فريال

28 5 0
                                    

منذ صغري وأنا أتدرب علي الكاراتيه فكنت أسمع والدتي تقول أن لعبه الكاراتيه ليست من أنواع الرياضة القتالية بل هي نوع من أنواع الدفاع عن النفس فحركاتها أحيانًا أو دائما نستعملها في أثناء الشجارات وأنها رياضه نبيله وتقوم علي أسس ومبادئ الخير والسلام وأن ممارسه الكاراتيه لن تجعل الطفل عدوانيًا لكن يتعلم كيف يدافع عن نفسه عند تعرضه لأي خطر فهي ليست مجرد حركات يقوم بها الطفل ويحفظها ويتدرب عليها بل لها جوانب إيجابية فهي تساعد علي النضج الانفعالي للطفل وتعوده علي الصبر والتحكم بالانفعالات والعواطف وتساعده كذلك علي نمو الوظائف الفكرية فهي تساعده على العناية بالجسم وتحسين صحته في تنشيط العملية الفكرية مثل الانتباه والإدراك وأيضًا تجعله شخص اجتماعي لكونه يتعامل مع الآخرين سواء كانوا أصدقاء أو منافسين لذلك كانت والدتي حريصة على ممارستي للكاراتيه فأتذكر أن أول يوم تدريب لي كنت في الخامسة او السادسة من عمري فهذا هو السن المناسب لممارسه الكاراتيه للأطفال كانت تأخذني والدتي إلي مدرب الكاراتيه بجوار منزلنا وتنتظر حتي أُنهي التدريب وبعدها نشتري الآيس كريم لأنني أحبه كثيرًا وعندما التحقت بالمدرسة الابتدائية وكنت في الصف الثالث أصبحت أذهب بمفردي إلي التدريب وأحيانًا مع أصدقائي من المدرسة وكنت أشتري الآيس كريم كما كانت تفعل والدتي
وكان والدي يقول لي بأنني سأكون في يوم ما بطله مثل الأبطال الذين أسمع عنهم و أراهم في التلفاز

وكل يوم كان يزداد تعلقي الكاراتيه أكثر وأكثر وأصبح حلمي أن أصبح لاعبه كاراتيه معروفه وأحقق بطولات محلية و عالمية وأحصل علي كثير من الميداليات الرياضية و شهادات التقدير
وفي أحد أيام التدريب بعدما أنهيت نادني المدرب وأخبرني أن لي مستقبل مشرق في مجال الكاراتيه وشجعني هذا الكلام علي تكثيف التدريبات
وفي سن الثامنة حصلت علي الحزام الأصفر وهذا من أول الأحزمة التي يحصل عليها لاعب الكاراتيه فأنا أطمح للحصول علي الحزام الأسود وأكون في فريق المنتخب الوطني للكاراتيه وأصبح بطله كفريال أشرف فنحن نفس الاسم وهذه من قبيل المصادفة العشوائية فقد قابلتها في النادي الذي أتدرب به وأخذت صوره معها وأخبرته أنني أطمح أن أكون مثلها فهي شخصيه ينبغي علي كل مصري أن يفتخر بها فبالرغم من كونها فتاه ونحن في مجتمع شرقي ألا أنها لم أهتم بكل هذه التفاصيل وسعت جاهده لتحقيق حلمها وأصبحت فخر مصر و العالم العربي أجمع لذلك أعتبرها قدوتي ومثلي الأعلى في مجال رياضه الكاراتيه وما زلت محتفظة بالصورة و علقتها علي الحائط المقابل لمكتبي حتي أراها كلما دخلت غرفتي وفي كل مره كنت أري الصورة أكتب عليها بعض الكلمات مثل••• بطلتي المفضلة ،سأكون مثلك يومًا ما ،بطله الكاراتيه المستقبلية وكثير من الجُمل الأخرى

