الفصل الثالث و الستون

40.1K 1.3K 105
                                    

الفصل الثالث و الستون

دعيني أُخبِرك شيئًا. إن روحي لا تُزهِر أبدًا سوي معكِ، لذا فإن كان طريق الوصول اليكِ مُستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم ..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

معاناتي مع الحياة جعلتني اخجل من تمني السعادة . فقط القليل من الألم حتي استطيع ان احيا ..

هناك أشياء عندما تحدث تجعل العقل في حاله من اللا وعي تجعلنا نقف مشدوهين نري نسمع نتنفس و لكن لا نشعر . تلك هيا الحالة التي انتابته عندما سمع جملتها التي جعلت عقله يتوقف عن العمل للحظات غير قادر علي فهم ما تقوله . فأخذ يناظرها بوجه جامد لا حياة به حتي أنه لم ينطق بحرف و كأنه اصابه الصمم فحاولت إستجماع شجاعتها و تقدمت منه خطوة واحده و كل خليه بداخلها ترتجف من ذلك السكون الذي تتوقع بعده عاصفه هوجاء قد تكون حياتها ثمناً لها و لكن لا مجال للخوف الآن . فقط بعض الضعف الذي اعتري نبرتها حين قالت
" مقدرش اخبي عليك حاجه زي دي .. لو قررنا نبدأ حياتنا مع بعض … يبقي لازم نبدأها صح.. "

لم يجبها و لكنها رأت الألم المرتسم بعيناه التي كانت تطالعها بصمت تام و اي حديث يمكن أن يقال لقلب ظن بأنه أخيرا وصل إلي بر الأمان ليجد الأرض تتهاوي به مجددا و تلقي به في قاع جحيم أخطاءه التي لن يفلح أبدا في الهرب منها ولا من توابعها .
نعم هذا ما شعر به في تلك اللحظه الألم لأجلها و الندم علي ما فعله بها و الغضب من نفسه فيما اقترفته مسبقا من أخطاء بل جرائم أدت إلي ذلك العذاب الذي ينهش بصدره فيجعل حتي النفس مؤلم لتلك الدرجه !

كان ينظر إلي النافذه و يشاهد شروق الشمس و كيف تنشر نورها علي الكون  من حوله عدا قلبه الذي مازال معتم تفوح منه رائحه الألم و العذاب الذي ابي أن يفارقه و من الواضح بأنه سيكون رفيقه طوال حياته. فتلك الكارثه التي أخبرته بها جعلت جميع أحلامه الورديه تتبخر في الهواء و لم يستطع سوي أن يدير ظهره إليها متوجها للخارج قبل أن يقول بنبرة مقتضبه
" جهزي نفسك بكرة الصبح العربيه هتيجي تاخدك عشان توديكي علي قصر الحسيني .."

لم يستطع نسيان صدمتها التي غلفت ملامحها و لا نظرات العتب التي أطلقتها عيناها و استقرت كشهب ملتهب في قلبه الذي في تلك اللحظه أعلن الهزيمه امام قدره الاسود و بأن السعادة لن تكون أبدا من نصيبه .

نظر إلي سيجارته المشتعله و هيا تحترق بصمت تماما مثل قلبه الذي كانت النيران تأكله من الداخل دون أن يستطع الصراخ فعلي من سيصرخ عليها تلك المسكينه التي سلب منها كل شئ يمكن أن تتمناه انثي في هذا العالم . كيف اخطأ الظن بأنه في إمكانه أن يعوضها علي ما اقترفه في حقها من جرائم حتي و أن سامحه قلبها الذي يعشقه كيف سيمحي من عقلها تلك الذكريات ؟ و أن محاها كيف سيجعلها تتخطي فقدانها لطفلها بسببه . الآن فقط فرت دمعه من طرف عيناه و هو يتخيل أنه كان يمكن أن يكون أب ! لم يحتمل مجرد التفكير في هذا الأمر لذا اطفأ سيجارته وأخذ يفرك وجهه بكلتا يديه و كأنه بذلك يحاول الهروب من ألم ينخر عظامه حتي كاد أن يفتتها . ألم فاق تصوره فكل ما حدث سابقا لا يقارن بما يشعر به الآن فهب من مكانه و قد اشتعل غضبه حد الجحيم فود لو ينفث نيرانه في كل شئ حوله علها تهدأ قليلا فما أن التفت حتي وجدها تقف علي باب الغرفه تسند رأسها بوهن عليه و تحتضن كتفها بذراعيها تنظر إليه بألم و حزن تساقط من عيناها علي هيئه انهار من الدموع الصامته العاجزة عن محو كل ذلك العذاب المحيط بهما ليجد نفسه يناظرها بندم و خزي شديد و خاصتا عندما وجدها تقترب منه ببطئ و بخطوات واهنه و تقف أمامه قائله بنبرة خاليه من الحياة
" كنت مرعوبه اقولك لا تتعصب عليا و تضربني أو تأذيني . بس عارف . سكوتك و وجعك الي شفته في عنيك دا خلاني اتمني لو تقتلني بإيدك بس مشوفكش موجوع كدا .."

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن