₁₆. ضَميـــــــــر؟! .

621 64 29
                                    

ــــــــــ

" هـل ستبقيـن بهـذا الشكـل طـوال اليـوم؟.."

اردف بنبـرةٍ مُتلاعِبـة، و مُتسببـاً فـي انبِـلاج ملامحهـا الشـارِدة.

تداركـت الأمـر لتكتشِـف أنهـا مـا زالـت تقِـف برفقـة منشفتهـا، و أن نسبـة تسعـون في المائـة مـن جسدهـا ظـاهرٌ دون استتـار؛ و هـو السـبب في النظـرات الغريبـة عمّـن يُقابلهـا جثمـانه..

لـم تتجـرأ علـى الصُراخ بوجهه و مُجـادلتـه عـن الخروج عـن غُرفتهـا، أو عـن ماهيـة أعذاره للمكـوث بُغرفتهـا و تنغيـصهِ لـلأمـن فيهـا..

فـلا سبيـل للجـدال تحـت مسـامع تلك المـرأة!

ركضَـت بقدميهـا المُبتلّتيـن فـوق ذلك السجـاد الزغبـي الشكـل، أمسكـت مقبـض أحـد أبـواب خزانتهـا الغيـر مُرتّبـة؛ لتقـوم بفتحـه و سحـب قميـصٍ مـن الحـرير بلونٍ أبيـض، برفقتـه بنطـالٌ أزرق مـن الجِينـز الممـزق أسفـل رُكبتيهـا..

بغـض النظـر عـن حشـرهـا ليدهـا إحـدى الخزائـن، و سحبهـا لبعـض المـلابس الداخليـة منهـا، مـع تمنّيهـا عـدم إدراكـه لمـا تقـوم بفعلـه.

أرخـت مُحـرّك السُـرعة لقدميهـا، لتعـود برفقـة ملابسهـا نحـو حمـام غُرفتهـا، و تغييـر... أو بالأحـرى ستـر جسدهـا، بواسطـة تلك القِطــع.

كُـل ذلك يحـدث أمـام ناظِـريـه، بدءاً باستقامتهـا بعـد دفعـهِ لهـا و البـاب، و حتـى انتشالهـا لملابسهـا الداخليـة و الركـض نحـو ذلك الحمـام..

اعتلـت ثغـرهُ إبتسـامةٌ ساخِـرة، تُصاحبهـا بضـعُ قهقهـاتٍ مٌنخفضـة التـردد، كرد فِعـلٍ منـه علـى إحراجهـا الدائـم.. و مُنـذ أن التقـاهـا أول مـرةٍ فـي المتجـر، و محـاولة كذبهـا عليـه بأنهـا فتىً لا فتـاة.. غيـر أن المنطِـق يُثبـت العكـس.

" لـِمَ مـا زِلـت هُنــا؟.."

باغتت شُـروده ذاك، بسؤالِهـا الغيـر مُبـرر..

أ هِـي حقـاً لـم تعلـم حتـى الآن السـبب مـن وجُـودِه؟ أم أنّ ما يحتويـه رأسهـا لا يكـون دماغـاً، بـل كومـةً مـن لُـبِّ يقطيـنٍ يابِــس!

ذلك مـا دار فـي عقلـه، بعـد سؤالِهـا ذاك..

" لا أعلـم، فلتُخمّنـي بنفسِـك... "

أجـاب ساخِـراً، عـن تلك التـي عَلـت ملامحهـا الدهشـة..

استمـرّت فـي التحديـق بوجهه بدون فهـم، ليشعُـر عندهـا بعـدم الارتيـاح، و يهُـم بعـدها بمُغـادرة تلك الغُـرفة، بعيـداً عـن أسئلتهـا الغيـر مُبـررة و المُتغابيـة في معظـم الأحيــان.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now