يُسْر

22 5 0
                                    

كان حلمي أن التحق بكليه الهندسة كأبي وعمي فنحن كما يطلقون علي عائلتنا عائله المهندسين ونفتخر بهذا فالهندسة أو لقب مهندس لا يُطلق سوي علي أصحاب الذكاء فأنا لم أكن أحب المواد العلمية وبالأخص الأحياء فهي ماده معقدة جدا لكن كنت أحب الفيزياء كثيرا وكان أبي يُطلق عليّ العبقري واحيانًا عبقري الفيزياء أو المخترع الصغير كل هذه الألقاب كان يناديني بها أبي وكنت سعيد بها ولهذا قررت والأصح لم أقرر بل كان واجب عليّ أن التحق بقسم الرياضة والتحق بكليه الذكاء الاصطناعي او الحاسبات و المعلومات لكن كان أبي يريد أن التحق بقسم الهندسة المعمارية مثله لكن لم أشعر أنها ميولي فلم أحب أن التحق بها مع إنني أعتبر والدي قدوتي في الحياة ومثلي الأعلى لكن كلًا منّا لديه ميول لتخصص غير الآخر بالرغم من أنه في النهاية سيُطلق علي كِلانا لقب مهندس مع اختلاف التخصص
وبدأ حُبي للرياضيات عندما أخبرني والدي أنه إن كنت أريد أن أصبح مهندس لا بد من أن أكون بارع في الرياضيات وهكذا أخبرني معلمي في الصف السادس الابتدائي فهو من زادني للرياضيات حبًا بسبب تعامله معنا وطريقة شرحه السلسة التي تصل للجميع بمختلف مستويات الفهم وكان يُحبني كثيرا ويشجعني وكان يترك الأسئلة ذات التفكير العليا لي لأنه يعلم قدرتي علي حل أي مسألة رياضيات مهما كان درجه صعوبتها وفي كل مره كان يتحداني ويقول أنني لا أستطيع كنت أفوز في التحدي وكان يعطني في كل مره هديه او شهاده تقدير علي سبيل التشجيع
وفي الصف الأول الإعدادي جعلني مُدرس الرياضيات الذي كان يدرسها لي حينها أعشق الرياضة لا أحبها فقط فقد كان أخًا لنا قبل أن يكون مدرسًا وكان يقوم بعمل منافسات بين الطلاب حتي يشجعهم علي المذاكرة وبالرغم من كونه لم يستمر معنا سوي قليل من الوقت ألا إنه نال حب جميع الطلاب و باقي المدرسين الذين يعملون في المدرسة
وجاءت من بعده مدرسه تجعل من لا يحب الرياضيات يحبها بسبب معاملتها وأيضا شرحها الفوق الممتاز وكانت دائما تكون متواجدة وقتما احتجنا لها فكم من ذهبت لها يائسًا من مسألة وتقول لي لن أعطك جواب سأتركك تفكر فيها ثانيه فأنا أثق أنك قادر علي حلها بمفردك وفي الصف الثالث الإعدادي حدثت معي بعض الظروف فلم أستطع أن أذهب لدروس بالرغم من كونها كانت من أهم المحطات في مراحلي الدراسي لكن حاولت أن أعتمد علي نفسي وذهبت لها في المراجعات النهائية قبل الامتحان بشهر واحد فقط لا أكثر كنت ضائع في المادة بالمعني الحرفي لكن وقفت بجانبي إلي أن أصبحت فوق الممتازة بها ولم أنقص سوي درجه واحده كانت في الترم وبهذا أكون في الترم الثاني حصلت علي الدرجة النهائية في الرياضيات وفي أثناء الشرح كانت تحكي لنا كيف شجعها معلمها في الثانوية العامة علي دخول قسم الرياضة وليس العلوم ووقوفه بجانبها كما تفعل معنا
وعندما دخلت ثانويه عامه لم آخذ لدي المدرس الذي أخبرتني به لأنني لم ألحق الحجز فأخذت عند مدرس آخر أحببني أيضا في الرياضة وكان معي دائما ويحل لي كل ما يقف أمامي من مسائل فلحسن حظي أنني لم التقي سوي لمعلمي الرياضة العظماء المتقنين للمادة باحتراف ولديهم امانه مهنيه ويخافون علي الطلاب
ومرت السنوات وكأنها لم تكون تريد أن تمر أو أنني الذي كنت أرغب في هذا حتي لا أصل إلي هذه المرحلة ألا وهي مرحله الثانوية العامة التي تسبب الخوف والرهبة للجميع لكن مر العمر وأصبحت في عمر الثمانية عشر وعلي وشك أن أكون ثانويه عامه قبل بداية السنه طبيعيًا كأي طالب بدأت البحث عن أفضل وأمهر المدرسين فهي سنه حاسمه فلا بد الاختيار بإتقان وتأني بدأت الدروس من شهر سبعه أو ثمانية لا أتذكر بدأت باجتهاد ولم أجعل المواد ولا الدروس تتراكم عليّ حتي فيديوهات الشرح لم أراكم من شئ وكنتُ أسمعها أول بأول وأهلكني هذا كثيرا حتي بعدها بأشهر نال مني التعب ولم أعد أقوي علي المذاكرة وأصبحت أنام لفترات طويلة كانت والدتي تدخل غرفتي تجدني نائمًا بجانب الكتب و الملازم
وكانت مشكلتي الوحيدة والتي أخاف منها هي عدم ثقتي في اجاباتي وتغييرها في أخر لحظه وحاول معي مدرس الكيمياء كثيرا علي التخلص من هذه المشكلة لكن لم أتخلص منها بالكامل ففي بعض الأحيان كنت أتسرع و في الأحيان الأخرى أكون متأنية في اختياراتي فقد كان مشجعًا وداعمًا وناصحًا لنا
لكن بالرغم من كل التعب الذي مررتُ به ألا إن هناك كلمات كانت بمثابة الطبطبة علي قلوبنا وتخفف ما بنا من حزن وألم ككلمات والدي ووالدتي ومدرسيني بأجمعهم فكلهم كانوا بجانبنا وبوقوف كل هؤلاء معنا وثقتهم بنا مرت كل الصعاب وتحملنا كل الضغوطات التي كانت أكبر من أن نتحملها
لكن الآن انتهي الأمر فقد أوشكت رحله الاثني عشر شهرا علي الانتهاء وقد سلبت مني روحي وراحه بالي وسلامه عقلي فقد كان فارغًا لا يشغل باله شيئًا سوي الطعام والشراب والملابس لكن الآن يفكر في ألف شيء في آنٍ واحد فهو يفكر في المجموع و في نفس الوقت الكلية وموعد الدروس ودرجات الامتحان والأسئلة التي لم أستطع الإجابة عنها وكثير وكثير من الأشياء الأخرى التي تشغل تفكيري
لكن الان وبعد مرور هذه السنه المتعبة قد حان موعد أول امتحاناتي في الثانوية العامة كان هذا اليوم يومًا مختلف عن أي يوم بعدما أنهيت مذاكرتي بدأت في إعداد حقيبتي ووضعت أقلامي الرصاص والجاف والممحاة والمسطرة والمبراة وبعدها حاولت أن أنام جلست علي سريري قُرابه الساعة أحاول النوم حتى جاءت والدتي وبدأت في تدليك شعري و العبث به فهي تعلم أنني بمجرد أن تلمس شعري أنام ومع صوت آذان الفجر استيقظت أديت فريضتي وقرأتُ أذكاري ووردي من القرآن
ومسكتُ بعدها مُذكره بها بعض الأسئلة وشرعتُ في حلِّها وعندما انتهيت كانت الساعة تقترب من السابعة فذهبت إلي خزانه الملابس واخترت القمص و البنطلون الجينز وطلبت من والدتي أن تكوي القميص إلي أن أرتدي البنطلون وأُمشط شعري وعندما انتهت من كويه أحضرته لي فارتديته وذهبت إلى المدرسة
ووصلت علي موعد دخول اللجنة فنحن الشباب عكس الفتيات يأتون قبل اللجنة بساعه أو أكثر ويمسكون بأيديهم المذكرات فنحن تتغير ببرود الأعصاب
دخلت اللجنة وأول ما فعلته قبل أن أنظر للأسئلة استعنت بالله وقرأت أدعيه ما قبل الامتحان وبعدها بدأت في الحل
امتحان تلو الآخر حتي انتهت جميع الامتحانات وارتاح عقلي من التفكير و تخلصت من بعض الضغوطات فقد كنت أسيرًا وبعد أسبوعان وأنا في أحد المحلات اتصل بي أبي وأخبرني أنّ النتيجة ظهرت فارتبكت و لم أُجب عليه كل ما فعلته أنني فتحت موقع الوزارة ودخلت علي اللنك الخاص بالنتيجة ووضعت رقم جلوسي وظهرت النتيجة وحصلت علي تسعين بالمئه وبدأت في الصراخ وأجتمع الناس من حولي يهنئوني عندما سمعوني أقول لوالدي في الهاتف تسعون بالمئه يا والدي قد حققت حلمي وحلم كل العائلة كانت فرحتي حينها لا توصف.

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now