غيداء

24 5 0
                                    

أُحب الفن التشكيلي والأشغال اليدوية وأتمني أن أمتلك أكبر مصنع للأشغال اليدوية على مستوى العالم والجميع ساعدوني علي تحقيق هذا الحلم فأنا علي عكس الفتيات لا أريد الطب ولا الهندسة أنا أهوي المشغولات اليدوية والفن التشكيلي فهذه موهبتي منذ صغري فقد تعلمته من أحد جيراننا وتعلمت الشغل بالخرز وكثير من الأشياء في البداية كانت مجرد موهبه ولم أكن أطمح في كل هذا النجاح لكن عندما وجدت شغلي يباع ومطلوب في السوق والكل معجب به أصبح طموحي أن يصبح لدي أكبر معرض للأشغال اليدوية وأصبح مشهوره في مصر والعالم بأكمله

وعندما أصبحت في الصف الثالث الإعدادي كان مجموعي عالي وأقرّ الجمع بأن أدخل ثانويه عامه لكنني رفضت فأنا لا أريد التعليم ليس بالمعني الحرفي فكما يقولون المرأة ليس لها غير بيت زوجها وأصريت بأن أدخل الثانوية الفنية قسم مشغولات بالرغم من معارضه الجميع لكن أخبرتهم بأنني سأدرس ما أحب وسأستكمل دراستي بعد ذلك وأدخل معهد تجاره أو تمريض علي حسب مجموعي ومثله مثل الثانوية لكن الفرق أنني سأدرس شيء أحبه وسيهون كل التعب

وتعلمت هذه المهنة من معلمتي في الابتدائية فكان من ضمن الحصص حصه الاقتصاد المنزلي وكنت مهتمة بها لأن لدي شغف لمثل هذه الأشياء منذ صغري وكانت تسميني أمي المبدعة وأبي يقول لي المخترعة وكان يريد أن ادخل كليه الهندسة لكنني رفضت فأنا من الأشخاص الذين لا يحبون المذاكرة لوقت طويل بساعه واحده لا أكثر تكفي لأدرس المنهج بأكمله وأحفظه ولم يصدق أي شخص هذا الكلام ويقولون أنني أذاكر ليلًا و نهارًا لكن هذا ليس صحيح فأنا أشغل وقتي بأشياء مهمه بالنسبة لي كتعلم الهوايات وتطويرها وتعلم الأشغال اليدوية فكانت المعلمة تعطينا قماش و خيط وطلبت أن نقوم بتطريز الملابس الساده والقديمة لتصبح جديده فلها الفضل لما أنا عليه بالإضافة إلي والدتي التي كانت تدعو لي ودعوات والدي ربنا يوفقك ودعواته لي في الصلاة او أمامي وتشجيعه لي واتصالاته بعد كل امتحان ليطمئن عليّ وأتذكر أيضا كل ما وقف بجانبي من أقاربي اتذكر كل من دعي لي وتمني لي التوفيق والنجاح

في البداية كنت أقوم بعمل الأشغال اليدوية واتركها في المنزل في غرفه مخصصه للعمل بها وكانت هذه الغرفة معرضي البسيط الذي أعرض فيه الأشغال اليدوية الخاصة بي إلي أن أقوم بافتتاح المعرض الذي أحلم به منذ سنوات وكان الزبائن والدي ووالدتي وأخواتي وأقاربي عندما يعجبهم شيء يقوموا بشرائه كتشجيع لي وفي الصف الثانوي ابتعدت عن موضوع الأشغال اليدوية قليلًا وأغلقت المعرض لفتره حتي أهتم بمذاكرتي لكي أثبت لهم أنني يمكنني أن أحقق ما يحققه طالب ثانويه الثانوية العامة وأن طالب الثانوية الفنية لديه كثير من فرص العمل أن أهتم بالمجال الذي يدرسه فلديه فرصه الالتحاق بكليه الهندسة أو الفنون الجميلة وأيضا معهد التجارة والتمريض ومن بعدهم يستكمل الدراسة ويدخل كليه التجارة او التمريض كطالب الثانوية وأنا لا أقلل من شأن ثانويه عامه لكن كل شخص علي قدر طاقته وقدرته وأنا أعرف أن قدراتي لا تتناسب مع هذه كليه العظيمة ككليه الهندسة فهي كليه العباقرة وبالرغم من أنني ذكيه لكن لا أحب المذاكرة

وفتحت المصنع الذي كنت أحلم به في حديقة المنزل حتي يدخل إليها الزبائن بسهوله وفتحت صفحه علي الفيس بوك والانستجرام وساعدني والدي علي هذا وأعطاني بعض النقود لكن أخبرته بأنني سأردها له حتى لا يقولون انني اعتمدت علي والدي وأنني فاشله مع العلم أنني لا أري مشكله إن ساعدني أبي فإن لم يساعد أبنته فمن يساعد هل يساعد الغرباء حقًا من قال أنه لا بد من وجود شريك في النجاح صادقًا في كلامه فلولا وقوف الجميع بجانبي لم أكن أصل لما وصلت له فكم سمعت من كلام محبط من أشخاص لا يتمنون لي النجاح وعلي النقيض أشخاص يحبونني ويريدون لي النجاح ويرون أنني شخص مجتهد ومن الناحية الأخرى هناك من أحبطني وسخر من موهبتي لكن لم أهتم بهم فما زلت أتذكر نظراتهم المحبطة لي وأتذكر كل كلامهم وتعابير وجههم عندما يمدحني أحد أمامهم

فليس الأمر كما يعتقدون لا شيء يُنسي مدح كان أو ذم فكنت أسمع كلامهم وأري نظراتهم ولا أنطق بكلمه واحدة كنت أذهب والغل والكرة يغمرني بالكامل فهذه ليست أنا فقد تبدل حالي وتحولت شخصيتي من شخص مُسالم يحب الخير إلي شخص عدواني يقطع علاقته بكل من يحاول أن يضعضع قواه فأنا لم أكن يومًا شخصًا ضعيف وسأثبت ذلك أنا فقط أريد أن أُريهم أنني لستُ فاشل وأريد أن أُثبت نفسي ويصبح لي كيان خاص بي وحدي لا دخل لأي شخص به وبالفعل درست المجالين مجال الأشغال اليدوية وفي أثناء ذلك التحقت بمعهد التجارة بعد ثانويه عامه وهذا دليل انني لست فاشله وليس معني انني دخلت ثانويه فنيه أن هذا بسبب فشلي لكنني اخترت طريق آخر لحياتي وأحلام جديده فلم أكتفي بالمعهد فقط بل بالإضافة للمعهد استكملت دراستي والتحقت بكليه التجارة وهذا ساعدني في إدارة المعرض وأصبح لدي الكثير من الأشغال المعرفة واشتهرت بصناعة السجاد المطرز اليدوي وشرع كثير من الناس في شراء السجاد الذي أقوم بتطريزه وأهم ما يميز السجاد الأشكال والرسومات العتيقة التي أطرزها عليه

وبعد مرور الوقت أصبح لدي فرع آخر للمعرض وأصبحت صاحبه أكبر معرض للمشغولات اليدوية والفن التشكيلي وأصبح الطلب كثير علي الاشياء الموجودة بالمعرض وفتحت صفحه علي الفيس بوك والانستجرام لأعرض فيها المشغولات ولسهوله الحصول علي مشتريين وزبائن أكثر واخترت للمصنع اسم الغيداء ويكفي أنه اسمي وللمرة الثانية هذا ليس غرور لكن ثقه بالنفس ممزوجة بالقليل من الغرور فمن كان يصدق أن فتاه ما زالت في العشرينات من عمرها تحقق كل هذا النجاح الباهر فأنا شخصيًا لم أكن أصدق فهذا يحدث في المسلسلات وأفلام الكرتون فقط لكن اليوم أصبح واقع حقيقي وغيرت قوانين الحياه فالنجاح غير مرتبط بعمر أو سنن محدد لكنه يرتبط بالذكاء وكيفيه إدارة الأمور بذكاء وطريقه احترافيه والنظر علي نقاط القوه والضعف ومحاوله التخلص من كل نقاط الضعف والعمل على تنمية نقاط القوة

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now