٣٠| مقهى سبيرنا.

18 5 16
                                    

مرّت شهرين تقريبًا، والمملكة بدأت تنهض من جديد، وتم إعادة بناء الأبراج الاربعة تمامًا، فقد استخدم الجميع بطاقاتهم وجهدهم هذه المرة، ومن بعدها لم نلتقِ مع أدريس ولادون، وانقطع التواصل بيننا، والوضع أصبح هادئًا.

ڤيكتورياس لم تتحرك البتة، ولم نسمع اي خبر، قضية عائلتي مازالت قيد التحقيق السري، عملاء سريين من جهاز مخابرات الـCIA يحققون فيها لمعرفة المعلومات، لأن اختي كانت عميلة لديهم، لهذا أصبح من السهل على ماثيو طلب المساعدة منهم.

ولهذا، فأيامنا كانت جيدة، لا شيء جديد.
جرحي الذي تم فتحه فجأة من الألم وكثرة الحركة، جروحنا ليست مثل البشر، هي لاتلتئم بسهولة، ستة أشهر أو سنة تقريبًا، وعلى الاكثر سنتين حتى تلتئم كليًا، حسب نوع الجرح.

ولكن إلى الآن كل شيء جيد، فقد بدأت اعتني به جيدًا أكثر من ذي قبل، حتى لا يتكرر ماحدث مجددًا.

«بما أننا الآن خارجين، هل تريدون الذهاب إلى المقهى القريب من منزلنا؟ نتناول الإفطار ثم نخرج لإستنشاق الهواء.» تحدث عمي جيمس، وهو الآخر بصحة جيدة، وماركوس كذلك، وللتخفيف عن ماحدث لنا، قرروا أخذنا في مشوارٍ صغير للترفيه.

ولهذا، قرر أن نتناول فطورنا في مقهى سبيرنا، أنه أمام منزلنا مباشرة، ولهذا وافق الجميع.

من عداي انا، بقيت صامتة، بصراحة— أصبحت لدي مخاوف كبيرة من أماكن كالمطاعم أو الفنادق، لأنه وفي كل مرة اكون فيها هناك مع عائلتي.

تحدث أمور عجيبة تغير مجرى الأحداث في يومي.

«بصراحة، أنا خائفة من الذهاب الى هناك، فكما تعرفون، لدي سوابق مع اماكن كهذه.» تحدثت معربة عن رأيي، لتقهقه عمتي ورايلي، وعمي، بينما ماركوس ضحك بأعلى صوته قائلًا. «اظن أن علينا البقاء في منزلنا، لأن اكاسيا ستكون نحسًا على من في المقهى.» سأركل مؤخرته.

«من يظن أن طفلة مثلها عبارة عن امرأة كبيرة تلاحقها منظمة، وللأسف يفجرون المطاعم والفنادق لأجل الحصول عليها.» لا— إنما يصادف هذا وجودي، لأنهم يريدون الحصول على البيانات التي تتعلق بمنظمتهم، وربما قتلي.

او ليس ربما — بل اكيد.

«لاتقلقي، هذه المرة المقهى صغير جدًا، بسيط ولطيف، من قد يفكر في وضع بيانات منظمة من أنحاء المملكة في مكان كهذا؟.» تحدثت عمتي تطمئنني، لأتنهد.

صحيح، من المستحيل أن تكون ايجيتس غبية لتذهب إلى هناك من بين جميع الاماكن الملتوية التي لدينا، رغم اني لم أزُره، ولكن بالنظر له، فهو حتى اصغر من غرفتي.

مستحيل بالتأكيد.

-

«مرحبًا بكم!» اعتقد اني مخطئة..

رفعت أجفاني مصدومة ومرعوبة من الشخص الذي أمامي، النادل..كان بشعر ابيض متوسط الطول مرفوعٌ بربطة شعر، يظهر منه شعره التحتي باللون للاسود، وعينين سوداويتين قاتمتين، مُكحلتين إلى جانب ندبة على حاجبه الايسر، وشامة عند عينه اليسرى.

Case Closed Where stories live. Discover now