكن  التي شعرت بالضيق لتخليه عنها بهذه الطريقة ورغبته في الخلاص من وجودها ولولا ثرثرة سامية وروحها المرحة ودعابتها ما تخطت ولا تحدثت لظلت بكآبتها طوال اليوم
*********
انتظر قدومها بلهفة، يطالع الطريق من الشرفة بينما تتابعه والدته بصمت ومصمصة شفاه متعجبة
(اتأخرت ليه؟)
سألته والدته ببرود وهي تتأمل حرقته وغضبه (إنت خايف عليها ولا غيران؟)
هز كتفه بإستهانة رافضًا الفكرة والقول(لا دي ولا دي عادي؟)
سألته ورد بضحكة ساخرة (صُح؟ أمال مالك مش على بعضك رايح جاي)
أدعيّ اللامبالاة (لاااه عادي بس خايف تتأخر تجبريني أروح أجيبها)
استنكرت ورد بإبتسامة كاشفةً دواخله (يا راجل؟ وأنا صدجت)
غادر لشقته وترك والدته تشيّعه بإبتسامة، دخل المطبخ ووقف أما ماكينة القهوة خاصته يصنع لنفسه كوبًا، استمع لصوت باب الشقة يُفتح فترك كل شيء وهرول للخارج ليطمئن عليها..
نظرة واحدة لوجهها المضيء وابتسامتها الرائقة أعلمته أن تقى نجحت في مهمتها التي كلفها بها،
عاد وتناول كوب قهوته ارتشف منه وهو يخطو ناحية باب شقته ليستمع لها وهي تحكي لورد عن يومها بالتأكيد ستفعل.
سألتها ورد سعيدة لأجلها (اتبسطتي؟)
هتفت برضا وراحة نفسية شديدة (جدًا يا مرت خالي والدكتورة تجى جميلة أنا حبيتها، الأول كنت خايفة منها لأنها دكتورة نفسية بس لما جعدت معاها عجبتني ولجيتها لذيذة وعادية)
ابتسم حمزة برضا مستحسنًا شاكرًا، بينما قالت ورد (سامية وأختها متربيين ومحترمين جوي)
أكدت سكن بهزة رأس (أيوة)
وجهتها ورد (جومي غيري هدومك واتعشي ونامي)
قالت بحماس متجاهلةً السؤال عنه والاهتمام بمعرفة مكان وجوده (لا اتعشيت معاهم هغيّر وأنام تصبحي على خير)
(وإنتِ من اهله يا بتي الله يروج بالك)
ما إن غادرت حتى خرج وجلس بالقرب من والدته التي أثنت على فكرته رغم سخافة الطريقة (زين ما فكرت وعملت يا حمزة سكينة كانت محتاجة دكتورة نفسية تشوفها)
تنهد حمزة قائلًا (اهو بجوم بواجبي على أكمل وجه)
عادت تهتف (مرت خالي مشو…..
توقفعت عن التكملة ما إن طالعته، وقفت تتأمله بينما هو ينظر أمامه مرتشفا قهوته بببرود، يتمرد قلبه داخل صدره مطالبًا بها لكنه يسيطر عليه ويردعه.
صدره يعلو ويهبط بإنفعال واضح جلب الابتسامة لشفتي ورد التي سألتها (إيه يا بتي؟)
تراجعت قائلة (بعدين بعدين….
غادرت من حيث أتت، فزم هو شفتيه غير راضيًا وضائقًا وضع كوبه وانسحب لشقته.
************************
في اليوم التالي
استيقظ وخرج ليجدها تجلس حول طاولة السفرة تدرُس بإجتهاد، تجاهلها كعادته وتخطاها باحثًا عن والدته التي ظهرت فور أن سمعت ندائه (أيوة يا حمزة)
جلس متثائبًا يحك خصلاته بعشوائية ونظراته تترفع عن النظر إليها.
جاءت تستقبله بإبتسامة مضيئة ملقيًا تحية الصباح (صباح الورد)
نظرت لعينيه الذابلة والإسمرار الذي يحاوطهما معاتبةً له (مبتنمش ليه ؟)
مط شفتيه قائلًا بنبرة يشوبها النعاس (أنا بالعكس دلوك الي بعرف أنام بهدوء وروجان)
وصلتها كلماته فتجاهلت وتابعت ما تفعل لا تمنحه رد فعل يغزله في كلمات أخرى تؤلمها وتوجع قلبها
رمته ورد بنظرة حانقة قبل أن تبدل الحديث ليكف ولدها عن مضايقة سكن (عمتك كلمتني وبتجول زين اتجدم ووافجوا عليه ومودة رافضة)
زفر حمزة بضيق وغيظ من قسوتهم والضغط على مودة ليردف (هي حرة مش عايزه خلاص)
قالت ورد مشفقةً على مودة (هيضغطوا عليها وزين عرف كيف يجبرها)
مسح حمزة وجهه ضائقًا بفعلته وتسرعه (الله يهديه، بس لو مصممة أنزل أكلمه وأجف معاها)
لوت سكن فمها ساخرة مغمغمة بتهكم ( لا كتر خيرك)
نهضت ورد قائلة (هنشوف هيحصل إيه؟ هروح أعملك فطور)
سحب هاتفه ونقر فوقه بسرعة منشغلًا لينفلت لسانها بسؤال جعله يرفع نظراته إليها (وإنت زعلان عشان غصبوها؟ ولا ندمان يا دكتور إنها ضاعت من يدك)
فار داخله الغضب من كلماتها التي تلقيها دون اهتمام ومراعاة، تنفس بإنفعال شديد سرعان ما سيطر عليه وقال ببرود وابتسامة مستفزة مقررةً أن لها ما ظنت فيه  (آه ندمان عرفتي إزاي)
نهض وخطا متجهًا حيث تجلس وقف أمامها وانحنى مستندًا على ظهر الكرسي قائلًا بقوة وهو ينظر لعينيها (بس أجولك أنا كرهت الصنف كله يا سكينة بسببك)
ردعته ورد بصرخة غاضبة غير مصدقة ما يحدث بينهما وتلك الكلمات التي يركلونها غير منتبهين لأثرها (حمزة، سكينة)
أخفضت سكن نظراتها للكتب أمامها بصمت وتحمّل، ليزفر هو بضيق ويغادر تاركًا المكان
لملمت هي كتبها وغادرت لحجرتها منكسرة
رحلت ورد لمكان وجوده، وقفت أمامه هاتفةً بغضب (حمزة كفاية كِده، مش نهيتوا الموضوع بتوجعوا بعض بزيادة ليه؟)
انتفض معترضًا بعناد (هي الي بدأت ما تجوليلها هي الكلام دِه)
زعقت فيه ورد مستاءةً من أفعاله وكلماته التي لا تليق به (وإنت الأكبر والأعجل تلم متبعترش )
ثم أردفت ترد له عقله (بت خالك وحيدة هنا وملهاش غيري فغربة وأنا هنا أمها أكتر منك، يعني أشد عليك إنت وأجي عليك ومجيش عليها واستغل ضعفها وغربتها دي أمانة)
ضغط رأسه بقوة غاضبًا ضاعًا فاقترب تهمس بحنو محتويةً ما فيه ومقدرةً له (يا ولدي اهدأ كله بالمعروف متخليش غضبك يتحكم فيك اسكت واصبر متجولش الي يتحسب عليك ولا يسيب فجلوبكم الي يوجع وميتنسيش)
جلس واضعًا رأسه بين كفيه فربتت ورد فوق رأسه مهونةً عليه تشاركه والوجع وتقتسمه معه لكنها لاتُظهره (لو مش جادر امشي يا حمزة وارجع لما تهدأ يعز عليا أشوفك كدِه، جلبي بتمزع عليك يا ضنايا، بتوجعها وإنت الي بتتوجع في الآخر ونايبك من الوجع زيادة)
رفع رأسه غارقًا فالآسى يخبرها بتوهةً ( أسيبكم كيف يا أمي ؟)
طمأنته قائلة (متشلش همنا هنروح عند منى ونجعد كلنا مع بعض واهو هيما جاعد وحسن مش هيتأخر)
تنهد قائلًا بشرود (ماشي يا أمي الي تشوفيه ويرضيكِ) قالها وانحنى يمسك بكفها يقبله بتقدير واحترام (ربنا يخليكِ ليا وميحرمنيش منك أبدًا)
(ولا منك يا ضي عيني) همستها ورد وهي تضم رأسه لصدرها تمنحه قدرًا من السكينة والقوة قبل أن تخرج وتتركه يلملم ملابسه وأغراضه.
بعد مرور ساعة خرج يجر حقيبته خلفه، وقف أمامها لدقائق يطالع انهماكها وانشغالها في مذاكرتها وقد عادت من جديد.
رفعت نظراتها إليه مستفسرة، ليسحب الكرسي ويجلس فوقه أمامها قائلًا (أنا مسافر مدة طويلة وجودنا مع بعض مبجاش ينفع)
قاطعته باكية بتأثر معترضة على قوله ورحيله (متمشيش ياحمزة أنا الي أمشي)
ابتسم بمجاملة قائلًا ومازال يخشى النظر إليها وكلما حاول رنّت كلماتها بأذنه فردعته (لا يا سكينة إنتِ تجعدي معززة مكرمة وطلباتك مجابة وأوامر بإذن الله هتابع مع أمي لغاية ما تخفي وتعدي كل حاجه)
نظرت إليه من خلف دموعها متوسلةً (متمشيش وتسيبنا يا حمزة، كفاية حزن مرت خالي وهمها متخلنيش أكره نفسي أكتر من كدِه)
ضم شفتيه يخبر بإستحالة الأمر (مش هينفع، كدِه أحسن لينا احنا الاتنين)
قالها وترك كرسيه، أمسك بحقيبته وجرها خلفه، لتترك هي كرسيها وتقطع طريقه متوسلةً (متمشيش يا حمزة أنا آسفة ومحجوجالك والله)
ابتسم بشحوب وهو يخبرها بتعقل (حصل خير ربنا يصلح الحال الحب مش بالعافية ومجدرش ألومك )
حرّكت كفيها أمامه ترجوه بإنكسارة ورفض (لاااه متتهمنيش إني مبحبكش إنت وورد متجوش على جلبي جوي كدِه)
قالتها بهستيريا وضياع، ليهمس لها بإبتسامة حيادية(هوني عليكِ)
تركت كل شيء خلفها وركلته، اختارت ملاذها الآمن وركنها الذي فارقته مذنبةً اندفعت متعلقةً برقبته مرددةً اعتذارها ألف مرة (آسفة حجك عليا أنت أحسن راجل فالدنيا والله)
وقف متصلبًا ممتنعًا عن مبادلتها حضنها، يثبت ذراعيه بقوة حتى لا يفعل ويغلبه عشقه، كلما اهتز جسدها بالبكاء ضم قبضتيه معتصرًا يسيطر على نفسه بقوة،أبعدها عنه برفق متهربًا بنظراته منها حتى لا يضعف وتؤثر عليه بما يراه منها.
