الفصل الثامن: رَقْمُ هَاتِفُ

90.2K 5.1K 762
                                    

ألتفتت لتذهب إلى المعمل لكنها فوجئت برحيم في مواجهتها تماماً بينما يفصل بينهم مسافة صغيرة..

"يلا بينا عالمستشفى.. هاتي اللوكيشن."

"حاضر.. لا استنى بس.. عايز اللوكيشن ليه؟" كانت على وشك التحرك لكنها انتبهت لما يقوله.

"لسه هتفكري؟ يلا بسرعة هوصلك بعربيتي."

"لا طبعاً مش هينفع.. فين نوح؟" امتعض وجه رحيم على الفور لكن لا وقت للشعور بالغضب أو بتلك الغصة في حلقه الذي لا يعلم سببها، هو يريد مساعدتها لذا سحبها من معطفها نحو المكتب الذي يجمع المُدربين..

"تعالي نشوفه هنا." أقتحمت أفنان الغرفة ومن خلفها نوح لتُفاجئ بالمُدربين مُلتفون حول أحد المكاتب وأمامهم العديد من الشطائر، انتبه جميعهم وقد ظهر الإرتباك على وجههم لرؤية رحيم والذي كان ينوي أن 'يخرب بيتهم' لو كان أكتشف مثل هذا الأمر في ظروفاً آخرى لكن لا وقت لهذا الهراء الآن.

"فين دكتور نوح؟"

"مش عارف... لسه خارج من هنا.." اردف أحدهم وهو يحاول إبتلاع ما في فمه من قضمات بحجم الفيل بالإضافة إلى قطعة أو اثنتين من المُخلل.

غادرت المكتب وهي تتأفف بينما رمقهم رحيم بنظرة نارية قبل أن يلحق بها نحو الخارج، بحثوا عنه في بضع أماكن آخرى سريعاً.. وفجاءة تذكرت أفنان أن العلم تقدم وأن هناك اختراع يُسمي 'هاتف خلوي' لذا قامت بالإتصال به.. لم يُجيب.. كررت المُحاولة فأغلق المُكالمة 'كنسل' .. عاودت الإتصال للمرة الأخيرة فوجدت الهاتف مُغلق.. عبس وجهها قليلاً وهي تبتلع الغصة التي في حلقها، إنها في أمّس الحاجة إلى نوح والأمر طارئ لكنه قرر تجاهلها بسبب شجار سخيف حدث بينهم..

"يلا بقى عالعربية ربنا يهديكي" اردف رحيم ثم تنهد لتومئ أفنان ثم تفيق من شرودها وتقول:

"لا طبعاً، انت عبيط؟"

"اومال هنروح ازاي؟ مش وقته الجنان وطولة اللسان بتاعك ديه خالص!" تلفظ رحيم بنفاذ صبر وبصوت عالي نسبياً.

"هطلب اوبر."

"هتركبي مع سواق اوبر الغريب عشان خايفة تركبي معايا؟ هو أنتي Normal يا بنتي؟"

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن