الفصل الخامس و الخمسون

38.8K 1.7K 187
                                    


كان المشهد مرعب لدرجه جعلت الفتيات ترتجف من الخوف و الرعب علي هذان الوحشان الذان يقفان أمام بعضهما البعض بعينان سوداء قاتمه من شدة الغضب ينبعث منها حقد أعمي و انتقام غاشم قادر أن يطيح بالجميع في طريقه غير عابئ بأحد فقد كان المشهد هكذا يوسف أمام رائد كلاهما ينفث النيران من أنفه و كاميليا يحتضنها مراد خوفا من أن تخترق حربهم تلك و أدهم و مازن يقفان و خلفهم الفتيات و قد كانا هما الآخران ينبعث الغضب كالشرر من أعينهم و في اتم الإستعداد للتدخل في اي لحظه دفاعا عن اخ كان و لايزال الداعم لهم طوال حياتهم غافلين عن اخ آخر قُدِر له أن يعيش اسوء الإبتلاءات منذ أن كان نضفه في رحم أمه بهجران والده لها و تخليه عنهم قبل أن يعلم بوجوده من الأساس حتي خُلق و شب بين أحضان غريب كان يظنه أباه فتبخل عليه الحياة بوجوده و تصفعه صفعه قويه تركت بصمتها علي قلبه المهترئ و تأخذه بمنتهي القسوة أمام عيناه و تحرمه من والدته و حنانها ليربا بين أحضان الشيطان يبثه سموم حقده و أنتقامه فهكذا كان حال رائد الذي كان ينظر بمنتهي الغضب و الحقد الي يوسف كانت الشراسه تشع من عيناه و تجلت في لهجته حين قال بتوعد
" جيت لقضاك برجليك يا كلب .."

رائد بنبرة اشرس و اقوي
" الكلب دا الي هتموت علي أيده يا ابن الحسيني .. "
يوسف ساخرا
" عمرك شفت أسد مات علي ايد كلب !! "

رائد بتهكم
" أسد ! تصدق لايق عليك التشبيه دا اوي .. مش انت بس انتوا كلكوا .. كلكوا زي الاسود غدارة بتاكلوا و تنهشوا في اقرب ما ليكوا المهم تشبعوا .. "

كان القهر ينبعث من لهجته و يقطر الألم من بين كلماته و الذي كان نابعا من جروح قلبه النازفه ليأتيه الرد بعنف و قسوة من رحيم الذي كان يشاهد الموقف من البدايه ليتدخل  قائلا بإحتقار
" احنا الي غدارين و الي انتوا الي عضيتوا الإيد الي اتمدتلكوا انت و ابوك و عمك و غدرتوا بالي عملكوا و لولاه كان زمانكوا كلاب في الشوارع .."

رائد بصراخ
" اخرس ابويا دا كان اشرف منك و من عيلتك كلها .."
غلت الدماء بعروق يوسف الذي نوي اقتلاع الشر من جذوره و قال صارخا
" انت كدا كتبت علي نهايتك بإيدك .."

و ما أن أوشك ىإطلاق النار حتي صدح صوت من خلفه صارخا
" هتقتل اخوك يا يوسف !!"
تجمد يوسف بمكانه لحظات إثر سماعه صوت فاطمه التي كانت ترتجف رعبا ما أن شاهدت ما يحدث و سالت صفيه بخفوت عن هوية ذلك الشخص. فاخبرتها بأنه رائد صديق يوسف و الذي اتضح أنه خائن و عند تلك الكلمه ربطت جميع الإحداث بذهنها و خرجت الكلمات من فمها في الوقت الصحيح لتمنع حدوث كارثه

انحبست جميع الأنفاس للحظات و التفت الرقاب تطالع بذهول فاطمه التي تسارعت أنفاسها مما تفوهت به و لم تجد ما تقوله للحظات كيف و هيا لا تملك أي دليل بيدها تثبت به صحه حديثها لذا أغمضت عيناها لثوان و هيا تردد ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)
فاقت علي صوت مراد الذي قال بإستفهام
" انتي بتقولي ايه يا فاطمه ؟ مين الي اخو يوسف ؟؟"

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن