جميلة

20 5 0
                                    

كان حلمي في المرحلة الابتدائية والإعدادية أن أصبح طبيبه ولم يكن حلمي بمفردي بل حلم جميع أسرتي وظللت أحلم به إلي أن أوشكت أن أدخل الثانوية لكن حدث معي حادث مؤلم في أحد الأيام ودخلت المستشفى وحينها لم يكن يوجد دكتور او ربما كان يعالج أحد المرضي كما أخبرونا فلم يساعدني ويُسعف حالتي سوي الممرضين الموجودين في ذلك الوقت فقد رأيت منهما اهتمامًا لم أره من قبل واحتراما وصدق في معاملتهم وحرصًا منهم علي المرضي واتقانًا للمهنة واتقان عملهم علي الوجه الأكمل من حينها قررت أن التحق بكليه التمريض وأصبح من الجيش الأبيض كما يلقبون فهم حُماه الوطن خلال الأزمات المرضية وأثناء تفشي الأمراض ويكونون متواجدون في وقت تحتاج إليهم فهم في خدمه المريض أين ما كان ومتي شاء
وبالفعل اتخذت قرارًا حاسمًا بأن أصبح ممرضه وأخبرتهم بأنني سأدخل مدرسه التمريض وليس ثانويه عامه رفضوا في البداية وبدأوا يقولون ماذا عن حلمك؟ هل ستتخلى عنه؟ لكن في النهاية أقنعتهم بأنني حتي وإن دخلت ثانويه عامه سأدخل بعدها كليه تمريض وليس الطب كما تريدون لذلك من الأفضل أن التحق بمدرسة التمريض وسيسهل هذا الأمر عندما التحق بالكلية بعد المدرسة فاقتنعوا أخيرا لكن كان هناك مشكله أن طولي ليس الطول المناسب لطلاب التمريض فجميعهم او معظمهم فوق المئة و الخمسين وأنا الوحيدة طولي مئة وخمسون بالضبط فكنت خائفة أن لا أُقبل في المدرسة فقرأت الشروط ثانيه فوجدت أن الطول المطلوب مئة وخمسون فيما فوق فأطمئن قلبي قليلًا ومن ضمن اختبار القدرات اختبار لغة انجليزيه فلم يكن هناك مشكله لكن كانت المشكلة في اختبار اللغة العربية فهي من المواد التي لا أحبها بسبب النحو و الإملاء وبالإضافة لذلك خطِّي ليس بالجيد وحاولت مرارًا وتكرارً أن أحسنه لكن دون فأئده وكان أبي و المدرسين يتشاجرون معي بسبب سوء خطي لكن فهذه المرة لن أضيع حلمي وكتبت ببطء في الاختبار حتي أُخرج أفضل ما لدي وبالفعل نجحت المهمة لكن أخطأت في اختبار المعلومات العامة لأنني لم يكن لديّ وقت كافي لأطلع علي المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي فأجبت علي ما أتذكره فقط
وارتبكت في بعض الأسئلة وهذا لم يكن في صالحي تمامًا فأهم صفه للممرض او الممرضة الثبات الانفعالي لأنهم يقابلون في اليوم مئات الحالات الحرجة فلا بد من الثبات أمام كل هذه الحالات واسعافها
وأثناء المقابلة الشخصية كنت مشتتة ذهنيًا أكثر من شخص يوجه لي الأسئلة في نفس الوقت ويجب أن أركز معهم جميعًا وكان هذا من الصعب لكن الممرض يجب أن يكون عالي التركيز لأنه يمر بمواقف صعبه وحالات أكثر صعوبة وعليه أن يكون علي علم بكل ما يجري حوله فلا بد من التركيز
لكن لم أيأس وانتظرت حتي تُعلن النتيجة وبعد حوالي أسبوع أو عشره أيام كنت أتحدث مع صديقتي المقربة فسألتني:

