الفصل الواحد والأربعون: قَرَارٌ لاَ رَجْعَةَ فِيهِ

85.9K 4.6K 2.9K
                                    

"ميرال.." تمتم نوح بصدمة وبنبرة صوت مُرتجفة بينما مازالت يده تتحسس موضع ضربة أفنان، اقتربت ميرال وكانت الإبتسامة تُزيين وجهها لكن سرعان ما أختفت فور وقوفها أمامهم مباشرًة وهي تستفسر عن الآتي:

"هو.. هو في حاجة ولا أيه؟ مالك يا نوح ماسك خدك ليه؟" نظر نحوها نوح بفاه فارغ لبضع ثوانٍ وهو يحاول أن يعرف منذ متى وهي تقف بالقرب منهم ويا ترى ما مدى ارتفاع نبرة صوتهم فيما دار بينه وبين أفنان من حديث..

"أنتِ.. أنتِ واقفة هنا.. من أمتى؟" كان يسأل نوح بتقطع وتلعثم شديد منحته ميرال ابتسامة غير مفهومة تنم عن الحيرة ثم تُجيب على سؤاله بإجابة جعلته يهدأ نسبيًا:

"لسه جاية، في أيه بقى؟"

"مفيش.. تعالي نشوف.. نشوف الحاجات اللي اخترناها نشوف هنوصل لسعر كام مع الراجل."

حاول نوح تغير الموضوع وهو يتحاشى النظر نحو أفنان، كان يظن بغباؤه أن أفنان ستجعل ما حدث قبل قليل يمر مرور الكرام لكنه أدرك أنه مخطئ تمامًا حينما أردفت أفنان بحزم شديد:

"ميرال ممكن تنادي بابا، عايزاه في حاجة ضروري."

"هتقوليله أيه؟ أحنا محتاجينه جوا عشان العفش."

سأل نوح بتلعثم وبنظرات مرتعبة لم تراها أفنان من قبل لكنها لم تهتم فحنقها وغضبها لم يجعلها تصب تركيزها على أي شيء غير إخبار والدها بما حدث قبل قليل، طالعته بإزدراء قبل أن تقول بنبرة لا تخلو من الإنفعال:

"عايزة اقول كلمتين لأبويا! هتدخل كمان بيني وبين أبويا؟! حاجة عجيبة جدًا بجد!"

"في أيه يا أفنان؟!" سألت ميرال بعدم استيعاب وقبل أن تُجيبها أفنان سبقها نوح وهو يقول:

"خلاص يا ميرال سيبيها، ممكن حضرتك تسمحيلنا نحجز بس وبعدين عمو هيخرجلك."

"صدقني مفيش داعي يا نوح." تمتمت أفنان مع ابتسامة جانبية ساخرة، امتعض وجه ميرال قليلًا وهي تسألهم بحيرة:

"مفيش داعي لأيه؟ أنتوا مالكوا بتتكلموا بألغاز كده ليه؟"

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن