للحلم بقية؛

قدْر

كنتُ أنتظر أروى إلى أن تأتي المدرسة؛ لكنها تأخرت ففتحت هاتفي وشرعت في تصفح الفيس بوك؛ فوجدت منشور مكتوب به أن عائلة محمود السباعي قد حدث معهم حادث لم ألاحظ الإسم في البداية، وفي الأثناء ظهرت صفحة أروى واسمها أروي محمود السباعي؛ ففار الدم في عروقي وكادت شراييني أن تنفجر من الصدمه اتصلت بأروى على أمل أن لا تكون معهم؛ لكن دون جدوى هاتفها لا يعلق فهو خارج الخدمة اتصلت بالمنزل لا أحد يرد أيضًا بدأت الشكوك تراودني فاتصلت بابنة خالتها بالرغم من عدم تقبلي لها فهي دائمًا تحاول استفزازي، وتتقرب من أروى وتُظهر أنها تعرف عنها كل شيء وأنها صديقة عمرها منذ ولادتها.

_الو رغد رأيت منشور على الفيس بوك أن أروى وعائلتها قد حدث معهم حادث هل هذا صحيح؟

_أجل يا قدر، ووالدها في حالة حرجة بين الحياة والموت

_ وأروى كيف هي الآن؟ هل أصابها مكروه؟ ووالدتها وأخيها أخبريني؟

_ بخير لا داعي للقلق هي فقط بها بعض الجروح الخفيفة ووالدتها أيضًا كذلك

_حسنًا مع السلامة سآتي إليها أنا في الطريق إلى المستشفى

_حسنًا مع السلامة

عندما علمت بهذا شكرت ربي أنها لم يصيبها أي مكروه؛ لكن الأسوء أن تعرف بحالة والدها، أو أن يحدث معه شيء خطير قلت هذا والدموع تنسال من عيناي ولا أعلم ماذا أفعل؟ فإن ذهبت؛ فلن تكف أروى عن السؤال عن أبيها حينها ماذا أقول لها؟ فهو بالنسبة لها كل شيء وكانت سعيدة بعودته، وإن لم أذهب ربما تخاصمني فهي عفوية جدًا، ولن تفهم وجهة نظري، وتلومني يا لهذه الحيرة!!!!

كانت لمار تمر في الطرقة التي أجلس بها وعندما رأتني بهذه الحالة السيئة لم تتردد لحظة واقتربت منّي، ومسحت دموعي وسألتني عما سبب لي كل هذا الحزن فقلت لها :

_أروى حدث معها حادث ووالدها في حالة سيئة

_لا تقلقي سيخرج بإذن الله، ويكون بخير، ولن يصيبه أي مكروه فقط اهدأي هل عرفتي أين هم؟

_أتمنى هذا فأروى من بعده ستتدمر نفسيتها وحياتها فروحها فيه

وعندما كنا نتحدث اتصلت رغد فطلبتُ من لمار أن تنتظر إلى أن أتحدث معها فأجبت عليها بلهفة، وكلي أمل أن يكون والد أروى أصبح في حالة أحسن :

_ماذا حدث؟ هل أصبح بخير؟

فقالت والبكاء لا يفارقها: