البارت السادس

57.2K 1.5K 140
                                    

الفصل السادس

أهلكني ذلك القلب الذي لا ينفك عن مقاومتي و الذهاب لمن قام بإنتزاع روحي بلا شفقه ولا رحمه. حقًا لم أعد أحتمل جنونه في اللحظه التي أعتقد فيها بأني قد شُفيت من لعنه حب لم يجلب لى سوي الهلاك أراه يُلقي بى مرة ثانيه في بحور العذاب قائلًا " لم و لن أُحِب سواهاااا !"

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" يوسف قبل أي حاجه عيزاك تعرف إني بحبك اوي . مكنتش قاصدة أعمل كدا بس غصب عني وحياه حبنا غصب عني. أنت فاجئتني و فاجئتنا كلنا بموضوع كتب الكتاب دا و مكنتش عايزة أعمل فيك كدا أبدًا بس حاسه إن الجواز مسئوليه كبيرة أوي عليا مش هقدر عليها دلوقتي و حاسه إن مشاعري متلخبطه اوي . أنا هبعد شويه و أرجوك متدورش عليا و لو أتأكدت من مشاعري ناحيتك هرجع . و لو مرجعتش يبقي تعيش حياتك و تنساني ! عارفه إن كلامي قاسي و وجعك بس أوجعك دلوقتي أحسن من بعدين و أنا بصراحه عايزة اعيش حياتي و أنت كنت محاوطني من كل الجهات مكنتش عارفه اتنفس. أتمني أنك تسامحني !   كاميليا "

أنهي يوسف قراءة الخطاب الذي تركته كاميليا قبل هروبها للمرة المليون. و في كل مرة ينتهي من قرائته يشعر و كإن خنجر مسموم ينغرز بقلبه.. فقد كانت كلماتها تُمزق احشاؤه من الداخل. و الاسئله تتقافز الي عقله بوحشيه
فكيف لهذا الملاك البرئ أن يخدعه بهذا الشكل؟
كيف يمكن لشخص واحد أن يكون سبب في سعادتنا و هلاكنا في آن واحد !؟

و لكن بداخل اعماقه يوجد شعور بأن صغيرته هربت مُجبرة هناك شئ ما أخافها و أجبرها علي الهرب !
أم أن هذا الشعور ناتج عن غباء قلبه الذي مازال يعشقها و يدافع عنها بإستماته...
هذا رأي عقله الذي كان ينهره بشده مُذكرًا إياه بالمعاناه التي عاشها طوال السته أشهر الماضية..  و نظرات الشفقه في عيون كل من حوله التي يحاول تفاديها بصعوبه و عائلته التي هجرها بسبب عدم قدرته علي المواجهه حتي أنه أمتنع عن تناول الطعام الذي يفضله فقط لأنها من كانت تحضره له!

فاق يوسف من تخيلاته علي صرخه هاربه من بين ضلوعه كشجره شوك تخرج من بين لفائف من الصوف ممزقه خلايا قلبه فهطلت الدموع من عيونه كفيضان
و هتف محدثًا نفسه
" كفايه أوي لحد كدا مبقتش قادر اتحمل العذاب دا ! أنا من غيرها مش هعرف أعيش و بعد إلي عملته دا مش هقدر أعيش معاها ! يبقي مفيش غير حل واحد !"
و عزم علي نفيذ أمر ما ثم أنطلق بسيارته و قد قرر للمرة الأولي التخلي عن أحد أهم مبادئه في الحياه....

ما أصعب ان تقف حائرًا بين عقلك و قلبك . ذلك الصراع المميت عادةً ما يقود صاحبه إلي الجنون فلا عقلك يستطيع الشعور بما يعتمل في قلبك و لا قلبك قادر علي التفاهم مع ما يدور بداخل عقلك . حينها يسقط الإنسان في دوامه من التخبطات التي لا حدود لها.
وحده من يحتل القلب و يُغضب العقل قادر علي إنتشالك من تلك الضوضاء المُرعبه .....

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن