***
مـا إن وصلـت 'ميـن جـي' إلـى المدرسـة، بقـوىً خائـره، وجثمـانٍ بلا روح؛ لشـدة الإعيـاء الـذي تشعـر به علمـاً بعـدم زيـارة النـوم ناظريهـا مُنـذ الأمـس، حتـى باغتتهـا التمتمـات الشبـه مسمـوعـة مـن حولهـا، والصـادرة عـن طـلاب فصلهـا رفقـة الفصـول الأخـرى.
هـي بالفعـل تمتـلك شهـرةً واسعـة فـي الوسـط الطُلابـي لتلك المدرسـة، ليـس بكونهـا الأكثـر جمـالاً أو ثـراءاً؛ بـل بكونهـا غريبـة الأطـوار، ذات الهيئـة المريبـة فـي كـل مـرّةٍ يلمحونهـا فيهـا، تكـون فيهـا إمّـا تنتحـب باكيـة لسـبب غيـر معلـوم، أو تشـرد فـي نقطـةٍ مـا لفتـراتٍ طويلـة، تغـط فـي النـوم بشكـلٍ غريـب وفي أي مكـان، تتجنـب الحديـث مـع البقيـة... ليس لكونهـا ضعيفـة الشخصيـة أو ما شابـه! بـل لكونهـا صنـدوق أسـرار، لا تريـد لأحـدٍ أن يعلـم مابهـا، أو مـا يحصـل معهـا، ليـس لأنهـا لاتريـد شفقـة أحـد، كـلا... هـي تريدهـا وبأقصـى حاجتهـا إليهـا؛ هـي فقـط لاتريـد نظراتهم نحوهـا على أنهـا مختلـة، وخاصـةً بعد إحالتهـا إلـى مصـحٍ عقلـي لمـدة أربعـة أشهـر.
هـي كـذبت فـي الأخيـر وأخبرت والدهـا وزوجتـه بأنهـا لـم تعـد ترى أي مسـوخ أو تستمـع لأصـواتهم، هي فقـط أصبحـت تتظاهـر بالحيـاة الطبيعيـة بالرغـم من انعدامهـا بحوزتهـا.
لاتريـد العودة لذلك المصـح ولاتريـد تجربـة العـلاج بالكهربـاء كالسابـق.
تريـد شخصـاً يستمـع إليهـا ويصدقهـا، حتـى وإن كـان ماتقـولـه محـض خيـال، تضـع ثقتهـا فيـه ولـن يخذلهـا... هـذا إن وجِـد!
بالـرغم مـن معاشـرة 'هـي سـو' لهـا طـوال فتـرة المتوسـط وحتـى قـرب إنتهـاء الثانويـة، هـي لـم تُفصـح عـن شـيءٍ مـن أسرارهـا أو حياتهـا الخاصـة لهـا، خوفـاً مـن تركهـا كمـا فعـل والدهـا وزوجتـه، مع اتهامهـا بالجنـون.
لـم تكُـن التمتمـات ككـل مـرّة مصحوبـةً بلفـظ *غريبـة أطـوار* أو *مريضـة نفسيـة* بـل تعـدّى سمعهـا اليـوم ألفـاظ مُقيتـة؛ ممّـا جعلهـا ترفـع بناظريهـا نحوهـم والصدمـة تكتسـي سحنتهـا ممّـا يقولونـه عنهـا...
"إنّهـا عاهـرة..."
"هـذا يُفسـر حالتهـا المريبـة والهالـة السوداويـة المحيطـة بهـا دائمـاً.."
"لقـد أخبرتكـم بأن بهـا خطـباً مـا.."
"مُقـززة..."
"لتنتظـر حتـى التخـرج على الأقـل.."
"عاهـرةٌ لعينـة.."
YOU ARE READING
•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•
Fanfiction" مُنـذ مَتـى أصبَحت الشيَاطـينُ تُغـازِلُ البَشـرْ؟! " تنـويـــــه 🚫: ـ ـ قـد تحتـوي هذه الروايـة علـى مقاطِـع و ألفـاظ، لا تناسـب جميـع الفِئــــات العُمريـــة...