_هل دخلتي علي موقع النتيجة الخاصة بالاختبارات القدرات أم لا

_لا لم أدخل فلم يعلنوا بعد عن النتيجة علي الموقع الخاص بهم علي الفيس بوك لكن انتظري سأدخل الآن واري إن كنت قد تجاوزت الاختبارات أم رسبت بها

دخلت علي الموقع و القلق يسيطر عليٍ ويدي ترتجف من الخوف كتبت الرقم القومي و الكود الخاص بي وظهرت النتيجة ولم أوفق في الاختبارات فرجعت وتحدثت معها ثانيه

_دخلت علي الموقع ونتيجتي راسب لكنني كنت أعلم هذا منذ أداء  الاختبار

_قدر الله وما شاء فعل يا حبيبتي أنا رأيتها بالأمس لكن لم أَود أخبارك حتي لا تحزني

_ونعم بالله يا حبيبتي وما قدر الله خير لنا والآن لا بد وانا أقدم ورقي في ثانويه عامه قبل انتهاء الموعد المخصص لتقديم

_هذا هو الصحيح سنكون معًا حتي القدر لا يريد أن نفترق

_هذا صحيح أدامك الله لي خير صُحبه ورفيق

_وأدامك لي يا فراشتي

أحب هذا اللقب الذي تناديني به "فراشتي" كلمه تحمل مشاعر رقيقة وجمال ساحر كجمال الفراشات بألوانها الزاهية أنهيت المكالمة ودخلت علي موقع المدرسة الثانوية القريبة من منزلنا التي مان أبي سيُقدم لي بها في البداية فوجدتُ أن موعد التسليم يتبقى عليه يوم واحد وانا لم أجهز ايً من الاوراق المطلوبة فذهبت سريعة إلي والدي وأخبرته بنا حدث وبما قررته فذهب إلى المكتبة وطبع الاوراق المطلوب طباعتها وصور الاوراق المُراد تصويرها وجهزنا جميع الاوراق المطلوبة وفي اليوم التالي ذهبنا إلي المدرسة وقدمنا الاوراق وتم قبولي بالمدرسة لكن مشكلتي مع المواد الأدبية لا تُحل فأنا أكره التاريخ لكن سأستحمله سنه واحده وبعدها أدخل القسم العلمي وبالفعل انتهت أولى سنيني في الثانوية وحصلت علي تقدير ليس بالسيء بالنسبة لي وفي الصف الثاني كان الجدال بيني وبين أمي فهي تريد أن أدخل القسم العلمي وأصبح طبيبه وانا اريد القسم العلمي لكن أريد كليه التمريض حتى أنها كانت ستجعلني التحق بالقسم الأدبي حتي نحل النقاش لكن تدخل عمي ووقف بجانبي وكذلك أبي وبعدها وفهمت أمي الامر وكانت أكثر داعمًا لي فكم سهرت معي ؟ وحضرت لي الطعام حتي لا انقطع عن المذاكرة وكانت دائما معي هي ووالدي وحصلت في الصف الثاني علي تقدير امتياز في أغلب المواد ومن وقتها بدأت أهيأ نفسي لصف الثالث الذي يعتبر محور الحياه و مشكله كل الطلاب لكن ليس أنا فكان بالنسبة لي كأي سنه مررت بها كنت أخرج في اجازات وأذهب إلي منزل جدتي لأمي كثيرًا وكنت أشاهد التلفاز وأفتح سوشيال ميديا كأي شخص عادي لأن بطبيعتي لا أحب المذاكرة نهارًا وفعلت أمي ما بوسعها لكي تحل هذه المشكلة لكن دون فأئده فكنت نهارًا أعيش حياتي وأفعل كل ما أريده بعدما أعود من الدروس ولا أفضل الدروس في أماكن بعيده عن المنزل فهي مضيعه للوقت لا أكثر والأساتذة كبعضها لكن عقولنا تختلف

