✧ الشابتر LXIX : ماضي، تينا III ✧

616 56 1
                                    

⊱⋅ ──────────── ⋅⊰

- إبتسمت إستيل بهدوء وهي تنظر لوجه إبنتها إيميلي التي تحدق إليها وقد غمرها شعور بالعاطفة كان كل ما يخطر ببالها كيف لوالدتها أن تتأقلم مع كل الظروف القاسية والمريرة التي مرت بها ومن الخداع من قبل عمها جوردن، قاطعت أستيل تفكير إيميلي التي تنظر إليها بشرود غارقة في متاهة من التفكير وكانت على شفتيها إبتسامة جانبية تذكرت لحظاتها القليلة برفقة الإيرل لويس ثم قالت :" سوف أكمل!. "
- بعد أن قالت تينا إسمها إلى الليدي فانيسا وقد أنطلقا بالعربة نحوى القصر..
- شعرت تينا بالإمتنان لهما وقد كان قلبها مكللاً بالمشاعر المبهجة والسعيدة التي تظهر على ملامح وجهها الطفولي والبريء كل ماخطر ببالها أنها سوف تبذل كل مابوسعها في العمل وتكسب بعض الجنيهات من أجل البحث عن قصر جدها فيكتور وجدتها أليزا .
- بينما تينا تجلس بجانب الليدي فانيسا في هدوء وخجل بينما تفكيرها شارد في مُخططها و خطواتها القادمة أما الإيرل جورج ميلر كان يحدق بأستغراب إلى زوجته لأفكارها وتصرفاتها الفضه فأغلب الخدم في القصر كانا يقاسيان الجوع والفقر بأحدى الزقاق وقد مدت يدها لهم من أجل المساعدة والعمل في القصر كخدم..
- قاطع وقوف العربة شرود تينا وهي تحدق بإستغراب لهما أمسكت الليدي فانيسا يد تينا وأنزلتها من العربه وعلى شفتيها إبتسامة عطوفة :" سوف أخذك إلى كبير الخدم وزوجته سوف يعتنيان بك. "
- وصلا لمنزل الخدم المحاذي للقصر بأشبار قليلة فور أوصولهما سمعت صوت كبير الخدم تشارلوت وهو ينهي الخادمات عن تصرفهم السيء شعرت تينا بالخوف وهي تخيل إليها أن كبير الخدم شخص مخيف وضخم الجثة مما جعلها ترتجف، حل الصمت أخيرا وفتح باب المنزل، ليخرج منه رجل طويل بجسم نحيف يبدو في الستنيات من عمره وضع يده على صدره وهو ينحني مردفاً :" مساء الخير ليدي فانيسا، هل تحتاجين شيئاً؟ "
- " أجل كبير الخدم لقد جلبت فتاةً لطيفه لتعمل خادمة بالقصر. "
- تنهد السيد تشارلوت قائلاً :" كان عليك أن تخبريني كنت سأبحث عن خادمة ليدي فانيسا. "
" لابأس بذلك سيد تشارلوت سوف أقدمك للفتاة التي جلبتها معي. "
- نظرت الليدي فانيسا حولها لكنها لم تجد تينا إرتبكت للحظات لكن قاطعها صوت سيد تشارلوت :" أنها تختبئ خلفك. "
- نظرت الليدي صوفي لتينا بلطف ثم قدمتها لكبير الخدم تشارلوت التي بقيت تنظر إليه بعناد بعد رفضها عدة مرات الإتجاه إليه ألا بعد محاولات عديدة.
- تنهد تشارلوت وهو ينظر إلى تينا بدهشه لوجهها المتسخ كانت عينيها العسليتين تطغي على جمال وجهها وملابسها الرثه تعطيها هالة غريبه تزيد من عنادها وتصرفها المتكبر ، أخرج سيد تشارلوت منديلاً من جيبه ووضعه بيدها أشاحت بوجهها عنه ورفضت أخذهُ ضحك كبير الخدم بأستهزاء وكان يشعر بالإستفزاز من تصرفها العنيد..
- دخلت تينا لمنزل الخدم لتجد أمراتين أحداهما كانت في بداية حملها وهي تأكل بشراهة والأخرى تتحدث برفقتها إنتبها إلى تينا التي دخلت وجلست معهم ثم أخذت إحدى قطع الخبز إنزعجا منها وأخذا يرمقانها بغضب لكنها لم تكن تبالي لهما بينما كانت ستأخذ القطعه الثانيه أمسكت إحداهما يدها قائله بصوت مرتفع :" هذا الخبز لي أيتها المتشرده! "
- نظرت لها تينا بحدة قائلة :" لم أكن سأخذها لأنها القطعه تبدو قذرة مثلك أيتها العجوز. "
- أمسك السيد تشارلوت يد تينا وأخذها لزوجته ماريا لكي تغير لها ثيابها وتجعلها تستحم ، تاركاً جورجينا ورائه تغلي من الغضب لكن تينا إلتفتت إليها وعلى شفتيها إبتسامة مستهزئة ثم أخرجت لسانها..
- بعد مرور فترة فتحت تينا قلبها لسيدة ماريا وكبير الخدم تشارلوت وأصبحا يعاملانها مثل إبنة لهما كانت تينا تتصرف بعناد مع جورجينا وسيلفيا الذي أبديا كرهايتهما لها ..
- كانت تينا دائماً برفقة السيدة ماريا بالمطبخ أو أحياناً تأمرها بتنظيف بغرفة الإيرل جورج والليدي فانيسا والغرف الأخرى ، أما بقية الخدم كان يشعران بالغيرة منها لأنها المحببة لدي كبير الخدم وزوجته كأنها طفلتهما المدللة..
- بعد مرور سنتين..
- أصبحت تينا بسن سابعة عشر وقد أزداد جمالها وقد صارت شابة في غاية الفطنة والذكاء كانت تتباهى بجسدها الممشوق أمام جورجينا و سيلفيا بأجسادهم الممتلئة كانت تغيظهما بتصرفاتها لكنها كانا يعملانها بمعاملة جافة وبأحتقار أو يسببان لها بعض المشاكل مع الإيرل جورج والليدي..
- بأحدى الأمسيات كانت تينا تجلس بمفردها في الحديقة وهي تنظر للزهور البنفسجية فتحت تلك الذكريات الأليمة التي تجتاح قلبها الجريح أردفت بصوت خافت مليء بالحسرة :"أزهار الليلك النجمية. "
- قاطعها السيد تشارلوت بأندهاش :" كيف تعرفين ذلك تينا؟ "
- ظهرت إبتسامة صفراء على شفتيها :" أنا فقط سمعت أسمها من قبل سيد تشارلوت لكنني أحب هذه الأزهار أتمنى أن أشاهدها مع من أحب لقلبي. " أنهت حديثها وقد أمسكت دموعها بمقلتيها كانت عيناها العسليتان اللامعتين ترويان أحاديث بدون أن تنطق بكلمة واحدة ذلك الشعور الذي يجتاح قلبها أحست بالوحدة الفضيعة التي شملتها، حضنها سيد تشارلوت إليه مردفاً :" إبنتي تينا لا أعرف مايزعجك لكن.. "
- قاطع كلامه بكائها الحار في حضنه فوضع يده على شعرها وهو يربت بهدوء مردفاً :" لابأس إبنتي سوف يكون كل شيء بخير أنا وماريا معكِ دائماً."
- أومأت تينا برأسها إيجاباً وهي تمسك طرف معطفه بشدة وقد فجرت كل مافي قلبها بالبكاء وقد كانت دموعها الكثيفة المنسكبة على وجهها قد جعلت سيد تشارلوت يشفق عليها رغم أن تينا لم تخبرهم عن ماضيها الذي تخفيه أو حتى أسمها الحقيقي لم يفهم سبب بكائها الهستيري لكنه لم يتركها تواجه هذا الألم بمفردها..
- مسحت تينا دموعها وكانت قد هدئت من بكائها الفظيع أعتذرت من السيد تشارلوت عن إزعاجه ثم أتجهت إلى منزل الخدم كان تنظر بعينين باردتين وهي شاردة الذهن لكنها بعد لحظات إصطدمت بشخص ما رفعت رأسها وهي تتمتم بأنزعاج :" من الغبي الذي أصطدم بي! "
- فور رؤية وجهه سكتت للحظات رددت في نفسها أنها لم ترى أبداً نظرةً جميلة كنظرته هذا اللون الأزرق وبؤبؤه العميق وأهدابه الطويله، أستولى الخجل على تينا لم تستطع أن تقف للحظات لكنه مد يده النحيفة كانت على شفتيه إبتسامة ذو كبرياء إستجابت تينا وقد قبلت مساعدته وقفت إستمرا للنظر لبعضهما ، أحب عينيها العسليتين المتوهجتين وشعرها القاتم المخملي وضع يده على صدره مردفاً :" أسف آنستي للأصطدام بك أنا أبن الإيرل جورج أدعى لويس. "
- أنحنت وهي تشعر بالإرتباك وقد تعثرت الكلمات داخل جوفها :" أنا أسفه أيها الإيرل لويس! "
- ضحك لويس وقد أعجب ببرائتها كان يرى الخوف و الإرتباك الذي سيطرا عليها :" لم أصبح إيرل بعد أنا فقط طالب جامعي. "
" لم تفهم تينا عما يتحدث ولم تهتم بالأمر قالت بصوت حاد :" على كل أنا أعتذر حقاً." أنهت جملتها وغادرت كان قلبها ينبض بشده، لقد شعرت بتلك اللحظة أنها تكتشف شعوراً جديداً لم تشعر به من قبل، كانت مقتنعة أنها بعيدة كل البعد عنه.
- لم تنم تينا تلك الليله كلما تتذكر ملامحه كان تشعر بشيء غريب يجتاح قلبها..
- إزدادت مقابلاتها مع الإيرل في وقت عملها كان ينظر لها ويبتسم بينما تينا تضع الفضيات على المائدة أو في الحديقة وهي تساعد العم توم في الحديقه كانت تشعر أنه يلاحقها في كل مكان وقد أنزعجت من تصرفاته ، بعد أن قررت بأنها سوف تخبره عن التوقف عن ملاحقتها لم تجده في القصر أستمرت أيام عديدة وهي تنتظر ملاحقته لكن لا جدوى تمنت من كل قلبها لو أستمرت وأن ترى وجهه كل يوم ذلك سيجعلها سعيده ..
- أتجهت لكبير الخدم تشارلوت وهو يجلس على مكتبه ممسكاً بعض الأوراق فور رؤية تينا إبتسم لها بعطف قائلاً :" إبنتي تينا هل تحتاجين شيئاً؟ "
- أجابت بتلعثم لم ترد أخباره عن إبن الإيرل جورج أو مقابلتهم الأولى :" سيد تشارلوت أريد أن أسألك سؤالاً؟ "
" تفضلي تينا. "
" من ذلك الشاب الذي كان هنا منذ أيام هل هو يعمل هنا؟ "
- ضحك تشارلوت ضحكة تنساب بعفوية :" لاتقولي أنكِ لاتعرفين أنه أبن الإيرل جورج وقد غادر منذ أيام لأكمال دراسته بالجامعة. "
- إبتسمت تينا بتردد :" هكذا إذاً! "
- تغيرت ملامح سيد تشارلوت لوجه جامد ثم أردف بصوت غير ودي :" تينا أعرف أنكِ شابة لكن أياكِ الأقتراب منه مجدداً نحن في طبقات مختلفة وهذا الأمر لا يليق بك بتاتاً."
-" لكن سيد تشارلوت أنا لم أفعل شيء صدقاً"
" لاتقاطعيني تينا! أنا أعرفكِ جيداً أرجو منكِ أن تستمعي لي إبنتي. "
- طأطأت تينا رأسها للأسفل ثم أومأت إيجاباً برأسها غادرت المكتب دون أن تنبس بكلمة واحدة لم تفهم التفرقة أو الطبقات الذي يتحدث عنها كبير الخدم أليس من المفترض أن كل ثنائي يحبان بعضهما ألا يفترقا مهما كانت تلك الطبقات الأجتماعية التي تطغى على الجميع أم هذه الأشياء تحدث فقط في الخيال؟ أزداد حب تينا إلى لويس رغم غيابه لأشهر طويلة في الجامعه كانت تكرس وقتا لتفكر به وهي تزداد حباً له..
- بأحدى الليالي الدافئة بنسيمها الربيعي جلست تينا على المقعد بالحديقة وهي تنظر للأزهار المنفتحة أردفت بصوت دافئ :" ترى ماذا تفعل الأن جدي فيكتور؟ هل أشتقت إلي أم لا؟"
- قاطعها وقوف لويس أمامها نظرت له بدهشه راحت عيناها تتأملان وجهه الجميل كأنها تكتشف جماله للمرة الأولى، بادلها لويس ضحكات منسابة ثم قال :" تينا أنا وقعت في حبك أريد أن نكون معاً."
- قاطعته بصوت حاد :" أنا لا أستطيع لويس نحن من طبقات مختلفة الأمر لا يليق بنا فحسب. " بينما كانت ستغادر جذبها إليه بشدة نحوه،  وقد غاص بنظراته المتملكة في عينيها واضعا قبلة على وجنتيها مما جعل تينا تبعده عنها وهي تشعر بالخجل أردف مجدداً :" أنا حقا أحبك تينا لقد كنت أفكر بك طول فترة غيابي أخبرت صديقي كارل عنك . "
- " لكن هذا الأمر لن يعجب أحد أنا مجرد خادمة . "
- نظر لها لويس بخيبة أمل وقد أحترق بداخله دوامة مكهفرة بالكدر ردد بصوت يائس :" تينا فقط أعطني فرصة واحدة أنا أحبك ولن أتخلى عنكِ."
- ضحكت تينا وقد ظهرت ملامحها المبهجة التي تجعل من لويس يغرق في حب إبتسامتها المشرقة :" حسناً أنا موافقة. "
- حضنها لويس بشده وقد أنسابت ضحكاتهم النقية المليئة بسعادة، لولهة شعرت تينا بأنها أسعد فتاة أو أكثر حظاً لجعل لويس يقع بحبها ، أستمرت مقابلاتهم الخفية لأشهر طويلة دون أن يعرف أحد كانت قد بلغت تينا الثامنة عشر..
- بينما تينا كانت تنظف أحدى الغرف في القصر سمعت خطوات خلفها شعرت بالريبة ثم نظرت خلفها لتجد لويس وقد كان مقترباً منها بشده أردفت بحدة وبأنزعاج :" إذا رأنا أحد سوف أطرد لويس. "
- أجاب بثقة :" لن أدع أحداً يطردك عزيزتي تينا. "
" حسناً ماذا تريد؟ "
" أريدك أن تأتي الليله إلى القصر والداي لن يكونو هنا ما رايك؟ "
- حدقت بدهشه ثم رددت بصوت حاد :" حقا تريدني أن يتم طردي! "
" أنا جاد تينا! "
- نظرت له بغضب ثم غادرت الغرفة تاركتاً إياه مردفة :" أنت غبي حقاً "
- بعد محاولات عديدة ويائسه من لويس وافقت تينا على مضض..
- في تلك الليلة.. في وقت متأخر..
- أتجهت تينا إلى باب القصر وهي تنظر بخوف من أن يراها أحد الخدم أو سيد تشارلوت قاطعها فتح الباب بصوت هادئ وقد كان لويس يحدق إليها إلتقت أعينهما بلحظة دافئة بها موجة عارمة من العاطفة الحارة التي ملئت قلب تينا وضع لويس يده على صدره مردفا بصوت جاد :" مساء الخير ليدي تينا. "
- قالت بصوت يهزه الخوف :" لويس أرجوك لندخل قبل أن يرانا أحدٌ ما! "
- بعد أن دخلا إلى القصر أمسك يدها بلطف مردفاً بحماس :" سوف أخذك بجولة في أنحاء القصر. "
- من غرفة الإيرل جورج وليدي فانيسا حتى بقية الغرف الشاغرة ذو مساحة واسعة إستمتعت تينا برفقته وقف لويس في الممر وهي ينظر لتينا بحزن مردفاً :" أنا أسف تينا بعد أسبوعين سوف أغادر من أجل إكمال دراستي لن أراكِ لفترة. "
- هزت تينا رأسها متظاهرة بالامبالاة لكنها تشعر بالوحدة التي إجتاحت قلبها فجأة بعد أخبرها بالأمر، إقترب منها لويس وهو يخبرها مجدداً عن شعوره بالحب نحوها شيئاً فشيئاً أستسلمت تينا لسحر كلماته التي تملكتها في تلك اللحظات تشير إلى بداية حقيقية لعلاقة حب أستسلما لها لويس وتينا بكل جورحهما وعاطفتهما النقية فقط كانا يتقاسامان هذا الشعور العميق..
- بعد ساعات قليلة ..
- إستيقظت تينا من نومها الخفيف بعد أن حلمت بكابوس مخيف نظرت حولها لتجد نفسها على السرير برفقة لويس فور النظر إلى وجهه النائم تذكرت كل ماحدث معها تلك الليلة، تحول وجهها إلى ملامح جامدة كالصخر لقد أدركت أنها وقعت في شباكِ لويس بتلك العلاقة التي لا يجب أن تحدث بينهما لقد كانت تهفو مثل فراشة تائهة التي تنجذب للنار وتحترق، شعرت بذلك الذنب المتعاظم على قلبها إرتدت فستانها بسرعة بالغة وخرجت من القصر..
- بعد لاذت لغرفتها بمنزل الخدم ثم أوصدت الباب بالمفتاح أنسكبت دموع على وجنتيها كانت تفكر فيما ستفعله لاحقاً تذكرت كلام سيد تشارلوت التي لم تستمع له بتاتاً وإنجرفت نحوى مشاعرها..

⊱⋅ ──────────── ⋅⊰

- إلى الشابتر القادم.. ❤✨

✧  قصر الايرل لويس ✧ { مكتملة }Where stories live. Discover now