توجهت لاخرج الخادمة و التي كانت تكاد تموت رعبا من الذي رأته قبل قليل ، أغلقت الباب بعد خروجي لأتوجه للزعيم و أخبره عن الذي رأيته قبل قليل .
إن كان استنتاجي صحيح فهذا يعني شيء واحد فقط جيمس أنه في مرحلة التحول ، و هذا يعني أن ذئبه سيظهر قريبا جدا .
ما أن دخلت حتى ألقيت التحية Leader benvenuto " أهلا بالزعيم " جلست بجانبه على طاولة الطعام ، كنت أشعر بوجود شيء غريب به خلال هذه الأيام إلا أني تفاجأت به يضع الملعقة جانبا و يمسح شفتيه ليقول : ألم تتحدثا ؟
يبدو أنه الوضع سيء كما توقعت لأجيب : لا ، لا شيء فهو لا يتحدث ابدا ، و لكن !!
حدق بي بانتباه لاكمل قائل : قبل قليلا ، تغير لون عينيه هل حدث هذا قبل هذه المرة ، أيعقل أن يظهر ذئبه قبل السن المحددة ؟
كانت نظراته تشير إلى دهشة كبيرة جدا ، كنت أعلم أن هذا الأمر سيء و لكن ليس إلى هذا الحد ، وقف الزعيم أثر ذلك تزامنا مع دخول جيمس و تلك الصغيرة خلفه تماما تتمسك بساقه.
سأخرج قليلا ! قال ذلك و هو يهم بالمغادرة إلا أن صوت الزعيم خرج غاضبا ليزمجر : لا يمكنك الخروج هكذا ، أم أنك تريد مني العودة إلى ذلك العقاب جيمس ؟
إن الأجواء هنا مشحونة جدا ، ان الزعيم يقسوا عليه كثير في الآونة الأخيرة و لا يراعي ابدا ما يمر به ، ليكمل القول : ستكون قريبا ألفا لهذا القطيع و ستدير كل أملاك الأسرة ، عليك ان تكون أكثر التزاما و أن تنضج ، تصرفاتك هذه تشبه تصرفات الأطفال لا أكثر ....
اقترب منه و هو يقول : اسمنعي جيدا ستذهب و تكمل مهامك اليوم و لا أريد أعذار واهية و إليك الأمر أي تقصير لن اتوانى في عقابك .
انتقلت عيناي إلى تلك الصغيرة و التي تركت مكانها لتقف أمام جيمس و تزمجر بغضب في وجه الزعيم : لن اسمح لك بعقاب جيمس ، سيد كريستوفر أنه لم يخطأ هو فقط متعب الآن ، أن أردت عقابه فأنا أيضا سأتلقى العقاب معه .
كنت انظر بدهشة إلى ما يخرج من شفتي تلك الطفلة ، يبدو أنها هيا حقا ، الفتاة التي أخبرني الزعيم أنها لا تبرح جيمس و هو كذلك ، حتى أنه أخبرني عم فعلته في تلك الليلة ، عادت لامساك بساق جيمس و هي تنظر بثقة في عيناي الزعيم ، إلا أن صوت جيمس و هو يقول : أليسيا اذهبي إلى المنزل !
رفعت بصرها إليه لتقول : و لكن ... جيمس انت ...
خرج هو تاركا ايانا ننظر بدهشة ، كانت تلك الطفلة تنظر إليه حتى خرج ، ابتعد الزعيم و هو يخرج أيضا ، كنت أحدق بها لترفع نظرها لي ثم قالت : لما انت هنا ؟ أنا اكرهك !!!
رفعت حاجباي بدهشة هل هذه الطفلة تقول بأنها تكرهني و هل تعرفني حتى ، اقتربت منها لتتراجع للخلف بضع خطوات ، انحنيت اجلس حتى أصبحت اوازي طولها لأقول : و لما تكرهينني يا صغيرة ؟
كانت تبدو خائفة إلا أنها نظرت إلى الأسفل لتجيب : في كل مرة تأتي إلى هنا يتوقف جيمس عن قضاء الوقت معي ، لقد كان متعب جدا ليلة البارحة أنا قلقة بشأنه ؟
هل هذه الطفلة تحب جيمس لهذه الدرجة أنها تغار عليه و هي لازالت في هذا العمر ، إلا أني ابتسمت لأقول : كيف تعلمينا أنه متعب أيتها الصغيرة ؟
حدقت بي لثواني ثم أجابت بثقة لتقول : أخبرني بذلك البارحة ، قال إنه متعب جدا .
هل ما اسمعه صحيح الآن جيمس يبوح بمشاعره لأحد و لطفلة بالتحديد ، هو لا يتحدث ما أحد عن مشاعره بالكاد كانت والدته تجبره على الحديث معها .
أمسكت يدي و هي تسحبني خلفها لتقول : أيمكنك أخذ إليه ، أرجوك ؟
علمت الآن سبب تعلقه بها ، هي حقا تهتم لأمره قبضت على يدها لأسئل : و هل تعرفين مكانه ؟
اومات برأسها بمعنى نعم لتقول : سأدلك على مكانه ، هو فقط سريع جدا و لا أستطيع اللحاق به .
خرجت مع الفتاة و كانت تمسك بكف يدي ، كنا نسير في الغابة و قد بدأت رائحة جيمس تعم الأجواء ، كانت هادئة طوال الطريق لا أعلم سر تعلقه المفاجأ بها إلا أنه يبدو مهتم بشأنها لحد كبير .
كنت أحدق بالأشجار لاسئلها قائلا : أيتها الصغيرة لما انتي ملتصقة بجيمس هكذا ، أنه ممل للغاية و ليس لطيفا ابدا ؟
توقفت عن السير لاتوقف بدوري لم ترفع نظرها لي و لكن شعرت بيدها الصغيرة تضغط على اصبعي الذي تمسكه لاسمعها تقول : انه شخص جيد و لطيف أيضا ، انا فقط أستطيع رؤية ذلك .
كانت التعابير على وجهي مندهشة من كلام هذه الطفلة ، إنها طفلة في السابعة فقط كيف لها أن تقول كلام بليغ كهذا .
تابعنا السير حتى وصلنا إلى ضفة النهر كان جيمس مستلقي هناك يضع يده تحت رأسه و يبدو غارقا في التفكير بشيء ما ، أفلتت الصغيرة يدي بسرعة لتجري نحوه و تلقي جسدها الصغير فوقه تماما .
ابتسمت بسخرية على مظهره المضحك ، اقتربت منهما لأسمعه يتذمر قائلا : أليسيا ألم أخبرك إلا تقفزي هكذا ؟
ألا أنها ابتسمت لتقول : انت بخير ؟ ، لم يجبها بل ظل مستلقي مكانه دون أن يفتح عينيه حتى ، جلست بجواره انا الآخر ليرفع هو جسده قليلا و تصبح تلك الصغيرة جالسة بين ساقيه و تبدأ باللعب بالزهور .
كنت أحدق به و لكنه نظر لي ليقول : لما احضرتها إلى هنا ؟ قهقه على تعابير وجهه المنزعجة ، لأجيب : لا تتصرف كما لو كنت تريد منها ألا تكون بجوارك .
خرجت من ذكريات الماضي ، كنت أقود نحو منزل ذلك الالفا ، علي معرفة ما سيفعله بنيكول على أية حال ، دخلت حدود قطيعه دون الحاجة لأخذ الأذن و كم بدأ هذا غريبا ، تتبعت رائحته المزعجة إلى أن وصلت إلى مكتبه ، فتحت الباب و انا اقول :
Non puoi darmi il benvenuto anche solo una volta in modo decente?
إلا يمكنك أن ترحب بي و لو لمرة واحدة بطريقة لائقة .
كان بيتر يقف خلف مكتبه أما هو فيجلس على الكرسي الآخر ، نظر كلهما لي لأسمع مايكل يقول : ذكرني مجددا لما جعلتني أستقبله هنا !!
تقدمت خطوات منهما و انا ابتسم لأقول : تعلم عزيزي مايكل ستحتاج إلى مساعدتي في الحرب القادمة صحيح ، و لا يمكنك إنكار كم انا أسلوب و الكاريزما التي أتمتع بها تجذب الجميع .
رفع بصره لي ليقول : انا لا أحبك ! و ختم الأمر بضرب الطاولة بيده مرتين ، ليقف و هو يواجهني و يكمل القول : و لا نحتاج مساعدتك !!
ابتسمت بسخرية لأضع يدي على كتفه ، و أقول : لا بأس ستعتاد على الأمر !!
تعمدت التحدث ببطء لعلمي لكرهه الشديد للغة الإيطالية ، إلا أنني يبدو أنني قد تماديت قليلا بلمسه ، كان يحدق بي بغضب و هو ينقل نظره بين عيناي و ذراعي التي على كتفه .
ابعدتها عنه لالتفت ناحية الباب و أعلق قائلا : سأزور نيكول قليلا أعلم انك لن تمانع صحيح !!
توجهت إلى حيث توجد ، كانت رائحتها تجذبني بقوة ، اقتربت من الزنزانة التي توجد بها ، لم أكن أستطيع رؤيتها هكذا ليس نيك الفتاة التي لطالما كانت تعتز بكبرياءها و غرورها الذي لا حد له ، كان تجلس على الأرض و هي تنظر إلى الفراغ ، تحدثت أخيرا لتقول : ما الذي أتى بك إلى هنا !
اقتربت لأنتقل إلى داخل الزنزانة باستخدام طاقتي ، استندت على الحائط لاتساءل قائلا : هل هذا ما كنتي تريدين الوصول له نيكول ؟ هل هذه هي السعادة التي حلمت بها طوال تلك السنوات ؟
عليها أن تستفيق من الحلم المزيف الذي تعيشه الأن ، كانت عيناها قد بدأت بالغرقان في الدموع ، لاكمل حديثي : لا تفعلي هذا بنفسك نيك ، جيمس وجد رفيقته و لم و لن يهتم بك أبدا، انتي لا تعرفينا مقدار هوس جيمس بأليسيا ، يفضل الموت عن تركها صدقيني .
بدأت تمسك خصلات شعرها و هي تزمجر بغضب لتقول : لا تنطق باسمها لا أريد سماع اسم تلك الفتاة لا أريد .
صمتت قليلا لتقف و تتجه إلى مكان و بالكاد تسيطر على غضبها لتزمجر بغضب : لما هي ، ما الذي فعلته تلك العاهرة له حتى هو غارق في حبها إلى تلك الدرجة ، لم أبتعد عنه سوى لثلاث سنوات فقط ، ما الذي فعلته تلك السافلة في ثلاث سنوات .
اقتربت تمسك قميصي و هي تدفعني بقوة ، احطتها بذراعي و أجلستها على الأرض و شهاقتها علت في الغرفة ، ربت على ظهرها بلطف علها تهدأ قليلا ،إلا أنها زادت من امساكها لسترتي و هي تقول : ما الذي فعلته له حتى أحبها هكذا ، أرجوك اجبني ايثان ...
أشعر اني قلبي يتمزق مع كل دمعة تسيل من عينيها ، لا يمكنني فعل شيء ، لم أقف في وجه نيك عندما علمت بعشقها المجنون لجيمس و لا يمكنني إجباره على نسيان أليسيا ، لوهلة فقط تمنيت جعلها ترى كم كنت و لا زلت أكن نفس المشاعر لها و لكنها اختارت و لا استطيع إجبارها على شيء لا ترغب به .
بدأت شهقاتها تهدأ قليلا ، لأهمس قائلا : نيكول يكفي ، لقد فعلت أليسيا مالم و لن تستطيعي فعله لجيمس ، عليك نسيان أمره فأنت نيكول الفتاة القوية التي لا تسمح لأي رجل بأذلالها ، لم اعهدك بهذا الضعف .
تصلب جسدها بعد حديثي لتقف و تتجه إلى السرير ، كانت تعطيني ظهرها لتقول بصوت لازال يتخلله أثر البكاء : أخرج لا أريد رؤية أحد ؟ و لا داعي لزيارتك مجددا .
حسنا !! قلت ذلك و خرجت حقا من الزنزانة ، كنت أتوجه إلى خارج القطيع ليأتي صوت بيتر و هو يقول : ايثان مهلا !!! توقفت و انا التفت خلفي كان يقترب ليقول : هناك أمور علينا مناقشتها جميعا سنجتمع مساء الغد لنخطط للحرب القادمة .
اومات بنعم فلم أكن في مزاج جيد للحديث حتى بشأن أسموديوس الآن ، خرجت من أرض القطيع و شغلت محرك السيارة لانطلق بأقصى سرعة ، توجهت لمنزل جيمس أريد الحديث معه بشأن نيكول ، و لكن علي رؤية الزعيم أولا .
Aic
كان الأمر غريبا جدا يشبه رؤيتك لشيء كنت تتمنى الحصول عليه و لكنك لا تستطيع دفع ثمنه ، كنت أضع يدي مكان قلبي الذي كان يرقص كالمتشردين المغرومين في شوارع باريس ليلا .
مرت دقائق و انا أحاول السيطرة على جسدي بعدما حدث للتو ، لا أعرف ما الذي علي فعله لم اجرب هذا من قبل ، هل أنا معجبة به أو ما شابه !!
رفعت يداي انظر إليهما ، لقد كانتا ترتجفان و لا أعلم لماذا ؟
حسنا ايس يمكنك فعل هذا !! كل ما عليك فعله هو عدم رؤيته لبقية اليوم ، يمكنك فعل ذلك ليس بالأمر الصعب .
خاطبت نفسي و انا أتوجه إلى السرير لأستلقي عليه بقوة ، أنه مريح جدا علي شراء واحد مماثل .
كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساءا ، و انا جائعة جدا ، لم أتناول شيئا من الصباح ، لابد انه نائم لذلك سأنزل إلى الأسفل و أحضر بعض الطعام ثم أسرع للدخول إلى هنا .
توجهت إلى باب الغرفة لأفتحه بهدوء تام ، من الجيد أنه لم يصدر صريرا ، أخرجت راسي فقط أراقب الردهة أن كانت خالية أو لا ، و كم كان الصمت يعم أرجاء هذا المنزل .
أخدت أتسلسل بحذر و نزلت إلى الأسفل ، نقلت أنظاري في الإرجاء و لكن لا وجود لأحد ، كان الصمت سيد المكان .
عندما أدركت اني هنا وحدي أرحت جسدي ، و لكن فجاءة و دون مقدمات سمعت تعليقا يقول : أرى انك أعتدت المكان هنا ؟
رفعت بصري إليه ، ظهر من العدم فجاءة و هو جالسا الآن على الاريكة ، ابتسمت بسخرية و تقدمت باتجاهه لاعقد يداي أمامي لاعلق قائلة : انظروا من هنا الإيطالي الوقح ، لست متفاجأة ابدا .
وضع يديه يفرشهما على حافة الاريكة العلوية ، ثم قال :
لكنني كذلك ، بالكاد أصدق انك أليسيا ذاتها.
لا أعلم لما هم يبحثون عن تلك الفتاة و التي و أن كانت انا فهي ماضي و لم يعد موجود ، و لا أهتم حقا بأن أعود إليه ، قبضت على يدي و انا أحدق به لأقول : كم انتم مثيرون للشفقة !! أنت و صديقك و كل اؤلئك الكاذبين ، متمسكون بماضي قد انتهى .
تلاشت ابتسمته و ظل ينظر لي و لا أعلم أين اختفت تلك الشخصية التي لا تكف عن المزاح التي أعتدت رؤيتها دائما ، إستدرت متجهة إلى المطبخ لاعلق قائلة : ابحثوا عن خدعة جديدة تلك الوجوه البريئة لم تعد تجدي نفعا معي الآن .
هل حقا لا تتذكرينه ؟ هل كان نسيان شخص كجيمس أمرا سهلا بالنسبة لك الى هذه الدرجة ؟
كان يقف أمام مباشرة و لا أنكر أن الغضب يشع من عينيه الآن ، لم أجب فأنا نفسي لا أعلم من أكون ! أنا قد نسيت نفسي كيف لا يطلب مني ألا أنسى الآخرين ، ظل ينظر لي و زمجر بقوة ليقول : هل أمكنك نسيان كل تلك الأيام و رميها خلف ظهرك و كأن شيء لم يكن ، هل تعلمين كمية الألم و المعاناة التي تعرض لها طوال تلك السنين و هو يبحث عنك كالمجنون في كل انحناء العالم ، هل تعلمين أجيبي ؟
كان يصرخ و هو يرمي بتلك الكلمات في وجهي ، أي يكن لا يحق له قول كلام كهذا ، لا ذنب لي فيما حدث و لا أعلم كم عانى جيمس و لما يفعل ذلك ؟ ألا أنني لم أكن في حال أفضل منه انا الأخرى .
كنت انظر إليه لأصرخ في وجهه و انا ارفع اصبعي لأقول : لا أهتم و لا أريد أن أعلم و لا حتى اهتم به .
كان يحدق بي و تعابير وجهه عليها بعض الدهشة التي ظهرت لثوان ثم اختفت ليسيطر الغضب العارم عليه و يقول : لقد قتل العديد و العديد بسببك، لقد حارب الجميع أليسيا حتى جده ، حتى أنه كان يعذب نفسه كلما أخفق في العثور عليك ....
هدا قليلا ليكمل قائلا : انتي لا تستحقين شخصه مثله لا أعلم كيف حتى قد اختارك القدر لتكون رفيقته المقدرة ، انت لا تمتلكينا قلبا حتى ، انت مسخ كالذي يسكنك حقا .
حتى و إن بدأت الكلمات ذاتها إلا أنها في كل مرة تصدر ذلك الصوت صوت تكسر شيء سقط من ارتفاع و دهس عليه بأثقل صخرة في العالم ، تكذب على نفسك أن قلت أنها لن تؤلمك و أن كانت قد قيلت للمرة المئة بعد الألف فكل مرة ستفعل بك الألم ذاته و ستترك شق يضاف إلى رصيدك .
هل انتهيت ؟ أم لازال لديك المزيد ، سأقول شيء واحد احتفظ برأيك لنفسك فهو لا يهمني على الإطلاق ، أما بالنسبة إلى صديقك فلست انا من تتمسك به كقطعة الغراء ..
تجاوزته ببضع خطوات إلى أنه أمسك ذراعي ليقول و هو يصر على أسنانه : لن اسمح لك بإيذائه مجددا لن أسمح لك بجعله يعاني مجددا عل تفهمين ...
دفعت يده لأزمجر بغضب : ليس هو فقط من عانى ، لقد عشت الكثير من الآلام فيما مضى و لم يكن أي أحد بجانب حتى صديقك ذلك ، لم يكن بجانب لم يكن هناك أحد ليقوم بحمايتي كما يدعي الآن ، أين كان عندما كنت أتعرض للضرب من جميع الفتيان و أين كان عندما كانوا يرمونني بالكلام السيء و الإهانات و التنمر من الجميع ، أين كان عندما حاول أحد أعداء والدي اغتصابي و انا لازالت في الثالثة عشر فقط ...
تدفقت كل تلك الذكريات الشنيعة إلى رأسي بسرعة ، أخرجتها دفعة واحدة و أن كنت نسيت إخراج التفاصيل معها ، صرخت بأخر جملة في وجهه و علامات الدهشة التي رسمت على وجهه قد تحولت بسرعة إلى تعابير يغمرها الشفقة ، ازحت نظري إلى المرأة لأجد اني كنت ابكي ، أجل أنها دموعي تغلبني كل مرة ، مهما ظننت اني تخلصت منها تعود من جديد تظهر ضعفي أمام الآخرين .
أين القوة التي كنت ادعيها في الصباح ، أين كل تلك الصلابة التي تظاهرت بها أمام الجميع ، كم انا هشة و سهلت الكسر اني هشة كالقشة تمام ..
ابتسمت بسخرية لأبتعد عنه دون أن أتفوه بحرف واحد ، كانت تلك الذكرى الأسوأ في مستودع الذكريات لدي الذكرى التي جعلتني اعاني من العديد من الأشياء ، أتذكر تلك الحادثة بالتفاصيل الكاملة دون أن يشوبها شائبة ، صحيح أنه لم يحدث شيء فلقد تمكن جوش من مساعدتي في نهاية الأمر إلا أن ما كان سيحدث كان الأبشع على الإطلاق ..