(أشوف وشك بخير)
أمسكت بذراعه توقفه وتمنعه ليظل أطول فترةً ممكنة (استنى سلّم على مرت خالي)
ابتسم قائلًا وهو يفتح باب الشقة مستعدًا (مرت خالك مبتحبش الوداع يا سكينة)
خرج ساحبًا حقيبته خلفه، ودّعته بنظراتها حتى اختفى وذاب، أغلقت الباب وركضت تجاه حجرة عمتها ارتمت بين ذراعيها باكية تتوسلها (عايزه أخف عايزه أبجا أحسن يا عمتي ساعديني لو تجدري)
ضمتها ورد محتوية مشاعرها تشاركها الحزن على رحيلة وإن ظهرت قوية صامدة، يظل هو وحيدها وقطعة قلبها (كله هيبجا تمام يا بتي اطمني)
****************
بعد مرور يومان
في منزل منى سألتها ورد بقلق (لميتي كل حاجتك يا سكن؟) أومأت سكن بخوف حقيقي وزعر تملّك منها متسائلة كيف ستعيش مع عمها وحدهما وما هو رد فعل حمزة إن عرف؟
شردت ضائعة تتمنى وجوده الآن قربها ليتعكز ضعفها على قوته وتحتمي به وبذراعيه، تدور بها الدنيا ولا تجد أرض ثابتةً تقف عليها، كان هو تلك البقعة التي تهرب إليها والآن اهتزت مثل باقي بقاع الأرض.. أشفقت عليها ورد من معاناتها واشتياقها الواضح لولدها وحنانه الذي كان يغمرها به في تلك المواقف، احتوائه لها وطمأنته لها.. نهضت ممسكةً بالهاتف غادرت وتركتها مكانها تنتظر قدوم عمها ليأخذها حيث تستقر معه في شقة صغيرة مستأجرة بالقرب منهم في نهاية الشارع.
هاتفت ولدها وقالت برجاء (حمزة اطلب طلب وترضي جلبي وتريحني)
هتفت بحرارة (طبعا يا أمي)
توسلته ورد بقلب منفطر على حالها (سامح سكن يا حمزة وكلمها عشان الشيخ هيبدأ معاها وهي خايفة يا حبة عيني وبتدور عليك)
زفر حمزة قائلًا (طب أجبرتيني أمشي ليه؟ ليه مجولتيش لجينا شيخ كنت فضلت معاكم)
تأففت قائلة من مراوغته (متلفش وتدور يا حمزة جولي رضيت وسامحت و رن عليها كلمها عشان خاطري كأنك بتطمن عليها)
زفر قائلًا بطاعة  (حاضر هكلمها عشان خاطرك)
أنهت الاتصال وجلست جوارها تطمأنها وتربت على رأسها بحنو، سألتها سكن (حمزة هيتأخر..؟)
ضمت ورد شفتيها قائلة بيأس (تلت شهور يا بتي)
تأوهت بصوت خافت (هعمل إيه من غيره)
رن هاتفها بإسمه فانتفضت غير مصدقة، تتردد نظراتها ما بين الهاتف ووجه ورد المبتسم (دِه حمزة يا مرت خالي حمزة)
أشارت لها ورد مقترحةً تقاسمها السعادة والراحة (ادخلي ردي عليه بعيد عن الدوشة)
ركضت للحجرة وما إن ولجتها أجابت بأنفاس لاهثة (حمزة.. حمزة)
بعدها انغمست في بكائها الحادي وخوفها، غمرها بنبرته الدافئة شاعرًا بالضيق لأجلها (خلاص يا سكن في إيه؟ اهدي يا بابا؟)
مسحت دموعها وهمست بجملتها (أنا خايفة من كل حاجه وإنت مش معايا يا حمزة، مفيش مكان أروحه ولا حضن أجري لما اتعب استخبى فيه)
قال بلوعة شديدة يحاول تهدأتها بلطف (متخافيش من حاجه ورد جنبك ومعاكي)
سألته بنبرة خافتة على استحياء (وإنت يا حمزة؟)
صمت طويلًا يتنفس بسرعة من تراكم المشاعر فوق صدره ليرد بإرتباك وضحكة يشوبها بعض المرح ملطفًا بها الجو(هتفضلي بت عمتي أكيد ولا هنغير الورج؟)
أكملت بخفوت (مش هتسامحني؟)
أجابها بنبرة حافظ على مرحها (جولتلك سامحتك يا بجرة)
قالت ببكاء (مش مصدجاك وفاهمة)
نبرته المتحسرة عاتبتها بلطف (وإنتِ من متى بتثقي فحمزة ولا بتصدجيه يا سكن أصلًا)
صمتت نادمة متوجعة قبل أن ينفلت سؤالها (أنا وجعتك جوي كدِه يا حمزة؟ )
زفرة بحرقة قائلًا بصوت مبحوح صادقًا في مشاعره (جوي يا سكن جوي فوج ما تتخيلي)
سألته بإنهزام وإحباط شديد (الآسف مش نافع صُح)
ضحك قائلًا ببعض المرح الزائف الذي لا يستقر داخله بل ظاهرة عرضية للموقف(المادة الفعالة صلاحيتها خلصانه مش بتداوي)
سرى بينهما صمت طويل قطعه قائلًا (خلي بس بالك من صحتك وخفي ياسكن عشان نفسك وحياتك ومستجبلك ومتشغليش بالك بيا فكري بس فحالك الي حصل حصل، يهمني أوفي بوعدي معاكي يابت عمتي)
همست بتنهيدة خاصة حملت له عشقها بين طياتها(أوعدك يا حمزة إن هخف، خلي بالك من نفسك سلام)
همس لها (مع السلامة في رعاية الله)
خرجت من الحجرة ممتلئة بالإصرار والعزيمة عكس ما دخلت، جلست جوار ورد التي راقبتها برضا مطمئنة البال داعيةً لولدها.
همست سكن لورد (مرت خالي ابجي ابعتيلي كتب مع هيما دايما)
ربتت ورد فوق كتفها مواسيةً(ليه ناوية متجيش تطلي عليا؟)
ارتمت بين ذراعيها قائلة (مش هاجي غير لما أخف وأبجا أحسن)
رن جرس الباب فانتفضت بخوف حاولت السيطرة عليه، تشبثت بكف ورد تضغطه لتربت عليها ورد برأفةً وتشجعها (جومي يلا)
نهضت واقفة، سحبت حقيبتها خلفها واتجهت ناحية الباب، استدارت مرة لورد مبتسمةً وبعدها رحلت
أمسك عمها بالحقيبة عنها وضمها بحنو ومراعاة لحالتها قائلًا (الشُجة جريبة من هِنا فركة كعب وتكوني معاهم متخافيش)
أومأت تبتلع غصة بكاء وقفت بحنجرتها وتصدرت
منحة الشقة نظرة أخيرة وغادرت، الشقة كان قريبة كما أخبرها وبسيطة جدًا تكفي الغرض منها ربع ساعة سيرًا على الأقدام.
حجرتان وصالة أشار لحجرة منهما قائلًا بنبرة ودودة (دي بتاعتك يا بتي)
جرت ساقيها جرًا، حتى وصلتها بعدما سبقها هو ووضع الحقيبة بالداخل جلست فوق الفِراش مطرقة بصمت متعبة والطريق طويل وليس معها إلا نفسها
أخبرتها ورد أن يكون زادها في تلك الرحلة القصيرة إيمانها بالله وحسن ظنها وإرادتها لتنجو، كما شددت عليها الإلتزام وطاعة عمها والصمت.
شعر حسان بتأخرها فطرق الباب مناديًا (سكن)
انتفض قلبها وتعلقت نظراتها بالباب مفكرة وتائهة قبل أن تجيبه بصوت مبحوح (أيوة)
نهضت مثقلة بالألم، صدرها يمتليء بالوحشة والضيق فتحت الباب وطلت عليه فابتسم بخشونة وهتف (تعالي اجعدي معاي شوية نتحدتوا)
حمحمت تود الرفض والإنزواء لكنها هاجمت رغبتها ورفعت رأسها موافقةً تسلك الطريق حتى آخره في صبر وعزيمة، خرجت وجلست فوق آريكة بسيطة متهالكة، جاورها هو مبتسمًا بحنو بنبرة جافةً متعثرة بالسعال مازحها (معلش البيت مش مجامك بس حاجه تأدي الغرض، عارف إن واد حكيم مدلعك فاتحملي شوية)
فركت أناملها متوترة، أدمعت عيناها على ذكر اسمه عمها لم يخطيء حمزة عاملة أفضل ما يكون قبل أن تفكر وتتمنى كان يلبي، ما اشتهت شيئًا إلا ووجدته قبل طلبه، ما رأت ملابس وأعجبتها إلا وفي اليوم التالي جاءتها حتى باب المنزل.
كانت مدللته فكيف الحال الآن، حمحمت تجلي صوتها الذي يغادرها خوفًا وتأثرًا (بتساعدني ليه؟ وليه إنت الي تساعدني؟ )
ثبتت نظراتها على إبهامه الذي يتحرك بسرعة فوق عقلات أصابعه، أجابها قائلًا بإبتسامة (إنتِ بت أخوي ومرت واد الغالية بت العم ورح الجلب)
رفعت نظراتها مندهشةً متعجبةً مما نطق به في صدق، ليتابع (ولإن محدش هيجدر غيري يا بتي)
سألته مترددة منكمشة على نفسها (هخف؟)
ابتسم لها يطمئنها (ورد جالتلك زادك إيمانك وثقتك في الله وحسن ظنك)
فغرت فمها مندهشة من معرفته بما قالته عمتها، لفظت كلماتها  (عرفت منين؟ )
ضحك قائلًا على هيئتها (أنا أدرى ببت عمي) أردف بضحكة مجلجلة (جالتلك آخر كلمتين روحي يا بتي أفلح إن صدق)
ظلت تتابع إنشداهه ببلاهة حتي توقف وأخبرها وهو يخفض بصره لعقلات أصابعه (شدي حيلك وخلي عمك يفلح بجا يا بتي)
قالها وبدأ يسعل بشدة واضعًا راحته فوق صدره مما جعلها تشفق عليها وتسأله بحنان (عندك دوا أجبهولك؟)
نظر لعينيها والحنان المتدفق منهمًا مبتسمًا يخبرها بتهالك (لاااااه)
وقفت قائلة تحاول مساعدته رحمةً به وبصدره الذي تمزق من شدة السعال المتواصل الذي لا يرأف بضعفه ولا كِبره (معايا ورج جوافة هغليلك كوباية هتريحك)
قالتها واندفعت بحماس وحيوية، يتابعها هو بنظراته لا يقل عنها دهشةً مما يراه في نظراتها ويقرأه في وجهها من طيبة ورحمة.
عادت بعد مدة حاملةً الكوب بين أناملها وضعته أمامه وقد جلس أرضًا واهن الجسد، متهالك القوى، جلست أمامه تهمس برفق(اشرب يا عمي هترتاح)
تناول الكوب بكف مرتعش واهن، فمدت كفها تلتقط القطرات المساقطة بإهتمام ومراعاة، ارتشف أول رشفة ذاكرًا الله وبعدها نظر إليها قائلًا (عرفت دلوك هشام سابك ليه؟)
سألته متحيرةً نظراتها ترتكن عند عيناه الشاردة (ليه؟)
أجابها مغمضًا عينيه (جلبك مش شبهه ولا زيه يا بت الغالي إنتِ ريحتك كلها ورد)
همسها بشجن تخلل نبرته وسكن عيناه الحزينة على الدوام.
عاد لواقعه هامسًا وهو يعاود الإرتشاف (جومي هاتي المصحف وتعالي جنبي يا غالية)
نهضت متعثرة في عباءتها الطويلة، جلبت المصحف من حقيبتها وضمته لصدرها قبل أن ترفعه لنظراتها تتأمله، حرصت أن تجلب معها كل أغراضه التي تحمل عطر أنفاسه وعبق روحه ولمساته.. مصحفه وسجادته الخاصة بعض حبات القهوة وكوبه المفضل، كل شيء يحمل منه شيئًا دسته في الحقيبة.. سترة الهودي التي إرتدتها يومًا حتى فرشاة الشعر.
أفاقت على نداء عمها يستعجلها القدوم، خرجت تضم المصحف حتى استقربت مكانها أمامه أشار لها بفهم (افتحي يلا المصحف على سورة الصافات)
تملك منها الخوف لما تحدثه هذه السورة في نفسها وجسدها من تعب فمن داخلها يثور عند سماعها فماذا إن رددتها فشجعها متفهمًا (هاتي افتحهولك أنا واقرأ)
مد كفه ليتناوله فسحبت بسرعة مغمغمة بخجل وحرج وهي تخفض بصرها في هروب (آسفة دِه بتاع حمزة متمسكهوش يا عم)
ضحك بخشونة قائلًا غير مهتم بل مراعي ملتفت لتوهج نظراتها بالعشق (طيب افتحيه إنتِ واجري يلا ومتخافيش يا بتي)
ابتلعت ريقها وفتحته بأنامل مرتعشةً ثم شرعت في القراءة بخشوع ليبدأ في مواجهة القادم بقوة.
********************
جلست في الحلقة متزمتة تلعن صديقتها التي أخبرتها أنه تم استبدال الشيخ سليم بآخر ويمكنها الحضور، لكزت صديقتها الجالسة جوارها معاتبةً بغيظ (منك لله يا بعيدة هو دِه الي مش هياجي ومرضان)
همست لها صديقتها (والله هما الي جالوا يا بت)
دخل سليم الحلقة بوقار وابتسامة ظفر تلمع فوق شفتيه حينما لمحها تجاور الفتيات بعيدًا، ها قد نجحت خُطته ووقعت فريسته في الفخ الذي نصبه لها.
قام بتسريب تلك المعلومة لتصلها وتأتي وها قد جاءت أخيرًا بإرادتها.
أغلقت مصحفها غاضبة حانقة تلعن الصدف التي تجمعها بهذا الرجل غريب الأطوار.
تأففت منزعجة لا تعرف كيف تهرب وماهو التصرف الصحيح الآن، جاء دورها فتقدمت منه قليلًا محافظةً على مسافة كبيرة متفق عليها بينهما واستقرت بهدوء تتمنى ألا تخونها ذاكرتها تلك المرة فتسمع ما لا يرضى من القول.
هتف يخفي ابتسامته عنها وانتصاره (ابدأي يا آنسة)
لوت فمها ممتعضة تغمغم بما لن يصله فحثها بجدية (يلا يا آنسة متعطليناش)
دعت على صديقتها بحرقة قبل أن تبدأ التسميع واستمع لها في خشوع وإعجاب شديد جعله يوقفها (بعد إذنك يا آنسة دقائق)
كأنما فُتن بصوتها العذب فنهض مغادرًا يستجمع شتاته، ذكر الله وأعاد الوضوء ليطفيء بمائه البارد لهيب الشيطان ويقطع وسوساته.. عاد وجلس موضعه يأمرها (أكملي)
بدأت في التلاوة بخشوع مراقبةً رغمًا عنها ملامحه العابسة وتململه واستعجاله لها غير المفهوم.. ولما انتهت مدّ كفه ووضعه فوق مصحفًا يرقد جانبه سحبه حتى وضعه أمامها فسألته (إيه دِه يا شيخ)
أخبرها بجدية (هدية لمن تجيد الحفظ والتسميع وتضبط قراءتها )
قالت بتهكم (عندنا في البيت مصاحف يا شيخ خليهولك)
قطب يخبرها بنبرة جافة (هذه الهدايا للجميع كما تشاهدين)
نهضت واقفة تخبره بإبتسامة ساخرة (مبفهمش نحوي يا شيخ، لو كنت كلمتني عادي كنت هجاوبك)
حمحم وعدّل كلماته مبتسمًا (اتفضلي يا آنسة هدية من المسجد وزي ما شايفة دي للجمع)
كتمت ضحكتها وقالت في مراوغة (بس أنا مفرد مش جمع عشان كدِه مش هاخد شكرًا، بحب مصحفي ومش هبدله)
جادلها بصبر وابتسامة نضرة كروحها (لا تحرمينا الأجر والثواب يا آنسة مترفضيش مصحف يقدم إليكِ)
ترددت كثيرًا واحتارت في أمره لكنها امتثلت ورضخت، تناولته منه شاكرةً فابتسم ورفرف قلبه بين جنباته سعادة وفرحة، تراجعت تسمح لغيرها بالتقدم جلست تحت أحد الأعمدة بعيدًا تُراجع منتظرة حتى صلاة العشاء، فاليوم حضرت بصحبة جدها وقررت انتظاره حتى يؤذن لصلاة العشاء فيصليا ويغادرا بعدها لقريتهم القريبة.
رأها تجلس فتعجب من بقائها، ستأخذ عقله وتخونه عيناه وتطالعها رغمًا عنه وقد يخطيء لذلك ترك الحلقة لصديقه وغادر للدور الأول من المسجد منتظرًا صلاة العشاء.
خرج من المسجد بصحبة أخته يتطلع حوله عله يلمحها أو يطمئن لرحيلها في هذا الوقت المتأخر، وجدها تقف منتظرة تتطلع حولها مفتشةً فوقف حائرًا، سألته ابرار بدهشة(وجفت ليه يا شيخ مستني حد.؟)
أجابها قائلًا وهو يغض بصره (مش دي بنت خال صاحبتك)
وجّهت نظراتها للمكان الذي يقصده، فلما رأتها أعادت رأسها مؤكدة بنفور (أيوة هي بتسأل ليه.؟)
أخبرها بحيادية وتعاطف (الوجت متأخر روحي اسأليها حد معاها)
عبست أبرار غير راضية ولا موافقة بإقتراحه الذي قد يجلب لهما سوء الظن وفحش القول من لسان عاليا السليط (مش هروح)
حاول إقناعها ومجادلتها برفق (دي غريبة يا أبرار عن هِنا وإنتِ عارفه التكاتك وغلاستهم)
زمت شفتيها مصرّة (مين جلها تجعد لدلوك خلصت بدري )
أوقف سيل كلماته الذي يجاهد به ليقنعها حينما لمح عالية المقام تتأبط ذراع جدها وتسبقهما بخطوات، تنهد براحة رابتًا على كف أخته هامسًا برضا (ربك حلها وطلع جدها معاها ولا تزعلي نفسك )
عبست بضيق فراضاها بحنو (تعالي بجا يا ست البنات اشتري شوية حلويات من الي بتحبيها)
سرعان ما ابتسمت مقدرة طيبة قلبه وسعيه الدائم في إرضائها ومعاملتها بلين ورفق متقبلًا متفهمًا.
وقفت أمام السوبر ماركت تنتقي ما تريده وهو يشجعها بعطف أب وابتسامة مراعية حينا لمح ترددها (خدي الي تحبيه ومتشليش هم حاجه يا ست البنات)
ابتسمت بتقدير لتفهمه وتقدمت تنتقي ما تريده بحماس وسعادة، ما إن انتهت حتى أشارت له فاقترب ودفع ما طُلب منه ببشاشة ورضا.،تأبطت ذراعه وغادرا للموقف الخاص لمح سليم معذبته تقف جوار جدها الذي جلس تعبًا ووهنًا، فترك ذراع أخته وأقترب منهما بوقارمادًا كفه للسلام والترحيب  (ازيك يا حاج )
نهض الجد متعكزًا علي ذراع سليم وكفه الممدودة، ضيق الجد نظراته فوق وجه السليم الذي هتف ببشاشة وطيب نفس مراعيًا كبر سنه (أنا سليم يا أبو عبدالحكيم)
تهلل الجد لا لشيء سوى ذِكراسم ولده الذي يحب
أشاحت عاليا بكبرياء تغاضى عنه سليم وواصل الترحيب بالرجل الذي عامله بالمثل في تواضعٍ ولطف شديد.
(ازيك يا شيخ سليم يا ولدي كيفك)
ربت سليم على كفه المتغضن بكفه الأخرى قائلًا (الحمدلله فنعمة)
تبادلتا أبرار وعاليا النظرات النافرة كرصاصات قاتلة، وقفت عربة تسأل عن وجهتهم فاقترب سليم يخبره لما اطمأن أشار للجد (يلا يا حاج اتوكلوا على الله)
صعد الجد وابتعد سليم سامحًا لمعذبته بمجاورة جدها، نقّد سليم السائق قائلًا (في رعاية الله يا أبو عبدالحكيم الحساب مدفوع)
حاول الجد معارضته فرفع سليم كفه مبتسمًا يخبرهما في نهي (خلاص والله يا حاج)
زجرته عاليا بنظراتها الحانقة غير راضية ولا مستسيغةً فعلته، عاد سليم لأخته لينطلق السائق بهما
فعاتبت عاليا جدها بغيظ (ليه خليته يدفعلنا يا جدي الراجل دِه)
ضحك الجد على كلماتها معاتبًا لها (عيب يا بتي لو رفضت يبجا بجل منه والراجل مُحترم وابن ناس مينفعش)
عضت شفتيها غاضبة حانقة مغمغمة فضحك الجد قائلًا (متبجيش حمجية يا حزينة)
ابتسمت في لين متغاضية، لتهمس له بمرح (عايز تاكل إيه عالعشا انهرده يا جدي، جول وأنا هدلعك)
ضحك ساخرًا مما يحدث في المنزل (لو لجينا حاجه بعد أخوكي ومرته)
همست في سخط وإمتعاض ناعتةً لهما (متفكرنيش بيأجوج ومأجوج دول يا جدي دماغي بتفور)
ضحك الجد على تشبيها فهمست وهي تميل ناحية أذنه (مدكنة شوية كبد بط في الفريزر هروح نعملهم ونتعشى ولو ملجيناهمش نروحوا لمودة نشحتوا عشوة وأمرنا لله)
ضحك الجد يصدمها بحقيقة الأمر (نحودوا عليهم أحسن عشان مش هتلاجيهم)
قالت ممتثلة في طاعة متفكهة متندرة بحماس (ماشي جوله يحود يمكن نلاجي طبيخ تبجا الدنيا ضحكتلنا وياسلام لو بط يا جدي هتبجا ألف ليلة وليلة)
ضحك الجد علي كلماتها يؤكد قولها مشاركًا لها الحماس والرغبة، ليوجّه بعدها سائق العربة (التوكتوك) حيث منزل ابنته راضية.
**************
بمنزل راضية حول صينية الطعام الموضوعة أرضًا، انسحب الجد حامدًا الله وتبعته راضية بينما تابعت عاليا غير مكتفية لتلكزها مودة مازحة (ما تسيبي تلت للنفس يا عاليا)
كرمشت وجهها بضيق وإمتعاض وهي تهتف بينما تلوك الطعام (بصالي في اللجمة يا مودة)
ضحكت مودة قائلة وهي تنظر للأطباق التي تفرغ واحدًا تلو الآخر (لاااه بس معدتك يا حزينة هتنفجر خفي)
أشارت لها عاليا متغاضية عن قولها (اسمعي اتحسبت علينا عشوة فسبيني أكل براحتي وهاتي طبق الويكة دِه وجومي اغرفيلي رز)
نهرتها مودة معترضة توبخها (بت حلة الرز خلصت جومي علي أمك)
طلبت عاليا بضيق مفتعل (طب هاتي مخلل اللمون دِه أبلّع)
سخرت منها عاليا بفظاظة مستنكرة قولها وهي تناوله لها (تبلعي؟ هو في حاجه واجفة أصلا دا إنتِ مسحتي الصنية يا حزينة)
غصت عاليا في الطعام وشهقت مستنجدة لاعنةً(يخربيتك هموت هاتي ميه بصالي فالجمة يا مودة الزفت)
جلبت مودة دورق المياه وقدمته لها بسرعة في قلق، تناولته عاليا بسرعة ساخرة (لااااه مش عايزه اموت دلوك في ١٢٠ جميص عايزه أجربهم)
قهقهت عاليا من قولها، لتسارع عاليا بالإرتشاف ثم أبعدته متنفسة بلهاث وهي تحمد الله على النجاة (الحمدلله)
ضربتها مودة على كتفها تلومها على قولها (بجا مش خايفة من الموت وخايفة على ١٢٠ جميص يا حزينة)
نفضت عاليا كفها ممتعضة تلوم مودة (منك لله والله ما مكملة وهجوم نص بطن لحسن تموتيني يا فجرية)
حملقت فيها عاليا مستنكرة وهي تمسك بالأطباق الفارغة  (نص بطن؟! لو بطن كاملة كنتِ كلتي دراعي)
وبختها عاليا وهي تزجرها بنظرة غاضبة (يابت احتسبيها صدجة مبتعمليش لله ابدًا جتك خيبة)
ذهبت للمرحاض وغلست يديها ثم خرجت داعية (يا رب ما أموت جبل ما أجرب ١٢٠ جميص، خايفة سعد ومرته يموتوني بجهرتي وملحجش)
قهقهت مودة وهي تتنقل ما بين الصالة والمطبخ تقول مستاءة (يا دي ١٢٠ جميص الي هيخوتوكي يا عاليا)
غادرت خلف مودة موصيةً لها بجدية (مودة امانة عليكي لو موت يا حزينة تدفني شنط هدومي معايا لحسن حد ياخدهم ويتمتع بيهم)
دفعتها مودة قائلة من بين ضحكاتها (يا فجرية وهتفيد بأيه الهدوم)
قالت متحسرة (منجياهم عالفرازة يابت اسكتي وابن الحلال مجييش حاجه تجهر الجلب)
تابعت مودة جمع الأطباق والضحكات عالقة بفمها ثم طلبت بخجل مفتعل (خليكي كريمة واعمليلي شاي يا بت أحبس بيه)
ابتسمت لها مودة ملبيةً بسعادة وترحاب (عنيا حاضر)
توجهت نظرات عاليا لمخلل الليمون مطالبةً برجاء (اديني طبج لمون يا بت ينوبك ثواب)
لوت مودة فمها هازئة (طلباتك كترت يا بت)
ضمتها عاليا متدللة (خليكِ كريمة يا فجر)أردفت عاليا متذكرة (اخوكي فرحه متى؟ )
أجابتها مودة بتنهيدة مستاءة من عدم مشاركة أخيها أحد تجهيزات زفافه واكتفائه بنفسه وعائلة زوجته (أول الشهر)
سألتها عاليا وعينيها تلمع بالشوق لتلك التي ذكرت اسمها (سكينة هتاجي)
تنفست مودة مخمنةً بحزن (مظنش حتى لو حمزة رضى عمته وقرر يجي  هي مش هتوافج  وعشان حمزة أكتر، هتخاف حد يضايجه ولا عمار الله يهديه ميسترهاش جدامه)
كرمشت عاليا وجهها تشاركها ضيقها وغضبها داعيةً (ربنا يهدي هجول إيه مش ناجصة ذنوب)
استحضرت عاليا طابعها المرح ومشاكستها واقتربت من مودة غامزة بمكر (وحضرة الضابط هيشرفنا يشوف المتهمة متى؟)
زمت مودة شفتيها بحنق متذكرة حظها الأسود واللعنة التي حلت عليها (بيجولوا بكره)
قهقهت عاليا قائلة بإستمتاع (خايفة يحطلك في الصنية الأساور يا بت يا مودة بدل الفلوس)
قالت مودة وهي تسكب الشاي في الأكواب الزجاجية الموضوعة فوق الصينية الصغيرة على الطاولة الجانبية الملتصقة بالموقد (يعملها عادي ويجهرني دا مجنون ودماغه هربانه منه)
دفعت عاليا كتفها بكتف عاليا معاتبةً محاولةً التلطيف (يابت ماله عسل والله وحمش اهو وحبه جنة على رأي شيرين)
حملت مودة الأكواب ممصمصة بحسرة تلومها على قولها (دِه حبه جنه؟)
قهقهت عاليا وهي تتبعها للخارج مبدلةً قولها متراجعة (لاااه حبه سجن نسا)
ضحكت مودة رغمًا عنها على تندر عاليا وفكاهتها  والسعادة التي تنشرها في المكان بمرحها وروحها الجميلة التي تضفي على المكان البهجة.
وضعت الأكواب وشردت فيما سيحدث غدًا بقلق، من المفترض أن يحضر زين غدًا لرؤيتها، الوغد أدّعى عدم معرفتها وطالب برؤيتها أولًا وإن أعجبته سيضع في صينية الضيافة مبلغًا ماليًا يدل على موافقته ورضاه.
للحق هي خائفة منه، ومن جنونه وعبثه قد يضع لها الأساور كما خمنت عاليا.
**********
في اليوم التالي مساءًا استعدت مودة للمقابلة، لاعنةً له تغمغم بسخط، تعض قبضة كفها بقهر من هذا الإجبار، ثبتتها عاليا موبخةً (ما تترزعي خليني أثبت الحجاب يا بت)
هتفت مودة بشبه بكاء (بيلعب بأعصابي يابت هيموتني)
ضحكت عاليا ناصحةً لها (اجمدي يابت ووريله الصعايدة)
نادتها والدتها تستعجلها القدوم فانتفضت تلف حول نفسها مغمغمة (أمي بتنده عليا)
دفعتها عاليا لخارج الحجرة قائلة (امشي يا بت يلا خلصينا خليه يهمد حضرة الضابط ويهبط)
ركضت مودة على الدرجات بتوتر وإرتعاش جعلها تتعثر أكثر من مرة في فستانها وتقع عدة مرات.
وصلت لوالدتها وأخيها الذي ينتظرها بشموخ وإستعداد، حملت الصينية عن والدتها ودخلت بها تخفض نظراتها أرضًا بتوتر وإرتعاش جعل زين يغمغم داعيًا بسخط من حرمانه أن يرى وجهها جيدًا وعينيها المتوهجة كروحها على الدوام (يارب تقعي على بوزك يا مودة واشمت فيكي)
منحته كوب العصير فتناوله ببطء عن عمد متلذذًا بوقوفها أمامه هكذا، يتأملها بإستمتاع، نظراته تلتهم كل ما فيها بتلذذ، غمغمت (اخلص)
فكتم ضحكته وأخبرها وهو يتناول كوب العصير راحمًا لها (بعاين البضاعة الله!)
رفعت له نظرات حادة قوية فهمس متنهدًا (اللهم صل عالنبي هيبة زعيم عصابة يا ولاد)
فغرت فمها مندهشة من كلماته فسارع بالقول في إعجاب وانبهارصادق (الشامة ياالله خيال سبحان من خلقك يا مودة)
أغمضت عينيها وقد أتلف اعصابها في الدقائق المعدودة التي اقتربت فيها منه ماذا بعد ذلك.
انسحبت تقدم الضيافة للموجودين ثم جلست بالقرب من جدها..
ظل يختلس منها النظرات ويراقبها بإبتسامة مستفزة ودت لو لكمته عليها ليبتلعها ويكف عن استفزازها بها وإثارة حنقها.. لكن هيهات فأكثر ما يمتعه هو إغضابها.
أخرج زين من جيب سترته رزمة كبيرة من الأموال ووضعها فوق الصينية قائلِا بجدية (بنتكم تستاهل وزنها فلوس ودهب، دا أقل تقدير ليها دا يكفي إن جدها الراجل المحترم و خالها الأستاذ عبدالحكيم وابن خالها الدكتور حمزة)
أسود وجه رفعت وهو كظيم مما نطق به زين بينما استبشر الجد وهلل شاكرًا مقدرًا قوله، أما عمار فاستشاط غضبًا وخزيًا.
استئذنت مودة وغادرت مهرولة تتنفس بصعوبة من تأثير كلماته، استقبلتها عاليا بأسئلتها التي لا تتوقف
رفعت مودة هاتفها متأكدة من أنه هو ولم يخيب ظنها كان هو بالفعل، فضت رسالته بسرعة ولهفة شديدة تولدت داخلها اللحظة (خدي الفلوس إنتِ أنا عايزهم بعد كتب الكتاب إياك ينقصوا ورقة هعدهم)
حملقت في الكلمات تستوعب هذره متجاهلة أسئلة عاليا الكثيرة المتتالية.
أرسل أخرى فسارعت بفضها ومازالت على جمودها وبلاهتها (أحلى مودة دي ولا إيه بس نسيت ودخلتي بشبشب الحمام يا غالي )
أبعدت الهاتف تنظر لقدمها وشاركتها عاليا النظر ليضربا بعدها جبهتهما ضاحكتين.
#انتهى

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now