ملاذ قلبي سكن

By shmsmh

121K 3.7K 1.2K

قصة رومانسية صعيدية More

❤️❤️❤️❤️
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس❤️
الفصل السادس❤️
الفصل السابع❤️
الفصل الثامن❤️
التاسع ❤️
الفصل العاشر❤️
❤️الفصل الحادي عشر♥️
❤️الثاني عشر❤️
❤️الثالث عشر❤️
❤️الرابع عشر💖
❤️الخامس عشر💓❤️
❤️السادس عشر❤️
❤️السابع عشر♥️
❤️الثامن عشر♥️
❤️التاسع عشر❤️
❤️العشرون❤️
♥️الواحد والعشرون♥️
❤️الثاني والعشرون❤️
♥️الثالث والعشرون♥️
❤️الرابع والعشرون♥️
❤️الخامس والعشرون❤️
❤️السادس والعشرون♥️
♥️السابع والعشرون❤️
♥️الثامن والعشرون❤️
♥️التاسع والعشرون❤️
❤️الثلاثون♥️
🌷الواحد والثلاثون🌹
🌹الثالث والثلاثون🌷
🌹الثاني والثلاثون 🌷
🌹الرابع والثلاثون🌷
❤️الخامس والثلاثون♥️
🌹السابع والثلاثون🌹
꧁الثامن والثلاثون꧂
🌹التاسع والثلاثون🌹
♥️الاربعون❤️
❤️الواحد والأربعون♥️
♥الثاني والأربعون ♥
♕الثالث والأربعون♕
꧂الرابع والأربعون ꧂
🌹الخامس والأربعون🌹
♡السادس والأربعون ♡
♡السابع والأربعون♡
♡الثامن والأربعون ♡
♡التاسع والأربعون♡
♕الخمسون♕
تنوية
♕الواحد والخمسون♕

🌹السادس والثلاثون🌺

2.9K 69 39
By shmsmh

💜إنَّ البرَكةَ لتَغْمُرُ العبدَ بكثرَةِ صلاتهِ على النَّبيِّ💜 ﷺ اللَّهُــمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَـــا مُحمَّدﷺ عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون... لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين.. اللهم صل وسلم على نبينا محمد..وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
🌹السادس والثلاثون🍃

على الفور كان هاتفه يرن قاطعًا تواصل أفكارهما ومنقذهما من حيرتهما وتخبطهما في الافتراضات
ضم هيما شفتيه قبل أن يصرّح بقلق (دا حمزة يا خالتي)
تناولت منه الهاتف مرةً أخرى قائلة (هات أكلمه)
أجابت على الفور بثبات (ايوة يا حبيبي ازيك عامل إيه)
أجاب بتنهيدة متعب أوشك على الانهيار (تمام الحمدلله)
سارعت بالتهوين عليه واحتواء حزنه وغضبه بصلابتها (متزعلش يا حبيبي كله خير منه لله)
قال بما يسره في نفسه ويقلقه أكثر من كل شيء (سكن يا أمي أوعي تشوف الصور والفيديو مش عايزها تتعب تاني ولا ترجع للجديم)
هتفت تؤازره في قوله وتمنحه الطمأنينة التي يستحقها قلبه الآن (متخافش يا ضنايا محدش هيجولها بس إنت متحزنش وارمي حمولك التجيلة على ربنا تبجا خف الريشة)
صمت مبتئسًا في حزنٍ وضياع فقالت بقلب متألم ( روج يا حمزة خليهم يجولوا يا ولدي بكره ينسوا)
أوضح بضيق وهو يسلب الأنفاس شاعرًا بالإختناق (أنا متعود يا أمي بس سكن مكنتش أحب صورها تنزل ويتجال عليها كدِه وبسببي كمان، مرعوب تعرف )
طمأنته والدته بحنو وتفهم وقلبها يتمزق على حزنه
(مبتمسكش التلفون كتير)
سألها بلهفة عانقت نبرته (هي جنبك؟)
أجابته بثبات (لاااه يا ولدي)
سأل هيما بإهتمام بعدما صمت احترامًا لحديثهما (هتعمل إيه يا حمزة؟)
ضحك حمزة بمرارة ليمنحه بعدها الإذن بالإنطلاق (المرة دي مش همنعكم عنها اعملوا الي تحبوه)
ابتسم هيما بتشفي، لمعت عيناه بظفر مستحسنًا القول وراضيًا بمنحه الإذن للخلاص من تلك العلك (تمام يا كبير شد كرسي واتفرج بقا)
امتزجت تنهيدته بتأوهه المتوجع لتسارع ورد مطمئنةً له رغم وجعها عليه (هتفرج يا حمزة ضاجت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لن تفرجا)
قال بصوت متهدج وقلب متصدع مكسور (يارب يا أمي أنا تعبت)
اقترحت عليه بلطف، لعلمها بمدى عشقه لسكن  وحبه للحديث معها الذي قد يبدل ميزاجه (كلّم سكن يا حمزة)
صارحها بنبرة مختنقة (مش هعرف)
زفرت موضحة دوافع القول مترجية  (دواك عندها يا ولدي صدجني جرب كِده)
نطق بتهالك ووهن وقد أججت كلماتها بقلبه نيران الشوق التي لا يقدر على إخمادها (عايز أنام يا أمي سلام هبجا أكلمك تاني)
همست له داعيةً بعاطفة الأمومة (ربنا يريح جلبك يا ضنايا)
أنهت الاتصال ومنحت الهاتف لإبراهيم الذي التقطه وغادر على الفور بينما أمسكت هي بمسبحتها ونهضت مغادرةً للحجرة.
جلس فوق تخته منحني بجزعه للأمام متأوهًا، اعتدل قليللًا واضعًا كفه فوق صدره المتعب؛ يطرد منه الأنفاس المحتبسة بألم ويُدخل الأخرى بصعوبة، نهض يجر ساقيه جرًا لأقرب نافذة فتحها واستنشق بقوة ثم عاد لتخته استلقى فوقه فاردًا جسده
بإسترخاء، أغمض عينيه قليلًا هامسًا (وجعي ودوايا يا سكن)
_________
في اليوم التالي أصرّت على الذهاب لشقتهم فاضطرت ورد على الموافقة والرضوخ لطلبها وإلحاحها، دخلتا الشقة فابتهج قلبها ورفرف سعادةً، جلستا فوق الآريكة فتنهدت ورد قائلة (جينا اهو يا مرت الغالي)
ضحكت سكن ونظراتها تلمع بسعادة وإعجاب
صرّحت به على الفور (بحب لما تجوليلي كدِه، إحساس إني أخصه وبتاعته دِه حلو جوي يا ورد)
اتسعت ابتسامة ورد وهي تخبرها (حمزة كمان بيحب كدِه، بيحب أجوله عليكِ مرتك مش سكن، بحس ملامحه بتتغير وجتها كإنه ملك الدنيا وكل السعادة اتجمعت فجلبه وعنيه)
أدمعت عيناها بتأثر متذكرة عينيه مرفأ الأمان وواحات الطمأنينة خاصتها،سألتها بإهتمام (ليه بتجولولي يا سكن؟)
تنهدت ورد تنهيدة عميقة وهي تطالع عينا سكن الرائعة والتي تزاد لمعانًا حين يذكر اسمه (عشان إنتِ سكن حمزة بعد التوهة، فيكِ عوضه ومعاكِ جنته)
ضمتها سكن بقوة ممتنة لكلماتها التي تمنحها القوة والصبر والثبات التي توجهها وتكون بوصلتها في طريقها إليه، التي تنير لها الدرب دائمًا وتكشف لها وجهتها دون أذي أو تجريح
ابتعدت قائلة بأمل جديد ينير وجهها ويضيء قلبها(ربنا يرجعه بألف سلامة)
أمسكت سكن كف ورد بين كفيها وانحنت تقبله قائلة بتوتر (عمتي عايزه أجولك حاجه)
توترها وشتات نظراتها أقلق ورد فتساءلت وهي تربت على خدها تمنحها الدعم والأمان لتفصح (جولي يا ضنايا)
ترقرقت الدموع بعينيها من فيض حنان ورد الوفير الذي تغدقه دون حاجة أو طلب، قالت معتذرة بندم (مش عيزاكِ تزعلي مني على عيني سفر حمزة وغيابه عنك، وعايزه أوعدك إني هصلح كل حاجة وهراضي جلبك فالغالي)
أدمعت عينا ورد وهي تتأمله الصغيرة وعزمها ثقتها وصدقها المتربع نظراتها القوية، همست بحشرجة (عارفة يا سكن، ومن يوم ما شوفتك عارفه إنك رضا جلب الغالي وراحته من بعد التعب ومستنيه وعارفة مش هتخيبي ظني)
تأوهت هامسةً بعذاب امتزج بندمها الشديد (كل دِه ثقة فيا أنا)
ابتسمت تضخ القوة في عروقها ضخًا (متستهونيش بحالك دا أنا مطمنتش على حمزة غير لما اتجمعتوا)
لثمت كفه ورد معتذرة بحرارة (حجك عليا فالي حصل، والله يعلم ربنا إني من كتر حبي فيه عملت كدِه… مش عاجبني دنيته ولا حياته لااه حبيت حمزة وجلبه وروحه جبل كل حاجة وأديله عمري ميكترش عليه)
طمأنتها ورد بدفء كلماتها واحتوائها لها(معلش أزمة وتعدي وبعدها هتعرفوا جيمة بعضكم وتحافظوا وتخافوا على بعض يابتي)
هزت سكن رأسها بتأكيد قوي ودموعها تنساب دليل صدقها (صح يا أمي بس ادعيلي هو يرضى)
أكدت ورد بصدق (حمزة بيحبك اسأليني أنا يا سكن أعرف ولدي زين وفهماه، الي فعنيه ليكِ مشفتوش جبل كِده، هيهدأ ويرجع ولما يرجع اتعاتبوا واتكلموا صفوا الي بيناتكم)
ورفعت رأسها قليلًا وطبعت قبلة فوق رأس ورد ترجوها (متزعليش مني آسفة والله)
لكزتها ورد ضاحكة تحاول التخفيف عنها (خلاص يا ملكومة متبجيش زنانة، المهم طمنيني النوبة بتجيكي؟)
ابتهجت قائلة بفرحة خاصة (لااااه ولا مرة جاتني تاني ومبجتش أشوف حاجه)
تهللت ورد واستبشرت قائلة (ألف حمد وشكر يارب)
سألتها سكن بجدية (ليه عمي حسان يا ورد؟)
أجابتها برزانتها المعهودة وحلمها (هو بس الي يجدر يجاوبك، اسألي صاحب الأمر )
ضمت سكن شفتيها مفكرة قبل أن تصارحها بحزنها الخاص (حاسة بالذنب وخايفة من زعل حمزة لو عرف مش عايزه أكسر خاطره مرة تانية)
قرصت ورد وجنتها مطمئنةً لها (متخافيش واطمني كله هيعدي بس اهتمي بصحتك وحالك عشان لما يرجع الغالي)
ضحكت سكن بحماس شديد، لتلكزها ورد (جومي يلا جبتينا هِنا دلوك وجاعدة ترغي شوفي عايزه إيه عشان نعاود)
همست سكن بخجل وهي تطلق تنهيدة شوق (وحشني حمزة جوي فجولت أجي أشم ريحته هِنا واطمن على حمزة الصغير وأشوفه هو كمان)
همست ورد بإعجاب وانبهار بقلب الصغيرة (حنيت الدنيا فيكِ يا سكن)
تأففت بقهر وغيظ قائلة في مزاح (جولي لولدك يرجع وكفياه جمص عشان نديله شوية)
ضحكت ورد على مزاحها، لتردف سكن بإستياء وهي تمط شفتيها ضائقة ( هموت ويرجع يا ورد  دكتور البهايم الي مغلبني دِه)
شردت ورد قليلًا بقلق، لتفيقها سكن بسؤالها (سرحتي فأيه يا أمي؟)
ابتسمت ورد وهي تبعدها عنها (مفيش جومي يلا شوفي حالك وأنا هريح شوية على ما تخلصي)
نهضت سكن واقفة بحماس شديد، وقد دبت الحيوية وغمرها النشاط بعدما تحدثت مع ورد وغربلت أفكارها.
انطلقت تجاه الحجرة فتحتها ووقفت دقائق تأخد أول رائحة منها، وأول أنفاس قبل أن تتبدل بتجدد الهواء فيها.. ولجت مبتسمة توزع نظراتها متذكرة وكل ركن يروي قصة شوق مختلفة.
رن هاتفها فرفعته لتجد مكالمة جماعية ما بين مودة وعاليا، أجابت مبتسمة (هلا)
قالت عاليا بمرحها المعهود (اهلا بست الحسن والجمال الي الدكتورهينسيها اسمها)
شاكستها سكن بمزاح ومزاج رائق (هو أنا اسمي إيه كِده فكريني)
صاحت عاليا (دا دليل إنك نسيتي خلاص)
ضحكت سكن بنعومة وهي تجلس على حافة التخت مستمعة، ليأتي صوت مودة الصارخ (ركزوا معايا دلوك لو سمحتوا)
أجابت سكن بمرح (مركزين)
بينما قهقهت عاليا هازئة (زين مشيبها يا عيني البت تركيزها راح)
ابتسم سكن بفرحةً لأجل أختها ثم سألتها بجدية واهتمام (مبسوطة يا مودة؟ حاسة بإيه احكيلنا)
صمتت قليلًا لتردف بكلماتها كأنما تعتذر لحبيبها عن سوء الظن (حمزة كان عايز ينزلك ويشوفك ويشوف زين، جال لو حد جابرها تجولي)
صاحت عاليا مستحسنة (العيلة دي مفيهاش غير حمزة الله يرحمك يا عم)
تنفست مودة بقوة ثم أخبرتهما (مش عارفه حاسة إني متاخده كدِه، مش فاهمة هو حواليا مبيدنيش فرصة لأي حاجة)
سخرت عاليا بضحكة (عنيف حضرة الضابط والله ربنا يستر)
سألتهما مودة بقلق وإرتباك (هعمل إيه فكتب الكتاب الي اتحدد دِه)
قطعت عاليا الحديث متوسلة (ما تيجي يا سكينة وحشتينا يا بت)
قالت برفض قاطع دون أن تقف ثانية مفكرة (مسيبش أمي ولا أسيب بيتي وحمزة غايب لما يرجع بإذن الله)
صرخت مودة بتوتر (ما تركزوا معايا  شوية دِه أنا هنزل معاه كيف قنا نجيب الشبكة والفستان؟ )
قهقهت عاليا شامتةً فيها (آه يا مودة هيعيد تربيتك زين، يا عيني يا بتي كنتي مؤدبة وعاجلة ورزينة هيلففك حوالين نفسك كان لازم تديله ال٢٠٠جنيه)
هتفت مودة بغيظ (ياريتني اتشليت يا اختي…
اهو ذللني بيها) صرخت موضحة بتشبث (طبعا هتنزلي معايا يا عاليا الزفت مش هتسبيني)
أكدت عاليا بحماس (لازم)
لينقضي النهار بثرثرتهم ومزاحهم الذي لا ينتهي وترابطهم الذي يبدأ من جديد بنكهة خاصة
************
بعد عودتها لمنزل عمها مساءً
في إحدى جلسات المصارحة التي إعتادا عليها، والتي تستمتع فيها بالإنصات إليه وكشف الغموض والأحداث بنظرة أخرى ورأي آخر من نافذته هو شرير الحكاية كما يظن الجميع، والحقيقة أنها أحبت هذا الشرير الوحش ورق قلبها له ولحكايته وعشقه السرمدي، طيبته وورعه، تقوته وصلاحه وبكائه كل ليلة فوق سجادته الذي يأتيها كنسائم باردة، منحها نظرة دافئة كأب حنون مراعي ، يحتوي بصبر ويفهم، لا يبخل بأي شيء حتى تصل لمبتغاها ورضاها وحاجه نفسها من المعرفة والزود.
تلك الصغيرة التي أثارت عاطفة الأبوة داخله ومنحته ما حُرم منه يشعر أنها بحاجة له، لأن يفرغ في عقلها خلاصة تجاربه وعصارة المِحن ومعرفته التي اكتسبها وأثقلته، تحتاج لأن يضع قدميها على الطريق وهو لن يتوارى عن مساعدتها ما دام في صدره نفس يتردد، يشعر بمسئوليته تجاهه لذلك لن يطمئن حتى يعبر بها عواصف الأزمات وخطوب الزمن ويسلمها لزوجها راضية هانئة.
هتفت بهيام وهي تتناول منه كوب الشاي الذي يحرص دائمًا على صنعه أثناء تسامرهما (بحب الشاي بتاعك يا عم، بس بحب ريحة جهوة حمزة أكتر، ريحتها بس بتخليني أحس إن هو جنبي ومعايا، حوليا)
ابتسم قائلًا وهو يرتشف من كوبه (ربنا يريح جلوبكم)
أردف (عزام جلي إنك طيبة وحنينة كيف ورد ومكدبش)
ضمت شفتيها متأسفة مترحمة عليه (الله يرحمه كنت بحبه)
ضحك قائلًا وهو يهز رأسه (بتحبي كل الناس إنتِ يا سكن، بتكرهي مين؟)
تنهدت ثم قالت وملامحها تتجعد بقرف وإمتعاض(بكره رفعت ومرته وولدهم)
ارتشف حسان في صمت مهيب وصبر مستمعًا لأسبابها بتفهم (كانوا بيضايجوا حمزة)
سألها بإهتمام (جالوا جدتك بتحبك وغالية عندها)
تهكمت بقرف وهي تضم الكوب بكفيها ساخرة في لا مبالاة  (لاااه كان زمان دلوجت بجيت تبع حمزة وورد وكرهتني)
تنفس هامسًا بشرود (ربنا يكفيكِ شر الجلوب الجاسية يا بتي دول جسوتهم ملهاش طب ولا دوا، نار بتحرجهم وتحرج الي حواليهم)
تلفتت إليه متسائلة بإهتمام(صُح يا عم مرت خالي أمها كانت سحارة؟)
أجابها متأثرًا بقولها الذي مرر الحزن في نظراته (أيوة يا بتي) فجر قنبلته ضاحكًا في سخرية مريرة (وأنا كنت بساعدها)
استنكرت بحزن وعدم تصديق (إنت يا عم؟)
حكى لها وأنامله تلوذ بمسبحته، يستعين بذكر الله لتهدأ نفسه وتطمئن، ويتذكر أنعم الله عليه (مرت عمي كانت بتعزني، وتجولي علطول إني ولدها الي مخلفتهوش وأنا كنت معاهم مبفارقهمش فديل عمي وتحت طوعه، وجنب الورد...) همسها بإبتسامة وخجل، لتبتسم هي الأخرى وهي ترمقه بإشفاق وتشجعه بنظراتها على المواصلة (كنت بتجولي هجوزك ورد، ورد ليك...مات عمي وملدش على أبوي عمايلها وأذى الناس منعها متمنعتش، هددها مخافتش فخد ورد منها ومشاها، فضلت أنا جريب من مرت عمي وأراعيها اتعلمت كل حاجه منها، السحر والشعوذة وفتح المجابر والأحجبة والربط)
راقبت حزنه وندمه بأسف، لتسأله (هي دي الي سألت عليها ورد يوم ما جابلتنا في الجبّانة؟)
هز رأسه بتأكيد فسألته بإهتمام (تابت يا عم؟)
أكد بتنهيدة رضا (تابت يا بتي)
سألته وهي تربط الأحداث والكلمات (عشان كدِه طلبت إنك تداويني يا عم)
قال منتفضًا متبرئًا من آثمه متنصلًا من شكها فيه (حد الله يا بتي، بعالجك بكتاب الله، بس معرفتي الجديمة سهلت عليا وعرفتني حاجات كتير غيري ميعرفهاش وبدل ما اشتغل في الي يغضب ربنا بشتغل بالي يرضيه وفي الي يرضيه)
مسحت دموعها المتأثرة وسألته تخفف عنه بتوجيه الحديث لنقطة أخرى (أبوي وورد كانوا أصحاب؟)
ضحك قائلًا متذكرًا بحنين (أمي كانت تجول عليهم راسين فطاجية)
التمعت عيناها وهي تحكي ما تتذكره ومازالت تحافظ عليه وتحفظه بصندوق الذكريات العتيق تواريه من وحش النسيان (فاكرة أبوي كان يحبها جوي فاكرة كده كان يوم ما تيجي بيتنا كنه يوم عيد)
هتف بوجع حقيقي وحزن رابض بقلبه (من يوم ما جات وهو معاها ميفارجهاش، كتير اتمنيت أكون بداله سواعي أغير منه وسواعي أكرهه)
انقبضت ملامحها بحزنٍ وألم فسألته بتردد (عرفها على خالي.؟)
أشاح متابعًا وأنامله تطارد حبات المسبحة،والوجع داخله يتضخم
(كان صاحبه الروح بالروح، شافها مرة والجلوب اتولفت وَالمحبة اتوصلت بيناتهم)
سألته بحذر شديد تترقب قوله (كرهت أبوي إنه جربهم)
ابتسم يصرف عنها سوء تفكيرها والألم الذي تجمهر بنظراتها التي تحاوطه منتظرة قوله بخوف
(كرهت حظي وجدري الي فرجنا)
سألته مرةً أخرى ولا تكتفي من المعرفة
(جتلته عشانها؟)
شاخت نبرته وانهزمت وضعفت بعد قوة
(لو عشانها كان هيبجا من أول يوم، مش بعد سنين طويلة اتعذبت فيها، ولا كنت عملتها عينك معين وخليتها تكرهني )
وضع كفه على عينيه بعدما أغمضهما، صبرت منتظرة كلماته التي جاءت مخيبة للآمال، هتف بحشرجة (جومي نامي كفياكي يا بتي)
أومأت بطاعة محترمة قراره ورغبته في عدم التكملة، مقدرةً قسوة الكلمات التي خرجت من صدره والتي من المؤكد أدمته كأشواك وقت خروجها..
مالت ناحيته تربت بكفها الصغير فوق كتفه بحنو وموازرة، قبل أن تنهض واقفة تهمس (تصبح على خير يا عم)
تركته ولم ينطق، أخذته الذكريات في ركاب الماضي الأليم يسير في هوله ومشقته وحده.
********
جلست زهرة تقضم أظافرها بتوتر، حتى الآن لم يصلها أي رد فعل لحمزة وأصدقائه، صامت  يربكها سكوته، وعدم تحركه للرد أو حذفه
رن هاتفها فرفعته مجيبة بقلق وترقب، بعدما قطبت في اندهاش فمن سيتصل بها الآن
(الووووو)
هتف بنبرة حادة جادة حذرة (أيوة يا زهرة عاملة إيه؟ أنا حمزة)
ازدردت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة مهزوزة بعض الشيء لم تستطع التحكم فيها  (ازيك يا حمزة عامل إيه؟)
أجابها بصبر وملامحه تنضح سخرية وهو يمط حروفه مخفيًا فيها توعده المتواري (تماااام)
سألها بهدوء شديد خطير تهابه منه ويدمر أعصابها(إيه الفيديو الي نزل دِه يا زهرة؟)
ادّعت الجهل متسائلة وهي تنهض متحركة في الحجرة متشبثة بالقوة من ضلال منطقها وظنها (فيديو إيه؟)
سخر منها في فظاظةً وغلظة وضحكة متهكمة حرقت أعصابها(ياشيخة عليا أنا برضو)
تصنعت الحزن في براءة كاذبة وقالت معاتبة في ملامة (قصدك إيه يا حمزة؟ إني أنا الي عملاه)
ختمت كلماتها بشهقة مدّعاة وهمس  (بتتهمني أنا)
ليهدر فيها بقسوة راكلًا صبره (أيوة إنتِ محدش يعرف ولا سمع غيرك، وموظف الكاميرات اعترف عليكي )
صمتت تستجمع كلماتها لتنكر، تستعطفه وتستجديه ببكاء مصطنع (محصلش دا بيتبلى عليا يا حمزة)
قال في غلظة شديدة من بين أسنانه يسخر من قولها(والله بيتبلى؟ والفلوس الي بتتاخد وأنا ساكت برضو بنتبلى، المبلغ الي دخلتي وسرجتيه الكاميرا بتكدب برضو؟ )
شهقت متفاجئة بمعرفته،بكشف سرقتها، ارتبكت وتبعثرت أفكارها ليقول بغضب متشفيًا فيها(فكراني مش عارف لا عارف وساكت والي سبج وخدتيه كنت بحط بداله وأجول معلش يمكن محتاجة ومحرجة تطلب،  في المطعم يا زهرة كاميرات محدش غيرنا يعرف مكانها )
صرخت متخلية عن حذرها، نافضة صمتها بحقد (كله بتاع أختي وتعبها)
هتف فيها هازئًا من كلماتها (أختك إيه؟ تاني يوم وفاتها أبوكي وأمك جم المطعم وخدوا نصيبها فلوس يا زهرة متستهبليش لا جدروا حزني ولا صدمتي ولا عملوا حساب لعشرة وعيش وملح وكأن الي ماتت دي ولا حاجه)
صمتت تتنفس بعنف، تزمجر تخونها الكلمات فهدر فيها بغضب (أنا تشهري بيا وتفضحي مراتي، أنا تكشفي ستر بيتي يا قذرة دِه جزاتي )
صرخت فيه بإنفعال، بجنون ورثته من خيبتها فيه بعدما حطّم قلبها (مش دي الي فضلتها عليا بعد ما استنيتك وصبرت معاك)
صاح فيها غاضبًا من هذرها بذهول متعجبًا من قولها (استنيتي وصبرتي ؟ مين جالك استني حضرتك أنا وعدتك بحاجة؟)
أوضحت بحرقة وشماتة شديدة (روحت جيبتها والله أعلم وراها إيه؟ واهي معذباك ومطلعة عينك وفضحتك قدامي ومسحت بيك الأرض، والله شمتانة فيك)
هددها بغضب مستعر (والله لتشوفي مني وش تاني يا زهرة لو ما مسحتي الفيديو واحترمتي نفسك)
قالت ببكاء وصراخ (هتعمل إيه يعني؟)
قال بثورة، مهددًا دون ذرة ندم (مش هعمل حساب لا لعشرة ولا لأي حاجة يا زهرة وهسيبك لحسن وإبراهيم يعملوا الي عايزينه وإنتِ عارفه الباجي وعارفه بيعزوكي كد إيه؟ )
صرخت مرة أخرى بهستيريا وانهيار (كله دا عشان الكلبة الي جبتها من ورا الجاموسة)
صعق من كلماتها فقال بتأكيد وتصميم (هخليكِ تندمي يا زهرة على الكلمة دي، مرتي جزمتها برجبتك، ما في كلبة غيرك، و تبجي بت أبوكِ لو جربتي منها تاني، أنا صبرت وعديتلك كل حاجه بمزاجي بس خلاص إنتِ جبتي أخري وجيتي على الي مينفعش أسكت عليها)
قالت ببكاء (كل دِه عشان واحدة مش معبراك ولا طايقه قربك منها)
قال يستفزها يتشفى فيها وينتقم (مالكيش دعوة عجباني وراضي منها بأي حاجه، عارفه نظرة الرضى بس منها تساوي الدنيا وما فيها)
صرخت بحرقة شديدة وكراهية (ربنا ياخدها يارب تموت ومتتهناش بيها ولا معاها)
انقبض قلبه وضاق صدره من كلماتها التي أوجعته بشدة، فهتف بها (غوري خلصت كدِه، استني ردي)

************
بعد مرورثلاثة أيام
استيقظت ليلًا مختنقة، بعدما هاجمها الجزع وأحكم قبضته على رقبتها، انتشر القلق داخلها مثل سم زعاف جعلها تنهض مرتجفة من بعد ما لاقت من ويلات في كابوسها الأليم، جلست فوق سجادتها في ركن مظلم لا تطاله الإضاءة فتكشف ما هي فيه ولا تبتعد فتخيفها الظلمة أكثر.
همست ببكاء حار (فيك إيه يا حمزة جلبي بيتعصر كده وهيطلع من مكانه)
أمسكت بهاتفها وتفاصيل الكابوس تعاد لذهنها تتأوه وتتلوى بوجع، تكتم بكائها مخافة أن توقظ عمها، ترفع هاتفها محاولة ًالاتصال به فيلطمها الصمت ويدمي قلبها انغلاق هاتفه ، تهدهد أفكارها بين أيادي الصبر ثم تنحني كأنها تنازع مجهول شرس.
تذكرت تحذيرات عمها توصياته الدائمة بالفرار للصلاة والاحتماء بحسن الظن فالله ويقينها فيه
نهضت بثبات وعزيمة تقيم الصلاة..
ليستيقظ عمها نافضًا عن أجفانه الكرى، ابتسم لرؤيتها تصلي في جوف الليل تسجد بخشوع وغمغماتها المتوسلة تصله دون أن يفهمها فيهمس (اللهم تقبل منها).
سارع ليتوضأ هو الآخر م يأتي فارشًا سجادته جوارها.
انتهت وجلست مستندة بظهرها للحائط، تغمض عينيها ورموشها ترتجف مُحاصرة بدموع تخشى انفلاتها أمام عمها، الذي لاحظ ارتجافتها فجلس وسألها (مالك يا بتي فيكِ حاجه)
سيطرت على ارتجافة شفتيها وهمست بصوت مختنق (مفيش) همستها ونهضت حينما قال لها متفهمًا (جومي صلي ورايا)
أطاعت في هروب، وقفت خلفه تاركةً لدموعها العنان، صلّت وابتهلت دعت وتضرعت حتى انتهيا وجلست من جديد، انكمشت مكانها ببؤس وكآبة تتمكن منها وتطبع بلونها الأسود على روحها فتصمت منعزلة شاردة ترتجف خوفًا وزعرًا من شيء لا يفهمه،
جلس متربعًا جوارها ربت على كتفها بحنو وهو يهمس راجيًا لها (مش هتحكيلي مالك برضك؟)
تنفست بعمق وهي تطالعه بنظرة تائهة قبل أن تقول (من يوم ما شوفت حمزة وأنا بحلم  أنا الي بستنجد بيه وهو بيسيبني يا عم لغاية ما حصل الي حصل، بس بجالي يومين بيجيني هو يستنجد ياعم بيمد يده ومبطولوش يا حبيبي مهما حاولت) قالت وهي تشهق وعينيها تتسع بهلع، تضع كفها فوق صدرها لتهدأ أنفاسها التي تعزف مقطوعة خوف، بينما قلبها يدق بعنف يكاد يهشم ضلوعها
هدأها حسان بصبر وإحتواء (ادعيله يا بتي واستودعيه رب العالمين يرعاه ويحفظه بعينه التي لا تنام)
قالت بصوت متهدج تبدد وحشة أفكارها وقلبها بعشقه(حمزة أغلى هدية هادتني بيها الدنيا وأعز ما امتلكت ياعم حرماني منه هو الموت بعينه)
سألها حسان بإهتمام (سألتي عمتك عليه؟)
قالت وهي تمسح بظاهر كفها دموعها المسترسلة (بتجولي كويس بس جلبي بيجول لااااه بيصرخ بيها صراخ ، وعمتي مش كويسة وتعبانة ياعم بتجول كويس وعينها مليانه دموع )
ربت على رأسها قائلًا متأسفًا على حالها وحال حبيبته وقلقه هو الأخر يتضاعف  (كلميه إنتِ، اكتبيله)
هتفت بحدة رأسها تكاد تنفجر من شدة التفكير (مبيردش، حتى مبيشوفش الرسايل يا عم)
تنهد هامسًا يشاركها القلق والخوف (ربنا يحفظه خير يا بتي خير)
صارحته بقلقها الذي يتصاعد (خايفه يكون جراله حاجه ياعم)
قال بجزع وأفكاره ترنو لابنة عمه (بعيد الشر يا بتي متجوليش كدِه وتخافي، جومي نامي والصبح روحي لعمتك واسألي واطمني)
أومأت بصمت قبل أن تنهض وتغادر لحجرتها ولجت لداخلها وأغلقت خلفها ثم ارتمت فوق الفِراش البسيط متهالكة متعبة، أمسكت بالهاتف وراسلته (فينك يا حبيبي، غيبت عن عيني بس جلبي كان شايفك دلوجت لا عيني ولا جلبي شايفينك ولا ناضرينك، متوجعنيش عليك يا حمزة دا الوجع فيك إنت موت)
**********
في الصباح تمشت ورد في الصالة الواسعة لا تسعها الأماكن، جمر في حشاها يشتعل ولا ينطفيء، كلما جلست فزعت وانتفضت فتظل هائمة بنظراتها شريدة بأفكارها تغمغم (فينك يا ولدي؟ غيبتك طولت يا حبيبي)
جلست بعدما آلمتها قدماها من كثرة السيرعليها، تقول بعتاب (واه يا حمزة هانت عليك أمك)
انتفضت على صوت الباب، هرولت تجاه إبراهيم الذي ولج متجهم الملامح في وجوم، أمسكت بذراعيه تسأله (ها عملت إيه؟)
نظر لعينيها بتردد قبل أن ينتزع نظراته ويجيبها بخفوت (سألت حسن وهند ميعرفوش حاجه، وكلمنا الناس معاه هناك جالوا….
صمت مزدردًا ريقه فابتعدت ورد قليلًا، ترخي ذراعيها عنه تسأله والألم يتجمهر بساحات عينيها (جالوا إيه…؟ ولدي حصله حاجه؟)
صمت لا يعرف بماذا يجيبها لتهتف بحدة (جول يا ولدي مال خيك فيه إيه؟ طمني)
مسح وجهه بكفه قائلًا (مش لاقيينه يا خالتي؟ بيجولوا آخر مرة شافوه من تلت أيام وتليفونه مجفول ومش عارفين يوصلوله)
كتمت ورد فمها الذي نطق (يا مري..
حاول طمأنتها لكن هيهات فخالته عند ولدها يختلف كل شيء وتضعف رغم قوتها (بيتواصلوا مع المستشفيات والشرطة عشان يوصلوا له وهيكلمونا تاني)
رخى جسدها وانهار فسار ابراهيم بمسكها وحمايتها من السقوط، أسندها حتى وصل بها للآريكة فأجلسها برفق، هتفت بجزع شديد ونبرة متوسلة (حمزة، حمزة…
ركض هيما للمطبخ جلب لها كوبًا من الماء ومنحه لها هامسًا برجاد (اشربي يا خالتي بلي ريقك…
ارتجف كفها لم تستطع السيطرة فقرّبه من فمها لترتشف شربة ماء صغيرة وتتنهد مستجمعة قوتها تهتف به في صلابة وبأس توارى خلفه الضعف (إن شاء الله هيكون بخير وربنا هيرده سالم غانم مش هيفجع جلبي فيه)
ربت هيما فوق رأسها بحنو بالغ هامسًا (إن شاء الله)
رن جرس الباب فتركها هيما ليفتح، وجد سكن أمامه منطفئة باهتة على غير عادتها، نظراتها غائمة بالحزن هتف بها وهو يغلق خلفها (مستنتيش ليه أجي أخدك)
همست بوهن وهي تدلف باحثةً عن ورد (مجدرتش استنى يا هيما)
وجدت ورد فوق الآريكة جالسةً في وجوم، تبخل عليها بالإبتسامة المعتادة والحماس الذي تستقبلها به دومًا، مما آثار شكها فهتفت وهي تجلس جوارها ( ازيك يا أمي)
دق قلب ورد بعنف متذكرة ولدها الغائب، رفعت نظراتها لتلمح سكن بعض القلق والخوف فتسارع بالسؤال(مالكِ يا حبيبتي تعبانة؟)
سألتها بلهفه لتتعانق نظرات ورد مع نظرات ابراهيم الصامت في إطراق وشرود غير عادته هو أيضًا، كررت سكن السؤال وهي تدس بين كلماتها مخاوفها (في إيه..؟ وحمزة بجاله ٣ أيام جافل ليه؟)
قبل أن يجيبا عليها كان جرس الباب يرن ويستقبل هيما مجيء هند وحسن المفاجيء)
ما إن لمحتهما سكن بهيأتهما تلك ونظراتهما التي تتهرب حتى انتفضت تصرخ بسؤالها وهي تحرك نظراتها المهزوزة فوق وجوه الجميع  (جرى حاجه لحمزة؟)
تركت ورد مقعدها واتجهت ناحيتهما بصلابة شديدة وقفت أمامهما تكرر سؤال سكن تلك المرة (حمزة ولدي ضنايا جراله حاجة؟)
نظرا هند وحسن لبعضهما في تردد وارتباك جعل نظرات سكن تتسع بهلع على وجهيهما قبل أن تسقط مغشيًا عليها من شدة الترقب.
**************
اجتمع ثلاثتهم في مندرة المنزل الخارجية، يفكرون ويدبرون أمرهم، يخططون في همة عالية وتشفي واضح..معلنين بتبجح أن سقطة حمزة ستكون نهايته
هتف رفعت يفرغ سمومه بدلو رأس عمار (هو دِه الي كان ناجصنا يفضحونا هما التنين)
ضرب عمار كفًا بكف في غيظ (اتجوزها يسترها ولا يفضحها بزيادة وينزل صورها عالنت وتبجا فضيحة بجلاجل لينا كلنا)
انتفض سعد في شماتة (مين جالكم جوزهاله، شكله بيستغلها للشهرة ما هما بتوع اليوتيوب كدِه)
هتف عمار بغيظ شديد (كان طايح فينا واد المركوب ومحدش جادر عليه)
ابتسم رفعت موضحًا بخبث (زين الي كان بيتحامى فيه بجي نسيبك)
ليقترح سعد ونظراته تلمع بشر (روح جيبها وطلجها منه وخليه يغور ببلاويه)
استحسن عمار الفكرة، لاقت صدى بنفسه الحاقدة ليقول بحماس (مليح الجول، فرصة جبل ما يرجع من سفره)
لمعت عينيهما واعتدلا منتبهين في ترقب وتحفز لإجابة سؤال رفعت الذي أطلقه بوجه عما (هو مسافر؟)
أجابه عمار بتأكيد (أيوه أمي جالت سافر شغل)
هلل رفعت بظفر وهتف مشجعًا له في مكر نضحت به نفسه الخبيثة العطبة بالكراهية (زين نسافروا أنا وإنت نجيبوها ونخلصوا الموضوع ولما يرجع سيد الرجالة يجي ونشوف وجتها)
هتف سعد مستحسنًا القول مؤيدًا له راضيًا (عين العجل يا بوي) هتف يشحن ضغائن عمار تجاه حمزة (فاكر ملهاش رجالة ولا ليها ناس يحرجوا عليها طب هو يغور فداهية لكن بتنا محسوبة علينا نجبوها ونحبسوها هنا وبكفيانا فضايح وجرسة وسط الخلج)
هتف عمار بعزم (بكره بعد كتب كتاب مودة نركبوا الجطر ونسافروا)
استمعت عاليا التي مرت من أمام باب المندرة الداخلي الذي يفصل بينها وبين المنزل، وقفت تستمع بإهتمام وإنصات لما يدبرونه ويخططون لفعله بكل انتقام وشر، لعنتهم داخلها وركضت قبل أن يكتشفوا أمرها، التهمت الدرج حتى وصلت لحجرتها دخلتها وأغلقت خلفها لاهثة، أخرجت هاتفها من جيب عباءتها البيتية مقررةً إعلام مودة وتحذير سكن.
ابتسمت كريمة التي راقبت بشر ما يحدث وما فعلته عاليًا، مقررة فيما بعد استغلال الأمر لصالحها ولأجل منفعتها الخاصة، هي لن تفوت فرصة كهذه.
**********
في اليوم التالي مساءً
احتواها ودللها بنظراته حتى وصلت إليه، مد كفه فترددت قليلًا قبل أن تمد كفها إليه فيمسك به ويسحبها تجاهه ببطء منغم.
وقفت أمامه لا يفصل بينهما إلا قليلًا جدًا أربكها، مد أنامله وقبض على ذقنها يرفع وجهها إليه ليبتسم ابتسامة صافية هادئة وهو يهمس برقة أذابت خوفها (مبروك يا مودة هانم) همسها بتدليل وتقدير ليس سخريةً كعادته أو تهكم لم تلمح في نظراته إلا كل جدية وصدق.
ابتسامة مترددة صافحت ثغرها المرتجف ككل ما فيها، لتتسع ابتسامته ويهمس بفرحة وظفر (اظن كدا أشيل وأحط وأبوس كله براحتي كتبت الكتاب اهو وريحتك عالآخر)
تراجعت خطوة متفاجئة في زعر رقص بنظراتها التي ضمت ابتسامته الرائقة، ضحك بإستمتاع حقيقي على ملامحها الخائفة في حذر منه
اقترب ما تراجعته، لتعود ملامحه للصفاء وتتوهج نظراته وهو يتأملها عن قرب، مال قليلًا وطبع قبلة طويلة تحفها أنفاسه فوق جبينها الناعم.
أغمضت عينيها مستقبلةً عطاؤه بصبرمغمغة بأمنية قلبها أن يجعله قِبلة قلبها الصحيحة وحبيب عمرها القادم وعوضها.
ابتعد مبتسمًا يشاكس كعادته (دا كدا تسخين يا مودة)
لأول مرة تطلق نظراتها المعاتبة له على كلماته التي تخجلها، فتوسعت ابتسامته بأمل وسعادة مرحبًا بها زوجة وحبيبة وصديقة لأيام العمر.
سحبها من كفها ليجلسا، هتف بسخرية (مش هتعشوني ولا إيه؟ دا أنا موصي حماتي على حمام)
حمحمت هامسةً وهي تخبره بخجل (جالت شوية وهتجيبه)
خلع سترته ووضعها جانبًا وهو يقول بصبر (مش مشكلة أنا بايت هنا)
طالعته بدهشة من كلماته، ليتأفف منها (هتفضلي تبصيلي كأني مخلوق فضائي)
أشاحت بتوتر وهي تسأله (اشمعنا أنا يا حضرة الضابط؟)
قال بسخرية وهو يسحب كفها ويضمه بكفه (لو كنتي ادتيني كل الفلوس مكنتش هتجوزك، لقيتك ادتيني ال٢٠٠وهربتي وبما إن فاضلي ٥٠ قولت اهو اتجوزك واخلص بيها)
ضمت شفتيها متضايقة من استهزائه وتهكمه وعدم جديته ولا اهتمامه بحديثها، شعرت بالخيبة تطفو داخل نفسها لشعورها أنهما مختلفان كثيرًا عن بعضهما.. ليهتف قائلًا بما في نفسها وقرأه في ملامحها واضحًا (احنا مش مختلفين إحنا زي بعض وشبه بعض بس أنا دلوقت فليفل الوحش بكره لما تكبري شوية هتوصليله)
نظرت لعينيه دقائق مستكشفه متأملة تمرر حديثه على أفكارها، هل حقًا هما متشابهان؟
رفع أنامله ومررها فوق شامتها هامسًا كأنه يصف شامتها لكنه يصفها هي(عجباني، جميلة وقوية ، ذكية وناضجة، متدينة ومتربية عندها أخلاق يُعتمد عليها، هتصون اسمي وتحفظه وأبقا مطمن معاها و فوجودها إن الدنيا لو مالت عليا ضهرها هيسندني)
فغرت فمها ببلاهة قبل أن تنطق وقد تضرجت وجنتاها بخجل من لمساته الرقيقة لشامتها (قصدك الشامة؟)
ضحك وهو يميل تجاهها مقتربًا حد الإلتماس (لأ مودة طبعًا)
ابتسمت لأول مرة بعفوية ودون مراعاة، ليست ابتسامة مجاملة متحفظة بل جميلة بريئة جعلته يميل ويقبل شامتها برقة وعذوبة أذابتها وأهلكتها.
ابتعد يتأمل تأثيره عليها، ليبتسم ويبتعد مشاكسًا ( دي تمرينات لياقة بدنية بحجزك بيها للمعركة الكبرى)
توسعت نظراتها بذهول مما نطق فقهقه قائلًا (هتنحيلي كدِه كتير لا روّق يا وحش احنا بنشحن بس)
تهربت منه، ابتعدت عنه قليلًا فطالعها بإستخفاف متهكمًا يتوعدها (الصويت والعياط الي صوتيه فوشي علشان شيلتك هطلعه عليكِ يا مودة انتقام)
توترت أكثر، فاقترب ملتصقًا بها يخبرها (هشيلك فالرايحة والجاية بإذن الله)
تذكرت فجأة أختها حين سمعت صوت عمار وخالها بالخارج يستعدان للسفر، انقبض قلبها وشعرت بالغم الشديد متذكرة توسل راضية لعمار أن يتركهما لحالها ويعرض عن أذاهما والاستماع لشياطين الإنس لكنه أبى في غرور وتجبر في ظلم مدعومًا برأس الأفعى خالها.
هبطت دموعها، فقطب غاضبًا بوجوم وهو يسألها متشائمًا من فعلتها(بتبكي ليه؟ حصل إيه؟)
خافت أن يسئ الظن بها، فكفكفت دموعها وقالت بقوة (زين أنا عارفه إنك صاحب حمزة وعارف كل حاجه)
لانت ملامحه وابتهج قلبه حينما نطقت بإسمه منفردًا مجردًا لأول مرة، لكنه لم يبين ذلك وهز رأسه يشجعها على الاستمرار بصمت وترقب، لتهتف بقلق خبيث (حمزة وأختي فمحنة وأنا عايزه…
حين صمتت بتردد حثها بحنو على المواصلة (قولي يا مودة متخافيش..
ابتسمت ممتنة له وتابعت تقص عليه من أنباء ما قد كان وسعي أخيها لتدمير علاقة حمزة بسكن والصعاب التي سيواجهونها مع غياب حمزة..
حينما انتهت من السرد صمت مفكرًا فعبست بشدة متمنية لو يؤازرها.
ليهز رأسه مبتسمًا يطمئنها بطريقته الخاصة التي بدأت تفهمها قليلًا (طلباتك أوامر يا مودة هانم).
تنهدت براحة ورضا مما قال، لينهض واقفًا مرتديًا سترته فسارعت تسأله بلهفة (رايح فين)
أخبرها ببساطة وهو يعدل ملابسه (ماشي)
تعجبت قائلة (بسرعة كدا)
أخفى ابتسامته وطالعها بغموض قائلًا (الأيام جاية كتير كلها شهر ونبقى فبيتنا وعلى راحتنا والسهرة تكون صباحي لا فيها حمزة ولا سكينة) قالها بعتاب لطيف قصد بها مشاكستها، فأخفضت بصرها معتذرة (آسفة بس معرفتش أحكي لحد تاني)
اقترب مربتًا على خدها هامسًا بتفهم واحتواء (كنت هزعل لو محكتيش وشاركتيني)
رفعت نظراتها تتبين الصدق في ملامحه فهز رأسه مؤكدًا وهو يقترب مرفرفًا بشفتيه فوق جبينها يخبرها بعاطفة (اخيرًا هنام مرتاح الصراحة بعد ما غلبتيني، خلاص دخلتي القفص)
ابتسمت بحياء فقال بإعجاب واضح ونظراته تركض ملتهمة (الفستان خطير يا مودة) ليضربها في بغتتةٍ فوق رأسها محذرًا وقد تبدلت رقته لفظاظة (ميتلبسش تاني)
أومأت بطاعة دون جدال أو نقاش، ليخرج زين متقدمًا يغمغم بإستياء (الله يسامحك يا حمزة راح الحمام والعشا)
أوصلته لسيارته فودعها قائلًا (تصبحي على خير، اطمني وقولى لأمك تطمن أنا هتصرف دا خالك دا حبيبي )
شيعت ذهابه وعادت للمنزل بعدما التهت والدتها مع عمار ومصائبه التي لا تنتهي وأهملتها، لكنها مشفقةً عليها مما يفعله بها عمار وسوء خلقه داعيةً الله أن يهديه ويرد له عقله.
سألتها راضية الجالسة بكآبة فوق الآريكة القديمة المنزوية (جوزك مشي يا مودة؟)
أخبرتها مودة بتنهيدة (أيوة يا أما)
شردت راضية فانتزعتها مودة من ذاك الشرود متسائلة (عمار وخالي مشوا)
طالعتها راضية بنظرة ذبيحة قبل أن تخبرها بتهدج (مشي ولا همه كلامي، ركب راسه وجال أنا ومن بعدي الطوفان يا بتي)
هتفت مودة بحدة نافرةً كارهةً أفعال أخيها (لازم نحذر سكينة يا أما عشان متتفاجئش وتتكسر جدامهم)
رمقتها راضية بنظرة خاوية قبل أن تستحسن قولها وتؤيده (صُح يا مودة أهي ورد تتصرف وهي متتفزعش يا حبة عيني)
رفعت مودة الهاتف محاولة الاتصال بها أو مراسلة حمزة لكن باءت كل محاولاتها بالفشل وأصابها همٌ عظيم.
#انتهى

Continue Reading

You'll Also Like

109K 9.5K 33
متوقفة مؤقتاً لأسباب مرضية ، دعواتكم بالشفاء حين يدق العشق أبواق غزوه التى تشوش على العقل يفتح القلب أبوابه طواعية مستقبلا ما يجود به العشق تمر الأ...
933 105 5
ملخص عام / فتاة عاشت وحيدة بعد موت عائلتها في حادث سير، عانت مع ابن خالتها الذي تم خطبتهما قبل أربع سنوات ليكون الخذلان نتيجة حبها المتيم، اعتقدت خس...
2.8M 189K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
6.5K 411 6
انفتح باب الشقة ألمقابلة لشقته ليفاجأ برؤيتها هي أمامه: -مساء الخير. القت تحيتها بروتينية ككل مرة تراه بها، وهي تٌخرج الكيس الأسود للقمامة خارج الشقة...