₁₉. غيـر مرئـــي؟! .

607 58 44
                                    


***

لتواصـل سيرهـا و تنتظـر الحافلـة حتـى المجـيء.. بينمـا اكتفـى بالجلـوس على المقعـد الآخـر و انتظـار الحافلـة كمـا تفعـل هـي...!

دقـائق حتـى وصلـت الحافلـة، قضياهـا فـي استـراق النظـر كُـلٌ منهمـا نحـو الآخـر، لتصعـد على متنهـا و تقـوم بالجلـوس على إحـدى المقـاعـد اليُسـرى بالقـرب مـن النافـذه..

لـم يكـن جالسـاً البتـة! بـل قـام باللحـاق بهـا و الجلـوس بجانبهـا، لتـأخـذ نظـرةً خاطفـة نحـوه و تستغـرب إصـراره علـى الذهـاب برفقتهـا!

كـان مرئيـاً بالنسبـة لهـا بينمـا لـم يكُـن سـوى شـيءٍ محسـوس بالنسبـة للجميـع.

أسنـدت رأسهـا للنافـذه، لتفـزع بعـد قليـل بصـراخ شـابٍ يقـف بجانـب مقعـد من يجاورهـا، رمقتـه بنظـرةٍ مفزوعـةٍ تنـم عـن ماهيـة صراخـه بهـذا الشكـل، ليُـردف فـي وجـل ...

" شـيءٌ مـا! بـل ملمـسٌ غـريب شعـرت بـه عنـد جلوسـي علـى هـذا المقعـد، إنـه أشبـه بأحـدٍ مـا يجلـس عليـه... "

نقلـت ناظريهـا نحـو السـبب فـي إفزاع ذلك الشـاب، بينمـا اكتفـى الباقون بالهمـس و ذم ذلك الشـاب بلفـظ مجنـون.

لـم يحرك ساكنـاً بـل اكتفـى بمبادلتهـا النظـرات مـع ابتسـامةٍ بلهـاء تدل علـى كميـة سعـادته بما فعلـه للتـو..

قـامـت بمـدّ كفهـا خفيـةً؛ لتقـوم بقرصـه و تنبيهه على القيـام و ترك ذلك المكـان ليأخـذه الآخـر.

رفـع كتفيـه بمعنـى 'لـن أفعـل ذلك' لتباغتـه بقرصـةٍ أخرى جعلتـه ينتفض عن مكانـه فـي أقـل مـن الثـانية، ليغـادر مكانه بجانبهـا و يمسـك بإحـدى القوابض المعلقـة بسقف تلك الحافلـة، منتظـراً الوصـول برفقتهـا.

أطلقـت إبتسـامةً مزيفـه، لتقـوم بدعـوة ذلك الشخـص و الذي كان قـد خاف سابقـاً؛ لتطمئنـه و تحثـه على الجلـوس و أن ما حدث ليـس إلا أضغـاث أوهـام..

مـط شفتيـه فـي غيضٍ مكتـوم، ليؤنبهـا بداخلـه، فكيـف لهـا أن تقـوم بقرصـه و طرده عـن جوارهـا بينمـا تدعـو ذلك الغبـي للجلـوس بجانبهـا، بـل و تبتسـم فـي وجهـه أيضـاً!

توقفـت الحافلـة، لتفتـح أبوابهـا معلنـةً عـن وصول ركابهـا.. نزلـت بكـل برود متجاهلـةً إياه، لتقتحـم تلك البوابة الضخمـة بينمـا هـو يحـاول اللحاق بهـا لسرعـة سيرهـا ذاك..

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now