الفصل الثاني عشر

52.3K 1.5K 149
                                    

الفصل الثاني عشر

و عندما لا يغفر لك قلب طيب في أصله
فلا يعني ذلك إسوداده ...
إنما يعني أن خطأك فاق عفوه .
أوليس العفو مقروناً بالمقدرة ...؟؟

**********

وقف يوسف يتطلع الي حبيبته الراقده كالجثه الهامده وجهها الذابل شفتاها البيضاء عيناها المتورمتان حتي ذلك المقوي المغروز بيدها لم يستطع إعاده بعض الدماء لوجهها ....

فأخذ يلوم نفسه علي ما وصل إليه حالها  كيف طاوعه قلبه ان يؤلمها بتلك الطريقه؟
كيف له ان يقوم ببثها تلك السموم التي كانت دائما ما تنغص حياتها ..؟
الم يخبرها سابقا بأنه سيكون دائما منقذها و ملاذها الآمن ...
لقد أصبح الآن جلادها..
يعرف انه عندما تستعيد وعيها سيكون آخر إنسان على وجه الأرض ترغب برؤيته و لن يلومها فها هو قد استخدم ذلك الخنجر الذي لاطالما جُرحت به ليقوم هو بغرزه بمنتصف قلبها بلا شفقه و لا رحمه...
فهو لن يستطع ما حييا ان ينسي ملامح وجهها عندما القي بوجهها تلك الكلمات السامه ...
لن يستطع ان ينسي أبدا تلك البسمه الواهنه التي كانت رد فعلها الوحيد و كإنها تخبره
ليس انت .....
و كأن آخر شئ قد تمنته في تلك الحياه قد حدث

تذكر عندما سقطت عند قدميه فاقده للوعي فقد شعر بأن قلبه سقط من بين ضلوعه

فلاش باااك

- كاميليا  قالها يوسف بوهن و لم يستطيع التحرك قيد أنمله
ظل ينظر لتلك التي ترقد على الأرض بلا حراك و ملامحها تبدو شاحبه كشحوب الموتي فقد كانت  تبدو و كأنها فارقت الحياه

عند هذه النقطه أفاق و لم يشعر بنفسه سوي و هو يحتضنها و يربت علي وجهها بلهفه و خوف 
- كاميليا .. حبيبتي ردي عليا ... انتي كويسه صح 

السكون  ... السكون التام كان هو حالها فقد كانت كمن حسمت أمرها بأن تلك الحياه لم تعد تعنيها

فسبقت دموعه كلماته و هو يراها بتلك الحاله
- ارجوكي فوقي اوعي تسبيني انا غبي و حيوان بس بحبك ولله بحبك ..  قومي و اعملي فيا كل الي انتي عيزاه .. ردي عليا انا هموت لو جرالك حاجه ارجوكي يا عمري فتحي عنيكي قوليلي انك معايا و مش هتسبيني  انا مقدرش أعيش من غيرك
ثم صرخ حتي جُرحت أحباله الصوتيه
- كاميليااااااااا

و أخذ يبكي بقوة فلم يكن يبالي بذلك الطرق علي الباب و لا حتي المحاولات المستميته لخلعه و لكن أيقظه  ذلك الصراخ من غفلته

- يوسف فوووق
كان هذا صوت رائد الذي ما أن وصل عائدا من رحلته المجهوله  عندما اخبرته سميرة بان يوسف اختطف كاميليا إلي مكان مجهول
حتي راح يبحث عنهما في كل مكان حتي أخبره سائق يوسف بمكان الشقه التي أخذ إليها كاميليا فهو الوحيد الذي كان يعرف مكانهما
و لكن بعد إلحاح شديد من رائد الذي اخبره بخطورة ما قد يفعله يوسف  بكاميليا عندما يجدها ليخبره آخيرا
فتوجه علي الفور إلي مكانهما و عندما سمع صراخ يوسف من الخارج حتي أمر السائق بجلب شئ ثقيل من السياره لكسر باب الشقه
فهرول و احضر احد المعدات و قام رائد بكسر الباب ليجد كاميليا ترقد علي الارضيه و نصفها العلوي بحضن يوسف الذي كان يبكي كطفل فقد امه و كان كل جزء من جسده يرتعش

للعشق وجوه كثيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن