البراء

20 5 0
                                    

كان معروف عني أنني  متفوق في الدراسة في جميع المراحل الدراسية من الابتدائية حتى الثانوية حتي إنني كنت اتنافس مع المدرسين وحصلت علي أكثر من شهاده تقدير و درع تفوق وكُرمت من المدرسة الإعدادية في الصف الثالث لأنني حصلت علي المركز الأول بالدرجة النهائية وتم تكريمي أيضا علي مستوي الإدارة التعليمية وعلي مستوي المحافظة وظل التفوق يلازمني حتي الثالث الثانوي كنت في الدروس يسموني العبقري لأنني كنت متفوق في الرياضة جدا كنت اعطي جواب للأسئلة في غضون دقيقه لا أكثر وحصلت علي جائزة الطالب المثالي ودرع التفوق لكن لا أعلم ما الذي حدث معي في أواخر أيام الثانوية العامة كنت أنام كثيرًا ولم أهتم بالذهاب لدروس ولا أسمع فيديوهات الشرح وأهملت الدراسة جدا وأصبحت أشاهد التلفاز بالرغم من أنني لم أكن أشاهده في الأيام العادية وتغيرت حياتي وكنت أخرج كثيرًا مع أصدقائي وبعدت عن أعمال الخير والصلاة والصدقة وأصبحت أعامل والدتي بطريقه غير لطيفه وغير مهذبه وكنت أسهر لوقت متأخر خارج المنزل من وقت أن تعرفت علي أصحابي الجدد ودمروا حياتي

مر الوقت وضاعت أشهر عديده في أهم سنه في حياتي الدراسية وأنا  لا أُبالي بما يحدث وكأنني لم أفعل شيء وعندما تنصحني والدتي أغلق الباب في وجهها وأرفع صوتي وأقول لها دعيني وشأني وبالرغم من كل هذا بعدها أسمعها تدعوا لي بالهداية وصلاح الحال والتوفيق فلا يوجد أم تنزعج من أولادها فلا حنان كحنان الأم فهو لا يعوض مطلقًا تبقي شهر علي الامتحانات وأنا ما زلت في غفله ولا أعلم ما بي ولماذا أفعل هذا وكل ما أعلمه انني لست راضي بما يحدث لكن لا يوجد بيدي أي شيئا لأفعله أحاول أن أغير من حالي وبمرور الوقت أعود لنقطه الصفر وكنت أقول يكفيني شرف المحاولة واستسلمت لما أنا فيه وضاع مني كل شئ

دخلت الامتحانات ولم أكن أعرف أي شيء في المنهج فسلمت الورق فارغ في كل المواد فلا يوجد شيء لأكتبه باستثناء اللغة العربية والإنجليزية فكانت معلومات عامة والقطع لم نكن نراها من قبل فحاولت أن أجاوب علي بعض الأسئلة وعند ظهور النتيجة كانت النتيجة معروفه أنني راسب كنت الوحيد الراسب من بين مجموعة الأصدقاء الذين كنت معهم فجميعهم حصلوا علي مجاميع عالية خدعوني وكانوا السبب في فشلي لكنني كنت مُغفل لدرجه أن لم أرهم علي حقيقتهم وسمحت لهم أن يفعلوا بي كل هذا لكن من الآن فصاعدًا لن أصدق أي شخص مهما كان قريب مني وسأعود كما كنت البراء المتفوق
بالفعل بعدت عن هؤلاء الفشلة أو الذين كانوا يتظاهرون بهذا ودخلت ثانويه عامه من جديد في السنه التالية ولم أصاحب أي شخص كنت من الدرس إلي المنزل وأهتم بمذاكرتي وأحضر حصص المراجعات وأكون صامتًا طوال الحصه لا أنطق بكلمه حتي وإن كنت أعلم الإجابة فقد تعلمت من السنه الماضية الكثير وأكتب كل كلمه تُقال في الحصة

ووقفت والدتي بجانبي وساعدتني لأتخطى كل الصعاب وأخذتُ بنصائحها لي ونفذتها وكانت معي بدعواتها وتسهر معي وتحضر لي الطعام والمنبهات لكي أكون قادر علي التركيز وهي مدرسه رياضه فكانت تحل معي ميكانيكا فهي من اصعب المواد وبها كثير من القوانين وفي بعض الأحيان تخترع أنت قانون

في هذه السنه لن أسمح أن يحدث لي مثلما حدث من قبل ولن أثق بأي شخص سوي والدتي فهي الوحيدة التي تتمني لي الخير وتريدني أن أكون احسن منها لكن هذا لن يحدث كيف أكون لي أن أكون بهذا الذكاء والثقافة في كل المجالات ليس في الرياضيات او الطب او الأخبار أو الفن او الإعلام بل لديها معرفه بكل شيء حتي التاريخ القديم بالرغم من أنها كانت في القسم العلمي وبالإضافة إلى ذلك كانت علمي رياضه فأنا أعتبرها مثلي الأعلى في الحياه وقدوتي التي اقتدي بها وأفتخر كونها أمي

قد حان وقت الامتحانات والقلق يزداد ليس كثيرًا فالفتيات يُعطون الموضوع اهتمامًا أكثر من حده تكون الواحدة منهم قد انتهت من المنهج وأعادت عليه أكثر من مره وتقول لم أذاكر شيء وتبكي وتتوتر وأحيانًا تفقد الوعي كم عليهم من حركات هؤلاء الفتيات تجعلني أُصاب بالجنون فالواحد منا نحن الشباب يكون لم يفتح الكتاب ولا يعرف ما به ويدخل الامتحانات بدون أي قلق أو توتر وكأننا لا نهتم لكن كنت غير لم أكن أُظهر أنني مهتم لكن داخلي مليء بالنيران وهذا حدث معي في امتحان ماده الاستاتيكا فكنت أكرهها أكثر من الميكانيكا بالرغم من سهولتها وأمي كانت تعاني من هذا أيضا عندما كانت في الثانوية فقد اكشفت أننا متشابهين في كثير من الأشياء مثلًا كرهنا الاستاتيكا و لدينا صفه العصبية الزائدة وكلانا نحب الشاي لكني توقفت عن ذلك بسبب تعب معدتي وكثير من الأشياء الأخرى

دخلت امتحان الاستاتيكا وكان الامتحان سهل بالنسبة للآخرين ولي أيضا لكن لا أعرف ما حدث عندما راجعت اجاباتي وجدتني أخطأت في أكثر من مسألة غلطات تافهة كان لا يجب أن أخطأ بها فتظاهرت أمام أصدقائي أنني بخير لكنني كنت خائف جدا كيف أقول لوالدتي أن حلمي علي وشك الضياع للمرة الثانية فأسرعت بالعودة إلي المنزل وبسرعة ذهبت لوالدتي واحتضنتها وقبل أن انطق بأي كلمه قالت لي لا يهمني ما حدث في الامتحان انا أعلم أنك تعبت كثيرًا وفعلت ما بوسعك قالت هذه الكلمات وقلبي عاد له انتعاشه وعادت له نبضاته التي كادت أن تنعدم من شده الخوف و القلق لكن والدتي دائما تخفف عني فأنا اعتبرها مسكن لآلامي و دواء جروحي فنسيت ما حدث بمجرد أن سمعت كلماتها وبدأت اجهز نفسي للمادة التأليه وكانت بعد اسبوع لأنني قد امتحنت اللغة الفرنسية ونجحت بها دخلت باقي المواد وكنت راضي عن أدائي بهم وشعرت انني قد عوضت ما حدث في ماده الاستاتيكا

وبعد انتهاء الامتحانات نمت نوم عميق تعويضا للسهر الذي سألته طوال هذه السنه فهي من السنين التي مريت بها اتمني ان يجبر الله قلبي واحقق حلم والدتي قبل أن يكون حلمي فهي ليست قادره علي تحمل أي صدمات أخري فقد فاض بها الكيل وتحملت الكثير

كان موعد إعلان النتيجة بعد اسبوعين من الامتحانات أول اسبوع قضيته في رحله إلي بيت جدي في سوهاج واستمتعنا كثيرا وزرنا العديد من المناطق الجميلة والسياحية بسوهاج فهي من أجمل المحافظات وهناك تعرفت علي أولاد عمي وأصبحنا أصدقاء فهذه المرة الأولي التي ازورهم بها بعد وفاة جدي وكانوا لُطاف جدا عُدنا إلي المنزل وقبل أن أجلس جاءني اتصال من مدرس الرياضة فهو أكثر من ساعدني من المدرسين وقال لي أن النتيجة ستظهر بعد ساعه فتلبكت كثيرا ولم اعرف ماذا أقول له وصمت لبُرهه وبدأت في البكاء فاغلق المكالمة وأنا ما زلت في صدمتي ولم أكن افوق من الصدمة واتصل بي ثانيه لكن والدتي هي التي اجابه عليه وقال لها أنني نجحت وحصلت علي اربعه وتسعين بالمئه تلقائيا ولم تخبرني ماذا قال بدأت في الزغاريد والبكاء وتقول مبارك لك يا ولدي فسجدت لله سجدت شكر على تعويضه لي علي كل ما حدث معي وها أنا ذا قد حققت حلمي بعد تعب سنتين وليس سنه واحده فالسنة الأولي لم أقُل أنني فاشل واستسلم بل اعتبرتها وقعه لا أكثر وليس فشلا وهذه الواقعة هي التي جعلتني قويًا وبدأت من جديد وحاولت أكثر من مره وفي النهاية وصلت لما اريده لكن لا نجاح يأتي بدون التعب فلابد من أن تدفع ثمن هذا النجاح في البداية

دمتم بخير ❤😚
دعمكم لطفًا❤😚
بقلمي/خلود مصطفى

للحلم بقية؛ Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt