الفصل الرابع: اللِّقَاءُ الثَّانٍ

96.3K 5.3K 1.1K
                                    

استيقظت أفنان على صوت المنبه خاصتها، ولأول مرة لقد نهضت سريعاً ولم تتكاسل..

شعرت بآلم يجتاح معدتها وآلم يُغلف رأسها، لم تنم طويلاً فلقد ضيعت الليل كله في المذاكرة والبحث في مجال الصيدلة وبين التردد حول ذهابها إلى المُقابلة الخاصة بالتدريب لكنها قررت أن تُجازف وتذهب بالرغم من أنها تشعر بأنها أنانية..

ارتدت ثياب رسمية مُهندمة قميص باللون الأبيض و 'بليزر' باللون الأسود وبنطال أسود كذلك مع وشاح رأس أبيض اللون، لقد بدت مُهندمة وجذابة.. وقفت تتأمل الشكل النهائي لثوبها لتجد أنه جيد.

"ماما أنا نازلة أدعيلي بالتوفيق." صاحت أفنان وهي تأخذ حقيبتها وتتجه نحو الخارج دون أن تسمع إجابة والدتها، لم ترى ميرال لأنها قد سبقتها وذهبت إلى مقابلة عمل في الصباح الباكر ولم تعد بعد، كانت الساعة العاشرة حينما غادرت أفنان المنزل بينما موعدها في الشركة هو الثانية عشر.

كان مقر الشركة يقع في مدينة العبور داخل المنطقة الصناعية، امتعض وجه أفنان وهي تراجع العنوان الذي بيدها.. إن الموقع يبعد عن منزلها كثيراً.. سيستغرق الأمر الكثير من الوقت والمال..

بعد عناء شديد استطاعت أفنان الوصول إلى مقر الشركة داخل المنطقة الصناعية..

كانت الشركة غاية في الخامة يكسوها اللون الأزرق الداكن اللامع الذي يُشبه المرآة مع شُرف بلون موحد باللون الرمادي وكذلك تعكس الضوء والصور كالمرآة، كان هناك مرآب خاص بالشركة يحوي العديد من السيارات باهظة الثمن، تقترب أفنان من مدخل الشركة وتشعر بالتوتر يدب في صدرها، بمجرد وقوفها أمام الباب الزجاجي يُفتح تلقائياً.. تتجه مباشرة نحو موظفو الإستقبال، شاب وفتاتان الشاب يرتدي بذلة رسمية والفتيات كذلك لكن خاصتهم كانت تختلف في كون الجزء السفلي تنورة وليس بنطال.

"صباح الخير.."

"صباح النور، أساعد حضرتك ازاي؟"

"أنا عندي انترڤيو النهاردة بخصوص تدريب طلاب كلية الصيدلة."

"ممكن أعرف اسم حضرتك والميعاد؟"

"أفنان أحمد، الميعاد بتاعي الساعة ١٢ الضهر."

"تمام، حضرتك هتطلعي الدور التالت وهتنتظري في ال waiting area 'منطقة الإنتظار' لحد ما السكرتارية يبلغوكي أنك تقدري تتفضلي." شكرت أفنان الموظفة وهي تحاول أن تُخفي إنبهارها بالمكان والموظفين وكل شيء هنا تقريباً.

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now