٧| العجلة الدوارة. ٢

25 6 12
                                    


انفجرت العجلة.

بينما أنا استطعت الهروب في اللحظات الأخيرة، ثم تهاوى جسدي إلى أن سقطتُ ارضًا مع ارتدادٍ بسيط، لأنظر نحو العجلة، وهي كالحُطام، رمادٌ برماد.

لا أثر لها، وقد كان هناك أناسٌ فيها.

لا اعرف كيف استطعت تخيل الأمر قبل حدوثه، فنحنُ بوم، ولسنا بمُنجمين.

غريب.

شعرتُ بأيادٍ تتمسك بي من الخلف وتحتضنني، تقاطع صوتي الداخلي وافكاري، الا انني لم استوعب اي شيءٍ  رغم ذلك، رغم اني كنت أشعر بالاجنحة التي تنتفض، بالمخالب الممتدة لرجال الشرطة، بآذانهم التي أحمرّت، بأنيابهم، وبطاقاتهم التي تشع، وصراخ الملأ.

كل شيءٍ كان في كون، وماحدث امامي في كونٍ آخر،لقد كان يوجد اطفالٌ في تلك العجلة، اطفال وعائلاتهم فقط، لم يؤذوا أحدًا.

وماتوا بدون اي ذنب.

صراخهم مازال يرنُ في اذناي، حتى شعرت بها تمتد، واجنحتي قد انبثقت، وكل ريشة منها تشعُ بالازرق الرمادي، شعرتُ بأعصابي تتلف، وتبرزُ من جانب عيناي ورقبتي، عروقي بدأت تشع، ومخالبي امتدت، تستعد للهجوم على أي شخصٍ يتم الاشتباه به في قتل هؤلاء الابرياء، الاطفال والعوائل، الذين جاؤوا للأستمتاع.

لم يكن لهم ذنب، إطلاقًا!.

«اكاسيا، هدئي من روعكِ.» تحدثت رايلي بنبرة حائرة، ومُهدئة لي في آن الوقت، بينما اعصابي تلفت حقًا وباتت تبرزُ أكثر في جميع جسدي، أشعر بها، أشعر بالحرارة تلتهمني كمن يرمي بعض الحطب علي لأشعال النار بداخلي، كمن يصب علي بنزينًا، أو حممًا بركانية، تزيد اشتعالي أكثر.

هؤلاء الأبرياء، ماذنبهم في هذا الانفجار؟ الى اين وصلت الإنسانية والعدالة لدينا؟.

الى القاع.

«دعيني وشأني.» رميتُ يد رايلي صافعة إياها أبعدها عني، بينما هي لم تقل شيئًا وابعدت يدها بهدوء، سرتُ حيث رجال الشرطة، وفرقة مكافحة المخدرات، والجُثث..

اغلبُها كانت لأطفال صغار، نظرتُ لها بِقهر، كأن منظر الجثث كانت بنزينًا يُصب داخل قلبي، يجعله يشتعل بالنيران، التي تتسرب إلى عروقي، شراييني، اوردتي، حتى يحرق جسدي بالكامل.

ويفقدني عقلي.

مكانٌ أراد الاطفال صنع ذكرياتٍ فيه، أصبح مكان ذهابهم للجنة مع اهاليهم.

«هل عرفتم كيف حدثت الجريمة، ايرينا.» تسائلتُ بهدوء، أشعر أن جسدي قد أُرهِق بسبب دمائي التي بدأت تغلي بداخلي على هذا المنظر، منظرٌ حرق روحي، كسرني، قتلني في مكاني.

لتُجيبني هي، ذاتها النبرة التي سمعتها منها، سمعتها عندما قالت إن اختي ضمن الموتىٰ.. «لا، مازلنا نبحثُ في الأمر، والمشتبهون كُثر، لا نعرف كيف حدث الأمر.»

Case Closed Where stories live. Discover now