زهير

35 12 0
                                    

زهير الأخ الأصغر لرؤى ويصغرها بسنتين،  وكان حلمه أن يصبح لاعب كرة وليس لديه أحلام في الدراسة بالرغم من تفوقه يا ترى ماذا حدث معه؟

حصلت على المركز الخامس في الإعدادية على عكس أختي الكبرى التي كانت الأولى على المدرسة؛  لكن الثانوية العامة لم تكن منصفة لها؛ لكنها بتفوقها ستصبح أشهر مترجمة في العالم، وأنا واثق من ذلك، وواثق بأنني سأصبح بإذن الله لاعب كرة قدم مشهور كاللاعب ميسي، وأيضًا كريستيانو، وكثير من مشاهير كرة القدم المعروفين.

في الثانوية عند الاختيار بين علمي وأدبي اخترت الأدبي ليس لأنه سهل كما يقول الجميع بل صعب وثمت مواد تحتاج لكثير من الحفظ وبالإضافة لذلك لم يكن لديّ ميول للمواد العلمية فكنت أكره الكيمياء والأحياء وبالأخص جزء النبات؛ فدخلت القسم الأدبي وفي الثالث الثانوي كان أول اختبار لي في نادي الأهلي للناشئين تحت سن الثامنة عشر يوافق اليوم الذي تبدأ فيه امتحانات المواد التي لا تضاف للمجموع صحيح أنها ليست مواد أساسية؛ لكن إن لم أنجح فيها سأرسب فهي مواد نجاح ورسوب كالمواد الأساسية؛ لكن لا تضاف

فالكل أجمع على أن أذهب للامتحانات بدلًا من الاختبار؛ فذهبت وكان تفكيري كله في الاختبار فأجبت على الأسئلة في وقت قليل، وكانت كل الأسئلة التي أجبتها في ماده التربية الدينية صحيحة لأنني كنت أحفظ القرءان، وأقرأ في الفقه والأحاديث النبوية فساعدتني معلوماتي؛ فخرجت في منتصف الوقت، ولم أنتظر إلى أن أذهب إلى المنزل وأخبرهم بل ذهبت إلى الاختبار وأديته؛ لكن في طريق ذهابي وأنا أصعد إلى الميكروباص أصبت قدمي؛ فأثر ذلك في أدائي أثناء الاختبار؛ فلم أجتازه؛ فذهبت في صمت، والحزن كاد يقطع قلبي، وبداخلي صرخات أريد أن أبوح بها؛ لكن لا استطيع فانتظرت حتى أهدأ وعُدت إلى المنزل، ولم أخبر أي شخص بما حدث، وكتمت كل شيء بداخلي.

وعندما ظهرت النتيجة لم أكن متوتر ككل الطلبة فأنا كنت أريد النجاح فقط وأدخل أي كلية ولا يهمك إن كانت قمة أم لا الأهم أن أنجح وكفى صحيح أنني نجحت والحمد لله؛ لكن كان مجموعي ستين بالمئة لم أهتم به طالما نجحت.

دخلت كلية التربية الرياضية في البداية كانت كأي كلية؛ لكن بعد ذلك أصبحت بمثابة وسيلة للتمرين أكثر على كرة القدم فكنت أحضر كل التمارين والمحاضرات، وبعد مرور الوقت تأكدتُ أنني دخلت شيء كنت أريده رغمًا أنها لم تكن في تفكيري؛ لكنني كنت متفوق بها، وحصلت على أعلى التقديرات في أول ثلاث سنوات، وها أنا في السنة الأخيرة لي في التعليم فرحه لا يعلمها سوى من يمر بها أخيرًا ستنتهي سنين التعب وسنقضي حياتنا بدون مذاكرة، ولا محاضرات، ولا جامعه شيء في منتهى الجمال.

في السنة الأخيرة لي حاولت أن أخرج منها بتقدير جيد جدًا مرتفع أو امتياز على الأقل حتى أحصل على وظيفة جيدة وبالفعل حصلت على جيد جدًا مرتفع ووالدي كان يعرف أحد الموظفين في نادٍ ما وتحدث معه، وحدد موعد لمقابلتي وبالفعل ذهبت لمقابلته وأخبرني أن العمل عبارة عن أن أكون معالج فيزيائي للاعبين لم يكن هذا ميولي قطعيًا؛ لكن قررت أن أقبل الوظيفة كعمل مؤقت ومنها أُكون علاقات مع اللاعبين وخطوة خطوة أصبح لاعب،

كنت أقرأ أخبار الكرة واللاعبين، وفي أحد الأيام قرأت إعلان عن اختبارات قبول في نادٍ ما ولم يكن الأهلي كما أريد، ومُنشأ جديد؛ لكن من لديه حلم يسعى إليه، ويبدأ من نقطة الصفر؛ فذهبت للاختبارات ونجحت بها، وكان والدي في هذه المرة معي، وأخبرته يومها بما حدث من أربع سنوات، واحتفلنا بهذا الانجاز وفي عضم حديثنا أقترح أن أترك العمل في النادي الذي أعمل به؛ لكن رفضت فكنت استفاد كثيرًا، وفي أول تدريب لي في الاختبارات ذهبت قبل الموعد بساعات كالطفل أول يوم له بالمدرسة.

خضت أول مباره لي بعد سنة من وجودي في النادي، وعائلتي جميعهم حضروا المباراة، وشجعوني؛ لكن كان ينقصنا أبي فقد توفى من خمسة أشهر، وأثر هذا في حضوري للتدريبات وتمنيت أن يكون معي في هذا اليوم؛ لكن قدر الله وما شاء فعل فلديّ أسرة جميلة تشجعني وتدعمني في كل أوقاتي سواء الفرحة أو الحزن كنت أتوقع أن أحرز أهداف في المباراة وأُصبح مشهور لكن لم يحدث فهذه أحلام اليقظة ليس من أول مباراة مع الممارسة الجيدة سأحرز الكثير من الأهداف وسأكون لاعب أساسي في الفريق وليس احتياطي أعرف أن أحلامي ليست بسيطة لكن ليست بالمستحيلة

في المباراة الثانية لي كنت لاعب احتياطي أيضًا وبقيتُ هكذا أربع مباريات أو أكثر حتى أصبحت لاعب أساسي بعد إحراز هدفين في آخر مباراتين ف هذا إنجاز كبير انتظرته كثيرا فسجدت لربي شاكرا علي نعمه وفي هذه المباراة أحرزت هدفين وفي الوقت الإضافي أحرزت هدف وأصبحت هترِك المباراة ومعروف بعض الشيء وفي بعض الأحيان يوقفني الأطفال بجوارنا ويلتقطوا صور لي وأحيانا يتصورون معي كنت أشعر بفرحة كبيره تجاه هذه المواقف ف في مره كنت اشتري بعض المستلزمات من السوبر ماركت بجانبنا وفجأة أصبح من يراني يقف ويتصور معي والأطفال يطلبون أن أصورهم معي وفي بعض الأحيان يطلبون توقيعي علي ملابسهم

وبعد مرور شهر علي هذه المباراة جاءني بيان بأنهم يريدونني في النادي الأهلي سعادتي لم تكن توصف حينها كدت أن أطير من الفرحة فحلمي قد تحقق ومن هنا كانت بداية شهرتي ومعرفتي وأصبحت معروف ليس في منطقتي فقط بل في النادي والشوارع وبين الجيران والأصدقاء ويتبقى أن أكون معروف على مستوى العالم والشرق الأوسط ولن أتنازل عن هذا الحلم أبدًا وسأسعى إليه

بعد انضمامي للنادي الأهلي كانت بداية شهرتي، وأصبحت معروف بين الجميع وإن كنت سأشكر أشخاص بعينهم على ما قد وصلت إليه الآن من إنجاز أولًا سأشكر والدي فهو أول من اعترف بي وبمهارتي، وساعدني كثيرًا ثم أمي التي أكملت المسيرة بعد وفاة والدي، وكانت الأم والأب في نفس الوقت، وأختي رؤى فكانت تحضر تدريباتي بالرغم من انشغالها وجامعتها، وتحضر لي العصير وسندوتشات الهمبرجر والبطاطس المحمرة، وتشجعني في جميع مبارياتي، وأيضا مدربي فلولاه ولولا تشجيعه لي لم أكن أصل لما أنا عليه الآن، وقبل كل هؤلاء أشكر الله على نعمه فكم من مرة لجئت إليه وكان دائمًا يسمعني.

حقًا النجاح ليس أن تنجح بمفردك لا بد أن يكون هناك أشخاص يثقون بك و يقفون بجانبك في السراء والضراء والفرح والحزن والنجاح والفشل فبهم تصبح أقوى وأكثر ثقه بنفسك ويصبح لديك أمل في أنك ستصبح الأفضل بالرغم من كل الظروف

إلى الآن لم أحقق حلمي بأكمله لكن حققت نصفه وأصبحت لاعب في النادي الأهلي وبعد أيام إن شاء الله سأحقق باقي حلمي فأنا في طريقي لاُنهي ورق السفر إلى أمريكا وأبدأ حياة جديدة هناك وبداية الاحتراف كم أنا سعيد بهذا

بعد طول انتظار وتعب ومعافرة فأنا على حافه تحقيق حلمي لم يكن هناك فرصة أعظم من هذه لأشكر عائلتي، وكل من ساعدني لأصل إلى هذه المكانة فلا نجاح يأتي مفردًا لابد من وجود من يدعمك في هذا النجاح، وتتشاركونه معًا

عندما وصلت إلي أمريكا لم يكن أمامي و لا أفكر إلا في كيفية النجاح فأنا مصمم ولن أتنازل مهما واجهتني صعوبات سأتخطاها وأصبر علي الأزمات والصعوبات التي أمر بها وأواجه كل التحديات وأتغلب عليها

ذهبت للفندق الذي تم الحجز لي فيه ومن اليوم الثاني بدأت أبحث عن عمل لكي يساعدني على الحياه في هذا البلد الغريب فكان أول عمل لي هو عامل في أحد المطاعم عملت به إلى ما يقارب شهر أو شهر ونصف بعدها بدأت أذهب للأندية بعد أن تعرفت على البلد وعرفت أماكن بعض الأندية فذهبت إليه وقمت بعمل الاختبارات فلم يتم قبولي كأي بداية للاعب في بداية الاحتراف فذهبت لنادي آخر والحمد لله تم قبولي

في أول يوم لي بالنادي اتصلت بوالدتي وأختي رؤى لأشاركهم النجاح ثم اتصلت بصديقي المقرب فطالما كان واقفًا بجانبي في كل المواقف التي أمر بها و يحاول أن يحل معي المشاكل التي تواجهنا وبجانب بعضنا نتخطى كل الصعاب والمواقف المؤلمة

لكن حدث ما لم يكن يُستحب أن يحدث في اول تدريب كنت متحمس في الليلة السابقة للتمرين فسهرت حتي قبل الموعد بساعه واحده لا أكثر لكن ذهبت في النوم دون أن الاحظ وضاع علي التمرين

وفي المرة الثانية ذهبت إلي التمرين لكن ليتني لم أذهب فقد سقط من التعب وبعدها تأذت قدمي وأُصبت إصابة بالغه وتوقفت عن التمرين إلى أن تتحسن قدمي وأستطيع السير عليها بسهوله دون عرج فظللت في المنزل أربعه أشهر

بعد أن انتهت مدة وجودي بالمنزل ذهبت لنادي لكن لم يتذكرني أحد هذا طبيعي فلم أظل لفترة طويلة في النادي و لم أتعرف على أحد في النادي سوى شخص واحد كان من مصر أيضًا وكان يساعدني بالمنزل ويأتي إلى منزلي ويساعدني في قضاء أعمال المنزل وغسل الملابس وكثير من الأعمال المنزلية فقد كان بارعًا في هذا

وفي أحد الأيام اتصل بي و كان مسرعًا في حديثه وقال:

_مرحبًا زهير كيف حالك يا رفيق؟

_بخير يا صديقي كيف حالك أنت لم أرك منذ أيام؟

_أعتذر يا رفيق فقد كنت مشغول جدًا في هذه الفترة في التجهيز لزواجي

_مبارك يا صديقي هذا من أفضل ما سمعت اليوم

_بارك الله فيك؛ لكن دعكَ مني الآن أريد أن أخبرك بشئ مهم

_اخبرني أنا أسمعك بإنصات تام

_بحثت لك عن عمل بجوار المطعم الذي كنت أعمل به من قبل هو في نادي آخر غير الذي كنت به والاختبارات اليوم في الثامنة مساءًا عليك الإسراع في إعداد نفسك

_شكرًا لك لقد أتعبتك معي لا أعرف كيف أرد لك كل هذه المساعدات

_لا شكر علي واجب فهذا واجب الصديق على صديقه

انهينا المكالمة وذهبت لأُبدل ملابسي وبحثت عن ملابسي الرياضية فلم أجدها فأظن أنني نسيتها في النادي السابق ولم يحضرها أحد إلى المنزل ولا اعرف أي محل أو سوق لأشتري منه مثل تلك الملابس فاتصلت بصديقي وأخبرته فأخبرني أنه سيذهب هو لشراء الملابس

وفي السابعة مساءًا خرجت من المنزل وانتظرت إلى أن تأتي أي سيارة لتقودني إلى النادي لكن في البداية سأتصل ثانيه بصديقي ليخبرني بموقع النادي ففتحت الإنترنت فوجدته قد أرسله لي دون أن أخبره حقًا كم هو إنسان عظيم

وصلت إلى النادي وكان مُعاذ يتصل بي وهو صديقي من مصر فأخبرته بأنني ذاهب لعمل اختبار في أحد الأندية ففرح كثير وهنأني وطلبتُ منه أن يكون بجانب والدتي

وصلت النادي وفي البداية قاموا بمقابلة شخصيه فسألوني بعض الأسئلة بالإنجليزية وكان بجانبي مترجم لكن لا حاجه له فأنا اتقن الإنجليزية و هذا ما نال إعجابهم بي فكان أول سؤال يوجه لي
_what is your name?ما هو اسمك

_zaher elmotasemاسمي زهير المعتصم

_ok where are you come from?حسنا من أين جأت١

_from Egypt من مصر

_ok how old are you?حسنا ما هو عمرك

_Twenty two years old اثنان و عشرون سنه

_Have you played a football هل لعبت كره قدم من قبل

_I definitely played at Al Ahly Club in Egypt and other Egyptian
Clubs and club in Americaبالتأكيد لقد لعبت في نادي الأهلي بمصر و بأندية أخري بمصر و بنادي في امريكا

_From which colleges graduated؟من اي كليه تخرجت

_From Faculty of Sports Educationمن كليه التربية الرياضية

_great We are happy to meet youعظيم نحن سعداء لرؤيتك

_thank you and me too شكرا وانا أيضا

انهيت المقابلة ثم خضعت لاختبار بدني و جسدي وعقلي وفي أثناء التدريب لاحظت وجود صديقي فأنا اقول له صديقي و يقول رفيقي ولا اعرف اسمه وهو كذلك بالرغم كل التعاملات معا والمدة التي قضيناها معا وهذا عجيب فقررت بعد انتهاء الاختبار أن أسأله عن اسمه وأيضا عن موعد زواجه وأُحضر له هدية.

قبل أن أخرج طلبوا مني العنوان ورقم الهاتف حتي يتواصلوا معي فشعرت انني سيتم قبولي في هذا النادي و صديقي يؤشر لي بيده فاطمأننت أكثر وذهبت إليه وشكرته علي كل ما يفعله لأجلي دون أن نكون نعرف بعض من قبل لقاءنا هنا في هذا البلد الغريب

بعد أن شكرته سألته عن اسمه

_يا صديقي ما هو اسمك فلم تخبرني به؟

_لقد نسيت يا رفيق اسمي هو ماجد ما رأيك به؟

_جميل جدا من أحسن الأسامي

_شكرا لكن ما هو اسمك؟!

_اسمي زهير

_عاشت الأسامي يا زهير

_شكرا لقد حان وقت الذهاب

_بالطبع هيا بنا

وقبل أن نخرج بدقيقه سمعت شخص يقول:

_Hey from wearing a sportswear waiting for a moment please
يا من ترتدي الملابس الرياضية انتظر لحظه من فضلك

فقلت له:
_Lecturer but faster in your line I am waiting for you
حاضر لكن أسرع في خطاك أنا في انتظارك

فقال لي :
You are brilliant today I wish you good luck
أنت بارعًا اليوم أتمني لك حظا جيدا

فقلت له:
Thank you for this stimulus talk
شكرا لك علي هذا الكلام المحفز

_فقال لي :
I was happy to meet you and I wish to meet you again
لقد سعدت بلقائك و اتمني أن ألتقي بك مره أخري

_فقلت له:

Thank you sir
شكرا سيدي

بعد هذا اللقاء كنت سعيد جدًا وذهبت للمنزل وأعددت أنا وماجد العشاء وأكلنا معنا واحتفلنا بمناسبة زواجه وأخبرني أن زواجه بعد شهر من اليوم

وبعد يومين جاءتني الموافقة على انضمامي للنادي واستمريت به لمدة سنه وحققت شهره وبطولات كثيره وأخذت كأس الأمم المتحدة وكأس أفضل لاعب في البطولة وها أنا شرعت في الاقتراب من حلمي مرة بعد الأخرى 

الآن أصبحت أحد اللاعبين في نادي ليفربول وتم اختياري لمسابقه أفضل لاعب وبالفعل فزت بالحذاء الذهبي وفي السنة التي بعدها فزت به للمرة الثانية على التوالي ومن هنا أصبحت مشهور ليس في مصر فقط بل العالم بأكمله

دمتم بخير❤
اتمنى دعمكم❤😇
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now