قُسِم

19 5 0
                                    

دخلت ثانويه عامه رغمًا عني فأنا لم أكن أرغب في دخولها كنت أريد أن أدخل مدرسه سياحه وفنادق وأدخل قسم الطبخ وأصبح شيف عالميه ومشهوره والاختيار الثاني أن ادخل قسم سياحه وأكون مرشده سياحيه وأسافر حول العالم وأري المشاهير من الفنانين والاعبين هذا هو حلمي الذي كنت أحلم به لكن والدي ووالدتي رفضا تمامًا هذا الأمر وصمموا علي ان أدخل ثانويه عامه وهناك مشكله أخري بعد أن دخلت الثانوية هل أدخل  علمي وأحقق حلم أبي وأصبح دكتوره؟؟؟؟ مع إنه يعرف أن هذا ليس ميولي مطلقا لكن لا بأس وفي النهاية وبعد عناء وتعب وإقناع لوالَدّي وافقوا علي أن أدخل قسم الأدبي وهنا كانت أمامي فرصه أخري لكي أحقق حلمي فلم أيأس بعد فعملت جاهدة لأكون متفوقة في دراستي وهذا الأمر غريب عني فأنا طوال عمري لا أحب المذاكرة مطلقًا علي عكس أخواتي وأقاربي وأصدقائي فجميعهم كانوا متفوقين في دراستهم

من أصعب المواد كان التاريخ فأنا أكرهه منذ طفولتي لأن مدرس التاريخ الذي كان يعطيني في الابتدائية الدراسات لم يكن يشرح بطريقه ممتعه ومن الناحية الأخرى بعض التلاميذ كانوا معجبين بشرحه ويقولون أنهم يفهمون منه لربما لم أكن أفهم لأنني تعودت علي شرح أبي فهو أيضا خريج تربيه قسم تاريخ وشرحه بالنسبة لي فوق الممتاز ويشرح بطريقه مبسطه وممتعه تجعل من أمامه يستمتع في أثناء الشرح فكنت في الثانوية لا آخذ دروس تاريخ كان أبي يشرح لي بعد عودته من المدرسة الا تحضر والدتي لنا الغداء هي و اختي الكبرى وأن أظل مع أبي يشرح لي واحيانا كنا نجد والدتي قد حضرت الطعام قبل أن نعود إلي المنزل فيشرح لي بعد العشاء أصبحت متفوقه في التاريخ بعد أن كنت أعده من أصعب المواد وبعد أن كان ليس لدي حلمًا أصبح لدي أحلام اهمهم أن التحق بكليه الآثار او السياحة والفنادق وهي قريبه من حلمي السابق وفرص العمل بها جيده من مدرسه السياحة والفنادق فالكلية ليست كالمدرسة والفرق بينهما شاسع

في الصف الثالث بذلت قصارى جهدي لأحقق حلمي الذي ظللت احلم به طوال حياتي لكن واجهتني صعوبات فأنا لست معتادة علي كثره المذاكرة والسهر علي الكتاب وفيديوهات شرح بالثلاث ساعات وأحيانًا سبع ساعات وأكثر ففي صغري لك أكن افتح كتاب سوي قبل الامتحانات بشهر أو حتي خمسه عشر يومًا لكن حاولت أن أتأقلم مع الوضع فكان لابد من التعب لم يستوعب أحد اصراري وتعلقي الشديد بهذه الكلية وهذا التخصص بالأخص فالجميع يعتبرونها كليه عاديه ليس لها فأئده فأي بنت يمكنها أن تكون بارعه في الطبخ وتدخل مجال الإعلام لكن طموحاتي كانت أكثر من ذلك فمن صغري وأنا احب الطبخ ومجال السياحة أيضا وأي مجال أدخله منهم سأكون سعيدة لأنني سأفعل الشيء الذي كنت أحلم به

وعندما أشعر باليأس والتعب وفقدان الشغف تجاه كل شيء أشرب كوب الشاي بالنعناع فهو مشروبي المفضل علي عكس جميع العائلة فهم يحبون الشاي فقط لكنتي أعشق النعناع ورائحته الفواحة اعتبروه كالسحر أو أحد أنواع المسكنات فبمجرد أن أشربه أنسي كل أحزاني وأستعيد نشاطي وأبدأ من جديد كأن شئ لم يحدث قط

وأكثر المواقف التي سببت لي الإحباط عندما قابلت أحد مدرسيني القداما وسألني عن المدرسة التي دخلتها بعد الإعدادية واستهتر وقال لي هل دخلتي سياحه فقلت له بفخر دخلت ثانويه وبإذن الله سألتحق بكلية السياحة والفنادق فقال بنظره لم أستطع أن أميز هل هي نظره شماته أم غيظ لكن كلامه لا يعني لي شيء وستُثبت له الأيام أنني كنت علي حق ولا يوجد كليه قمه أو قاع جميعها كليات وبيدك أنت تجعل منها كليه قمه أو قاع وبالفعل فعلت ما بوسعي لأصل لحلمي لكن الامتحانات لم تكن كما كنت أتوقع لكن ليس مع الجميع فالبعض كانوا يقولون أن الامتحانات سهله كنت احبط واقول أنني لن  أصل لكن دعوت الله كثيرًا فأنا فعلت ما كان بمقدرتي أن أفعله وسهرت وتعبت وهذه كان قدراتي ولم يكن لدي أكثر من ذلك لأفعله

وفي يوم النتيجة كنت متوترة وعلى أعصابي لكن الجميع كانوا متوقعين أن تكون درجتي ما بين الخمسين بالمئة والستين ولا أعرف من أين أتت لهم كل هذه الثقة لكن حسابات الله أفضل فقد حصلت على ثمانين بالمئه وكان أمامي كثير من الكليات منها التجارة والحقوق والآداب والتربية النوعية والكثير من الكليات لكنني صممت على شيء واحد و هي كليه السياحة والفنادق كنت أتعرض لنقد من الجميع فكل معارفنا في كليه الطب أو الهندسة أو حتى التربية والحقوق فأختي دخلت كليه الحقوق وفي طريقها لتخرج فهي في الفرقة الرابعة وهذا كان حلمها وأنا أيضا هذا حلمي

ومرت الأيام وقابلت المدرس نفسه الذي كان يستهزأ بالكلية وبقدراتي قبلها و قال لي :

_سمعت ان نتيجتي ظهرت ما هو مجموعك

_بالفعل ظهرت والمجموع ليس بالجيد كما كنت اتوقع

_كما هو هل حصلتي علي خمسون أم ستون بالمئه

_قد حصلت علي ثمانون بالمئه لكن كنت أتوقع أكثر

_هل تمزحين!!!!؟ أنتِ حصلتي علي ثمانون بالمئه لكن كيف!!!!!؟

_بالطبع أنا وكيف سأقول لك أنا تعبت وسهرت الليالي وقبل كل هذا كان لدي ثقه بالله سبحانه وتعالى ثم ثقه بقدراتي

_مبارك يا بنتي اخجلتني بكلامك وبالتوفيق لك في القادم

كان أمامي مجالين السياحة أو الطبخ والأكلات وهكذا فاخترت السياحة حتي تكون ملائمه بين كليات أقاربي وأخواتي وحتي لا أزعج  والدي مرت أيام كنت أتمني أن أحول من هذه الكلية لكن صبرت وتحملت الكثير من أجل حلمي تخرجت وفي بداية التخرج وجدت كثير من الوظائف متوفرة أمامي كمرشده سياحيه وأيضا مترجمة فاخترت مجال الإرشاد السياحي وبهذا أكون حققت حلمي الذي عشت طوال عمري علي أمل أن أحققه بعدما فقدته آلاف المرات ومن كانوا يستهترون بي وبحلمي يقفون بأنفسهم الآن يحيونني و يشجعوني فلا تجعلوا لكلام الناس اهميه ففي يوم ما و ليس بالبعيد سيعرفون أنهم كل مخطئون وأن قدراتك كانت أكبر مما كانوا يتوقعوا فلا تحزن ولا تيأس وثق بالله، وبنفسك، وقدراتك

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now