الفصل الخامس: رَحِيمٌ!!

Start from the beginning
                                    

"أنت بتعتذرلها ليه؟ ابقي أمشي عالرصيف بعد كده يا أفنان هانم."

"هو أنت؟ اه طبعاً ما هو لازم العربية اللي بتتساق بالشكل ده تبقى بتاعت سيادتك طبعاً!"

"ششششش Shut up! أنتي بترغي كتير ليه؟ يلا مش أنتي كويسة؟ اتفضلي شوفي رايحة فين." تحدث بغرور ونبرة مُستفزة لتُمسك أفنان بحقيبتها وتُخرج منها زجاجة عطر متوسطة الحجم.

"ولا! يا تحترم نفسك معايا يا إما وحياة أمي وأبويا لهدغدغلك إزاز العربية دي!" قالت وهي تعيد ذراعها إلى الخلف وإلى زاوية عالية وكأنها ستقذف الزجاجة على زجاج سيارته الفخمة.

"أنتي مجنونة ولا ايه؟ مش عارف ازاي سمحوا للأشكال اللي زيك أنها تدخل الشركة، أنتي مكانك مش هنا." كادت أفنان أن تَسبه لكن جملته قد أصابتها بوغزة في قلبها.. هل هي حقاً لا تليق في أن تُصبح في هذا المكان؟ هل هي حقاً فتاة 'بيئة' وعشوائية ولا يمكنها الإنسجام مع من مثلهم؟ هي لم تختار أن تكون بهذا الشكل لقد فرضت عليها الحياة الخارجية أن تُصبح صلبة وعنيفة كي تستطيع حماية ذاتها من الأذى..

"ميرسي أوي." قالت وهي تضع زجاجة العطر داخل حقيبتها وتعاود السير في طريقها نحو الشركة، لم تكن أفنان من النوع الذي يتأثر كثيراً بما يُقال عنها لكنها لا تدري ماذا حدث..

حاولت أفنان التركيز فيما يُشرح أثناء التدريب متجاهلة حقيقة أن من يقوم بالشرح هو ذلك الوغد اللعين والذي لم ينفك ينظر إلي عيناها طوال الوقت، أخذت تكتب الملاحظات وكادت أن تطير من السعادة حينما تمت تفرقتهم ليبدأو الجزء العملي من التدريب فهي لا تُود رؤية وجهه مجدداً أو التحدث إليه وإلا ستكون العواقب وخيمة.

مر أسبوعاً كاملاً وقد ذهبت للتدريب مرتين تقريباً ولم يختلط بها مرة آخرى وقد كانت شاكرة لذلك، كانت المدة كافية لتسحق كلماته أسفل حذائها وتستعيد ثقتها بنفسها، ومع بداية الأسبوع الثاني ذهبت إلى مقر تدريباً باكراً لذا لم تجد احداً سواها داخل القاعة لذا فضلت الإنتظار في الردهة عوضاً عن الجلوس وحيدة.. مر هو من أمامها وقد سبق مروره رائحة عطره الفواحة التي تتوغل داخل كل ركن من أركان المكان.

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now