الفصل الثاني والأربعون: مَذَاق الْحَلَال

90.6K 4.5K 1.8K
                                    

"أنا محتاج أتكلم معاكي دلوقتي حالًا!"

"يا أستاذ مينفعش كده بعد إذنك اتفضل الدكتورة معاها حالة."

"سيبيه أحنا خلصنا خلاص، اتفضل استريح يا أنس ودقيقة وهكون معاك." اومئ لها أنس وذهب ليجلس على الأريكة البيضاء الموضوعة في أحد الأركان بينما كانت تتحدث هي مع الجالسة أمامها ولكن أنس لم يستمع إلى حديثهم فلم يدري إن كانت مريضة أم مندوبة من أحدى شركات الأدوية.

"أنس.. تعالى هنا اتفضل." أخرجته من شروده وهي تُشير إليه بأن يجلس أمامها.

"أنا أسف على قلة الذوق بتاعتي.. دلوقتي والمرة اللي فاتت لما مشيت فجاءة، أنا بس كنت متضايق من نفسي عشان حكيت وأنا كنت واخد عهد على نفسي أني محكيش لحد حاجة.. بس أنا رجعت اتحطيت في ضغط تاني وفي أحداث كتير بتحصل في حياتي وحاسس أني نفسيًا مش مستعد لكل ده.."

تحدث أنس بحرج شديد ولكنه حديثة كان صادق، كانت تنظر نحوه بملامح مرتخية وهدوء شديد قبل أن تُردف بنبرة مُتفهمة:

"سمعاك يا أنس اتفضل، ابدأ من النقطة اللي تحب تتكلم عنها أو حاسس أنها عملالك ضغط."

"علاقتي أنا وأختي متوترة.. عرفت إن فريد أتوفى من أكتر من شهرين وأني خبيت عليها، كانت حابسه نفسها في أوضتها ومش عايزة تكلمني.. قبلت تخرج تكلم رحيم وميا اللي حكتلك عنهم قبل كده ومقبلتش تكلمني.. و.. البنت، اللي.. أنا محكتش عنها صح؟"

كان حديث أنس مُبعثر دلالة على التشوش والزحام داخل عقله، ابتسم الطبيبة رغمًا عنها خاصة حينما ذكر 'الفتاة'، ابتسم هو الآخر وهو يُعيد خصلات شعره الطويلة نحو الخلف قبل أن يحمحم وهو يعتدل في جلسته ثم يُردف:

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن