الفصل الثاني و الستون

38.8K 1.5K 179
                                    

الفصل الثاني و الستون

تظن بأنها عاديه بينما لا تعلم بأن وجودها سببا كافيا لجعلي اتحمل كل ذلك العناء و أؤمن بأنه للحياة وجها آخر و أن هناك شئ جميلا يستحق الصبر لأجله ..

نورهان العشري ✍️




🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁



" هو في ايه انا مش فاهم حاجه ؟"
كان يوسف أول من تحدث حيث قال بسخريه
" يعني مأذون و عروسه و الناس كلها متجمعه هيكون في أيه بذكائك دا  ؟؟"

ناظره رائد بزهول فلم يستطع أن يتحدث بحرف واحد لذا اقترب منه يوسف ناظرا اليه بعتب قائلا بصوت خفيض لم يسمعه احد غيره
" اصل الجواز العرفي مبيورثش الزوجه فقولت نخليه رسمي عشان تبقي الوصيه مظبوطه ياعم روميو …"

اخفض رائد بصره عن يوسف الذي كانت نظراته تحمل الكثير من العتب الصريح و لكن جاءت كلمات والدته التي اقتربت منه تربت علي كتفه بحنان فالتفت إليها يطالعها بأسف شديد و لم يكن قادر علي النظر في عيناها بعد أن صدق إفتراءات ذلك الشيطان عنها و هو سيعطيها ألف عذر لو رفضت مسامحته و لكنها وضعت يدها فوق ذقنه ترفع رأسه إليها و قالت بلهجه حانيه
"  مسمحاك .. و مسامحه عامر عشان خاطرك .. انت كمان سامحه و سامحنا علي كل حاجه وحشه شفتها بسببنا .."
لم يقدر علي الحديث أبدا فحنانها و كلماتها كانت اقوي منه فاندفع الي أحضانها و اخيرا بعد عناء و شقاء عشرون  سنه وجد الحنان الذي كان يحتاجه في قلب والدته . ذلك الحنان الذي لا ينضب و الأمان الذي لا ينتهي فأخذ يحتضنها بقوة و كأنه يعوض سنوات الحرمان التي مرت عليه كان فيها شريدا ضائعا مجردا من ابسط و اغلي ما في الحياة . ظل لدقائق يعانقها بقوة و تبادله هيا العناق بأقوي منه الي أن وجد يد لم يعهد منها الحنان أبدا تربت علي كتفه بتحفظ قلب يخشي الرفض جراء ما اقترفته يداه من أفعال قاسيه كانت سببا كبيرا في معاناة احباءه فظل يناظر رائد بعينان يرتسم بها التوسل الذي يأبي اللسان الإفصاح عنه فقط كلمات بسيطه كل ما استطاع قوله
" ألف مبروك يا ابني .. ربنا يتمملك علي خير .."
لوهله كاد رائد أن يرد بعنف نابع من طبيعته القاسيه و لكن أوقفته عينان أخذت تناظره بتحذير لذا ابتلع جمرات حروفه و قال بإقتضاب
" الله يبارك فيك .. يا رحيم بيه .."
اقترب منه مازن محاولا أن يلطف الأجواء قليلا لذا قال بمزاح
" شوف ياخي و ما ليك عليا حلفان ان قلبي كان حاسس انك من العيله دي . ماهو مش معقول الرخامه و الغتاته دي كلها هتخرح براهم .."

ما أن انهي كلماته حتي سقطت يد قويه فوق كتفه فآلمته ليلتفت الي صاحبها الذي يطالعه بتحذير فصحح كلامه قائلا بتملق
" لا بس طيبين .. طيبين بجد اسمع مني هتنبسط معاهم .."
ابتسم رائد ليجد أدهم يربت علي كتفه قائلا بحرج
" بص انا مش عارف اقولك ايه ؟ بس انا طول عمري بعتبرك اخويا و صاحبي .. و هنعتبر أن اللخبطه الي حصلت دي كإنها محصلتش اصلا و انت طلعت اخويا فعلا .. "
ابتسم رائد بهدوء علي كلماته و قال بمزاح
" انا بقول كدا بردو .."

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن