ما أن وصلت إلى المدرسة لوحت لجوش و انا أشاهده و هو يغادر ، قررت أخذ كوب قهوة حتى يمدني ببعض الكافيين فأنا الآن بحاجة له كثيرا ، كان الصف فارغا و لا يوجد أحد قبلي .
هذا جيد قلت ذلك و انا أخاطب نفسي فلا رغبة لي بالوقوف في الصف و انتظار دوري ، اقتربت لأجد جوناثان يتحدث إلى شاب آخر معه و ما أن وقع نظره علي حتى اقترب قائلا : صباح الخير أيتها المتمردة ،
نظرت إليه لارفع أحد حاجبي بسخرية و أقول : لن تكف ابدا عن محاولاتك الفاشلة صحيح !
نظر لي ليقهقه بسخرية و يضع يديه على طاولة الطلب و يقول : و ماذا إن لم أفعل ؟ ماذا ستفعلين؟
شددت على حقيبتي أكثر لأقول : لا شيء فقط كوب قهوة كالمعتاد ، وضع يده في شكل تحية عسكرية ليقول : أمرك سيدتي ، قهقه بسخرية على هذا الشاب ، صحيح أنه مزعج و لكنه لطيف إلى حد ما .
انتظرت ثواني فقط حتى رأيته يضع الكوب أمامي و يقول : أفضل قهوة قد تحصلين عليها على الإطلاق .
خرجت قهقه ساخرة من شفتي على كلامه ، أخذت رشفة منها و انا اتذوقها فلا يمكن إنكار لذة القهوة التي يصنعها ، لا أعلم ما السر فيها ، هززت راسي بسخرية .
و ما أن أردت التعليق على كلامه حتى سمعت صوت مألوفا جدا ، يبدو أنك تجيدينا كسب الأصدقاء بسرعة ! رفعت راسي إلى صاحب الصوت و الذي بت أعرفه جيدا انه ذلك اللعين مايكل.
ما أن وقع نظري عليه حتى شعرت بقشعريرة على طول جسدي و لا أعلم لماذا ؟ لما يزداد وسامة يوم عن يوم ، أن عينيه جميلتان جدا ذلك اللون الذي يشبه العسل ، اللعنة خاطبت نفسي ، لاخرخ هذه الفكرة المقرفة من راسي ، لأنظر له و انا أبعد الكوب عن شفتي ، تنهدت بتتذمر لأقول : ليس لديك ما تقوم به غير ملاحقتي !
نظر لي و بدأ هادي عكس يوم أمس ، نقل نظره إلى جوناثان ليطلب كوب قهوة باردة ، رفعت نظري إلى جوناثان لأجده متوترا قليلا من مايكل ، و لا أعلم لماذا ؟ أعني انه مخيف قليلا و لكن لا أظن أنه وحش أو ما شابه صحيح ، بالكاد خرجت الكلمات من فمه ليقول : حاضر ألفا .
اللعنة لما ينادونه بهذا الاسم أوليس اسمه مايكل ، شعرت بنظرات موجهة لي لاعود بنظرات إليه و أجده ينظر لي ، بل بالأحرى يفترسني بعينيه .
بدأت أشعر بالتوتر و هذا ليس جيدا علي أن أبقى قوية أمامه ، ارتشفت من كوبي جرعة كبيرة جدا ، لأخذ نفسا عميق بعد أن أبعدت الكوب ، نظرت إليه لأجده لم يتحرك انش واحد ، ماذا ؟؟؟ قلت ذلك و انا انظر إليه .
أخذ كوبه من جوناثان و الذي غادر بعد أن وضع طلب مايكل ، أنه حقا غريب اليوم لما يتصرف هكذا في العادة يلتصق بي مثل العلكة .
أمسك كوبه ليقول : قلت لنفسي انك تغيرت و لكن كل مرة تفاجانني بشيء جديد !
ابتسمت بسخرية على كلامه لاجيب : و ما شأنك انت بالأمر ؟
قلت ذلك لأبتعد عنه و أتجه إلى الصف علي عدم التورط معه ابدا ، و لكنني تفاجأت من أنه قام بالسير بجانبي ، توقفت محاولة فهم ما يفعله هذا الأحمق الآن ، إذا !!! قلت ذلك بحزم فأنا لا أريد منه أن يظن اني الهو مع أي أحد كان .
أخذ رشفة من كوبه لينظر لي و بدأ الفضول مسيطر عليه ليسأل : اذا هل ستخبرينني سرك الصغير أم ماذا ؟
لم أرد عليه لاكمل سيري و انا أخرج من باب الكافتيريا و أتجه إلى خزانتي ، عليا الآن التركيز في الامتحانات لا في أمر هذا المايكل اللعين ، وضعت حقيبتي في الخزانة لاخرج بعض الدفاتر منها ، قاطعني صوته و هو يسند ظهره على الخزانة التي بجانبي ليقول : اذا أفهم من كلامك انك لن تخبرني صحيح ؟
قبضت على يدي و آنا العن هذا المزعج لارفع يدي و انا أوجه اصبعي السبابة له لأقول : أولا لا شأن لك بي ، و ثانيا لست مهتمة ابدا باخبارك عن أسرار .
لاغلق باب الخزانة و أجد الجميع ينظرون لي و يتهامسون، هذا ما كان ينقصني الآن كل هذا بسبب مايكل اللعين ذاك .
أكملت السير إلى الصف لأدخل إليه و يدخل هو خلفي ، و جلست في المقعد قرب النافذة لاراه يتجه للمقعد الذي وراء ، التفت إليه و انا غاضبة فعلا : هل تتبعني أم ماذا ؟
و لكنه ابتسم بسخرية برفع أحد جوانب شفتيه ليزداد جمالا، لعنت نفسي و غباء لاسمعه يقول : فهمت الأمر و لكن إليك هذا ثالثا لن اتركك و شأنك ابدا .
دخلت المعلمة لالتفت إلى الأمام محاولة حقا نسيان هذا الأحمق خلفي فصف التشريح هذا يزيد الأمر قرفا، انتهى الصف لاخرج مسرعة كي التقي بالرفاق و ابتعد عن هذا الأحمق .
سمعت صوت رنين هاتفي لاخرجه و أجد أن هناك رسالة قد وصلت فتحتها لأجد انظري يسارك مع ايموجي يغمز بعين واحدة .
عقدت حاجبي لارفع بصري و انظر يساري لأجد زاك و كول و سوزي هناك ، ركضت إليهم بسرعة و ما أن وصلت حتى قلت : أين أنتم من الصباح ؟
نظرت إلى سوزي و التي وضعت يدها على كتفي لتقول : اذا مستعدة لاختبار الغد !!! أغلقت عينان لاتذمر وانا حقا نسيت تماما أمر الامتحان بسبب الأحمق صباح اليوم .
سمعت قهقه زاك و الذي نظر لي ثم قال : سندرس معا في المكتبة ما رأيك هل تأتين .
مع اني لم أجرب ابدا الدراسة الجماعية من قبل و لكن فكرة البقاء وحيد الآن سيئة جدا ، و خصوصا أن مايكل لن يتركني و شأني ، اخرجني من شرودي فرقعة أصابع رفعت راسي لأجده زاك ، ابتسم ليقول : أين ذهبتي ؟
رفعت أحد خصلات شعري لاضعها خلف أذني و أقول : بالتأكيد هيا لنذهب !!! قلت ذلك لأنظر بخوف خلفي ، كنت أبحث عن مايكل و لكني شعرت بيد على كتفي لأنظر إليه و أجده كول و قد كان قلقا بعض الشيء ليسأل : ايس هل أنت بخير ؟ هل هناك ما يزعجك ؟
نفيت ذلك بهز راسي و ابتسمت له ، لنلحق بزاك و سوزي كنت أفكر طوال الوقت في ذلك اللعين مايكل لن يتركني و شأني ابدا ، كنت قد لاحظت أن كول لم يصدق كلام فلقد كان ينظر لي طوال الوقت بقلق و نحن نسير إلى المكتبة ، و ما أن دخلنا حتى اتجهنا إلى طاولة كبيرة لنجد توماس منشغل في الدراسة ، اقتربنا لنجلس معه و قد كان يرتدي نظارات طبية ، لم الحظ هذا من قبل ، جلسنا لنبدأ الدراسة .
مر للوقت و نحن ندرس بجد إلا زاك الذي لم يأخذ الأمر على محمل الجد ، كنت أنا و سوزي ننظر لبعضنا البعض و نحن نشاهد زاك و هو يحاول اغضاب توماس و تشتيته عن الكتاب الذي يقرأه .
سمعنا صوت يقول : ارجو التزام الصمت ، نظرنا إلى بعض لنبدأ بالضحك بصوت هادي على ما أظن .
مرت ساعة ونصف و نحن ندرس لاشعر بالتعب ، قررت التجول قليلا فلقد شعرت بأن جسدي قد تحجر أثر الجلوس هنا .
ما أن وقفت حتى رأيت سوزي تنظر لي لتهمس : إلى أين ؟
اقتربت منها لأقول بصوت منخفض : أريد أخذ استراحة صغيرة سأتجول في المكتبة قليلا .
هزت رأسها لتعود لتضع السماعات على رأسها و تبتسم لي ، وقفت و بدأت أتجول بين الكتب ، كنت امرر يدي عليها لعلي أجد كتاب يساعدني في البحث .
و بينما كنت أبحث أثار انتباه كتاب في الرف العلوي و قد بدأ متهريء و لكن ما تعلمته في حياتي أن الكتب القديمة هي الأفضل على الإطلاق .
بدأت أحاول الوصول إليه ، فعلى الرغم من أنني وقفت على أطراف أصابع و امدد جسدي إلا أني لم أصل إليه بعد ، توقفت لأنظر إليه و ابحث بجانبي عن كرسي أو سلم يساعدني في البحث إلا أني لم أجد .
اللعنة قلت ذلك و انا انظر الى الأسفل ، لارفع راسي و أحاول من جديد و لكن هذه المرة امتدت يد طويلة خلفي لتسحب الكتاب .
التفت للذي أخذ الكتاب خلفي لأجده تروي ، قلبت عيناي بملل لأقول : ما خطبكم يا رفاق !!!!
نظر لي و قد كان قريبا مني لينحني برأسه و يقول : أهلا مجددا .
عقدت يداي أمام صدري لأنظر إليه و لا أعلم سر القوة في مواجهة الجميع اليوم ، إذا !!! نظر لي ليقهقه بسخرية ثم يقول : اذا ماذا !!!
نظرت إلى الكتاب الذي يمسكه لارفع يدي و أقول : وجدته أولا ، تقدم ليعطيه لي ثم ابتسم و قال : أرى أنك تدرسين بجد !!
قلبت صفحات الكتاب بين يداي لأجده حقا مثيرا للاهتمام ، لم انتبه كثيرا على سؤاله و خرجت فقط همهمات من شفتي ، بدأت أسير باتجاه الاريكة قرب النافذة و انا اقرأ متناسية ذلك الغبي خلفي ، جلست لارفع قدمي على الاريكة و أسافر إلى طيات هذا الكتاب .
كان يراقبها و هي تحاول الوصول إلى الكتاب و لكنها لم تستطع ليبتسم بسخرية على هذه الفتاة ، هو لا يعلم لما الافا قلق بشأنها فهي لا تبدو سيئة ابدا ، لذلك أخبر أخاه التوأم انه سيراقبها اليوم وحده فهو يستمتع جدا بذلك.
اقترب ليجلب الكتاب لها و قد شعر بأن جسدها قد تصلب من قربه ، فهو يعلم عنها الكثير من الأشياء ، مثل كونها تحب الشكولا كثيرا و أنها مشاكسة جدا و لا ننسى لسانها الذي يزيد طوله عن طول عنق الزرافة إلا أنه أيضا يعلم أنها تنام كل ليلة و الدموع في عينيها و لسبب ما لا يعلم .
كل ما يعرفه أنها تتمتم أثناء نومها بكلمات غير مفهومة ، مثل انا لا أريدك انت لست والد جيدا أبدا، لما الجميع يكرهني هكذا ، حتى أنه قام بتهدأتها خلال أحد الليالي عندما كانت تشاهد كابوس و قد كانت تصرخ بي دعوني و شأني أرجوكم ، و لسبب ما لم يفهمه فهي تخاف قرب الرجال منها ، و لابد أن تترك مسافة أمان بينهم .
ابتسم ليحيها و ابتعد خطوات من الخلف ، كان يريد اغضابها قليلا فهو يحب تعابير وجهها الغاضب هذا .
و لكن ما أن أعطها الكتاب و بدأت تقلب صفحاته حتى نسيت وجوده تمام و هي تجلس تتابع قراءته ، وداعا الآن ايس قالها ليختفي تمام من أمامها و لكنها لم تلحظ ذلك ابدا .