الفصل السابع عشر: غَضِب مُزْدَوِج

Start from the beginning
                                    

"ممكن أعرف مين؟ لو مش هتضايقي يعني.." فتحت أفنان ثغرها لثوانٍ قبل أن تتنهد وتُردف:

"خدمة العملاء.." أجابت لينظر نحوها رحيم بشك لذا تجنبت النظر نحوه ثم جعلت هاتفها على الوضع الصامت.

"كنا بنقول أيه؟"

"كنتِ بتتهربي من الرد على كلامي.. بس عمتًا أنا مش قصدي اضغط عليكي نهائي أنا بس كنت بقولك كلام كنت حاسس أني محتاج أقوله لكن مش مستني رد." قال رحيم بنبرة متفهمة لتنظر نحوه أفنان بإبتسامة صافية وهي تتأمله داخليًا، كيف لشخصًا واحد أن يحمل كل هذا النُبل واللباقة؟ مؤكد يمتلك الكثير من العيوب لكنها ليست ظاهرة بعد لذا لا سبيل للمعرفة سوى البحث عنها أو الإنتظار حتى تُعلن عن نفسها.. هكذا حدثت أفنان نفسها داخليًا قبل أن تفيق من شرودها لتجد أنها كانت تُحدق في رحيم طوال تلك الثوانِ.. نظرت نحوه بحرج وبوجنة مُشتعلة ثم أردفت بتلعثم:

"أنا.. امم.. كنت بفكر في حاجة فسرحت معلش."  

"عادي ولا يهمك، ممكن تاخدي صورة لو حابه It will last longer 'ستظل لمدة أطول'." قال بنبرة لعوب وهو يقهقه لتنظر نحوه بإشمئزاز ثم تُردف بسخرية:

"دمك خفيف أوي ما شاء الله."

"كل الناس بتقولي كده، بمناسبة دمي خفيف وكده أنتي فصيلة دمك أيه؟" سأل رحيم بفضول لتنظر نحوه أفنان بتعابير وجه مُتسائلة وثغر مفتوح لثوانٍ قبل أن تُعلق مُردفة:

"ده أغرب سؤال اتسألته في حياتي.. عمتًا يعني؛ معرفش."

"معقول في السن ده ومتعرفيش فصيلة دمك؟!!" سأل رحيم بإستنكار وهو يسخر منها.

"تخيل! وبعدين بما أنك بتتفزلك كده قولي أنت فصيلة دمك أيه؟"

"اولًا أنا مش بعمل اللي بتقولي عليه ده، ثانيًا فصيلة دمي AB+" أنصتت أفنان لإجابته بإنصات تام قبل أن تسترد وعيها وتقول بنبرة مازحة مشوبة ببعض الإنفعال:

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now