الفصل السابع: غَضَبٌ وَاِسْتِيَاءٌ

90.5K 5.1K 895
                                    

"نوح!!!!!" صدح صوت أفنان في القاعة وتعابير الصدمة باديه عليها، يفتح نوح عينيه على مصرعيهما ثم يضرب وجهه بيده.. تتوتر معالمها ويزداد الأمر سوءاً حينما يدلف رحيم إلى القاعة بإندفاع ويكاد يصطدم بأفنان لكنه يتوقف قبل أن يصدمها ولكنه يصدم كتفه بالباب.

"يلاهوي.. أنا أسفة.." قالت لرحيم ثم وجهت نظرها لنوح الذي رفع أحدى حاجبيه بنفاذ صبر.

"أنا اسفة جداً يا دكتور عالتأخير وعاللي حصل ده..."

"اتفضلي مكانك يا دكتورة." قال بنبرة صارمة لتهرول نحو الداخل وتجلس في صف شبه فارغ، الجميع مازال ينظر نحوها ونحوهم لتشعر بوجنتها تشتعل حمرة وهذا نادراً ما يحدث! فأفنان ليست من النوع الذي يسيطر الخجل عليه.

"دكتور نوح.. أنا دكتور رحيم، اللي كنت مسئول عن التدريب قبل ما حضرتك تشرفنا."

"اهلاً وسهلاً بحضرتك." رحب به نوح بآدب ليصافحه رحيم برسمية، بينما اختبئت أفنان أسفل الفتى ذو القامة الطويلة أمامها وهي تلعن حظها السيء.. نوح ورحيم في المكانه ذاته!

انتهت فقرة التعارف وكان من المفترض أن يغادر رحيم القاعة ويذهب لعمله لكنه قرر الجلوس لبعض الوقت ليرى كيف يقوم نوح بعملية الشرح، كان يبدو من جلسته أنه غير مرتاح؛ بالطبع فلقد كان الفضول ينهشه نهشاً ليعرف ما علاقة أفنان بنوح.. ولما انصدمت لتلك الدرجة عند رؤيته؟!

حاولت أفنان جاهدة أن تصب تركيزها على الشرح بدلاً من التفكير في ما سيحدث فيما بعد حينما يسألها نوح من يكون رحيم الذي تبعها نحو الداخل وحينما يسألها رحيم من يكون نوح.

"كده يا دكاترة محاضرة النهاردة خلصت.. ده رقم تليفوني لو حد عنده أيه سؤال أو استفسار." اردف نوح بنبرة هادئة قبل أن يكتب رقم هاتفه بواسطة القلم ال 'Marker'

"اتفضلوا يا شباب على المعامل والدكاترة هيحصلوكوا." اومئ الجميع بما فيهم أفنان التي توجهت سريعاً نحو الخارج، تبعها نوح ورحيم.

"أفنان.." جاءها صوت نوح لتقف وهي تُغلق عيناها بضييق قبل أن تلتفت لتواجهه.

"نعم؟"

"دكتورة أفنان.. اتفضلي عالمعمل بتاعك لو سمحتي." كان هذا صوت رحيم الذي اقتحم المحادثة التي كانت على وشك أن تبدأ لتحمد الله داخل نفسها.

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن