الفصل التاسع والثلاثون: حَفْلٌ دِرَامِيٌّ

84.2K 4.3K 2.4K
                                    

"طب بصي.. أيه رأيك في ده يا أفنان؟" سأل نوح بحماس شديد وهو يُشير إلى أحدى الآرائك، نظرت نحوه ميرال بجمود وهي تبتلع الغصة التي في حلقها ثم تُردف:

"أنا ميرال.. أنا ميرال يا نوح.."

طالعها نوح بذهول وثغر خاوي يكاد يصل إلى الأرض من شدة الصدمة، ازدرد ما في فمه بصعوبة وهي يدعو بداخله أن تنشق الأرض وتبتلعه.. هو لم يقصد حقًا، لم يقصد ذكر اسم أفنان ولم ينوي قط أن يُحزن ميرال.

"أنا.. احم.. أنا أسف جدًا، أنا اتلغبط بس عشان أنتِ كنتِ بتكلميني عن خطوبة أفنان من شوية ف.." كان يتحدث نوح بتلعثم شديد وهو لا يعلم ماذا عليه أن يقول لكي يُصلح ذلك الموقف فهذه المرة هو لن يستطيع 'قلب الترابيزه' كما يفعل في كل مرة.

"لا عادي حصل خير، بس لما تعرف أنت مع مين وبتكلم مين أبقى تعالى كلمني." بصقت ميرال كلماتها بإنكسار شديد وهي تحاول مغادرة المكان سريعًا قبل أن تنهمر دموعها أمامه، وقف نوح مصدومًا لثوانٍ قبل أن يتبعها سريعًا وهو يحاول جذب ذراعها لكنها تصيح مُبتعدة عنه قائلة:

"متلمسنيش أنتَ اتجننت!"

"أنا أسف.. أنا أسف مش قصدي، ميرال أنتِ بجد هتسبيني وتمشي عشان ذلة لسان؟ قولتلك مكنش قصدي اتلغبطت! وبعدين أنا مقولتش اسم حد غريب ولا اسم بنت بكلمها عليكي مثلًا! ده اسم أفنان أختك.. اللي هي بنت خالتي، ما أنا ساعات بتلغبط وبقولك يا مريم، أيه اللي حصل المرة دي يعني؟"

"أنتَ عارف الفرق كويس يا نوح، بطل تستغباني ها!" علقت ميرال وهي تبتسم بإنكسار، احكم نوح قبضة يده وأمتعضت تعابير وجهه وهو يُلقي باللوم عليها قائلًا:

"وأنتِ بطلي تكبري المواضيع."

"طيب روحني من فضلك."

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now