❤️الرابع والعشرون♥️

1.6K 58 19
                                    

المُكثِرُ من الصّـلاةِ على النَّبيِّ ﷺ
يُغـاثُ قلبـهُ من بعدِ قحطِـهِ وجفَافِـه 🦋"

| قال ﷻ : "إنَّ الله وملائكته يُصلّون على النَّبِيِّ يا أيها الذين آمَنُوا صَلُّوا عليـهِ وَسَلِّمُوا تَسْليمـا" | ﷺ♥️الرابع والعشرون ♥️

استيقظ من نومه الذي قطعه بعدما دام لساعتين، جلس يمسح وجهه ذاكرًا الله قبل أن ينهض مُتجهًا للمرحاض؛ ليتوضأ ويصلي قيام الليل، فما عاد قادرًا على احتمال همه وقلقه عليها لذلك قرر أن يُلقي بهمومه على سجادة الصلاة..
وصله صوت، لأنين مكتوم، ونهنهات بكاء محبوسة بين جدران الخفوت
بحث عنها بنظراته في قلق، فتح باب الحجرة ببطء ولم يجدها مكانها بجانب والدته حيث تركها، أغلق الباب بهدوء وتطلّع حوله مفتشًا
في أنحاء الصالة الواسعة.
لم يجدها، فتتبع الصوت بسمع مرهف حتى وصل للمطبخ فوجدها جالسة القرفصاء أمامها علبة شيكولاتة نوتيلا صغيرة فارغة، وجهها ملطخ وخصلاتها مشعثة، يلتصق منها على وجهها بفعل الدموع الغزيرة التي تنهمر دون توقف، همس بذهول (سكن)
رفعت إليه نظرات خاوية، لا تهتم.. طالعته بإهمال ولا مبالاة قبل أن تعود للعق الشيكولاتة كأنها ما رأته ولا تركت نظراته المُعذبة وهو يراها بتلك الحالة أثرًا في نفسها، هي ترتع في عالمها الخاص وأفكارها المشتعلة تحيط نفسها بسياج الضياع.
اندفع ناحيتها بقلق، جلس على ركبتيه أمامها يسألها: (في إيه ؟)
قالت ببكاء وهي تواصل التهام الشيكولاته: (مفيش باكل)
عاتبها بحنو: (حرام عليكِ الي بتعمليه فنفسك وفيا دِه يا سكن)
تابعت ما تفعل منفصلة عنه وعن الواقع، تاركةً له يهذي بما يروقه بينما هي في جحيمها الخاص تركض على أشواك القهر التي تنغرس في أقدامها وتصل لقلبها فتدميه.
نهض وتركها، ذهب للحجرة وسحب فرشاة شعر، وعاد إليها، جلس جوارها وبآليةٍ مشط خصلاتها ورفعهم للأعلى ثم همس :(سكن جومي معايا)
طالعته بنظراتها الذابلة الضائعة، كأنها تُطالع غريبًا لا تعرفه.. سحبها قائلًا بحدة (تعالي)
غادرت منقادة خلفه، وقف بها أما صنبورالمياه
غسل لها وجهها جيدًا وكفيها.
ثم أغلق المياه المندفعة واستدار يجفف لها وجهها وكفيها كطفلة مشاغبة، سحبها للخارج أجلسها فوق الآريكة وجاورها سائلًا: (بتعملي فنفسك كِده ليه.؟)
قالت هاربة من سؤاله: (عايزه أنام)
تنهد بقلة حيلة كبلته، وصمت يمسح وجهه مستغفرًا فكررت: (عايزه أنام)
أشار لمكان نومه بالصالة (نامي يا سكن)
زمت شفتيها في اعتراض، قبل أن تنهض قائلة (هنام جوا مع مرات خالي)
أمسك رسغها في اعتراض نظراته تتوسلها ألا تهرب منه وتتركه لجحيمه وقلقه عليها ورعبه من أن يحدث لها مكروه، خوفه من بكائها المتواصل، أراد أن يشاركها وجعها مُستقبلًا دموعها فوق صدره.
أشاحت متجاهلة في جفاء تعمدته، تهربت قائلة وهي تفلت رسغها من بين أنامله (تصبح على خير)
تركته ورحلت للحجرة،دخلتها وأغلقت خلفها ثم جاورت ورد متمددة متنهدة بحزن، همست ورد لها (واجعه جلب حمزة ليه سكن ؟)
أجابتها وهي تغطي وجهها في هروب: (عشان حمزة ميستهلش حد زيي يستاهل الأحسن مني)
ابتسمت ورد هامسةً :(حمزة ميستاهلش غير جلب سكنه)
توسلتها سكن ببكاء (حمزة مش ناجص واحدة زيي ببلاويها دي وهمها الي مبيخلصش)
ابتسمت ورد تطمأنها :(هو راضي ومبسوط، وإن سابك هو، إنتِ تجدري تفارجي وتسبيه يا سكن.؟ )
توقفت عن البكاء تحدج ورد بنظرة مصدومة، كأنها ما فتشت ولا سأل قلبها عقلها عن نتيجة ما يريده ولا كيف سيتقبله، حمزة الذي تتعلق به يومًا بعد يوم ويتغلغل داخلها، كلماته التي تحب و التي تزرع داخلها بساتين من ورد، نظراته التي تعشق كيف لها أن تواجه فقدانها له بعدما ما جمعهم القدر، هل حقًا تريد الإبتعاد عنه.؟
لكن ماذا عن مشاكلها التي لا تنتهي ومرضها، هي حقًا حائرة ولا تريد له الشقاء بها، إن تحمل يومًا هل سيتحمل الآخر؟ سيتقبل ذلك ؟
لماذا يدفع ثمن نبله وشهامته معها ؟ بإجباره على تلك الزيجة التي لا طائل منها ؟
قرأت ورد كل ذلك في نظراتها فأشفقت عليها مما هي فيه وهمست لها
(نامي يا سكن وريحي جلبك وعجلك) أفاقت لكنها صمتت دون أن تمنح ورد الإجابة التي تعرفها مسبقًا،أغمضت عينيها مستسلمة للنوم وبقيّ هو بالخارج مستيقظًا يصلي ويدعو الله لها.
****************
🌿في الصباح🌿
فتح حمزة باب الحجرة متطلعًا إليها متأملًا في استيقاظها من نومها الذي طال ويقلقه عليها، همس وهو يراقب جسدها الساكن بلوعة أرهقت فؤاده:
(سلامة جلبك من الحزن والوجع، روحي فداكِ وفدا دموعك يا جلب حمزة وسكنه)

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now