نجمة

24 5 0
                                    

كانت والدتي تخبرني أنني منذ صغري وأنا أقول لكل من يسألني عمّ اريد أن أصبح عندما أكبر ••••• أقول لهم أريد أن "بتاع أسنان" كنت أيامها طفله صغيره لا تعرف شيء فقط تردد ما تسمعه وعلِقت هذه الكلمة في ذهني لأن أسناني كان بها تسوس وأنا صغيره وكنت أذهب لدكتور الأسنان كثيرا لذلك علّقت معي هذه الكلمة إلي أنا أصبحت كبيره بعض الشيء وفهمت أنها ليست "ب تاع أسنان " وإنما "دكتور أسنان" وأصبح حلمي أن أصبح دكتوره أسنان حتي أُداوي أسناني من التسوس حتي لا تؤلمني وتأكلها السوسه كانت هذه كلمات طفله لم تتجاوز السادسة من عمرها لكنها لم تكن مجرد كلمات وستُنسي لكنها علِقتْ بالذاكرة وحُفر لها مكان في القلب

ودخلت الابتدائية وعندما سألتني المدرسة ماذا تريدون أن تكوني عندما تكبري؟! ••••• حمحمت قليلًا ثم قلتُ لها دكتوره أسنان حتي أعالج كل من تألمه أسنانه ومن هنا عرف الجميع أنني أحب طب الأسنان وكانوا ينادونني "دكتور أسيل" وكان والدي يقول لي أنه سيبني لي مستشفى فوق منزلنا وكانت كل هذه الأجواء المبهجة حتي ولو كانت مجرد حكاوي عائليه تنشر البهجة إلي نهاية اليوم وتجعلني سعيدة
مرت السنين وكانت أختي في الصف الثالث الثانوي وانا في الصف السادس الابتدائي وكانت متوترة كثيرا يوم النتيجة وكانت تدعي وتقول "يا رب طب" حينها جلست بجوارها وقلت "يا رب طب أسنان" عندما سمعتني والدتي قالت •••• قد عشقتِ طب الأسنان يا بُنيتي حقق الله لكِ حلمك يا جميلتي وقال والدي •••• لم أري من قبل شخص يحب حلمه لهذه الدرجة فقلت لهم •••• ليس حلمي فقط وإنما حياتي وكل ما اتمني في الحياه فبدونه لا طعم للحياة فهي ليست كليه أريدها بل حياه كاملة أريد أن أعيشها فما هو حلمك يا أبي؟ •••• تعجب من سؤالي وحمحم قليلًا ثم قال •••• كان حلمي يا ابنتي أن التحق بكليه التربية قسم لغة عربيه كوالدي فقد كان قدوتي ومثلي الأعلى في الحياه فقد رأيت منه حبًا للمهنة لم أره من قبل ويبدوا أنك أخذتي هذا عنه فأجبت ردًا علي كلامه •••• هذا عظيم وأفتخر بهذا وأنتِ يا أمي ما هو حلمك ؟ •••• قالت سريعة وبثقه كان حلمي أن أصبح طبيبه قلب وها أنا قد حققته وأفتخر بهذا فانشغلت في التفكير في كلامها وأنه ربما في يوم من الأيام أحقق حلمي وفي أثناء شرودي ارتسمت علي وجهي بسمه بسيطة لاحظها الجميع بالرغم من كل التوتر الذي يملأ المكان وفجأة صرخت أختي وقالت لقد حصلت علي تسعه وتسعين بالمئه يا أبي لقد حصلت علي تسعه وتسعين بالمئه يا أمي لقد حققت حلمي أخيرًا وشرعت الزغاريد والبكاء من شده الفرحة لقد كان حقًا شعورًا لا يوصف من شده الجمال

ومرت السنين وتخرجت أختي وأصبحت أنا مكانها ثانويه عامه السنه التي تُرهب الجميع وهي سنه تحديد المصير كما يقولون فبالتأكيد كنت خائفة متوترة وقلقه فهي سنه تغير مسار الحياه لكنني كنت أهدأ من أختي قليلًا فأنا بطبعي لستُ من النوع الذي يعاني من التوتر الزائد فأختي تقلق من أقل الأشياء مثل درجه امتحان سؤال اجابته خطأ تتوهم انها جاوبت باقي الأسئلة وتكون غير متأكدة ففي مره أرسلت الدكتور لديها رساله تقول أن احدًا لم يكتب أسمع علي ورقه الإجابة بدأت الشكوك لديها أنها من نسيت أن تكتب اسمها وكثير وكثير من المواقف التي لا تنتهي لكنني كنت أكثر تماسكًا منها ومرت السنه بكل ما بها من تعب وإرهاق وسهر طوال الليل ومذاكرة ليل و نهار وملازمه لغرفتي لا أخرج سوي لدروس أو تصوير الملازم والكتب وأحيانًا كان أخي الأكبر او أبي يقومون بشرائها حتي لا أضيع الوقت كانت حقًا سنه مملة فاليوم أصبح يتكرر متأخرا دروس مذاكرة دروس لا شيء ثاني ومتعبه جدا فقد لازمت النظارة بعدها لأنني أصبت بضعف نظر وتساقط شعري بسبب القلق المفرط والضغط الزائد علي أعصابي

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now