الفصل الخامس عشر: نِقَاشٌ حَادٌّ

79.4K 4.7K 858
                                    

"مش ريماس بنتي اتقدملها عريس وشكلنا كده هنوافق، أصله ميتعيبش بصراحة." قالت عمتها لتتسع أعين كلاً من أفنان وميرال.. لتنظر نحوهم والدتهم بنظرة ذات مغزى.

"مالكوا ساهمتوا كده ليه؟ ما تبركوا لبنت عمتكوا يا بت أنتي وهي!" قالت جدتها لتجفل أفنان لثوانٍ وتُهنئها ميرال على الفور بتلعثم.

"أ.. ألف مبروك يا ريماس."

"ألف مبروك على أيه؟! قصدي يعني.."

"أيه يا أفنان الغل مخليكي حتى مش عارفة تباركيلها!" علقت عمتها بإنفعال لتنظر نحوها أفنان بسخرية لثوانٍ.

"غل؟ هغل على أيه بس؟ هي حاجة عدلة يعني! وأنتي يا ريماس موافقة؟" سألت أفنان بإزدراء ونبرة مُنفعلة بعض الشيء وهي تحاول التحكم في أعصابها علماً بأن ذلك النقاش لن ينتهي على خير فعلى الأغلب سيضطر أحدهم إلى طلب النجدة لإنهاء ما على وشك أن يبدأ.

"بقولك عريس ميترفضش وبعدين أنا وأبوها وجدتها موافقين." كانت تتحدث عمتها بشغف بينما لم تبدو ريماس متحمسة كثيراً لما يُقال، وكان يدور في ذهن أفنان سؤال هام.. إذا كان والدها ووالدتها وجدتها والجميع موافقون على ذلك الشاب.. إذاً أين رأي ريماس في الأمر كله؟

"طب يا حبيبتي ربنا يتمملكوا على خير.. بس هي مش صغيرة شوية؟" سألت والدة أفنان بنبرة لطيفة لتُجيبها عمتها بنبرة هجومية قائلة:

"لا يا حبيبتي مش صغيرة وبعدين أنا هستناها لما تبور زي بقيت بنات العيلة ولا أيه؟." كان من السهل تخمين مقصد عمتها بتلك الكلمات لتنكمش ميرال على نفسها، كانت كلمات العمة مُثيرة لإستفزاز أفنان لذا علقت بدورها قائلة:

"لا يا طنط ارميها لأي حد وخلاص!"

"أرميها ده أيه يا مقصوفة الرقبة أنتي! ده عريس غني أوي وابن ناس كمان، تصدقي مبيقولش جملة عربي من غير ما يبرتم بكلمتين إنجليزي في النص، وطول بعرض ودقن ولبس غالي." هنا شعرت أفنان بإنقباض في قلبها، كم تصل نسبة حدوث ما تُفكر فيه؟ واحداً إلى المليون؟ فمؤكد عمتها لا تقصد نفس الشخص الذي قفز إلى عقل أفنان، فمن بين بنات العالم كله لن يقع اختياره على ريماس ابنة عمتها أليس كذلك؟

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now