كان في حالة يرثى لها ، ليس و كأنه يهتم بالجراح التي تغطى جسده و الدماء التي تلوث ملابسه ، بل حال قلبه الذي يرفض سواها هي ملاذه الوحيد و لمرة واحدة و لو لبضع دقائق يرغب في رؤيتها و احتضان جسدها الصغير تحت يديه .
كان كلما هدا قليلا تذكر كلمات تلك اللعينة ليعود يزمجر بقوة يقاتل كل ما يقف أمامه من الوحوش و الشياطين ، كل ما يسمعه طوال الأيام الماضية هو فقط صراخ صغيرته الجميلة ، ليعود بذاكرته إلى ذلك اليوم المشئوم.
كان صراخها و هي تنادي باسمه مستنجدة به هو كل ما يغذي غضبه العارم ، كان كل ما يسمعه هو صرخاتها و هي تحمل إلى السيارة و دموعها التي تتناثر في كل مكان ، هذه الدموع التي لطالما قتل كل من كان السبب .
جيمس ، ...جيمس أرجوك ساعدني لا أريد السفر أريد البقاء معك هنا ، جييييمس.
كل ما تباذر لذهنه من ذكريات جعل غضبه يسيطر على الهاوية ، آراح جسده على الأرض ليضع يده على عينيه محاولا التخلص من صوتها الذي لم يغادر رأسه منذ قدومه .
فتح عينيه بعد دقائق على اصوات تصفيق ليحدق الى مكان الصوت ، ليتقدم منه صاحب الصوت و لازال يصفق و يبتسم بمكر ، توقف امامه ليقول : اذا كانت الاشاعات المتداولة هنا صحيحة .
لم يكن في مزاج جيد للعب مع أحد مصاصي الدماء الآن ، ليكمل قائلا : جيمس ملك الليكان بشحمه و لحمه يزور الهاوية .
رفع نظراته إليه و هو يحدق به بغضب فلازلت لديه رغبة في قتل أحدهم إلى الآن و لا بأس به كمقبلات ، التفت ليقوم بفتح بوابة بيده و يعود إلى منزل العجوز فلابد الآن من إنهاء بعض الخلفات .
و لكن صوت المزعج ذلك صاح قائلا : صديقي العزيز اذا اردت شيئا خذ بالقوة حسنا ، و لا داع لزيارتنا مرة أخرى .
ابتسم بسخرية على كلامه و لكنه لم يلقي له بالا ، ليكمل دخوله إلى البوابة والتي أغلقت بعد ثوان من دخوله .
وضع يديه في جيبه ليرفع رأسه إلى السماء الدامية هنا و يبتسم بسخرية ، ليصفر لحن بشفتيه و هو يغادر .
ما أن خرج من البوابة حتى وجد لكمة ايثان ترحب به ، لم يصدها فلابد أنه كان قلقا عليه لا أكثر ، و لكن ألم يطلب منه الف مرة عدم طلب المساعدة من جده .
بسق الدم من فمه ليرفع رأسه مجددا للذي و لي مرات قليلة فقط طوال حياتهما رآه غاضبا هكذا ، أمسك فكه ليقول : ما الذي تفعله هنا ؟
أيها اللعين الأحمق هل هذا كل ما يهمك ؟ كيف أمكنك البقاء هناك كل هذه المدة !!!!! خرجت الكلمات من بين شفتيه ليجد انه غاضبا جدا ، لطالما كان ايثان الوحيد الذي يهتم بأمره إلا أنه لم يطلب منه ذلك .
تقدم قليلا بضع خطوات ليقول بسخرية : انت حقا غاضب !!!
رفع ايثان بصره إليه و كانت تعابير وجهه يملئها الغضب و لكنه قلق فقط بشأنه لا أكثر ، رفع يده ليكمه مرة أخرى إلا أن صوت كريستوفر قاطعهما قائلا : اذا اردتما الشجار أفعلا ذلك خارجا ، ليس و كأني اهتم أن قطعتما نفسيكما اربا.
أعاد يده إلى الأسفل و يقبض على يده محاولا كبت غضبه لا بأس سيكمل تحطيم عظامه فيما بعد .
نقل بصره الى جده الجالس هناك و الذي لطالما كان قاسيا معه دون رحمة ، ليس و كأنه يهتم بأمره كل ما يهمه هو وريث لعرش الليكان لا غير .
سآتي غدا و إذا لم تخبرني بالغد ما أريد معرفته بالتحديد فالأفضل أن تبحث عن ألفا جديد لقطيعك.
ألقى بكلماته على جده و الذي لم يبدو عليه أي تعابير متفاجاة ابدا ، غادر تارك اياه دون حتى سماع ما سيقوله ، كان ايثان لا زال واقف ينقل نظره بينهما ، إلى أن سمع صوت العجوز و هو يشير بيديه إلى الباب قائلا : ألن تلحق بسيدك.
قلب عينيه بسخرية ليخرج و يلحق بهذا الآخرق جيمس ، و الذي وجده يسبقه بخطوات ليسرع إليه و يجاري خطواته .
كان قميصه ممزق و الجراح تغطي جسده بالكامل ، و لا ننسى أثر اللكمة الجميلة التي تركها ايثان على وجهه قبل لحظات ، اقترب من باب الحديقة ليخرجا و يتوجها إلى السيارة .
انا سأقود قال جيمس ذلك ليلقي إليه ايثان مفاتيح السيارة و يتجه إلى الباب الآخر و ما أن هم بالصعود حتى توقف و هو يتجه بنظره إلى حيث يحدق جيمس ، هل هناك خطب ما !!!! قالها ايثان و لكنه لم يسمع أي رد فقط ركبا السيارة و غادرا.
طوال الطريق لم يقل شيئا و لكن لا يعلم لما يظن أن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها فجيمس يبدو مصر على موقفه و لن يتراجع ، ما أن دخلا المنزل حتى ألقى ايثان بجسده على الاريكة ، عليه أن يتركه يرتاح قليلا فلابد أنه متعب .
>●●< >●●<
كنت اجلس قرب المدفاءة و انا أتصفح الانترنت ، لعلي أجد بديل للكتاب الذي ابحث عنه و به نفس المعلومات ، ظهرت أمام بعد الصور لتقع عيني على صورة لرسم على جدار الحائط تأملتها قليلا لتخطر لي فكرة جيدة .
وضع جهاز الحاسوب جانبا لاهرع إلى تينا في المطبخ و أجدها تتذوق حساء ما على ما يبدو بالملعقة ، وقفت قرب الطاولة لأقول : تينا هل تعلمين أين أجد أغراض الرسم الخاصة بي؟
وضعت الملعقة جانبا لتلتفت الي و تقول : أغراض الرسم ؟ ما الذي جعلك تتذكرينها الآن ؟
كانت تعقد حاجبيها و تنظر لي يبدو أنها تظن اني سأقوم بمصيبة ما فأنا لم أنسى أيضا آخر مرة استخدمت فيها رشاشات الألوان ، اقتربت مني و قد علمت فيما تفكر ، لاسرع قائلة : لا لا تخافي فقط أريدها ،
انحنت قليلا ليقترب وجهها أكثر من وجهي و تحدق بي برعب لتقول : أتذكرين آخر مرة قلت لي لا تخافي ، انتهت بجعلك للمدرسة مزينة بالرسوم المراهقين الأشقياء.
ابتلعت ريقي بخوف لاقهقه بغباء و أضع يدي خلف رقبتي افركها قليلا ، فلطالما فعلت ذلك إذا كنت في موقف مشابه .
كنت سأتكلم لولا دخول جوش و هو ملطخ بالكامل بالأسود ، اتجهت الأنظار إليه لنقول معا انا و تينا : ماذا حدث لك ؟
نظرنا إلى بعضنا البعض لنبتسم بسخرية و نعيد انظارنا له لنجد تعابير وجه تكاد تلامس الأرض ، نقل أنظاره بيننا عدة مرات ثم قال : جيد على الأقل اتفقتما علي .
سمعت قهقهة تينا لابتسم معها أيضا ثم أعدت سؤاله مرة أخرى ، لأقول : اذا !!!! ، اقترب ليدخل إلى المطبخ و يتجه ليرى ماذا أعدت تينا على العشاء ، ليقول : كنت أصلح السيارة لا أكثر ، يبدو أنها تكره البرد مثلك ايس .
ابتسم بكبرياء لأقول : جيد هناك من يقف إلى صف الآن ، عدت بأنظاري إلى تينا لتقول : إذهب لتستحم و تغير ملابسك ، ابتسم ليقبل خدها و يهم بالمغادرة إلا أنه التفت قائلا : في ماذا كنتما تتحدثان قبل دخولي ؟
وجدت تينا تحدق بي بمكر لترفع نظرها إلى جوش و تقول : لا شيء مهم إلا أن ايس تريد أغراض الرسم الخاص بها !!
نقلت نظري إلى جوش لأجده يعقد يديه أمامه و يبتسم بسخرية ليقول : تذكرين آخر مرة صحيح عندما ... لاقاطعه و انا أقف و اقترب منه إلى أن وصلت أمامه لأقول : أجل عندما حولت مدرسة فيليب المزعج إلى تحفة فنية من الذوق الرفيع .
ظلا يتبادلان النظرات أمامي ، لاتجه إلى الاريكة و آرتمي عليها و أقول : ماذا ؟؟؟؟
اقترب جوش مني لارفع رأسي و أجده ينحني قليلا خلف الاريكة ليقول : حقا لوحة فنية ، جعلت المدرسة أشبه بأحد شوارع المتمردين في نيويورك يا فتاة ؟
ابتسمت بانتصار لاقف على الاريكة ، و أجد انا أفوق جوش طولا الآن ليس سوى بضع سنتيمترات ، اوجه جهاز التحكم في يدي إليه و أقول : يستحق ذلك لقد طردني من المدرسة خلال ثلاثة أيام فقط ، و أظن أنه أعجب بهدية الوداع التي تركتها له .
لاسمع تينا تقهقه و هي تعود ادراجها إلى المطبخ تتفقد العشاء ، بينما جوش اقترب مني قائلا : حقا !!!! أجل فلقد دفعنا له ألف دولار كتعويض للخسائر التي سببتها هناك .
جلست لاتذمر و اقلب التلفاز متجاهلة جوش و حديثه المزعج ، لاسمعه يقول و هو يصعد السلالم : ألن تخبرني لماذا تريدونهم؟
قفزت من على الاريكة لالحق به و أسبقه ببضع درجات لأقول : اذا هل ستعطيها لي ؟
رفع اصبعه السبابة محذرة لس ليقول : لدي شرطان الأول أخبريني السبب و الثاني تخبريني ماذا ستفعلين بهم ؟
ابتسمت لأضع يداي و اعقدهما ببعض خلف ظهري و انحني قليل و أقول : الأول أريدهم للرسم ، ثانيا سأقوم فقط بالرسم على حائط الغرفة التي انظفها في منزل كريس ، يمكنك سؤاله فقد سمح لي بفعل ما اشاء في ما يخص تزيينها.
رفع حجبيه و هو ينظر لي لامدد يدي اصافحه كي نتفق ، ليضع يده بيدي ، ليقول : اتفقنا .
قفزت لاعناقه بقوة بينما سمعت يتذمر قائلا : ستتسخ ثيابك ايس !
ابتعدت عنه و لازلت أعقد يدي خلف عنقه لأقول : لن تغير رأيك في الصباح صحيح .
أومأ لي لأبتعد عنه و أتجه إلى الاريكة لاشاهد برنامجي المفضل
>●●< >●●<
اتجهت لأجلب عدت الإسعافات الأولية فبسبب هذا الآخرق جيمس فتح الجرح على ذراعي ، نزعت سترتي لارميها جانبا و فتحت أزرار القميص لانزع الجزء الذي تلطخ بالدماء ، نزعت الشاش الملطخ بالدماء ألمني ذلك قليلا فالجراح التي يتسبب بها جيمس لا تكون عادية ، فالسم الذي يمتلكه قوي جدا و يؤخر التحام الجروح .
رأيته يقترب و قد غير ملابسه و أخذ حمام على يبدو ، رفع نظره لي ثم إزاحه دون اهتمام ليذهب إلى البار و يسكب كوب ، كان يتجرع كأسه و هو يحدق بي ، لارتدي قميصي و أعلق ساخرا عليه ، هل أنت معجب بي ؟
جلس على الاريكة و هو يرخي رأسه إلى الوراء ، إذا ما الذي ستفعله الآن ؟ لم يجب أو حتى يرفع رأسه لينظر لي ، فقط وضع يده يغطي عينيه كما هي عادته.
أردت إخراجه من تفكيره قليلا ، تذكرت أمر الفتاة في بيت الزعيم لأقول : أتعلم وجدت زائر عند الزعيم اليوم ؟
لم يهتم كثيرا بما قلته ، لاستلقي على الاريكة و اتابع الحديث قائلا : أنها فتاة و يبدو أنها قريبة جدا منه !!!!!
رفع يده عن عينيه ليحدق بي و هو يعقد حاجبيه ، تابعت الحديث و انا انظر الى السقف لأقول : تناديه كريس أيضا !!! يبدو أنها بشرية .
أظن أنه قد فقد اهتمامه بالموضوع فلقد استلقى مثلي و لم يعلق ابدا ، و لكنني تابعت قائلا : و من أصول ايطالية أيضا !!!
شعرت بهالته تزداد فوجود أحدهم بهذه الصفات و القرب من جده فلابد أن يكون وراءه شيء ما ، أعاد نظره إلى ايثان و الذي يبتسم بسخرية له ، إلا أنه يعلم أن هناك معضلة ما .
ظل يحدق بالسقف بعد حديث ايثان ، فلابد من وجود خيط ما يربط هذه الفتاة بجده ، و لا يمكن أن تكون مجرد علاقة عابرة .
كان يفكر بعمق إلا طرق الباب جعله يتذمر قائلا : بيتي ليس متنزه للمراهقين؟
فتح ايثان الباب و هو يقهقه ساخرا على رد فعل صديقه ،
فلقد بدأ لوك أيضا غاضبا ، أعاد نظره إلى جيمس ليعلق قائلا : ما خطب الجميع اليوم ؟
قال ذلك متزامنا مع إغلاق الباب ، ليسير خلف لوك و يسمعه يتذمر و هو يجلس قائلا : كله بسببك ايثان !!!
ظل يحدق به بصدمة لينظر إلى جانبيه ثم يلتفت إلى الخلف يتأكد من أن المقصود من الكلام هو نفسه ، عاد بنظره إلى لوك ليرفع كفيه بعدم فهم و يجيب : ماذا فعلت الآن بحق الإله ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مايكل 👆
ايثان 👆
لوك 👆