سماء

30 5 0
                                    

حكايتي بدأت عندما كتبتُ في الصف الثالث الابتدائي أريد أن أصبح طبيبه أطفال ومن هنا تعلق قلبي بهذه المهنة لأنني شخص يخاف بطريقه مريبة فكنت أخاف من ظلي ومن الصوت المرتفع لذلك قررت أن ابتعد عن أقسام الجراحة والعظام حتي أنني في مره كنت جالسه بمفردي أشاهد التلفاز مع أختي في الظلام وسلطت ضوء هاتفها علي وجهي فظهر مضخم علي الحائط وقالت لي أنظري ما هذا الذي ورائك عندما رأيته بدأت في الصراخ والبكاء وخرج أبي وأمي من غرفتهم وعندما رأتني أمي مفزوعة بهذه الطريقة عانقتني وقالت لي:

_ما بك يا سماء اهدأي ولا تبكي أنا بجوارك لا يوجد شئ مخيف

_لا لا هناك وحش خلفي سيأكلني يا أمي

_أين هو يا بنتي لا أري شيء كل هذه تخيلات قلتُ لكِ أكثر من مره لا تشاهدي أفلام كرتون أكشن حتي لا تصابي بالكوابيس

_لا أمزح يا أمي قد كان هنا حتي أختي رأته كان علي الحائط

_لا لا يوجد شيء صدقيني أذهبي وأغسلي وجهك الآن وسأجلس معكِ حتي تهدأِ أو أقول لكِ سأنام معك

_حسنًا يا أمي

_أذهبي الآن إلي غرفتك إلي أن آتي إليك

_حسنًا

ذهبت إلي غرفتي لكن ما زلت لا أصدق كلام أمي فوقفت أمام الغرفة أسمع ما يقولون فبالطبع هذه خدعه من أختي فسمعت أبي يقول لأختي بصوت مهموس حتي لا أسمعه:

_هيا قولي الحقيقة أنتِ من قمتِ بإخافة أختك أم لا ؟

_لا لم أفعل شيء حتي إنني قد تفاجأت بصراخها مثلكم

_لا أصدق هذا أخبريني الحقيقة وإلا سأمنع عنكِ المصروف لمده أسبوع الخَيار أمامك الحقيقة أم المنع من المصروف؟

_حسنًا سأقول الحقيقة

_هكذا كنت أعرف أنك ستخضعين أمام هذا الكلام هيا قولي نسمعك

_كما تعلمون أن سماء تخاف من أدق الاشياء فهي تخاف من رأس الحمام بعد ذبحه

_هي مازالت صغيره وهذا طبيعي

_كيف يكون طبيعي يا أبي ؟؟! فأنا في عمرها كنت أمسك الطيور لأمي

_كنتِ طفله متشردة ماذا نفعل معكِ؟

عندما قال والدي طفله متشردة حاولت أن تنسحب من النقاش لكن أمسك بها والدي وأجبرها علي التحدث وقال لها :

_ماذا تتصورين؟ هل ستهربِ مني!!؟ هيا أكملي يا متشردة

_أتركني وسأخبرك يدي تؤلمني

_كيف يدك تؤلمك يا كذابه وانا أمسك أذنك ؟!!!

حينها تبين أنها تضحك علي والدي حتي يتركها لكنه لم يتركها وتأكدت أنها من فعلت بي كل هذا فقررت أن أرد لها كل فعلته معي حتي تعلم من هي سماء فانتظرت حتي نامت وأخذت طلاء الأظافر الخاص بها ذات اللون الأحمر وقمت بعمل نقاط صغيره علي وجهها حتي تظن أنها حبوب وهذا سيزعجها كثيرا فأكثر ما تكرهه هو ظهور الحبوب في وجهها وكنت أعلم أن أول ما تفعله عندما تستيقظ أنها تنظر في المرأة فكنت مطمئنه أنها ستراها وكالعادة استيقظُ قبلها فعندما استيقظت ورأت هذه النقاط حاولت مسحها لكنني تدخلت سريعًا وزدت الأمر وقلت لها:

_يا الله ما كل هذه الحبوب التي ظهرت على وجهك كيف ستخرجين مع أصحابك الآن وكيف تذهبين للمدرسة ربما تكون حبوب مُعديه

_سماء أبعدي عني الآن فلا داعي لهذا الكلام

_أقول هذا لمصلحتك فقد أصبح وجهك قبيح جدً ولن يقبل أحد أن يجلس بجوارك

_أصمتِ وكُفِ عن هذا الكلام المزعج يا سماء

_هل تتذكرين الوحش الذي ظهر بالأمس

عندما تحدثت عن هذا الأمر بدا الارتباك علي وجهها ولم تكن تعرف ماذا تقول حتي أنها نسيت الحبوب التي وجهها وحاولت أنهاء الحديث فلا أحد إلي الآن يعرف أنني قد علمت أن أختي هي السبب في إخافتي بالأمس فقلت لها أين ذهبتِ؟؟ فقد كنتِ بجانبي لكنك اختفيتِ فجأة فحمحمت ثم قالت:

_ بالطبع أتذكر ذاك الوحش لكنني كنت خائفة فذهبت للخارج ولا أعلم ماذا حدث معك

_ ااااه هكذا الأمر أريد أن أخبرك بشيء مهم لكن لا تنفعلي

_ أخبريني

_ لن تنفعلي؟؟؟؟؟

_لن أنفعل هيا يا سماء هكذا سأتأخر علي صديقتي فهي تنتظرني

_والحبوب ماذا ستفعلين بها

_لا يهمك هيا أخبريني ماذا تريدين أن تقولي

_كفاكِ لف ودوران أنت من أخافتني بالأمس ولا داعي للإنكار فقد سمعتك وانتِ تقولين لأبي

_هل ما أعتقد صحيح يا سماء هل هذه ليست حبوب وأنتي تخدعينني

_هذا صحيح قد أخذت حقي منك وضاع عليكي مشوارك مع صديقتك لا تلعبي معي ثانيه

سمعت هذا الكلام وتغير لون عينها إلي الأحمر وبدا الغضب علي وجهها كأنها تريد الانفجار فسرعه ما مسكت المكواه وكادت تضربني بها لكن لحسن حظي أن والدتي كانت قادمه لتعطني النقود حتي أذهب إلي الدرس فأخذتها منها وعندما خرجت مسكتني وأخذت النقود وهددتني أن أذهب لأمي وأخبرها أنها تحتاج النقود ولن أذهب إلي الدرس وإلا ستخبر أبي بما فعلته وتقول أيضا أنني أفسدت هاتفي فبالطبع ذهبت لوالدتي وأخبرتها وتحججتُ أنني أصبت بدوار لأنني لم أفطر ولن أقوي علي الذهاب وأضررت أن أذاكر الدرس في المنزل حتي لا أضيع الوقت فأنا أريد أن أحصل على الدرجة النهائية في هذه السنه

ومرت السنوات وكأنها سنه واحده وأصبحت في الصف الثالث الثانوي وفي أحد الأيام طلبت من أختي أن تشرح لي سؤال فهي قد تخرجت من كليه الطب فبالتأكيد تستطيع أن تشرح لكنها رفضت وتحججتْ أن لديها كثير من المحاضرات المتراكمة والسكاشن التي تريد مذاكرتها فقررت أن ألعب معها فهي لا تقول الحقيقة هي فقط تريد أن تجلس علي الهاتف تتحدث مع أصدقائها فاصطنعت أنني أنادي علي أبي وقلتُ: أبييييي أين أنت أريد أن أخبرك شيء مهم نسيت أنا أخبرك إياه••• قلتُ الكلام ولم أكن أعرف أنه بالمنزل وحاولت أختي إسكاتي لكنني لم أكف عن النداء فرد بالموافقة وقدِم إليّ وقال :

_نعم يا سماء ماذا تريدين

_أريد أن أخبرك شيئًا مهم للغاية

_ما هو هذا الشيء هل تحتاجين نقود أو ملازم أو كتب ؟

_فهمست في أذنيه وقلت له:
لا لا ليس هذا الأمر أريد أن أخبرك سرًا عن أختي

_وما هذا الشيء منذ ساعه وأنتِ تقولين أنكِ تودين أن تخبريني بشيء هل تمزحين؟

_لا لا لن أمزح الأمر أن أختي لا تذهب بالمحاضرات بل تذهب لتأكل البطاطس السوري وعليها كثير من المحاضرات والسكاشن المتراكمة

_أهذا الأمر ألن تكبري أبدًا يا سماء ما هذا العقل الصغير

_وقالت أختي:
تكذب يا أبي فأنا لا أحب البطاطس وخاصهً السوري

_فقلتُ له :
لا يا أبي حتي أنها أعطتني منها بالأمس وأنا أشاهد درس الفيزياء

_قلتُ ثانيه:
أبي أريد أن أخبرك بشيء مهم

_فقال بغضب:
سمااااء لقد نفذ صبري منكِ أنا ذاهب

_أنتظر يا أبي فكل هذا كان هُراء والحقيقة أنني طلبتُ من أختي أن تشرح لي مسألة وهي لا تريد أن نشرحها لي

_فقال موجهًا كلامه لأختي:
وأنتِ يا كبيره يا عاقله لما لم تشرحي لها المسألة

هنا لم تستطع الرد بكلمه ولا يمكن أن تكذب علي والدي  فقد وضعتها أمام الامر الواقع فهو دائمًا يكشف كذبها ولا يوجد أمامها الآن سوي قول الحقيقة وهي أنها لا تريد ترك الهاتف فهمستُ لوالدي أن يأخذ منها الهاتف إن لم تشرح لي لكنها كانت تنصت لكلامي فسمعت ما قلته فتركت الهاتف وبدأت في شرح المسألة وخرج والدي وبدأت أذاكر من جديد فقد أضعت وقت كثير في هذا النقاش وأنا في حاجه لكل دقيقه في هذا الوقت لقد أقترب موعد الامتحانات
يبدو أنني لا أهتم وأنني مرتاحة نفسيًا ولا أفكر في الامتحانات لكن في الحقيقة أن عقلي أصبح مشتت ما بين المواد والتفكير في النتيجة وفي الكلية التي سألتحق بها لكن لا أحد يعلم بهذا فأنا من النوع الكتوم لا أتحدث عما بداخلي
ومرت الأيام كالبرق وها هو أول أيام امتحانات الثانوية العامة بالتأكيد كنت خائفة كأي طالب بل في الحقيقة كنت مرعوبة فالقولون العصبي يسبب لي التوتر وترتجف يدي من شده الخوف لكن مرت الايام وانتهت الامتحانات وبدأتُ أعود معها إلي حياتي الطبيعية شيئًا فشيئا لكن توتري بسبب النتيجة تغلب عليّ على ما أتذكر أنني كنت أسأل مدير المدرسة عن النتيجة يوميًا مع العلم أنه لا يعرف شيء فموعد أعلانها شيء خاص بالوزارة فقط
وبعد مرور أسبوع وعندما كنت أشاهد التلفاز أتصلت بي صديقتي و أخبرتني أنه تم الإعلان عن موعد النتيجة وأنه بعد ساعه من الآن فبدأت بطني تؤلمني كأي مره أتوتر فيها وسيطر التوتر والقلق علي كل من بالمنزل وانتظرت ساعه ودخلت علي الموقع ووضعت رقم جلوسي وظهرت النتيجة وحصلت علي تسعه وتسعين بالمئه وكانت فرحتي بهذا المجموع لا تصدق  وأخيرًا قد تحقق الحلم الذي طال انتظاره والذي سهرت لأجله الليالي

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now