الفصل الثلاثون: تَعْنِيف

Start from the beginning
                                    

"لا يا أفنان أوعي تقوليله أي حاجة..."

"طيب حاضر.. حاولي تهدي شوية لحد أما أجي."

"رايحة فين يا أفنان؟" سألها والدها حينما رأها تبحث عن وشاح رأسها على الأريكة، توترت هي على الفور وأجابته بتلعثم:

"هقابل صاحبتي.."

"اسمها أيه؟ وتعرفيها منين؟ وهتتقابلوا فين وهترجعي أمتى؟"

باغتها والدها بعدة أسئلة متتالية لتجفل هي لدقيقة قبل أن تسأله بعبوس:

"أنت يا بابا عمرك ما سألتني كل الاسئلة دي... للدرجة دي مبقتش تثق فيا؟"

"أثق فيكي ازاي بعد ما كدبتي عليا وخبيتي عني موضوع الشاب ده."

"يا بابا أنا أسفة والله ووعدتك أني مش هعمل حاجة زي دي تاني.."

"أنا قولت اللي عندي."

"طيب.. أنا نازلة أقابل ريماس."

"يعني مش صاحبتك ولا حاجة.. يعني كنتي هتكدبي تاني! شكلك اتعودتي عالكدب بقى." وبخها والدها بنبرة لائمة لتقوس أفنان شفتيها قبل أن تُفسر له بصدق:

"والله صدقني ريماس هي اللي طلبت مني مقولش لحد أنها عايزة تقابلني."

"هو في حاجة حصلت ولا أيه؟ عمتك بخير؟" سأل والدها بلهفة لتبتسم أفنان ابتسامة صغيرة، كيف لوالدها أن يقلق بتلك الدرجة على عمتها بالرغم من كل ما فعلته.

"لا عمتو بخير غالبًا يعني.. أنا مش فاهمة حاجة، هعرف في أيه وهطمن حضرتك."

أومئ والدها بهدوء وسمح لها بالذهاب، بعد خمسة وأربعون دقيقة تقريبًا كانت أفنان تجلس داخل المقهى الذي قامت ريماس بإرسال موقعه، دلفت نحو الداخل لتجد ريماس جالسه في سكون تحتسي من كوب القهوة الذي أمامها بحركة أشبه بالإنسان الآلي، كانت ترتدي نظارة شمسية كبيرة بالرغم من أن الشمس تكاد لا تصل إلى داخل المقهى، لم تهتم أفنات كثيرًا فربما فعلت هي ذلك على سبيل التفاخر كعادتها، أقتربت منها أفنان وهي تُردف بحنق:

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now