٣٨| تسكنُ كياني ودواخلي.

20 5 12
                                    


«اكاسيا، هل أنتِ معي حتىٰ؟.» تذمرت رايلي، لأنظر لها بعد أن سحبتني أفكاري يمينًا وشمالًا. «انتهيت من حليب الطفلة، هل عرفتِ كيف تصنعينه؟.» أخبرتها بأمر الطفلة على شرط أن لا تخبر والديها، لأني احتاج مساعدتها، بينما هي جاءت لتعليمي كيف اصنع طعام الاطفال، وطعامي، وها أنا ذا لا اعرف أي شيء.

«امم، لا، اسفة.» تنهدت هي بقلة حيلة لتنظر لي وتترك قارورة الحليب على جهة. «مالذي تفكرين فيه؟ عدتِ للمنزل بوجه شاحب وعقلٍ سارح، هل أنتِ بخير؟.» لا..لست بخير، رايلي.

رفيقي مجرم، الساموراي الذي لطالما انتظرته، مجرم.
كيف سأقول هذا لكِ.

«قولي لي، أنا بئرٌ لأسراركِ، هل أنتِ بحاجة للعودة إلى المنزل معنا؟.» نفيت بسرعة، حتى أن كنت احتاج، كرامتي لن تسمح لي بالعودة، فأنا حرفيًا طُرِدت.

اخذتها وخرجنا من المطبخ، ثم توجهنا نحو طاولة الطعام، وجلسنا على الكراسي. «اكاسيا، أنا أعرف، أنتِ منهارة حقًا وهذا واضح على محياكِ، هلّا اخبرتِني ماذا حدث؟.» نظرت للأريكة حيث الطفلة نائمة بسلام، ثم عدت للنظر نحو اصابع يدي المتشابكة.

«راي.» ابتلعت ريقي، وقلبي مازال يدق بسرعة، لا اعرف كيف هربت من بين ذراعيه وقتها، ورغم أنه مصاب، حاصرني بكلاهما حتى تشاهدت، أنا حقًا خائفة.

مسألة رابطنا، مسألة هويته وماهيته، أنه رجلٌ خطر، وهو رفيقي.

«مالذي يحدث؟ هل أنتِ حقًا بخير؟.» كان جسدي يرتجف، الأمر ليس سهلًا، تكتشف أن مجرمًا يحاول قتلك هو رفيق دربك الذي يجب أن تكمل باقي حياتك معه؟ هذا صعب، أكثر من صعب.

«راي، ديتشي رفيقي.» قلتها بسرعة، ثم حدقت بتعابير وجهها، كانت صامتة، كانت مصدومة، كانت ترتفع اجفانها إلى الأعلى، كانت غير مُصدقة.

«انا اسألكِ حقًا فلا تمزحي معي، مالذي حدث؟.» تحدثت هي بإبتسامة متوترة، لأبتلع ريقي ثم انفي. «راي، أنه رفيقي، اكتشفت هذا اليوم فقط.» كانت نبرتي هادئة، لكنها مرتجفة، خائفة، متوترة، مرتبكة، مضطربة، كل هذه المشاعر اجتمعت بي وفي نبرة صوتي.

«اكاسيا، هذا غير معقول! هل حقًا تقولين؟ مجرمٌ كهذا رفيقكِ؟.» اومأت لها، لتمسك هي بيدي تحاوطها بيديها. «قالتها ريكس؟ حدث ترابط بين البطاقات؟.» ابتلعت ريقي، ثم اومأت. «قالتها ريكس.»

بعدها نفيت. «لم يحدث ترابط بطاقات.» رمشت هي، لتبتلع ريقها. «لما لم يحدث؟ بطاقتكِ مُفعلة الآن!.» نفيت بعدم دراية، ولا اريد ان اعرف حتىٰ شيئًا يخص رابطتي.

ضاعت كل احلامي، كل آمالي ببناء عائلة لطيفة وصغيرة، كلها رحلت.

لا اريد التفكير حتى.

وضعت يدي على رأسي، اغطي وجهي ورأسي واحمي نفسي، ثم حاوطت جسدي بأجنحتي. «هذا صعب، غير عادل، كل مايحدث معي غير عادل، لما لا حق لي بالعيش كأي امرأة، لما يجب أن يكون رفيقي وآخر آمالي هو أول كوابيسي التي حصلت عليها؟ لما يقرر القدر وضعه في طريقي الآن!.»

Case Closed Where stories live. Discover now