استغرق الأمر سنتين و نصف من العلاج النفسي و الأدوية المضادة للاكتئاب و غيرها حتى عدت إلى شخصيتي هذه ، و لكن تركت لي تلك الحادثة شيء يجعلني لا أنساها ابدا ... شيئا لا يخلد في الذاكرة كي لا ينسى شيء غير قابل للنسيان حتى .
همس قائلا : أليسيا .... إلا أني قاطعته لأقول : غادر و الآن !!
ما أن شعرت به قد غادر حتى تهاوت قدماي على الأرض بجانب الاريكة تعلنان هزيمتهما ، أطلقت العنان لنفسي لأبكي و أبكي كان صوت شهقات عاليا بالنسبة لي إلا أني لم أتوقف ، هذا كثير جدا لأتحمله ، حقا لست فتاة سيئة لست كذلك .
لا أعلم كم مر من الوقت و انا جالسة هكذا ، دموعي لم تتوقف ابدا حتى بعدما هدأت قليلا ، لم أشعر بوجوده حتى سمعته يقول : أليسيا صغيرتي !!
لم أرد أن يراني و انا أبكي لو أرد أن يراني بكل هذا الضعف المقيت ، و لكن لم أستطع منع نفسي حاولت إلا أني لم أستطع كبح عيناي عن البكاء أمامه .
اقترب مني ليجلس على الأرض بجواري ، قام بوضع يده على وجنتي ليقول : كفى أليسيا لا تقاومي كثيرا ليس أمامي !
كانت كلمات عادية جدا ، إلا أنه ما أن همس بها و شدني حتى أسقط بحضنه حتى تركت نفسي بنوبة بكاء أخرى ، كنت أمسك قميصه بقوة و انا أشهق و أصرخ بصوت عالي جدا ، و هو يجذبني أكثر و أكثر إليه ، كنت بحاجة إلى هذا منذ زمن بعيد .
كنا هكذا لدقائق حتى هدأت قليلا ليحملني و يضعني على الاريكة و يجلس بجانبي ، كان يحدق بي باهتمام و ليتني أعلم لما ، كان أنفي يسيل و دموعي لم تتوقف بعد تترقرق بهدوء .
سآتي حالا !! قال ذلك و نهض بسرعة كبيرة جدا و عاد خلال ثوان فقط و هو يضع كوب الماء بجانبي ، أشربي الماء هيا !
رفعت الكوب لأخذ رشفة صغيرة ثم أعدته إلى مكانه ، كنت أظن أنه سيغادر لي ينام إلا أنه نزع سترته و وضعها على الاريكة المقابلة .
كنت أحدق بالفراغ عندما شعرت بشيء ثقيل إلى حد ما يتواجد في حجري ، أنزلت نظري انظر إليه ، كان يضع رأسه على ساقاي في أحضان حجري ، جسده ممد على الاريكة ، و يحدق بي .
لا أنكر اني مندهشة كثيرا من حركته هذه ، إلا أنه أخرجني من دهشتي عندما قال : داعبي لي شعري أليسيا !!
تجمدت مكان بسبب ما قاله ، آداعب ماذا ؟؟ و لكنه لم يترك لي ثانية للرفض عندما أخذ كف يدي و وضعه على شعره .
إنه ناعم جدا ، بل حريري ، بدأت ألعب به كما أفعل مع فراء glimmer ، بدأ كمن أعجبه الأمر كثيرا فلقد اغمض عينيه و آراح تعابير وجهه استرخى جسده بالكامل ، هل هو حقا يهتم بي إلى هذا الحد ؟ أعني شخص كجيمس يبدو كالامير المثالي في القصص الخيالية فقط .
لما توقفت ؟ لم انتبه اني توقفت لحظة شرودي ، لم يفتح عينيه إلا أنه قال : عليك الاعتياد على فعل ذلك فأنا أحبه كثيرا .
أبعدت يدي تزامنا مع فتحته لعينيه و كأن ينظر لي مباشرة ، يا إلهي هتان الزمردتان الزرقاواتان جميلتان للغاية .
ظل يحدق بي و انا أفعل بالمثل حتى قطع صوت معدتي التي تصدر إنذار بالجوع هذه الأجواء و التي بدأت محرجة للغاية .
ابتسم و هو يرفع جذعه ليقول : سأغير ثيابي ، اسبقيني إلى المطبخ أليسيا .
اختفى خلال ثوان ، لأتوجه بدوري إلى المطبخ ، علي سؤاله عن هذه السرعة العجيبة التي يتحرك بها لاحقا ، نظرت في ارجاءه لألمح علبة من الكوكيز الموضوعة على الطاولة ، أتجهت اليها و فتحتها لأتناول قطعة منها و لكنني تجمدت مكان لشعوري به خلفي و امساكه لكف يدي في آن واحد .
كان خلفي تمام أي حركة غبية الآن ستسطر أسوأ موقفا محرج لا محالة ، سحب قطعة الكوكيز من يدي ليهمس قائلا : لا تتناوليها بها الزنجبيل و انتي لديك حساسية اتجاهه.
كيف له أن يعلم بذلك ! كيف يعلم بأمر حساسيتي للزنجبيل ، إستدرت دون تفكير أو إدراك لما أقدم عليه ، و لكن وقع تلك المعلومة كان قوي جدا ، جوش لم يعلم بذلك سوى من سنتين فقط كيف له أن يعلم بذلك .
كنت أحدق به نسيت تمام اني أقف الآن و لا يفصل بيننا انش واحد ، ابتسم و هو يقترب أكثر مني و ينحني قليلا حتى يصل إلى طولي ، همست بجملة غير مفهومة لأقول : كيف .. انت أعني انك ... تعلم ...كيف ..هذا !
كنت أشير للعلبة خلفي و كم أبدو بلهاء في هذه اللحظة حتما ، وضع يديه على خصري ، لم يحدث هذا قبلا لست معتادة على قرب أحدهم مني إلى هذه الدرجة الكبيرة .
كان الأمر يشبه دغدغة لطيفة بل جميلة إلى أبعد حد ممكن ، شعرت بيديه و هما تلمسان جسدي مباشرة دون قيود ، يديه على خصري دون أي حاجز ، كان ينظر لي و لم ينزع نظراته مني و انا كنت كمن تم تنويمها مغناطسيا بفعل عينيه .
قهقه بسخرية و هو يسحب يديه معا على صوت الحازوقة التي خرجت فجاءة لتقطع المشهد الذي أبعد ما يكون عن الرومنسية ، كان جميلا جدا و هو يقهقه ، صوته ضحكاته كل ما به كان مثالي لدرجة مرعبة جدا .
شعرت بالدماء تترتفع من أصابع قدمي إلى وجهي ، كان محرجا جدا محرجا إلى أبعد الحدود ، خرجت بسرعة لأجلس على الأريكة و أحاول تغيير نغمة العزف التي تجري الآن في قلبي الى نغمة هادئة ، علي فقط السيطرة على الأمر لا بأس يجب فقط ترك مسافة أمان بيني و بينه .
اقترب و هو يحمل صحن من الباستا الجاهزة و بعض الفواكه أيضا و الجبن ، وضعها على الطاولة ليقول : هيا تناولي الطعام أليسيا ؟
أنت تربكني !! لم يتوقف عن التحديق بي و انا أتناول الطعام ، لا أحبذ هذا لأنه لا يشعرني بالإرتياح مطلقا ، كنت أحرك حبات المعكرونة لأسئل قائلة : لما قلت ذلك ؟ أعني في الصباح ، لما ظننت أني أتظاهر بأني سيئة !
لم أكن أملك الجرأة الكافية للنظر إليه كما يفعل ، إلا أنه أجاب قائلا : لأنني كنت أفعل الشيء نفسه في الماضي ، أتظاهر بأني سيء حتى أحمي من أحب .
لكن أن تكون في موقع الغبي في هذه الحياة هو أمر بشع للغاية ؟ علقت قائلة إلا أنه أجاب : تظاهرك الآن بأنك تبعدينا الجميع عنك و انك لم تعودي تحتاجينا أحد منهم ، خوفك الذي يغزوا خلايا عقلك من فكرة أن تتعرضي لذلك الألم مجددا ، أنه أمر غبي جدا أليسيا ، عليك المضيء قدما لن تعيشي و انتي تحاولين حماية نفسك بإبعاد الجميع و عدم خوض تجربة جديدة ، أنه قرار خاطيء فقط عليك تقبل أن ما حدث حدث لن يتغير الماضي و لن يتوقف المستقبل بسبب عثرة بسيطة صغيرتي .
أدرت بصري إليه كان جالسا بهدوء تام ، قام ليتجه قرب المدفاة و يضع بعض الحطب ثم قال : عليك الاعتراف انتي هشة جدا لا بأس بذلك ، فحتى الجليد الذي تقفينا عليه هش أيضا و لكن السر في ما يقع داخلك حاولي عدم الغرق في الظلمة ...
أحاول عدم الغرق في الظلمة ، لم أفهم ما يلمح إليه من كلامه ، و لكنه تابع الحديث ليقول : عندما تخوضين معركة تأكيد أن تصيب عدوك فقط ..
يشبه الأمر امتلاكك لحديقة جميلة مليئة بالزهور و لكن عشبة تقبع في مكان ما هناك تفسد المنظر الجميل ، لا تحرقي الحديقة بأكملها من أجل عشبة واحدة ، لا تفقد كل شيء جميل بسبب خطأ واحد ، اقتلعي ذلك الخطأ و أزيليه ، لا تحرقي افراح الماضي المستقبل فقط ألقي بالذي يزعجك خلفك و أمضي إلى الأمام ...
التفت ينظر لي و كم كان انعكاس لهيب النار مع عينيه جميلا جدا ، يطفي على هيبته و جماله سحرا من نوع آخر ، كان في كلامه حكم كثيرة ، تمسكت بالإناء و انا افكر حقا في كلامه فهو واقعي إلى حد ما .
أعاد جسده للخلف ليقول : الأمر مزعج اعرف خوض كل هذا وحدك و لكن عليك أن تعرفي أمرا ، لا ننضج سوى بالمعركة التي نخوضها وحدنا ، لا ذنب للأخرين بالدخول فيها .
لما انتظرتني كل هذه المدة ، لما لم تتوقف عن البحث عني طوال تلك السنوات ، لم أستطع رفع بصري للنظر إليه كنت أخشى أن الإجابة ستألمني كثيرا ، أنه وفي جدا لا أريد مزيدا من مشاعر الندم على ما قلته له أو فعلته ، ولكنه أجاب ببساطة قائلا : لأنك أليسيا و لست شخص آخر .
