₄₁. غَــازِلنـي كـ امــرَأة؟! .

384 45 12
                                    

***

كان الخريفُ قد أطلّ مُغتصباً من الأرضِ مساحاتها الخضراء، مُجهِضاً معه أجنّةَ نباتاتٍ شرعت بالنمو، لكن حُبّهما جاء مُغايراً لطبيعةِ ذلك الفصل.

ازداد تنافُراً في أدفئ الفصول، و أنجذبَ بأقطابهِ التسعين في أوجِ تجمّدها.

كان جحيماً دافئاً، في عِزّ الزمهرير لا يستبيح الهلاك لأحدهما.

عندما تخلى عنها الجميع بسبب كآبتِها ، و ملّوا لأنها لا تنصاع لأفكارهم و لأنها لا تُشبههم، و هي ملّت أنهم لا يفهمونها ، قاموا بتركها هربًا من حُزنِها هذا... إلا أنّها لم تستطِع الهرب منه، حتى ظهر على حياتها، كمشكاةٍ فيها مصباح.

لم يكُن مصباحه في زُجاجة، بل انبثق نوره و تدلّى مصباحهُ ليطالها، و يُنير البُقع المُظلمة من حياتِها.

كان قدرهُما مرهوناً برفّةِ من جناح، جناحِ غُرابٍ أعصم.

عندما هاجمها رفقة هي سو في عامها الخامس عشر، لتسقُط أثناء فرارها منه، و تجِد ذلك القُرط.

القُرط الذي أغاث حياتها بودقِ الاهتمام والحب، بعد أن كانت قاحلةً من بضع حنان.

كانت تأملُ عودة والدتها، تبكي و تنام على بابها، تتخيّل أنها تقف أمامها لتواسيها، بعيداً عما يتحوّل إلى خِلقتِه ذلك الكيان.

وعندما أعجبها ذلك القُرط؛ همّت فوراً بارتدائه، لكنّه فضّل عدم الظهور أمامها؛ مُراعاةً للحال التي تمرُّ بها، عندها استمر بمساعدتها عن بُعد، حتى أقبل اليوم الذي اُضطِرّ للمثول أمامها بهيئته التي كان يتوارى بها عنها، رفقة أجنحته.

7:10Am.

استيقظَ تاي و شعور السعادة يغمُره، ألقى نظرهُ على ملامح الدبّ المتشبث به بشعرها الفوضوي، ابتسم يُزيح عنها الخُصلات المتمرّدة على وجهها، و طول شعرها القصير قد أعجبه بشكلٍ لطيف.

فتحت جفنيها على سحنتِه الباسمة، بينما يُبعد شعرها عن وجهها بلُطف و تأنٍّ، أمسكت كفّه و قرّبتها من ثغرها مُقبّلةً إياها، مردفةً بصوتٍ خافت:
" متى موعِدنا الأول؟ "

قهقه تاي؛ لعدم نسيانها لموضوع مواعدتهما، لينقُرها على جبينها بينما يُغادر مكانه بجانبها
" انهضي لتستعدّي للمدرسة، إن رسبتِ فسأنفصِلُ عنكِ"

غادر النوم جفنيها المُطبقين، لتنهض فزعة مما قاله
" لو أنني علِمتُ بما ستكون إجابتك لبصقت على كفّك بدلاً من تقبيلها"

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now