الفصل الحادي عشر: هَدِيَّةٌ

84.5K 4.9K 975
                                    

ساد الصمت طوال الطريق بينما أكتفى نوح برمق أفنان بطرف عيناه من آنٍ لآخر.

"أنا هنزل اجيب السمك خليكي هنا."

"ماشي." اردف نوح ثم غادر السيارة لتتأفف فور خروجه، يصدح صوت رنين هاتفها في المكان لتجدها مريم؛ شقيقة نوح.

"ألو أيه يسطا عاملة أيه؟"

"أيه يا أفنان، أنتوا قدامكوا كتير؟"

"يعني، نوح نزل يشتري السمك وأنا في العربية."

"اه ما أنا عرفت أنك مش معاه."

"أنتي كلمتيه؟"

"اه ولاقيته متعصب.. هو حصل حاجة؟"

"اه.. هحكيلك لما أجي إن شاء الله." قالت أفنان لتحاول إنهاء المكالمة سريعاً دون أن تسرد ما حدث.

"طيب، متتأخروش وخلي نوح يسوق على مهله."

"أي أوامر تانية؟"

"لا شكراً." هكذا انتهت المكالمة وعادت أفنان للإنتظار حتى يأتي نوح، ارادت تشغيل أغنية عن طريق وصلة السيارة 'AUX' لكنها لم تجدها في موضعها وسرعان ما تذكرت أن نوح دائماً يضعها داخل 'التابلوه' لأنه لا يُحب تركها متدلية حينما لا يستخدمها، أخذت أفنان تعبث في التابلوه حتى سقطت صورة صغيرة.. إلتقطتها من الأرضية وهي تنظر إلى ما داخلها لتجد.. صورتها وهي طفلة!

"يا ابن اللذينة دي الصورة دي مش معايا أنا شخصياً.." تمتمت بها وهي تنظر إلى الصورة حيث كانت ترتدي فستاناً وردي وقد رُفعت خصلات شعرها على هيئة 'قطتتين' وتعود تلك الصورة إلى يومها الأول في الروضة.. عاد نوح إلى السيارة وهو يحمل في يده العديد من الأكياس وبمجرد أن رأى الصورة في يده اضطربت معالمه قليلاً..

"جبتيها منين؟"

"لا هو أنا اللي المفروض اسأل جبت الصورة دي منين؟"

"وقعت من ماما في مرة فقولت اشلها معايا عشان متضعش."

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now