تحملت الكثير من الضغط والتوتر والقلق والخوف وكل المشاعر الحزينة أصبحت لا أخرج من غرفتي حتي الطعام يأتي إليّ وقليلًا ما آكل حتي الأيام لم أعد أركز ما اليوم الذي نحن فيه وانقلبت حياتي رأسًا علي عقب وفي آخر الشهور استسلمت للنوم فلم أعد أقوي علي تحمل المزيد من كل هذا الضغوطات لقد ساء الأمر كثيرا لكن في كل مره تأتي والدتي وتقول تحملي فقد هانت لم يتبقى سوي القليل على نهاية الطريق وها هو حلمُكِ قد أقترب فتعطيني كلماتُها القوه علي الاستمرار بالرغم من انعدام العزيمة وفي كل مره أثبت لنفسي وللجميع أنني اقوي من كل هذه الظروف

ها قد مرت الايام وحان موعد أول امتحاناتي في الثانوية العامة لم أستطع النوم بسبب التوتر وكانت نصيحه والدتي لي قبل الذهاب إلى الامتحان أن لا أنظر للآخرين ولا أهتم بما يحدث في اللجنة ويكون كل تركيزي علي الورقة وعلى الأسئلة الموجودة بها ولا أتسرع في الإجابات ولا أغير الإجابات في آخر الوقت لأنها تكون الإجابة الصحيحة فاتبعت نصائحها

ومرّ الوقت وانتهت الامتحانات وبعدها لم أفعل شيء سوي النوم بسبب الإرهاق اتذكر أنني نمت حوالي يومين كاملين وبعدها بدأت أستوعب ما يحدث وبعد أسبوع لا أكثر تم الإعلان عن النتيجة وعندما سمعت بهذا فقدت وعيي بسبب التوتر وخوفي من أن لا أحصل علي المجموع الذي اريده لكنني حصلت علي مجموع أكثر بكثير فقد حصلت علي سبعه و تسعين بالمئه فسجدت لله شكرًا علي كرمه وبعدها طلب منّي الجميع أن التحق بكليه الصيدلة أو الأسنان يبدوا أنهم نسوا ما أخبرتهم به أنه مهما كان مجموعي لن التحق سوي بكليه التمريض فأصبح الاسم يجري في شراييني بدلًا من الدم بسبب تعلقي الشديد بها
ونفذت قراري والتحقت بكليه التمريض وأصبح الحلم حقيقه وأصبحت من الجيش الأبيض ؛

وفي حفلة التخرج وبعد خمس سنوات من التعب والسهر كانت هذه كلمات عميد الكلية:

"لولا التمريض لما استطاع الطبيب العمل، ولما وجد المريض الراحة، إن مهنة التمريض هي أكثر المهن مسؤولية في الحياة، هي أن تقوم بالسعي في سبيل إنقاذ حياة مريض يحتضر، أو من أجل تخفيف الألم عن مريض يقاسي أشد أنواع الألم بسبب المرض. تقف الكلمات عاجزةً أمام أفضالكم، أنتم يا مَن تسهرون وتتعبون من أجل راحة وسلامه المرضي، كلّ عامٍ وأنتم العافية
فالممرضين بالفعل هم ملائكة الرحمة التي تمشي على الأرض، يخففون ويساعدون، ويعالجون كل من يحتاج لهم، هم رموز للتضحية، يسهرون على راحة المرضى، ينوبون عن أهل المريض في حمايته ورعايته وإعطائه الدواء في مواعيده؛
وتُعد مهنة التمريض من أسمى المهن الطبية التي يتم من خلالها مساعدة المرضى على الشفاء وتمريضهم، والعناية بهم، ولا يمكن اغفال الدور الكبير الذي يبذله الممرضين في خدمة أفراد المجتمع هذا الامر جعل المواطنين يكنون مشاعر المحبة والمودة اتجاه الكوادر الطبية في أي الدول.   حيث أن الممرض أو الممرضة يراعي المرضي في كافة الأوقات، والتخلي أيضا عن وقت الراحة، ويرجع السبب الي اهتمام الممرض بالحالة الصحية الخاصة بالمريض وتقديم النتائج الحالة بصورة إيجابية"
*مقتبس*

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now