في خضم ذلك جاء صوت هدير جعل الارض بأكملها تهتز قليلا، مر يخدش قنوات اذني و سقط على صدري مثل الجليد.

"هاه... ؟"

رفعت رأسي بإندفاغ وتمسكت بإطار النافذة احدق بالافق، كان الظلام لا نهاية له ولا يمكن رؤية شيء سوى سماء مرصعة بنجوم قليلة.

الهدير ملتوي مثل تنين يتم تعذيبه حتى الموت، اختنق قلبي بقلق لا يمكن وصفه وتدفق الم خافت لبطني.

الازهار في الاسفل تحولت للون الاسود وتآكلت ببطء كما ان الارضية الخضراء تعفنت وذبلت الشجرة الكبيرة تسقط كل اوراقها بشكل مفاجئ.

لحق هدير اندرياس مع هدير الوحوش الاخرى و الغابة التي احاطت بالقصر ذبلت كل اشجارها كما لو ان سما تدفق يأكلها.

"اندرياس"

مر الهمس الضعيف مثل الوهم وحمل عاطفة مشتتة، في تلك اللحظة ركد قلب اليس فجأة وتصلبت كل عضلة بجسدها.

الهدوء الذي يأتي بصدرها مألوف بالفعل ولم يصبها بذعر لكن كان هناك تحرك مضطرب بصدرها ويلتوي كما لو انه يقبض على عضام القفص الصدري ويشكل شبكة وهمية.

"آه..."

فتحت عينيها على نطاق واسع و دق جسدها بألم لا يمكن احتواءه، امسكت صدرها بيدها بينما تمسكت اليد الاخرى بإطار النافذة.

اهتز ساقيها الناعميتين وفي لحظة ما لم يعد بإمكانها دعم نفسها وجثت على ركبتيها بضوضاء خافتة.

"اننننننن   اه"

تدحرُج الانين المرتفع من حنجرتها جعل ايليزابيث تعبس قليلا قبل ان تتحرك وتستلقي على جانبها.
اصبحت اليس اكثر يقضة و تركت اطار النافذة تغطي فمها.

تعرقت بلا حسيب و لا رقيب ولهثت وشعرت ان كل نفس تأخذه يجعل عضامها تتهشم وتختفي مع اقل نسيم.

لم تعرف حتى متى كانت دموعها تلطخ وجهها وعينيها الجمشتية مضطربة وشفافة.
انهار جسدها على الارض وانكمشت في كرة تنتفض مرارا وتكرارا.

شدت فكها بعنف و ظهرت اوعية سوداء رقيقة تجتاح رقبتها مثل المد.

تم غمرها حتى الاختناق بذلك الالم وبدى ان شخصا ما يطعن قلبها الساكن دون توقف و يطرق عضامها.
جاء صراخ عنيف يثقب اذنيها و يخترق عقلها كالمسامير بصوت عالي لدرجة انها حتى لم تستطع سماعه.

"اننننه..."

تدحرج انينها في حلقها وغرست انيابها بيدها مرارا وتكرارا في محاولة لعدم اصدار اي اصوات قد تتسبب في ايقاض ايليزابيث.

رفع درجة حرارة الوحشDove le storie prendono vita. Scoprilo ora