الفصل السابع والثلاثون: عَزَاء

89.9K 4.4K 1.4K
                                    

"حاضر يا بابا من عنيا."

قالت ميرال ومن ثم غادرت الطاولة وذهبت لإحضار المياه وهي في طريقها إلى الداخل كادت أن تصطدم بأنس الذي غادر دورة المياه للتو، وقفت هي في موضعها بصدمة وتوقعت أن يبتعد هو لكنه لم يفعل بل ظل ينظر إليها بأعين غائمة لثوانٍ قبل أن يُغلق عسليتاه ويختل توازنه ومن ثم يسقط ارضًا...

"يلاهوي! أنس!!" صاحت ميرال التي أحتضنت رأس أنس وجزء من نصفه العلوي بين ذراعيها كي تحمي رأسه من الإصطدام لكن باقي جسده قد ارتطم بالأرضية بقوة..

"حد يلحقني!!" هرول الجميع نحو ميرال نتيجة لصراخها والصوت المُرتفع الذي تسبب فيه سقوط أنس، جاء رحيم وأفنان ووالدها مهرولين نحو ميرال والتي كان أنس بي ذراعيها ولولا أنهم يعرفون ميرال جيدًا وكون أنس فاقدًا للوعي لأساء الجميع فهم المشهد.

"أيه اللي حصل؟" سأل رحيم بفزع فور رؤيته لصديقه الفاقد للوعي بين ذراعي ميرال، نظرت نحوه ميرال بأعين دامعه وهي تُجيبه بتلعثم:

"معرفش.. معرفش هو وقع فجاءة كده.. هو عايش طيب ولا أيه؟"

"رحيم هو حصله كده قبل كده؟" سألت أفنان ليُجيبها رحيم بثبات نسبي:

"مش عارف.. ميرال معلش ابعدي كده.." أمسك رحيم بأنس بدلًا من ميرال التي استقامت وذهبت لتقف إلى جانب أفنان.. بدأ رحيم في ضرب أنس ضربات خفيفة على وجهه بأيدي مُرتشعة في محاولة منه لجعله يسترد وعيه لكنه لم يستجيب، تنهد رحيم ثم صاح قائلًا:

"بابي.. تعالى شيل أنس معايا."

في خلال دقائق كان رحيم في داخل السيارة برفقة والده وأنس الفاقد للوعي ووالد أفنان بعد أن تركوا الفتيات على أحر من جمر في المنزل، قاد والد رحيم السيارة بينما جلس رحيم في المقعد الخلفية وقد أسند رأس أنس على قدمه وأخذ يضغط على أنفه ضغطات قوية ولم يستغرق الأمر سوى بضع ثوانٍ قبل أن يستجيب أنس ويفتح عيناه ببطء ثم يُعاود إغلاقهم مجددًا.

"أنس أنت شايفني؟ طب لو سامعني حاول تفتح عينك." سأل رحيم وبالفعل استجاب أنس لمطلبه وحاول أن يفتح عيناه مجددًا.

"بسرعة شوية يا بابي من فضلك!" طلب رحيم من والده الإسراع وهو يشعر بقلبه على وشك أن يغادر قفصه الصدري من شدة قلقه على صديقه، لطالما كان أنس مُهملًا في صحته وقد وبخه رحيم عدة مرات بسبب ذلك وبالرغم من توقع رحيم لحدوث ذلك يومًا ما إلا أنه شعر بالهلع والإستياء في الوقت ذاته.

بعد مدة ليست بطويلة توقفت السيارة أمام أحدى المستشفيات الخاصة، استغرق الطبيب بضع دقائق بالداخل بينما كان رحيم ينتظر في الخارج وقد توقع بالفعل ما سيقوله الطبيب لكنه أراد أن يطمئن.

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن