٢| المُحققة الخاصة.

62 8 24
                                    

جنازةُ أختي كانت اليوم الذي كنت اتمنى عدم مجيئه، أبدًا، وفي كُل دعاءٍ ادعو أن يأتي يومي قبل يومها، حتى لا اتألم أو أشعر بالوحدة بدونها.

ولكن كما يُقال، للقدر كلمته الاولى والأخيرة.

وقد توفيت قبلي.

«اكاسيا.» سمعتُ صوت رايلي تُنادي بإسمي، لألتفت نحوها والدموع مازالت عالقة في عيناي، تقدمّت مني ببطئ، تجلس جانبي على الأرض المليئة بالعشب، حيثُ قبر أختي.

جُثتها لم تكن صالحة لتُدفن حتى، كانت عبارة عن رمادٍ فقط، لذلك صنعنا لها قبرًا شكليًا وجنازة شكلية، لأستطيع محادثتها والدعاء لها.

«تعلمين، رايلي.» نبستُ بنبرة مهزوزة، ضعيفة، نبرة لم تكن تليق بي ابدًا، فنظرت لي هي، وقد شعرتُ بنظراتها تُثبت علي، نظراتُ الشفقة التي لطالما امقتُها.

«ماريكا، كانَت الوحيدة التي تبّقت لي بعد والداي، اعتقد..تعرفين هذا.» شعرت بها تحتضنني من الخلف، تعتصرني بشدة، بينما أنا قد سمحتُ لدموعي بالنزول مجددًا، مصحوبة بشهقاتٍ متقطعة، اكمل حديثي بنبرة مهزوزة، مكسورة، ورايلي تحتضنني فقط.

«اكاسيا، نحن جميعًا سنصبح عائلتكِ أن اردتِ.» نظرتُ نحوها، ودموعي مع كل دمعة أشعر بوجهي يحترق لشدة حرارتِها. «هذا، هذا يؤلمني بشدة، أن ماريكا خلفت بوعدها، لقد وعدتني البارحة أنها ستحضر مسابقة الغد، اختي كاذبة كبيرة، أليست كذلك؟.» التفتت نحو جهة قبرها، الذي كان فيه عبارات مثل 'ماريكا بيكر، تاريخ الوفاة ٢١٠٠ - ٥ - ١٩' كانت توجد أسفله تلك العبارة التي تقبضُ لي قلبي من شدة الألم عند رؤيتها.

'R.I.P'
تلك العبارة التي جعلت جسدي ينتفض بمجرد رؤيتها تحت اسم اختي، الشخص الوحيد الذي تمنيتُ لو اخترع لها ترياق خلود من أجل أن تبقى للأبد معي.

«انهضي اكاسيا، ارجوكِ، بقائكِ هنا تحت المطر ليس جيدًا، كما أن ثوبكِ مبتل، ستمرضين.» شهقتُ أُجيبُها.

«ربما تعود أختي أن رأتني بهذه الحالة.» بقيتُ اشهق احاول مسح دموعي الا انها تابىٰ التوقف، لأشعر بأحدٍ يمسك بكتفاي كلاهما من الخلف، يرفعني ويجعلني اقف، يُدير جسدي له، أنه ماركوس.

«اختكِ لن تعود! لن تعود أبدًا! ولأنها لن تستطيع بالذات سينكسر قلبها بشدة لرؤيتها لكِ هكذا دون أن تقوم بحل، دون أن تحتضنكِ كما تفعل عادة، هل تريدين جعلها تذرفُ الدموع حزنًا على وضعك؟ يجبُ أن تكوني أقوى اكاسيا!.»
كلامه كما الصفعة التي تأتي في اسوء الحالات، تلك الصفعة التي ليست بمؤذية، ولكنها صفعة توقظ الشخص لواقعه.

Case Closed Where stories live. Discover now