الفصل الثلاثون: تَعْنِيف

77.8K 4.5K 1.7K
                                    

"بعد إذنك متكلمنيش تاني وياريت تمسح رقمي وتنسى أنك كنت تعرفني، أنا معنديش أي استعداد أعمل حاجة غلط تاني وشكرًا على كل حاجة عملتها عشاني، ودي آخر رسالة هبعتهالك."

أرسلت أفنان الرسالة ثم ألقت بهاتفها بعيدًا قبل أن تجلس وتضع رأسها بين كلتا يديها وهي تُعيد خصلات شعرها نحو الخلف بقوة قبل أن تجش في البكاء لا إراديًا، لا يمكنها تخيل ردة فعل رحيم على تلك الرسالة..

لم يعد يهم ذلك الآن فلقد قطعت صلتها به بصورة نهائية لكن هناك جزء بداخلها كان يتمنى أن يحزن رحيم لقراءة تلك الكلمات؛ يحزن رحيم فيتحرك خطوة نحوها.. يقترب أكثر ولكن بالطريقة الصحيحة، صفعت أفنان نفسها داخليًا وهي تحاول جعل نفسها تفيق من الأوهام فمؤكد أن رحيم لن يهتم، سينساها بكل تأكيد، سوف ينشغل وسيجد فتاة غيرها بلا شك.

قطع بكاءها صوت رنين هاتفها لتمسكه بضيق ظنًا منها أنه رحيم يحاول من رقمًا آخر لكنها صُدمت حينما رأت أن المتصلة ريماس! لم تهاتف ريماس أفنان منذ عام ألفان وعشرة حينما حصلت كلتيهما على هاتف محمول لأول مرة! عقدت أفنان حاجبيها وهي تزفر بضيق بينما تُتمتم بحنق:

"مش فايقالك دلوقتي خالص يا ريماس." قامت أفنان بكتم صوت الرنين لكن ريماس لم تنفك تتصل بها، قامت أفنان ب 'كنسلة' المكالمة لكن ريماس اتصلت مجددًا لتشعر أفنان بأن هناك شيئًا خاطئ، بغض النظر عن كون اتصال ريماس مُريبًا في حد ذاته لكن إصرارها جعل الأمر أكثر ريبة.

تنهدت أفنان وقد سلمت أمرها إلى الله وقررت أن تعاود الإتصال بريماس وقبل أن تتفوه بحرفًا واحد جاءها صوت ريماس مرتجفًا مذعورًا من الجهه الآخر وهي تُردف بنبرة مُترجية:

"أفنان ممكن تنزلي تقابليني دلوقتي من فضلك؟ أنا محتاجة حد جنبي.."

"مال صوتك أيه اللي حصل؟" استفسرت أفنان بقلق فصوت ريماس لم يكن مطمئنًا بتاتًا.

"بصي أنا هبعتلك Location 'موقع جغرافي' كافية نتاقبل فيه واطلبي أوبر متتأخريش عليا وأنا هديكي حقه."

"أيه يا بنتي الهبل ده؟! أنا جايه بس يارب بابا يوافق.. أكيد هيوافق لما يعرف أني هقابلك."

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now