ليل"صديقة الطفولة"

31 8 0
                                    

ليل صديقة رؤى من القرية التي كانت بها في الطفولة؛ لكنها لظروفٍ ما تركت القرية وهرعت إلى القاهرة.

كان كل ما أريده في الحياة أن أحفظ القرأن، وأكون فقيها في الدين، والعقيدة، وكل العلوم الشرعية وبدأ تعلقي بهذا الأمر عندما ذهبت مرة إلى المعهد الديني مع إحدى صديقاتي، وحضرت معها حصص اليوم بأكمله؛ ففطنت أنني أجهل الكثير عن ديني، ورسولي صلي الله عليه وسلم حينها قررت أن أستعير كتبها في الأجازة الصيفية، وأدرس فيها أما ثاني قراراتي هو أن أذهب إلى مكتب تحفيظ القرآن الكريم فجميعهم بالمعهد يحفظون القرءان أو مقبلون على ختمه وهذه القرارات من أعظم القرارات التي اتخذتها في حياتي، وفخوره بها وسأظل أفتخر بها؛ فأصبحت صديقتي تُنهي الدراسة، وتعطيتيني الكتب أدرس بها في وقت الظهيرة، وعندما يؤذن العصر أصلي وأذهب إلى مكتب التحفيظ، وفي غضون شهرين حفظت ربع القرءان، واحتفل بي أصدقائي وعائلتي حتى معلمتي احتفلت معنا، أنشودة "يا حافظ القرءان " وهي من أحب الأناشيد إلى قلبي.

وبمرور خمسة أشهر كنت قد حفظت نصف القرءان يا له من انجاز عظيم يستحق أن أفتخر به طوال حياتي وبدأت اشترك في مسابقات تابعه لمكتب التحفيظ في البدايه ثم في المساجد الموجودة بالقرية،  وبعدها مساجد القرى الأخرى المجاورة وحصلت على مراكز متقدمة في هذه المسابقات.

وبعد إتمام ثمانية عشر جزءًا كانت أول مسابقه لي هي مسابقه شيخ الأزهر، وهي من أعظم، وأرقى، وأعرق المسابقات على مستوى الجمهورية اشتركت بها وعمري إحدى عشرة سنة كنت حينها في الصف الأول الإعدادي استمرت المرحلة الأولى إلي ما يقارب خمسة أشهر،  وظهرت النتيجة ونجحت وهكذا المرحلة الثانية؛ لكن المشكلة أنني لم أحقق مركز متقدم بها فقد توترت أمام مشايخنا العظماء مشايخ الأزهر؛ لكن لعله خير لي وعزمت بعدها أن أشارك مرة أخرى بعد اتمام حفظ القرءان كامل وهذا هو حلمي الجديد الذي أتمنى أن يصبح حقيقه يومًا ما.

وكان في مكتب التحفيظ من يتم حفظ خمسة عشر جزءًا يبدأ في تعليم أحكام التجويد و هذا إنجاز آخر يضاف لقائمة الإنجازات؛ لكن كان صعب في البداية لأن الأحكام كثيرة، وتحتاج لتفرغ تام وأنا في المنزل أساعد والدتي لأنها بمفردها، وأقوم بأعمال المنزل؛ لكن لا يوجد مستحيل لمن لديه رغبة، وعزيمة ليصل لما يريد فكنت أقوم بأعمال المنزل مساءًا لأتفرغ صباحًا لحفظ الورد، والأحكام كان وقتي منظم من بعد الفجر إلي السادسة وأحيانًا السابعه أحفظ وردي والأحكام وأقول الأذكار تكون والدتي قد صلت الفجر، وذهبت لنوم ومن التاسعة أُحضِر الغداء حتى لا أتأخر على مكتب التحفيظ عصرًا وكانت المعلمة على علم بهذا فكانت تخرجني مبكرًا فكنت أذهب وأُحضِر العشاء وأحيانًا أجد والدتي قد حضرته بدلًا مني فأساعدها في إعداد المائده، وبعدها أنظف المنزل والمطبخ، وأغسل الأواني والأطباق.

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now