وفي التاسعة حصلت على الحزام البرتقالي وبهذا أكون اقتربت خطوه أخري من الحزام الأسود وكل مره أحصل علي حزام جديد أكتب التاريخ علي الحائط فالأصفر حصلت عليه في "السادس من يناير لعام ألفين وسته عشر" أمّا البرتقالي فكان في "الحادي والعشرين من أكتوبر لعام ألفين وسبعة عشر " وبعد حصولي علي الحزام الارجواني أصبحت أشارك في مسابقات تابعه للمدرسة فقط لأنني ما زلت غير مؤهلة لخوض مسابقات أكبر و حصلت علي شهادات تقدير في هذه المسابقات
وعندما حصلت علي الحزام الأزرق و الأخضر بدأت في المشاركة في مسابقات على مستوى الجمهورية وفي أول مسابقه لم أوفق وحصلت على المركز الثالث وحصلت على ميدالية برونزية فغضبت كثيرا فكنت أطمح في المركز الأول وأحصل علي الذهبية لكن لا بأس فالنجاح يأتي تدريجيًا وليس دُفعه واحده ومنذ هذه المسابقة وأصبحت معروفه بعض الشيء في العائلة وبين أصدقائي وأصدقاء والدي ووالدتي لا أكثر فما زالت في بداية الأمر

وفي الثالثة عشر حصلت علي الحزامين البني والأحمر معًا وقد اقتربت كثيرًا من الحزام الأسود فلم يتبقى سوي أشهر معدودة وأحصل عليه ولم يتبقى سوي القليل علي تحقيق أول أحلامي
ولم يمر سوي خمسه او سته أشهر وحصلت عليه ومن هنا بدأت مشاركاتي في البطولات على مستوى الجمهورية وكانت أول بطوله هي بطوله الجمهورية لناشئي الكاراتيه وكنت قبلها قد حصلت علي ذهبيه في مسابقه على مستوى المحافظة وحصلت علي ذهبيه أخرى في هذه المسابقة لكن لم أكن معروف بالحد الذي أريده فطموحي أن أكون مشهوره مثل فريال أشرف لا أقل من ذلك
وشاركت أيضا في بطوله الجمهورية للشباب وحصلت علي فضيه وأتذكر أن هذا موعد البطولة كان موافق أول أيام امتحانات الصف الثالث الإعدادي وكان أبي حائرًا ما بين أن أذهب للامتحان أو البطولة لكن ولحسن حظي أن البطولة كانت تُقام مساءَا والامتحان صباحًا وحاولت التوفيق بين البطولة والامتحان وحصلت علي ذهبيه أخري وفي الدراسة حصلت على المركز الثاني على المدرسة
وبعد هذه المسابقة أصبحت معروفه لحد ما وظهرت في بعض البرامج التلفزيونية الفضائية وتوالت نجاحاتي وحصلت علي بطوله الجمهورية لأكثر من مرة

وفي السابعة عشر شاركت في بطوله العالم للكاراتيه تحت سن الثامنة عشر وسافرت بمفردي إلى اليونان لأن بطوله العالم كانت تُقام هناك لأن رياضه الكاراتيه رياضه يونانية الأصل في البداية قابلت الأمر بالرفض فكيف لأي أب يسمح لأبنته أن تسافر بمفردها؟؟؟! هذا لا يعقل بالتأكيد!!! لكن كان الرد غير هذا فقد وافق أبي علي سفري ومشاركتي في البطولة وكان يهاتفني يوميًا بل كل ساعه أجد اتصال منه وهناك واجهتني كثير من الصعوبات فتشت بمفردي وأنا لا أجيد الطهي ولا تحضير أي من الأكلات حتي الأكلات السريعة لا أجيديها فكنت أطلب الطعام من الخارج أو أذهب لآكل بالمطعم وكان من الصعب العثور على مطعم مصري أو حتي مطعم إسلامي فلم أحب أن أُجرب أكلاتهم الغريبة لكن المدرب كان معي دائما ويحل لي كل المشاكل التي تواجهني حتي أنني بي يوم مرضت بسبب تجربتي لأحد الأكلات اليونانية وكان أبي يتصل كثيرًا وأمي وأنا لم أستطع الرد عليهم فأجاب علي الهاتف وأخبرهم أنني في التدريب الآن ولا أستطع مهاتفتهم وأنتِ بخير وسأحدثهم بعد انتهاء التدريب فقد كان ذاك المدرب داعمًا ومشجعًا لي و في يوم المباراة النهائية اتصل بي أبي قبل الموعد بثلاث ساعات وأخبرني أن مصر بأكملها تشجعني ويشاهدون هذه المباراة ويجب أن أجعلهم يفخرون بي وبالفعل حققت مراده وفزت بالبطولة وحصلت على فضيه أخري تضاف للأخريات وبهذا أكون قد أصبحت بطله مشهوره فريال أشرف وبدأت في النجاحات وشاركت في كثير وكثير من البطولات كما كنت أتمنى

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Where stories live. Discover now