البارت الاربعون

597 40 12
                                    

ما ابيك قراءتك بدون تصويت
---
« ديرتنا الحبيبه »
بيت ابو محمد
طلعت كيان اللي كانت تسوي القهوه من المطبخ للحوش بخطوات متسارعه علشان تفتح الباب
وقفت ورا الباب وتكلمت : ميين ؟
جاها صوت انجود : سبراااايز
فتحت كيان الباب وصرخت بفرحه: انجودددد !
ضحكت انجود وهي تناظر غصون : بشويش خلعتي كتفي
سلمت على كيان وبعدها غصون اللي قالت : يالسحبه ما تجين ما تقولين عندي صديقات !
رفعت كيان حاجب : اقول بطلي كذب ماصارلي اسبوعين من كنت عندكم
ضحكت انجود : خوش اجتمعتو
دخلتهم كيان للصاله : عاد اليوم حر مافيه جلسة حوش
ابتسمت انجود : جلسة الصاله عن ألف حوش
دخلو سلمو على ام محمد ووجدان اللي بالصاله
تركتهم كيان وتوجهت للمطبخ تزهبّ القهوه وتطلع الحلا اللي بالفريزر
جهزتهم بالصينيه وتوجهت لهم : ياهلا ومسهلا تو نور بيتنا
غصون : هلا بك منور ب أهله ياعيني
جلست كيان بعد ماقهوتهم وبدت السوالف اللانهائيه ...
بعد دقايق وقفت ام محمد واعتذرت منهم وتوجهت لغرفتها تبي تتركهم على راحتهم
جلست على السرير ومسكت الجوال تشوف الرسايل
توسعت ابتسامتها من شافت اسم ام فهد فتحت الرسالة اللي زادت ابتسامتها
« السلام عليكم ، كيفك ام محمد عساك طيبه ؟
اذا انكم فاضين بكرا بأذن الله بنجي نخطب كيان رسمي »
ردت مباشره : حياكم الله العين اوسع لكم من الدار
سكرت الجوال وهي مبتسمه رغم انه حاز بخاطرها ان بنتها الوحيده تفارقها لكن هذي سنة الحياة !.
--
---
« بيت ام فهد »
جالسين على طاولة الاكل ويفطرون من الفطور اللي جابه فهد لان ام فهد كانت مشغوله بالترتيب والتجهيز وماعندها وقت
تكلمت ام فهد : هاه فهد متى بنمشي ؟ تراني اعطيت ام محمد علّم اننا بكرا بنجيهم خطّاب
ابتسم فهد : ابوي وده لو نمشي عقب المغرب يزين الجو
جفلت ام فهد وسكنت لثواني : اللي ودكم
تنهد فهد وهو يوقف : الحمدلله الله يديمها نعمه يمه انا بطلع شوي اشوف كم شي وبرجع قبل المغرب ان شاء الله
أم فهد هزت راسها بالايجاب وطلع فهد وهي ارخت يدها من الشوكة ونزلتها بالصحن وهي تتذكر رجع الواقع ضرب بوجهها امس تعمدت تشغل نفسها بتجهيزات ملكة فهد علشان تنسى اللي صار السنين مرت وهو تزوج وعنده عيال الوضع مُختلف كلياً حتى لو ظهرت الحقيقه وعرفت السبب ايش اللي بيتغير ؟
بتضيع الباقي من سنينها وهي تحقد وتشره ؟ الدنيا ماهي مستاهلها ويمكن مايمديها تعيش زياده على عمرها هذا الحياه تمّر والوضع مختلف الندم والحسرة مارح يفيدونها بشي هي عارفه بس قلبها اللي تحسه ينصهر داخل ضلوعها الحقيقه اوجعتها جات بالصميم ابـوها وسندها هو اللي خذلها لمين بتشتكي أو تقول !
عاجزه تواجهه عاجزه عن انها تسأل او حتى تقول < ليـه >
هي عارفه ان ابوها ندم متأكده من هالشي لانها تعرف ابوها بس بعد ايش ؟ السنين فاتت واللي صار صار وهي كانت ضحية لـ خوف سعود وجبروت ابوها
--
---
الحياة ماحد ضامن عمره فيها ماتدري مين ممكن تفقد اليوم وعن مين ممكن تفترق بكرا
ابوها سوا سواته والسنين عدت وهي تعودت على وجود فهد لحاله بحياتها وماله لزوم نفتح مواضيع ودفاتـر قديمه اللي فات فات
مسكت جوالها وهي عازمه بتتصل على ابوها مارح تقاطع ابوها ولا أهلها مارح تضيع وقت زياده وبكرا تتحسف لانها ما بادرت ولا تكلمت
حطت الجوال على اذنها ومباشره وصلها صوت ابوها المبحوح : سمي يانور عيني
تكونت غصه بحلقها بلعت ريقها : سم الله عدوك يالغالي بشرني عن حالك ؟
ابو نايف بغصه : مايسرك الحال يا ابوك شخبارك انتي عقب المستشفى اعذريني يا ابوك ما قوت رجولي تجيبني عندك !
تنهدت ام فهد وهي تمسح دمعه غافلتها : لا يهمك يالغالي انا بخير ونعمه الحمدلله < وبتردد > وصلك العلّم اننا بنروح نخطب لفهد اليوم ؟
ابو نايف : اي يايبه وصلني الله يبارك له ويتمم له على خير
ام فهد : يبه ابيك تجي معاي مارح اطلع من حايل وانت منت معانا
ابو نايف بتفاجئ : اجي معكم على وين ؟
ام فهد : انت وامي بتجون معانا نخطب لفهد تخبّر الناس اللي جلسنا عندهم بالديره قبل مده ؟ بنخطب بنتهم لـ فهد
سكت ابو نايف لدقايق مصدوم مو قادر يرد اخذ نفس بعد ثواني : لا ي ابوك مايحتاج انتم تكفوّن ما ابي ازيدها على فهد وانا داري انه مايبي يطّل بوجهي
---
---
ام فهد ب اصرار : انت أبوه يبه ناسي ايام تراكض لمدارسه وتشوف هوشاته ؟ ناسي يوم انك توديه المستشفى يوم يتعب وتجلس عندي اذا مرض ولا تروح انت ابوه يبه والولد مايزعل على ابوه هو شاره عليك ولا انت عارف فهد ما يزعل عليك
ابو نايف نزلت دمعه حاره على خده : لا تزيدينها علي يا ابوك انا عارف اني ماقصرت فيك اعذريني يا ابوك حزة شيطان خلتني نادم كل السنين اللي فاتت والله يا ابوك عجزت اغفر لنفسي
ام فهد بحنيه : يبه الموضوع عدى والسنين فاتت وش بيغير لو زعلنا على بعض وتحسفنا يبه انا بعدّي عن السالفه وانساها وانت بعد هذاني عرفت وعرف فهد وش اللي بيتغير ؟ ما تغير شي يبه وغلاك هو هو
ابو نايف مسح دموعه : ما تعدّي يا ابوك ظليمتك ما تعدّي
ام فهد ب اصرار : لا يبه ماهي ظليمه انت عارف وانا عارفه انك كنت تشوف ان ذا افضل حل بذاك الوقت ولعلها خيره ماتدري وش اللي ربي كتبه زين بهالفرقى وكلنا سلينا ونسينا لا تحمل نفسك فوق قدرتها
تنهد ابو نايف وهو يقول بخفوت : فهد وينه ؟
ام فهد : طلع من شوي عنده كم مشوار يبي يقضيها
ابو نايف : طيب يا ابوك انا وامك بنجي مع متّام
ام فهد ب ابتسامه : حياكم الله ، فمان الله يبه
ابو نايف : فمان الكريم
---
« بيت ابو نايف »
قفل من ام فهد وهو يمسح دموعه اللي غافلته وش الشي الزين اللي سواه علشان ربي يجازيه بهالبنت ؟
سمع صوت الجرس وقف وهو يستند على عصاه ويتجه للباب يفتح واول ما طاحت عينه على الشخص اللي واقف على الباب رص على عصاه يثبت جسمه اللي بيخونه ويتهاوى !
--
----
« بيت ابو نايف »
جمد بمكانه من طاحت عيونه على ابو فهد ووراه فهد وسلطان الموقف رجعه سنين ورا تنحنح وهو يبعد عن الباب : حياكم الله
دخل ابو فهد وابتسم : الله يبقيك
دخل فهد اللي باس راس جده : بشرني ياجدي كيف حالك ؟
ابو نايف ناظر فهد لثواني وعقب رد : الحمدلله
دخل سلطان سلم عليه نفس فهد حبّ على راسه وسأله عن الحال وعقب دخلهم للصاله
البيت كان فاضي ام نايف والعامله رايحين المستشفى علشان موعد ام نايف ومافي الا هو بالبيت !
جلسو بالصاله فز فهد اول ماشاف جده انحنى لدلة القهوه مسكها منه وبحزم : انا بقهوي ياجدي استريح
ابو نايف اللي عاجز يناظر فهد ويواجه لومه !
جلس ابو نايف بتعب وتكلم ابو فهد : كيف حالك يا ابونايف ؟
ابو نايف : بخير جعلك بخير
ساد الصمت لثواني قبل مايتدارك فهد الوضع ويقول : ابوي جاي ياجدي علشانه يبيك تروح معاه علشان الخطبه وماوده ترده
ابو نايف ببحه : ماعاش من يرده وبأذن الله بكون موجود
ابو فهد : الله يطول بعمرك اجل دام كذا بـ است...
وقبل يكمل جملته اوقفه ابو نايف : اجلس يا ابو فهد ابي اتكلم معاك بموضوع
ابو فهد بحزم : اعذرني ياعمي اذا انها مواضيع قديمه دفاترها تسكرت ولا عاد له لزوم نفتحها وانا نسيت وسليت عنها وزي منت شايف الحمدلله تزوجت وعندي عيال
--
---
ابو نايف : بس ياسعود
تقدم ابو فهك وهو يبوس راسه وكأنه ينهي النقاش بهالطريقه : فـ امان الله ياعمي
خطى ابو فهد بخطوات سريعه للخارج وكأنه يهرب من الماضي ويهرب من الذكريات البيت رجع له ذكريات كل اللي صار فيه وكأنه للتو صار مو قبل ٢٧ سنه !
كأن يد اعتصرت قلبه لـ اخر قطره اخذ نفس وهو يمسح على وجهه ويستغفر ويذكر نفسه انه سامحه ولازم ينسى موضوعه هو ونوره انتهى وتقفلت صفحاتهم
سمع سلطان اللي يناديه : تعال يبوي هذاني هنا
خطى سلطان لعند ابوه وقال ب استغراب : يبه وش بك طلعت بسرعه حتى ما امدانا نخلص فناجيلنا
ابو فهد ألتفت عليه وهو يقول : امش ما بقى على الظهر شي يالله يمدينا نوصل لـلبيت تعرفني ما احب اصلي الا بمسجد حينا
ناظره سلطان لثواني وبعدها تنهد وهو يهز راسه : طيب ننتظر فهد ؟
ابو فهد: لا خله
مشى ابو فهد ووراه سلطان طالعين وما ان وصل للسياره الا وتوقفت سياره السواق اللي اخذ ام نايف والعامله للمستشفى !
ناظرها ابو فهد وهو متردد لكن حزم امره وتقدم لها : السلام عليكم ياعمه كيف حالك
ناظرته ام نايف بصدمه : سعود !
ابتسم ابو فهد : اي ياعمه سعود
باس راسها وهو يسألها عن حالها ويتطمن عليها
وبعد دقايق استأذن ومشى الموضوع ماهو سهل عليه
كل شخص كان بماضيه واجهه بيوم واحد !
تنهد وهو يذكر نفسه < علشان فهد ياسعود علشان فهد >
وزي ما ضحى بكل شي علشان ولده قبل ٢٧ سنه هالحين يقدر يخفي كل ألمه علشان ولده !
---

روايه جابك اللي جاب لكفوف الصحاري غيمه عقب البطى يحيي شجنها /للكاتبه :عايشهWhere stories live. Discover now