الفصل السابع والعشرون: قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ

82.5K 4.2K 1.2K
                                    

"عمو أحمد أنا طالب القرب من حضرتك." تفوه بها نوح ليسقط فك كلًا من أفنان وميرال، نظرت أفنان
نحو نوح برعب شديد... بذلة رسمية، باقة زهور، علبة شيكولاتة فاخرة ويطلب القرب من والدها!!!

هل فقد عقله للدرجة التي تجعله يأتي إلى هنا ويفعل شيء كهذا؟! وبهذه الطريقة السخيفة؟ لقد كانت برفقته في الجامعة بل وكانت تتحدث إليه كثيرًا وتراه أكثر في الفترة الماضية ولم يُفكر ذلك الأحمق أن يُلمح لها ولو تلميحًا بسيطة بنيته السوداء تلك.

"يا نهارك أبيض!!! أنت البجاحة وصلت بيك أنك تعمل كده يا نوح؟ لعلمك بقى أنا مش موافقة شوفت أحرجت نفسك وأسرتك معاك ازاي؟!"

"مش موافقة على ايه؟ مش تسمعي الي هقوله؟"

"سيبك منها يا نوح يا ابني وكمل وفرح قلبي." اردفت والدتها بحماس ليحمحم نوح وهو ينظر إلى أعين أفنان الغاضبة وأعين ميرال التي اغرورقت بالدموع.

"يكمل أيه يا ماما؟ أنا بقولك مش موافقة."

"أنت مالك أصلًا توافقي ولا متوافقيش بتاع أيه؟"

"مالي ازاي يعني؟ هو مش زمن الجواري انتهى وكده ولا أنا فاهمة غلط."

"اصبري يا أفنان خليه يخلص كلامه الأول، قول يا نوح يا ابني."

"أنا جاي النهاردة يا عمي عشان اطلب ايد ميرال."

هنا تضاعفت الصدمة ولم تكن أفنان وحدها من تشعر بالصدمة بل الجميع، فلقد نطق نوح بإسم غير متوقع بتاتًا، نظر الجميع نحو نوح بصدمة لكن أفنان كانت تنظر نحوه بصدمة، شك، غضب وتوجس... لقد كان الأمر برمته خاطئًا قدومه إلى هنا بتلك الطريقة وتحدثه إلي والديها مباشرةً متجاهلًا إياها وثم طلب الزواج من ميرال؟!!

"م... ميرال؟" سألت والدتهم بدهشة وتلعثم فطوال حياتها تقول أن أفنان لنوح ونوح لأفنان؛ متى ظهرت ميرال في الصورة؟

"اه يا خالتو ميرال، أنا بصراحة مُعجب بيها جدًا و.. هي شخصيتها مناسبة لشخصيتي وطبعًا أن لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي في أدب ولا أخلاق بنت من بنات خالتي."

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now