التقت عيناي دون إرادة تبحث عن خاصته ، كيف لهو أن يكون بسيط و عميق هكذا في أجوبته لا يفكر كثيرا و لا يتفنن في اختيار كلمات منمقة ابدا ، لا يتظاهر بالفلسفة أو الغرور .
لم يكن حبك بالشيء السهل او الصعب أو حتى المستحيل ، أنه فقط كان أمرا حتميا ، فلقد أحببتك لاني فقدت كل شيء و انتي أحبتتني عندما كان لديك الجميع .
قال ذلك و هو يعيد النظر إلى الحطب المحترق ، لا أعلم حقا أن تسرعت في الحكم على من حولي ، لقد قال ايثان أنه عانى الكثير في محاولة إيجادي ، لا أعلم أن كنت أستحق شخص كجيمس حتى .
إذا ألن تخبرني عن سر سرعتك؟ قلت ذلك و انا أتناول قطعة من الجبن و انظر إليه ، كانت أسارير الحزن تلتف حوله لذلك قمت بمحاولة غبية لتغيير مجرى حديثنا .
نظر لي ليجيب : انه امر عادي بالنسبة إلى المستذئبين ؟ كنت أظنك تعلمين هذا !!
رفعت حاجباي من دهشة ما قاله ، هل هو مستذئب !!! اقتربت منه دون وعي انحنيت قليلا ما أن أصبح أمامي تماما لأقول : أنت مستذئب؟ تمزح صحيح ! أعني بحقك هيا !!!
لم تظهر عليه أي تعابير تدل على كلامه ، أدركت أنه جاد في حديثه عندما أومأ بنعم ، رفعت خصلات شعري أرفعها إلى الوراء لعيد سؤاله مجددا : انت مستذئب؟ مستذئب حقيقي كالذي أراه في أفلام الفانتازيا و الرعب ؟
كان يحدق بي و أدركت كم أبدو غبية و انا تحت تأثير الصدمة ، شهقت لأضع يدي على شفتي أحاول عدم الصراخ ، أنه مستذئب ، مستذئب حقيقي !!!!
ابتعدت عنه قليلا لأقول : انت لا امزح صحيح ، أعني انت مستذئب، تملك ذئب داخلك أو ما شابه ، هل تتحول فقط في الليل ؟ كيف أصبحت هكذا هل عضك ذئب ملعون ؟ كيف تتحكم به ؟
لم أتوقف عن الأسئلة إلا عندما أحاط بي بذراعيه يرفعني إلى أعلى ، ثوان بل أجزاء من الثانية و كنا داخل غرفته ، وضعني على السرير برفق ، كان ينحني باتجاهي عندما خرجت قلادة تتوسد رقبته.
كنت أنظر لها بتمعن و اندهاش تام ، إنها تشبه خاصتي تمام بل أظنها هيا ، دققت النظر إليها بينما لازال جيمس يحدق ، رفعت يدي أمسكها لأقول : أنها ....قلا ...
و لكني توقف عندما أدركت أنها ليست هيا ، فهذا النصف الأيسر و انا أملك النصف الأيمن .
ما الذي يعنيه هذا ؟ هل هذا الجزء الآخر منها حقا ، إنها مطابقة تماما لقلادتي ، هل هذا يعني أن جيمس هو الذي أعطته والدتي النصف الآخر ، هل يمكن أن أكون قد التقيت به في الماضي حقا !!!
لم انتبه قرب الشديد منه بسبب شرودي في أمر القلادة و لكن أنحناءه فجاءة لذلك المكان مجددا على الجانب الأيسر من رقبتي جعلني أستفيق.
كان قريبا جدا و لم أرد أن يتكرر ما حدث المرة الماضية إلا أنه ابتعد لوحده ، ظل ينظر لي قبل أن يرفع كف يده و يضعه على خدي ، ثم تحدث قائلا : اشتقت لك كثيرا !!
لم أكن أعلم ما علي فعله أو قوله في لحظة كهذه ، هناك شكوك تساورني بشأن جيمس ، لا استطيع فعل شيء قبل التأكد ، و لكنه يبدو لطيفا جدا إلى حد كبير إلى حد لن أصدقه ابدا .
بدأت تلك المشاعر ذاتها تشن حرب و تستوطن قلبي في تلك اللحظة ، اكتفى هو بالاستلقاء بجانبي ، كان مستلقيا بشكل أفقي عكس اعتيادية السرير العمودية ، ألقى بجسده بقوة و هو ينام على معدته و يضع ذراعيه كمسند له .
اهتز السرير أثر ذلك ، لم أعلم حقا ما علي فعله إلا أن شيء يخبرني أنه صادق تماما ، و أني أعرفه منذ زمن ، استلقيت بدوري كما فعل و لم أستطع مقابلة نظراته لذلك حدقت بالجانب الآخر .
كنت استمع الى صوت أنفاسه لدقائق حتى قال : كنت مشاكسة في الماضي و لا تتوقفين عن اغاضتي ابدا ، عندما قرر والداك السفر ذات مرة لم تستطيعي النوم وحدك مع الخدم ، تسلسلت إلى منزلي و جلست أمام بابا غرفتي و انت تحاولين كبت دموعك ، كنت تخافين الظلمة شعرت بوجوك فقمت بفتح الباب حتى تدخل ، لم أكن أطيقك في ذلك الوقت كنت مزعجة جدا إلى الحد الذي يقودني للجنون أحيانا .
صمت قليلا ثم اكمل قائلا : طوال ذلك الشهر بدأت تفعلين ذلك كل ليلة و بالكاد أخرجك و انا أحملك من الغرفة و أعطيك إلى رئيسة الخدم ، كنت أصدر أمرا بمنعك من الدخول إلى غرفتي إلا أنك كنت عنيدة و لا تستسلمينا بسهولة ، في كل مرة أجدك نائمة بجانبي مهما منعتك .
أتذكر جيدا عندما عاد والداك من السفر ، حتى بعد ذلك كنت تتسللينا من منزلك بعد أن يناما و تأتينا إلى غرفتي ، ذات مرة أغلقتها من الداخل فطلبت من والدتي فتحها لك و دخلت اليها ، كان والدك يبحث عنك كل صباح ليجدك في نهاية الأمر معي حتى اعتاد ذلك .
عندما سألتك ذات مرة لما تفعلينا ذلك أجبتني قائلة : أن الوحوش تخاف منك جيمس و لن تقترب من فتى قوي مثلك .
لا أعلم لما يحدث هذا لما تنهمر الدموع الآن ، لما يحدق ذلك ، لم أرد منه أن يصمت حتى و إن كانت هذه الذكريات كذبا أيضا ، كانت لتكون جميلة إلى حد كبير ، فهمت الآن ما عناه إيثان بحديثه صباح عندما قال إنه عانى الكثير و الكثير ، اللعنة على قلبي الغبي هذا كيف أكننت له هذه المشاعر و انا بالكاد أعرفه ، كيف أمكنه أن يؤثر على قلبي و فكري ببساطة إلى هذا الحد .
لم أفكر بالأمر بل أنا نفسي لم أستطع استيعاب ما فعلته عندما إستدرت له و رفعت يده قليلا لأدخل نفسي و أحشرها داخل أحضانه ، حدث الأمر في لحظة لحظة دون أن أفكر و نسيت تماما كل شيء حدث فقط دقيقة فقط ، كانت رائحته زكية و جميلة لأبعد حد ، لم أعطي بالا للدموع التي لازالت تنهمر رغم عني ، إلا أني غرقت أكثر و أكثر في حضنه ، شعرت بيده تحوط خصري بلطف ، دقائق مرت و نحن هكذا ، هدأت انفاسي بعدها إلا أني لم تبرح انش واحد .
فركت رأسي في حضنه بهدوء كانت رائحته تنقلك إلى بعد آخر ، و كأن به نوع من الخمر الفاخر ، رائحة تجعل جسدك في حالة ارتخاء تام ، و كان بها نوع من التعويذات التي تجعلك تدمن على اشتمامها ، فما ان تتجرع القليل منها حتى تنسى ما أشتمته و تعود الى اشتمامها مرة تخرى و كانها المرة الاولى دائما ، حركت جسدي لأبتعد قليلا رغم عني لشعوري اني قد أزعجه بهذا التصرف ، إلا أنه همس قائلا : ابقي هكذا الليلة أليسيا !
لم أتحرك بعدها حتى شعرت بأنفاسه انتظمت و علمت أنه قد نام ، كنت لازالت بين أحضانه كان جسده ثقيل إلى حد كبير ، و لكن ما أفكر فيه الآن هو أنه علي اكتشاف الحقيقية و أعلم الآن من يمكنه إعطاء كل ما أريد ، ال الصباح و عندها سأكتشف كل شيء .
استيقظت بكسل شديد ، كانت عظامي تؤلمني لم تكن وضعية النوم البارحة مريحة أبدأ ، رفعت نظري إليه و كأن لازال يغط في النوم العميق ، بالكاد استطعت الخروج من حصاره لي بيده ، و عندما فعلت نظرت له و ابتسمت بلطف لأقبل جبينه ثم قلت : أعدك بأن أعود و انا أتذكر كل شيء ، أعدك جيمس .
خرجت من الغرفة بهدوء أعلم أنه سيغضب كثيرا إلا أني علي فعل ذلك ، أريد استعادة حياة أليسيا حقا ، أن كان جيمس بها فأنا أريدها و أقبل بها .
ما أن أغلقت الباب و التفت حتى أخذت نفسا لأهمس باسم إيفا ، و بالفعل سمعت صوتها برأسي لأقول : عليك أخذي إلى مكان أحدهم حسنا !!
ابتسمت ما أن أنهيت حديثي معها ، الآن علينا رؤية أحدهم و بسرعة رفعت الهاتف لأرسال رسالة نصية إليه ، أغلقت الهاتف و فتحت بوابة إلى هناك مباشرة ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
آسفة للتأخير بس انا لست بخير ابدا
ارجوكم استمتعوا بالبارت
و اتمنى أنه أي أحد يقرأ و يعلق بين الفقرات لأن أستمتع حقا بقراءة التعليقات، و لا تنسو التصويت