الفصل الحادي عشر

56.1K 1.6K 161
                                    

البارت الحادي عشر

هَا أنت أهملتَ الفؤادَ و خُنتهُ
لله ذنبك أمثلَ قلبي يُهملُ
و تَغيرتْ منكَ الطباعُ و لم تعُد
تَحنْو علي و بي تُحس و تَشعرُ
أنْكرتَ ماَ بيني و بينك في الهوى
أومِثلُ ما بينْي و بينك يُنكَرُ؟؟

أتذکُْرُ العهدَ الّذي لِي قُلتَهُ
"الغدرُ بينَ قُلوبٍنا لا يُقبَلُ"؟
لم تكتفي بعد الذي أجرمتَه
حيٌ أتيتُكَ،  و رحلتُ نعشاً يُحملُ

*************

أيعقل ان اهديك كل هذا الحب و تهديني كل هذا الوجع.... ؟؟؟

كان هذا السؤال يدور بداخل يوسف الذي لم يذق طعم النوم لأسبوع منذ آخر حديث دار بينهم ....
فقد كان قلبه يهذي كمن أصابته الحمي ..
هل أخطأ حين سمح لقلبه بالوقوع بحبها ؟
هل أخطأ حينما أغدقها بكل تلك المشاعر المحمومه ؟
هل يمكن العشق ان يصبح لعنه تصيب القلب فتودي به للهلاك ؟
بماذا أخطأ ليعاقب بكل هذا الخذلان ...؟ !
كلماتها و اعذارها الواهيه كانت كأشواك تنغز بقلبه دون رحمه هل كانت تلك النهايه لعشقه لها ..؟!
الا تحمل له بداخلها ما يجعلها تعطيه وداع يليق به ...
لماذا تقذف بوجهه تلك الحجج الواهيه فكيف تتركه بدون أسباب واضحه
و كأن عذابه لم يكن يكفيه ليندفع عقله صارخا بتلك الإجابه التي يحملها بين سطوره ذلك السؤال الذي شطر
قلبه لنصفين 

   هل لم أكن كافيا....؟؟!!

لا احد في هذه الحياه يستحق ان يشعر بمثل هذا الشعور ابدا  فياله من  شعور مروع قادر علي الفتك بالقلوب بدون رحمه...
فمراره أن يتركك أحدهم بدون أسباب مقنعه تشعر القلب بالمهانه و تؤذيه للحد الذي لا يحتمل الغفران ....

فرجل مثله  يمتلك كل هذا الكبرياء لن يحتمل مراره ذلك الشعور أبدا ...
فلم يعد قلبه قادرا علي احتمال تلك النيران التي تحرق أحشائه من الداخل و تمزق خلاياه  ،،
فجاءت تلك الصرخه التي حتما انقذته من ذبحه قلبيه كادت ان تودي بحياته في تلك اللحظه فقد ضاق صدره بما يعتمل بداخله  ..
فلم يشعر بنفسه سوي و هو يفرغ تلك النيران في كل ما يقابله فقد ضل لساعات يحطم كل ما يحيط به من آثاث و هو يلهث كطور هائج ...

- يوسف !
كان هذا صوت كاميليا التي لم يكن حالها افضل من حاله
فهي منذ آخر حديث دار بينهم و لم تكف عيناها عن ذرف الكثير من العبرات تبكي حبها الضائع ، و حياتها التعيسه التي فرضتها عليها الاقدار
و لكن اكثر ما كان يبكيها هي  نظرة الخزلان الممزوج بالإذدراء التي ألقتها عليها عيناه فقد كانت تلك النظرات اكثر ما كانت تخشاه و تهرب منه  ...
فقد مزقتها إلي أشلاء فكيف يمكن ان تعتذر لقلب تعمدت قتله بأبشع الطرق ؟
لا يعلم ان الخنجر الذي غرزته بقلبه مر علي قلبها أولا و أن الدموع التي هطلت من عيناه هطلت من عيناها اولا فقد ذرفت من الدموع ما يكفيها لأعوام
و لكن ما حيله قلب إن كان العذاب و الحزن قدره ....!

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن