🌹الثاني والثلاثون 🌷

1.5K 56 10
                                    

سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ،
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ.
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ
❤️❤️❤️❤️
❤️الثاني والثلاثون ♥️
تركتها نائمة بأحضان والدتها بعدما ساهمت في تهدأتها وإفهامها، وطمأنتها أن الأمور ستمر بسلام وأمان، ولدها يملك قلبًا طيبًا على أية حال كما أنه مغرمٌ بها وسيعود مهما ابتعد فلتتركه ليهدأ ويصفو ذهنه وتُرتب أفكاره بعدها ستجده آتيًا بنفسه.
أمسكت بالهاتف ونقرت فوقه متطلعةً لاسمه بعدما أغلقت باب حجرتها عليها وجلست متربعةً فوق التخت منعزلة بأفكارها تحتاج للحديث معه وإفهامه وحدهما.
جاءها صوته مشحونًا بالحزن العتيق الموجع لها :(أيوة يا أمي)
سألته مبتسمة بحنو مترفقةً به :(فينك يا حبيبي مجتش ليه؟ اتأخرت جوي يا نور عيني) أراح ظهره لظهر الكرسي يدور به في رحاب الحجرة التي رغم اتساعها تضيق عليه وتكتم أنفاسه، همس بعدما زفر بتعب:(في مكتب المطعم هبيت هِنا)
عاتبته ورد برقة دون ضغط :(مكانش ينفع عمتك أول مرة من زمان تزورنا وتبيت عندينا يا حمزة)
مسح وجهه بكفه وأعاد نظراته الحزينة لمكتبه يعبث بالمحتويات التي فوقه قائلًا بإبتسامة ساخرة مريرة :(أكيد سمعت مش هتجول حاجه)
كانت تعرف أن كلماته محل سؤال يريد التأكد به عما إذا كانت عمته شهدت على إهانته أم لا
تنهدت ورد قبل أن تخبره :(سمعت وزعلانة يا حمزة جوي وكانت هتضرب سكينة بس منعتها)
أجابها بإختصار غير عابيء برد فعل عمته ولا ما سينال زوجته من توبيخ ربما أو إفراط في لومٍ وعتاب، قلبه يؤلمه منها بشدة وعقله يزجرة على التفكير فيها بعد كل ما ناله منها.
كرامته تئن وجعًا من جُرحها النازف، رأسه ستنفجر من التفكير وإعادة الأحداث والكلمات والمواقف.
هتفت ورد مدركةً ما يدور بعقله تقرأه بين طيات أنفاسه المتواترة: (غصب عنها يا حمزة مش جصدها)
قال بنبرة تقطر ألمًا: (وعلى إيه يا أمي كل واحد يروح لحاله ومتتغصبش)
استغفرت ورد بصوت مسموع ثم أردفت تُفهمه :(متجولش كِده يا حمزة دي حبيبتك وروحها فيك)
هتف بنزاع يشتد داخله :(معدتش هصدج الكلام دِه يا أمي خلاص)
لامته والدته: (استغفر ربك واهدأ صدجني مبيدهاش حاجه ولا ليها ذنب سكينة…
توقفت كلمات ورد مع دخولها المفاجيء للحجرة دون استئذان، وقفت على عتبات الحجرة متيبسة الجسد ترمق المكان بنظرة ميتة وهي تسأل (لو دِه حمزة عايزه أكلمه)
ترددت ورد واحتارت في أمرها وهي تراها بتلك الحالة المزرية أمامها وهذا الضياع،صمتت مُفكرة  فمسحت سكن دموعها ودلفت للداخل قائلة (لو مش عايزيكلمني  بلغيه اني هرجع مع أمي جنا وكل واحد يروح لحاله)
سأل حمزة بغضب وقد سمع جزءًا من قولها (مالها عايزه إيه؟ بتجول إيه سمعيني)
صمتت ورد لدقائق قبل أن تحاول كبح جنون سكن (روحي دلوجت يا بتي وأنا هجوله)
اقتربت سكن بعزم، قالت في تحدي عاصف وهي تمد كفها تريد الهاتف (لو مش هتجدري هاتي أنا أجوله)
هتفت ورد بحدة ونظرات متوسلة (مينفعش يا بتي الأمور متتاخدش كده)
قطع حمزة الحديث الدائر بينهما يطلب من والدته بهدوء (اديها التليفون يا ورد خليني أشوف أخرها)
قالت والدته بنبرة حملت التحذير والتوسل في ذات الوقت (حمزة)
فهم حمزة ما تعنيه نبرتها ولفظها اسمه بإختصار فك شفراته فطمأنها (متجلجيش اديها التليفون )
منحت سكن نظرة رجاء وهي تمد يدها بالهاتف لها، ازدردت سكن ريقها وتناولته وهي تمسح دموعها بالكف الشاغر متماسكة بعض الشيء (أيوة يا دكتور)
نبتت لنبرتها الجافة  أظافر خدشت بها قلبه المترقب في لهفة أي ترضيةً منها أو اعتذار يمحي بسكّره علقم ما تذوق من رفضٍ وإهانة.
رد لها بضاعتها بكيد وبرود (أيوة يا سكينة أأمري خير سمعيني كنتِ بتجولي إيه لورد؟)
تمنت لو ركلت كل شيء ورمته بعيدًا وأخبرته بكل عشق أن صوته فقط كفيل أن يمنحها دفء العالم وأمانه. وأنها اشتاقته بشدة وتلك الساعات في هجره سنينًا لا تطاق.
تقابلت أنفاسهما فنبأت بما لم يستطيعا عليه صبرا، كانت مرسال الهوى الذي أفصح بمكنونات كل منهما دون ترفع أو كبرياء.. استجمعت شجاعتها
وهتفت بصوت مبحوح يجاهد غصات البكاء ليخرج سليمًا (عايزه أرجع مع أمي كفاية كِده)
انتفض في تحفز وغضب ترك ما يشغله وانتبه بكامل قواه وتحت سطوة إدراكه الكامل نطق (إيه هو الي كفاية كِده يا بت خالي)
هل يذكرها بلعنة أصلها وانتمائها لمن يحمل فوق عاتقه كراهيتهم، لأول مرة يذكر تلك الصلة بينهما ماذا يقصد؟
بارزت جنونه في تحدي (كفاية من كل حاجه يا واد عمتي، كتر خيرك لغاية كدِه جميلك مش هننساه)

ملاذ قلبي سكن Where stories live. Discover now