آسر

31 5 0
                                    

بعد الثانوية العامة التحقت بكليه التجارة وكان هذا حلمي فكنت أريد أن أصبح رجل أعمال مشهور وصاحب شركات لكن لن يتحقق فبالرغم من تقديري العالي في الكلية ألا إن الحياة كانت غير منصفة فلم أوظف في شركة كبيرة ولم أحذو علي منصب ذو مكانه عالية فقد وظفت كأي عامل بسيط لا فرق بيني وبين من حصل علي تقدير مقبول ربما كان حلمي فائق للطبيعة أو أنني توقعت أشياء لا تحدث في هذا العالم الواقعي !!! أو أنني كنت أعيش في عالم آخر غير هذا!!!!؟

عندما دخلت الشركة أزلت النضارة عن عيناي المائلتين للون عسل النحل وقمت بترتيب خصلات شعري التي يتقارب لونها مع لون عيني ووقف الجميع يقدمون التحية فأنا صاحب الشركة الآن والآمر والناهي وصاحب القرار بها ولا كلمة بعد كلمتي والكل يهابني ويخاف غضبي

_تفضل يا فندم تم تنفيذ ما طلبته بالأمس والأوراق الخاصة علي مكتب حضرتك يا فندم

_حسنًا وكوب القهوة الخاصة بي هل تم إعداده أم لا

_علي مكتب حضرتك

_حضرتك بدون يا فندم أخصم لنفسك ثلاث أيام من مرتبك ألا يوجد احترام

_ياااا فندم
_لا تنطق أي كلمه وكل من تأخر من الموظفين ولو دقيقه أخصم له أيضًا ثلاث أيام

_انتظر هذه القهوة سكر زياده وليست مضبوطة يبدوا أنني قد رفهتكم أكثر من اللازم خذها وأستعدي الموظف المسؤول عن المقهى

_حاضر يا فندم
______________________________________________________

_آسر هيا أستيقظ المدير علي وصول ولا يجب أن يراك في هذه الحالة أسرع وأنهي عملك وإلا سيخصم لك من المرتب

_ما هذا الكلام!!!!! هل هناك مدير غيري أيها المجنون!!؟ تم خصم أسبوع بسبب هذا الكلام أذهب وأحضر لي القهوة الخاصة بي

_ركز معي يا آسر فقد طلب مقابلتك والظاهر أن أحد أخبره بما حدث

_هذه الكلام يزعجني أيها الموظف هكذا سأخصم لك مرتب شهر كامل إن لم تصمت وتكف عن هذا الكلام المزعج

_لا داعي لهذه الأحلام الوردية يا آسر انتظر وسيخصم لك شهرين وليس شهر واحد فقط يبدو أنه متعصب منك كثيرًا فلم تري نظراته وهو يخبرني أن أناديك هيا أستيقظ لا داعي للنوم

من الظاهر أنني كنتُ أعيش في عالم الأحلام ولم أشعر إلا وزميلي محمود يضرب وجهي بالماء البارد وحينها استيقظت من عالم الخيال الذي تحقق فيه حلمي وأصبحت مدير ذات سلطه وعدت إلي عالمي الحقيقة الذي لا يحتوي سوي علي الظلم والقوة وتعصب المدير من أدق التفاصيل والخصم كل يوم حتي صار المرتب ملاليم لا فائدة منها في مثل هذه الأوقات
وتذكرت أن المدير قد كلفني بالعمل علي مشروع جديد وطلب أن أنتهي منه خلال ثلاث أيام فقط ومنذ يومين وأنا أعمل علي هذا المشروع ولم أنم سوي ساعه واحده قبل أن يقوم محمود بإيقاظي ولم أكن أتذكر أن هذا هو اليوم الثالث ففتحت اللاب توب الخاص بي وأنهيت ما تبقي وذهبت إليه كنت أعلم أنه سيكون متعصب ويقوم بخصم مرتب الشهر بأكمله فحاولت أن أُلطف الوضع وقلتُ له :

_تفضل يا فندم هذا هو المشروع الذي كلفتني به من يومين

_تذكرت الآن أيها الكسول أم أن النوم قد أنساك إياه فهذا مكان عمل وليس مكان للنوم

_أعتذر عن هذه الغلطة يا فندم وأعدك أن لا تتكرر ثانيه فلم أنم منذ يومين بسبب هذا المشروع وقد أنهيته قبل الوقت المحدد فلم تدق الثانية عشر بعد

حينها لم يرد علي كلامي فقط أكتفي بنظراته التي تحتوي علي الشر فهو يعلم أنني من أكفأ الموظفين وهذه الوظيفة لا تليق بي فكنت الأول علي الدفعة في الجامعة وحصلت على الامتياز في الأربع سنوات ولم أقبل أن أكون دكتور جامعي وقررت أن أبدأ في تحقيق حلمي لكن لم أتوقع كل هذا فالكل يقول أتعب في الجامعة حتي ترتاح في العمل لكن لم يكن هذا صحيح فقد تعبت في الجامعة وفي العمل وفي كل شيء لكن لا بأس فالنجاح لا يأتي مرة واحدة لابد من البداية من نقطه الصفر حتي أصل إلي القمه

وفي أثناء عملي في هذه الشركة كنت أبحث عن عمل في شركة أخري تكون قادرة علي تقدير اجتهادي وتفوقي ففي هذه الشركة الوظيفة تعتمد على الوسطة أو المعرفة السابقة قدمت الCV الخاصة بي لأكثر من شركة ويتم رفضه أو يقولون سنتصل بك في وقت لاحق أو أنتظر الرد علي في إيميل ظل الوضع هكذا لمدة سنتين وما زلت أعمل في هذه الشركة وتحملت ذاك المدير المتعجرف إلي أن جاء اليوم الذي كنت أنتظره
كنت أتفحص رسائل الإيميل الخاص بي ووجدت رساله منذ يومين من أحد الشركات التي كنت قد قدمت ملفي للعمل أنه تم قبولي للوظيفة لم أنتظر دقيقة وأخذت إجازة باقي اليوم وذهبت إلي تلك الشركة وتحدثت من نائب المدير وأخبرني بمرتب وبطريقه العمل ونوع الوظيفة فكانت إلي حد ما ملائمة لي فأي شركة أفضل من تلك الشركة التي أعمل بها

وفي اليوم التالي ذهبت للشركة وقدمت استقالتي وتم قبولها وبدأت العمل في الشركة الأخرى كان مديرها شخص لطيف ال يفرق بين الموظف سواء أكان يعرفهم من قبل أم لا ويوجد عنده فرق بين مدير وموظفه فليست لديه حب التسلط علي الآخرين ومع مرور الوقت زاد مرتبي وتوالت الترقيات إلى أن أصبحت المدير الفني للشركة وبالرغم من الترقية لم أتغير مع باقي الموظفين فقد كنت مثلهم في يوم من الأيام

وبعد أربع سنوات من عملي في هذه الشركة أصبحت المدير التنفيذي للشركة ومن حينها قررت أن أفتح شركة خاصه بي فهذا حلمي من البداية وتحدثت مع بعض أصدقائي في هذا الأمر ومنهم من أُعجب بالفكرة وطلب أن يكون شريك لي لكنني رفضت فأنا أريد شركه أكون أنا مالكها الوحيد وبالفعل لم يمر سوي سنتين فقط وقد نفذت المشروع الذي كنت أحلم به وأصبح لدي شركة وأصبحت منافس لشركه ذاك المدير المتعجرف فلم أعد ذاك الموظف الذي يخاف أن يُخصم مرتبه فأصبح يهاب الوقوف أمامي في أي مشروع لإنه يعلم أنني سآخذه منه ومع الوقت أصبح لدي أكثر من شركة في أكثر من دولة سواء عربيه أو أجنبيه وأصبحت من أكبر وأشهر رجال الأعمال في مصر والوطن العربي أجمع

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now